الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تقارير /
الرئيس يجتر إرباكه.. ومخاوف من أن يكون سقوطه في عدن أسوأ منه في صنعاء

04/03/2015 17:35:04


 
الوسط - تقارير خاصة
 هادي لم يتخلَّ عن اطمئنانه على الخارج في إدارة معاركه الداخلية على الرغم من هزائمه المتلاحقة التي انتهت به سجين بيته، تحت الإقامة الجبرية في عدن، كما كان في صنعاء يقضي هادي جل وقته في استقبال السفراء المعبرين عن موقف دولهم المؤيدة لشرعيته فيما نجله جلال يدير ما تبقى من سلطة، ويضيف ما أمكن من أعداء إلى قائمة والده، بالإضافة إلى الإرباك الحاصل في ما له علاقة بتوجيهات متناقضة بين المسؤولين وأنجال هادي، وعمهم ناصر المتبني للجان الشعبية، وهو ما جعل مدينة عدن أشبه بمستوطنة للميليشيات المسلحة في نقل أمين للجان الشعبية في صنعاء، مع فارق أن هؤلاء لهم ارتباطات وثيقة بالقاعدة، وهو ما جعل الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي ترفض نقل سفارتها إلى عدن في المدة القصيرة التي سبقت استقالة هادي، كان معظم سفراء الدول العشر - إن لم يكن كلهم - قد وصلوا إلى نتيجة مفادها من أن الرجل لم يعد قادرًا على إدارة البلد، فضلاً عن إيصالها إلى البر الآمن عبر الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بل أكثر من ذلك فقد صار عبئًا ثقيلاً، وبكلفة عالية، وللتحرر من تبعاته فقد تمحورت بيانات الدول المشرفة على المبادرة الخليجية منفردة ومجتمعة على المطالبة بالتعجيل بالعملية الانتخابية ونقل السلطة بالتأكيد فإن استيلاء الحوثي على السلطة بما حمله من فجاجة قد أعاد هادي كضرورة لا بد من التعامل معه حتى وإنْ لتحميله وزر قرارات إعلان الحرب لضرب "أنصار الله" أو الانفصال والفرار بالجنوب وباب المندب باعتبار الأخذ بأقل الخسائر هادي بذهنيته البسيطة وقدراته المرتبكة لن يصمد على البقاء فترة طويلة، وفي الغالب فقد كانت الأزمات المتلاحقة طوال سنوات حكمه هي التي فرضت استمراره العابث، والذي مع ذلك سقط مع أول تهديد جدي لسلطته المسنودة بالكامل من الخارج اليوم، ومن عدن هو يعيد اجترار كل أسلوبه في إدارة السلطة من خلال صرف الأموال لشراء الولاءات والتعامل مع الجميع وفق مبدأ البيع والشراء مع عدم قدرة على الاحتفاظ بأي حلفاء لفترة طويل، فضلا عن الاستفادة منهم اليوم، وبدلاً من جعل عدن مدينة أنموذجية إدارة وأمانًا ونظافة أصبح أبناؤها من غير البدو يضجون بأمر الشكوى من مسلحين ضاقت من تصرفاتهم الحواري والشوارع والأسواق في ظل تغييب مقصود لكل ما يمت للدولة بصلة.
هادي، وبدلاً من تأكيد شرعيته القائمة أصلاً على الوحدة، سعى ببلادة إلى استهداف العسكريين الشماليين، والنظر إليهم كمتهمين لم تثبت إدانتهم بعد، مع كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصار همه ومن معه يقتصر على كيفية التخلص منهم بأقل الخسائر، وهو ما خلق جدارًا من الريبة والشك بينه وبينهم؛ باعتبارهم صاروا مستهدفين وغير موثوق بهم؛ فقط لأنهم من الشمال، مع أن أغلب الجنود في المعسكرات المنتشرة في الجنوب هم من محافظتي إب وتعز اللتين يخرج أبناؤهما لمساندة شرعيته، فيما لا يعترف بها أبناء منطقته.
على أية حال هذا هو هادي، وهذا مستوى تفكيره، وهذه هي حجم قدراته التي لا تتجاوز أكثر من صرف الأموال وتكرار الحديث عن أحداث وقعت في الماضي دون الاستفادة من عبرها، أو أخذ العظة حتى لا يكررها، وهو ما سيجعل من سقوطه مرة أخرى في عدن أمرًا لا يدانيه شك، والأمل - فقط - في أن لا يكون كلفة هذا السقوط أغلى مما دفعته البلد أثناء سقوطه في صنعاء، وأكثر سوءًا على المستوى الشخصي مما حصل له فيها.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign