امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية      
    كتابات /
تحالفات بلون الدم

25/02/2015 22:33:35
صلاح السلقدي
جربت كثير من القوى السياسية في صنعاء منذ غداة يوم 22 مايو 1990م وحتى اليوم، مرورًا بظروف حرب 1994م وما تلاها تحالفات خطيرة مع جماعات دينية متطرفة قدمت لتوها مطلع التسعينيات من القرن الفارط من جبال أفغانستان، تجر خلفها ذيول زهوها ونشوتها بعد انتهاء حربها المسنودة من الغرب، وبعض الدول العربية ضد السوفييت.
ازدادت وتيرة تلك التحالفات مع بزوع واحتدام الصراع بين الحزب الاشتراكي (طرف جنوبي)، وبين المؤتمر الشعبي العام والإصلاح (طرف شمالي).. حيث طفق هذان الأخيران باستقدام مجاميع متطرفة يمنية وأخرى أجنبية تقطعت بها سبل العودة إلى بلدانها الأصلية للقيام بمهام رُسمت لها خلسة خلف الحجب..!
فلم يكن من الصعوبة بمكان لحزبيّ المؤتمر الشعبي والإصلاح بأن يشبكا علاقات ويُجريا ترتيبات مع تلك المجاميع بحكم العلاقات التاريخية التي تربطهما بها, وبحكم توجه حزب الإصلاح الديني أو ما بات يُعرف بمصطلح الإسلام السياسي, وبما يحتوي داخله من مخزون كبير من عناصر لها تاريخ طويل بالجهاد والتشدد وصناعة الفتاوى (فتوى 94م ضد شعب جنوب أنموذجًا).
ودرات عجلة الصراع، وتحركت تروس ماكينة القتل والتكفير, وتمدد الإسلام السياسي بالجهات الأربع بشكل لم يسبق له نظير, وصار المآل بالجميع إلى ما نحن فيه اليوم من بؤس و ضياع.
وبرغم قساوة التجربة واتساع قُــطر دائرة الدم المسكوب والأشلاء الممزقة وقتامة الأفق الحالك, نرى اليوم أمام بصرنا وبصائرنا شريط الماضي يُعاد عرضه بكل فجاجة وصفاقة وتحدٍّ من خلال ما يتم من نسج تحالفات بين قوى حزبية يمنية قبلية مع جماعات متطرفة تحـمل ذات نهج الكفر التدميري الذي دأبت عليه منذ ربع قرن من الزمان، بل وازداد هذا الفكر توحشًا وتغولاً، وأضحى يُخرج لنا لسانه هازئًا.. والغرض من هذا التحالف الجديد القديم هو ذاته الذي كان منذ العام 1990م استحواذ على السلطة بسلاح الدين, إزاحة خصوم سياسيين بمدافع الفتاوى والاستبداد بجلباب دين سمح لا ناقة له فيها ولا جمل.
- كل التجاوزات على خطورتها التي تقوم بها حركة "أنصار الله"، إلا أنه يظل من الحماقة والطيش أن تكون طريق مجابهة تلك التجاوزات هي تحالفات من هذا القبيل مع جماعات متطرفة لا تعطي آدمية الإنسان أبسط درجة من الاحترام، ولا تُقيم أدنى اعتبار لكرامة الإنسان وعرضه ودمه وماله.
وعلى ما تقدم فالكل مدعو اليوم إلى الوقوف بحزم بوجه تلك القوى التي تساند وتمول - ماليًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا وتحريضيًّا من منابر الجوامع وشاشات التلفزة - تلك الجماعات المتشددة بذات القدر الذي يجب مجابهة تلك الجماعات ذاتها. الكل مدعو أن يغادر مربع اللا مبالاة، واعتماد الطريقة المخزية (الكنس تحت السجاد) إلى ما لا نهاية..!
فلن يُصنع الحزام الناسف ولا يُطوى حول الخاصرة إن لم يجد من يموله ويحض عليه ويحرض.. ولا تصنع وتجهز العبوة المحشوة بمادة "تي إن تي" إلا بعد أن تجهّز وتصنع عبوة فكرية ناسفة بالأدمغة والنفوس.. فعبوة العقل هي الصاعق الذي يفجر عبوة الـ "تي إن تي", وطوبى لمن يعمل على نزعه قبل أن يصير الكل شظايا.
*حكمة: (أعدل الشهود التجارب).




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign