الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تقارير /
صنعاء تفقد رمزيتها السياسية.. وإجراءات على الأرض لنقل العاصمة إلى عدن

25/02/2015 15:49:41


 
تصاعدت المطالب السياسية بنقل العاصمة السياسية للجمهورية اليمنية من صنعاء إلى عدن باعتبارها البديل الآمن في ظل سقوط العاصمة بيد جماعة "أنصار الله" الحوثيين منذ 21 سبتمبر الماضي.
ودعا كلّ من الحزب الناصري والاتحاد اليمني ومشترك الحديدة وتعز، وفرع حزب الإصلاح في عدن، وناطق المشترك، إلى نقل العاصمة إلى عدن، كما أيد ذلك الاشتراكي وأحزاب أخرى، إلا أن السلطات المحلية في محافظة عدن أشارت إلى عدم وجود أي توجه لنقل العاصمة إلى عدن، وأكد محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور أن عدن هي العاصمة الشتوية والاقتصادية للجمهورية اليمنية وفقًا للدستور، وأن وجود الرئيس فيها أمر طبيعي "ليمارس صلاحياته ومهامه منها كعاصمة ثانية لليمن".
وكشف في تصريح لـ"السياسة الكويتية" عن أن عددًا من المؤسسات ستنتقل إلى عدن، فيما ستبقى مؤسسات أخرى في صنعاء، غير أنه استبعد وجود توجه لتشكيل حكومة مصغرة لإدارة الدولة من عدن, مشيرًا إلى ترتيبات جارية لعقد اجتماع للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار وفقًا لدعوة هادي في مدينة عدن أو تعز.
وأشار بن حبتور إلى أن عددًا من السفراء ممن غادروا العاصمة صنعاء اتصلوا بالرئيس هادي، وطلبوا مقابلته، وأبدوا رغبتهم في العودة إلى اليمن لنقل سفاراتهم تدريجيًّا إلى عدن، ومزاولة أعمالهم منها، وليس من صنعاء.
وفي ظل وجود توجّه سياسي أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي، من مقر إقامته في عدن، التي وصل إليها السبت الماضي، بعد تمكنه من الفرار من مقر إقامته الجبرية التي فُرضت عليه من قبل الحوثيين منذ شهر، توجيهات رئاسية، من شأنها أن تنقل الثقل السياسي للعاصمة صنعاء كعاصمة سياسية وفق المادة 44 من دستور دولة الوحدة إلى عدن اعتبارًا من توجيهات بتغيير الخارطة البرامجية لـ"قناه عدن" الرسمية، واعتبارها القناة الأولى بديلاً عن قناة اليمن الفضائية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ 21 سبتمبر، بالإضافة إلى إيجاد بديل لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" باعتماد موقع عدن التابع لمحافظة عدن، كموقع رسمي مؤقت.
إلى ذلك دعا الرئيس هادي، خلال اتصال المبعوث الأممي جمال بنعمر به الأحد الماضي، إلى نقل الحوار إلى عدن، وتلبية لذلك ناقش حوار موفمبيك نقل الحوار إلى عدن وسط رفض الحوثيين وتحفظ المؤتمر الشعبي العام، حيث وافقت سبعة أحزاب سياسية على نقل الحوار إلى عدن، وأعلنت زيارة قياداتها للقاء الرئيس هادي لبحث نقل الحوار.
وفي ذات الاتجاه صدرت توجيهات الرئيس هادي - أمس الثلاثاء - إلى كافة قيادات الوحدات العسكرية بوقف أية عمليات عسكرية في مختلف المحافظات، واعتماد عمليات 22 مايو لتلقي أي توجيهات عسكرية، وهو ما يعني إفراغ دور اللجنة الأمنية في العاصمة صنعاء.
ووفق الوثيقة فإن الرئيس هادي وجه بتاريخ 23 - 2 -2015 إلى قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، وإلى قادة القوى والمناطق وقيادة قوات الاحتياط والعمليات الخاصة والوحدات المستقلة اعتماد غرفة عمليات 22 مايو - عدن، غرفة عمليات للقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدربه منصور هادي.
ووجهت الوثيقة كلاًّ من قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وجميع قادة القوى والمناطق وقيادة قوات الاحتياط والعمليات الخاصة والوحدات المستقلة بضرورة تنفيذ مهامها وواجباتها الروتينية لحفظ الأمن والاستقرار في القطاعات المسؤولة.
ومنعت التوجيهات تنفيذ أية عمليات قتالية أو تحركات أو تنقلات أو استبدالات في الوحدات العسكرية، إلا بقرار رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عبر غرفة العمليات الخاصة به 22 مايو - عدن.
ومع تصاعد إجراءات نقل العاصمة إلى عدن كعاصمة مؤقتة، حذّر علي سالم البيض، آخر رئيس لليمن الجنوبي، الحوثيين من "أية مغامرة" بأراضي الجنوب، رافضًا - في الوقت نفسه - فكرة نقل العاصمة إلى عدن.
وفي تصريح خاص لوكالة الأناضول، حذر البيض من جر الجنوب إلى الصراعات الدموية، التي قال: إن "الجنوبيين تنبهوا لها من خلال تشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن والاستقرار في العاصمة عدن وفي بقية المدن".
وقال البيض: إن "الجنوبيين عمدوا إلى تشكيل مقاومة شعبية ترابط على حدود الجنوب حفاظًا على جغرافيا الجنوب من أي اجتياح جديد لأية مليشيات مسلحة سواء أكانت مما يسمى بـ"أنصار الله" (الحوثيين)، أو مليشيات ما تسمى بأنصار الشريعة (موالين لتنظيم القاعدة)"، حسب تعبيره.
وقال البيض: إن "الجنوبيين فوجئوا، بقدوم الرئيس اليمني (عبدربه منصور هادي) إلى عدن، بعد خروجه من الحصار الذي فرضته عليه هذه الميليشيات المسلحة"، وأعرب عن رفضه تحويل العاصمة إلى عدن؛ لأن "ذلك يعني نقل الصراع إليها"، على حد قوله.
وقال البيض: إن "ما جاء في بيان عبدربه منصور هادي لا يعني شعب الجنوب؛ لأنه لم يذكر القضية الجنوبية، ولم يكلف (هادي) نفسه حتى المرور عليها باعتبارها القضية المركزية في الصراع مع المحتل اليمني"، في إشارة إلى بيانه الأخير.
إلى ذلك دعا اجتماع موسع، عُقد في مدينة عدن، الأسبوع الماضي، برئاسة محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور، إلى نقل العاصمة اليمنية إلى عدن بدلا عن صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون،إلا أن دعوة السلطة المحلية قوبلت برفض مكونات الحراك الجنوبي التي حذرت من جر الجنوب إلى أتون الصراعات.
إلى ذلك عبّر الحراك الجنوبي، المطالب بفك الارتباط مع العاصمة اليمنية صنعاء، عن رفضه نقل الحوار السياسي اليمني الذي ترعاه الأمم المتحدة بين المكونات اليمنية، إلى مدينة عدن، حيث يوجد الرئيس عبدربه منصور هادي حاليًّا، بعد هروبه من مقر إقامته المحاصر في صنعاء.
وقال مسؤول المركز الإعلامي للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب، علي سالم الهيج: "إن نقل الحوار السياسي بين المكونات اليمنية إلى عدن أو أية مدينة جنوبية مرفوض تمامًا".
واستنكر الهيج - أيضًا - الدعوات التي طالبت بنقل العاصمة اليمنية صنعاء مؤقتًا إلى عدن، مشددًا على أن "عدن" هي عاصمة "الجنوب اليمني".
وأضاف: أن "قوى الحراك ترفض مخرجات الحوار الوطني، كما ترفض أي شيء مرتبط بالعاصمة صنعاء".. مشددًا على أن "الحوار لا بد أن يكون بين الشمال والجنوب على أساس الانفصال والعودة لما قبل اتفاقية الوحدة عام 1990".
وكانت عدد من المظاهرات الشعبية التي خرجت في تعز والعاصمة صنعاء وإب قد طالبت بنقل العاصمة إلى عدن باعتبارها المكان الآمن من جانب، وتحمل دلالات لبناء دولة مدنية حديثة.
وفي ظل إفراغ العاصمة السياسية صنعاء من ثقلها السياسي التزم المواطنون الصمت، ولم يبدوا أية معارضة حتى الآن، خصوصًا وأن إفراغ العاصمة من ثقلها السياسي قد يكبد الآلاف من أبنائها خسائر فادحة، كما سيعطل الحركة التجارية فيها.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign