الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تحقيقات. /
أعاد الانقسام وأنقذ المبادرة الخليجية وأربك الحوثيين وأصاب حوار موفمبيك بمقتل
عودة هادي للحكم.. تثير جدل الشارع اليمني وتعيد الانقسام

26/02/2015 15:15:23


 
إستطلاع / رشيد الحداد

ماهي إلا أيام منذ إعلان بعض وسائل الإعلام أن الرئيس هادي توفي إكلينيكياً، حتى أعلن تمكنه من الخروج من منزله فجر السبت، ووصوله مدينة عدن، وهو ما أثار جدلاً واسعاً، محليًّا وإقليميًّا.. وبينما انشغلت وسائل الإعلام بكيفية تمكّن الرئيس من الخلاص من الحصار المفروض عليه انشغل الشارع اليمني بتداعيات انتقال هادي إلى عدن سياسيًّا.
ومنذ اللحظة الأولى عاد جدل الشرعية إلى الواجهة ليعيد الانقسام مرة أخرى؛ فهناك من اعتبره رئيسًا شرعيًّا للبلاد باعتباره الرئيس المنتخب من الشعب، وهناك من اعتبر ولايته منتهية قبل عام، إلا أن القوى السياسية مددت له عامًا، وقد انتهت فترة التمديد يوم وصوله عدن.. الوسط استطلعت آراء عدد من السياسيين والناشطين والمحامين والأكاديميين لمعرفة تداعيات وصول هادي إلى عدن.. إلى التفاصيل:
في ظرف 24 ساعة تغيرت المعادلة السياسية اليمنية نهائيًّا؛ فالرئيس الواقع تحت الإقامة الجبرية منذ قرابة الشهر أعلن عن سحب استقالته بصورة مفاجئة، وعاد إلى السلطة كرئيس منتخب، وبدأ يمارس مهامه من القصر الجمهوري بعدن.
عودة هادي لممارسة الحكم أنقذ المبادرة الخليجية من الموت السريري التي وضعته فيها ثورة 21 سبتمبر، إلا أنه أربك جماعة الحوثي وحوار موفمبيك؛ خصوصا في إعلانه اعتبار كافة الإجراءات التي حدثت منذ يوم 21 سبتمبر ملغية وغير شرعية، وتمت تحت قوة السلاح.
وبقدر ما قوبلت عودة هادي بارتياح بعض الأطراف السياسية التي سارعت إلى مباركة وصوله عدن أثارت انزعاج قوى أخرى، كما أثارت المخاوف من أن تكون البداية لحرب أهلية أو انفصال البلد.
اليمن أمام خيارين
الزميل عادل عمر - عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي يتواجد في عدن - أكد لنا أن الأوضاع في عدن هادئة، واللجان الشعبية منتشرة في كل مكان، والنقاط التابعة للجان الشعبية تسيطر على مداخل المحافظات الجنوبية، وإجراءات مشددة للتحقيق من هوية الوافدين إلى عدن عبر البطاقات الشخصية، ولا يتم السماح للعسكريين الذين ينتمون إلى محافظة عمران وصعدة وحجة بالدخول إلى عدن، وهناك حالة من الابتهاج في المحافظة لدى المواطنين بعد وصول الرئيس هادي، كما تشهد محافظتا أبين ولحج حالة من اليقظة والتعزيزات البشرية لحدود المحافظتين.
وحول تداعيات عودة هادي للحكم قال عمر: أتوقع في الأيام القادمة أن يكون هناك سيناريوهين، الأول أن يقدم الحوثيون تنازلات كثيرة، وتلك التنازلات ستعمل على تقوية موقف هادي والقوى السياسية المؤيدة له، وسينتهي الأمر بالاتفاق على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني استنادًا على المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن.
وأشار عضو مؤتمر الحوار إلى أن السيناريو الثاني يتمثل في تعنُّت الحوثيين، وهو ما يجعل هادي يطلب من مجلس الأمن حماية الشرعية الدستورية والانتقال السياسي، وسيكون لدول الإقليم دورًا في مساندة هادي ودحر الحوثيين وتقليص نفوذهم، وفي هذه الحالة لا يستطيع أحد التنبؤ بعدم إمكانية انفجار حرب في عدد من المحافظات الشمالية، وموقف دول الإقليم من ذلك هو من يحدد طول أو قصر المعركة.. إنما بشكل مختصر الوضع اختلف، وتغيرت موازين القوى، وسيكون الحوار إذا ما استُئنف، حول تطبيق مخرجات الحوار، سيكون الحوثي مضطر لتقديم تنازلات تجنبًا لخسارة فادحة قد تلحق به وبجماعته، وكل ما حصل من أحداث توحي أن عودة السلطة إلى هادي أربكت الحوثي تمامًا، وجعلته غير قادر على اتخاذ قرارات سريعة وصائبة.. وعودته لمطالبة حكومة بحاح بممارسة عملها دليل على ما وصل إليه من حالة تخبط، ولن تكون الأيام القادمة في صالحه البتة.
اليمن لا تحكمة قوة منفردة
الدكتور موسى علاية - أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء - قال لـ"الوسط": أعتقد أن ما يحدث في اليمن حاليًّا قد يكون أمرًا صعبًا جدًّا؛ خصوصاً في ظل تسارع الأحداث ووقوعها بصورة دراماتيكية.
وأضاف: اليمن - الآن - تواجه صعوبات كبيرة جدًا، وأصبحت أقرب إلى الانهيار التام، إلا في حالة توحد القوى السياسية المتصارعة والتفافهم حول هدف محدد، وهو على الأقل الحفاظ على الوطن.
ودعا علاية القوى السياسية الإدراك بأن اليمن لم ولن تُحكم عن طريق قوة سياسية منفردة.. كون انفراد قوة بعينها في حكم اليمن قد يكون شبه مستحيل.. داعيًا الجميع إلى بناء بيئة للتحاور الإيجابي بعيداً عن الارتباطات الخارجية وغيرها من الأهداف الأنانية للقوى المتحاورة.
وقال: بغض النظر عن مسائل الشرعية والمشروعية سيولد تخبط عام وعشوائية قد تؤدي إلى حرب أهلية لا يمكن أن يفر منها أي طرف.. واختتم: نقول للمتحاورين الضعفاء لن تفلحوا، ولن يفلح الوطن معكم ما دمتم تتبعون نفس الأسلوب السياسي في التحاور أو تتحاورون وكأنكم تتحدثون عن صلح قبلي بين قبيلتين متخاصمتين في مجالس القات الموفمبيكية.
عودة هادي مستحيلة
الناشط السياسي وعضو اللجان الثورية توفيق الحميري أكد أن هروب هادي من صنعاء إلى عدن لا يقدم ولا يؤخر من إجراءات التنفيذ للإعلان الدستوري، واللجنة الثورية ستفرض إجراءاتها على الواقع، ولن يثنيها تلك التحركات العابثة، وقال: إن السبب في هروب هادي إلى عدن التزاماته التآمرية التي قدمها للأميركان، ونحن الآن أمام مواجهة جريمة محاولة استجلاب قوى الخارج إلى الأراضي اليمنية في المحافظات الجنوبية تحت مبررات واهية ومنتهية الصلاحية، وهذا غير ممكن، والشعب سيحمي سيادة بلده.. وأشار إلى أن تصريحاته الأخيرة لا تختلف عن سابقاتها، ومواقفه المعروفة سواءً ما قبل 21 سبتمبر أم ما بعد، وبالتالي لا جديد أمام الثورة سوى المضي بالمرحلة دون انتظار لقوى المماطلة والإعاقة والتخاذل والفشل.
واعتبر الحميري عودة هادي إلى الحكم من الأمور المستحيلة، ولا فرق بينها وبين من ينتظر عودة صالح، وربما الرئيس الحمدي، كون أوامره لن تلقى استجابة على الواقع، ومفتقرة إلى الشعبية.. واختتم تصريحه بالقول: إن هادي المنتهية شرعيته وولايته يقود تمردًا في عدن، وأعتقد أنه يسعى إلى الذهاب لقفص المحاكمة على أيدي الثوار، وعليه أن يدرك أن اتفاق السلم والشراكة لم ينص على حصانة أو ما شابهها.
هادي أسقط الانقلاب
الناشط السياسي منصور الفقيه أكد أن عودة الرئيس هادي غيرت في الموازين؛ حيث أسقطت كل التداعيات والتشريعات التي جاءت من بعد 21 سبتمبر، وأسقطت كل ما جاء به الانقلابيون من مجلس رئاسي ولجان ثورية وحاكم فعلي للحوثيين..
وأكد أن عودة هادي أعادت الأمل للشعب اليمني وبمثابة الإفاقة من صدمة 21 سبتمبر و21 يناير، وأفشلت كل المخططات، ووحدت أبناء الشعب جميعًا، واستعادت الدولة والجيش والأمن.
وقال: إن عودة هادي كرئيس شرعي قضت على المشروع الانقلابي، وأخرجت الوطن من مأزق كبير، وهي الآن بمثابة ورقة ضغط كبيره على الحوثي للقبول بالحلول السياسية، وستدفع جماعة الحوثي إلى مراجعة كافة خطواته؛ لأنه أصبح - الآن - في مواجهة الشعب والمجتمع الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن التأييد الكبير الذي حظى به هادي نتيجة للممارسات الحوثية والغرور والكبر والإساءة للجميع، بما فيهم المؤتمر، جعلت الجميع ضده.
وحول القادم قال منصور الفقيه - الناشط في التجمع اليمني للإصلاح: إن القادم يحدده هادي؛ حيث أصبح الآن ليس تحت الضغط، وكل الشرعية معه.. شرعية الشعب أقصد، وعليه اتخاذ قرارات قوية تعبر عن احترام هادي للشعب.
وتوقع عودة المفاوضات والحوارات بين هادي ومن يؤيده كطرف وبين جماعة الحوثي عبر جمال بنعمر، وإذا لم تفضِ الحوارات إلى التوصل لصيغة توافقية تحافظ على الشرعية الدستورية فسيفضي ذلك إلى صراع غير محمود العواقب، ونحن لا نؤيد ذلك.
لاشرعية لرئيس غير شرعي أصلاً
المحامي فيصل الأسدي تساءل عن أية شرعية يتحدثون.. وقال: هذه الشرعية تنتقل إلى الدستور من قبل الشعب بالاستفتاء، وتنتقل الى الرئيس عبر الانتخابات من قبل الشعب، وتنتقل الى المجلس التشريعي عبر الانتخابات المباشرة أيضاً من قِبل الشعب.
وأكد أن الأحزاب السياسية والفرقاء السياسيين لا يمتلكون تلك الشرعية، مشيرًا إلى أن الفرقاء السياسيين والأحزاب وقعوا على المبادرة الخليجية ومنحوها مرتبة اعلى من الدستور بطريقة غير شرعية، خصوصًا وأن صاحب السلطة ومصدرها هو الشعب، والشعب لم يفوض تلك، لذلك فالدستور قائم، وتعليقهم له لا معنى له بل منعدم.
وأشار الأسدي إلى أن المبادرة الخليجية هي من فرضت هادي كرئيس للبلاد، وافق عليها فاقدو الشرعية من الفرقاء والاحزاب السياسية، وحتى الانتخابات التي من خلالها صعد هادي لم تكن انتخابات كاملة الأركان من جانب، بل كانت مفروضة من الخارج ومشروطة بعدم التنافس، حيث لم يترشح سوى المعين من الخارج بموجب المبادرة، وكل ذلك قد جاء بالمخالفة للدستور القائم، والذي لن تؤثر فيه تصرفات الفرقاء السياسيين والأحزاب لانعدام شرعيتهم في المساس به، وأشار الى ان الرئيس فترته الانتقالية عامان، وقد انتهت، وأصبح بعدها غير شرعي وفقاً لمعايير المبدرة الخليجية، ولذلك استمد هادي بقاءه لفترة عام من أعضاء مؤتمر الحوار الذي عينهم، وهم لا يملكون الشرعية حتى يمنحونها، لذلك فهو صنيعتهم.. فأين هي الشرعية، ومع ذلك انتهت مدة التمديد الجديدة وأصبح "هادي" غير شرعي وفقاً لمعايير المبادرة الخليجية ومعايير من مدد له بالمخالفة للدستور.. واختتم المحامي الأسدي بالقول: فهل لاستقالته أو عودته عنها أي معنى؟!!
إنتاج رئيس
الكاتب عبدالوهاب الشرفي يقول: الحديث عن انتهاء ولاية الرئيس هادي كلام لا معنى له، ومن كان لديه القدرة على أن ينتج رئيسًا للبلد غير هادي في ظل الواقع السائد في البلد فليتفضل، والطريق مفتوح أمامه.
وأشار الى ان المسألة ليست تنظيرًا وكلامًا نظريًّا.. ملابسات الواقع هي من سيحكم الجميع، والعاقل من يرتب خطواته في ضوئها، ويعمل على إنتاج حلول للواقع لا خطوات نظرية تقفز على الواقع، ولا تتعدى إطار من "يدهدهونه" ليقدم عليها، ولا يلبث إلا ويعود عنها.
أما الناشط السياسي محمد الشريف فقد قال: لو كان أعضاء المكتب السياسي ينقلون المشهد السياسي للسيد عبدالملك الحوثي بكل صدق وأمانة لما آلت الأمور إلى ما آلت إليه، ولتعامل معها بكل حكمة وبكل منطقية، ولكانت الأمور تسير حسب ما يخطط لها، لكنهم - حسب قوله - يصورون له المشهد وفق هوى ومزاج كل منهم، ويخفون عليه أو يختلقون الأعذار لكل التصرفات السيئة التي تحدث من بعضهم، حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم.
فشل الحوار أبقي هادي رئيسًا شرعيًّا
الأستاذ توفيق الجندي - مدير مكتب الإعلام في اللجنة العليا للانتخابات - قال: مما لا شك فيه، أن عملية هروب الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي من العاصمة صنعاء إلى العاصمة الاقتصادية لدولة الوحدة عدن تأتي تعبيرًا عن الفشل والخيبة التي وصلت إليه القوى السياسية المتحاورة في أروقة موفمبيك التي فشلت في الخروج برؤية موحدة لإنقاذ الموقف من الازمة اليمنية، حيث تعمل تلك القوى على بحث مسائل المحاصصة الحزبية على حساب المشروع الوطني.
وأضاف الجندي: تلك القوى طعنت، وبصفة مستمرة، في عدم شرعية مجلس النواب، إلا أن هادي قدم استقالته إلى مجلس النواب، الذي أنكر شرعيته كل من انصار الله وأحزاب اللقاء المشترك، مما يعني بقاء هادي رئيسًا شرعيًّا إلى حال اجتماع مجلس النواب والموافقة على استقالته، الشيء الثاني ان الدستور الحالي لا ينص على مجلس رئاسة، لذلك وضعت تلك القوى نفسها في مأزق خانق؛ حيث تعلن للعالم شرعية مجلس النواب الذي رفض حله المجتمع الدولي والاقليمي، وتمسك المؤتمر الشعبي العام وحلفائه بشرعية مجلس النواب واقتراحه تشكيل غرفة ثانية، بحيث تكوّن الغرفتان (المجلس الوطني)
وقال الجندي: ان هادي اضعف نفسه ونظامه، ولم يكسب أحدًا، وخسر الجميع.. تآمر على نفسه، فشل في إدارة اليمن والحفاظ على مؤسساتها.. اليوم قلب الطاولة على الجميع، أنصار الله لم يحسموا أمورهم في الشرعية الثورية، يريدون السلطة ولا يريدون تحمل المسؤولية.. وإن لم يجتمع مجلس النواب ويقبل استقالة هادي سيبقى رئيسا شرعيا، ويحرك بالريموت كنترول خدمة لأجندة خارجية، والحل يكمن في أن تصدق القوى السياسية مع نفسها، وتضحي بمصالحها الذاتية من أجل المصلحة العليا للوطن والمواطن، فالحل يأتي من الداخل لا من الخارج، وكل الاحتمالات واردة.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign