صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران      
    تقارير /
هادي في عدن يعيد الطمأنينة للإصلاح ويربك الحوثيين والمؤتمر

25/02/2015 15:45:48


 
الوسط- تقارير خاصة

تعددت الروايات الإعلامية حول كيفية فرار الرئيس المستقيل عبدربه هادي من منزله في صنعاء إلى عدن، الذي ظل تحت الإقامة الجبرية ما يزيد عن الشهر مع أن ما هو أقرب إلى التأكيد أنه خرج متخفيًا بسيارة يسوقها أحد مرافقيه مساء الجمعة، ووصل عدن صباح السبت، حيث التقى لفترة وجيزة قائد المنطقة الرابعة وشقيقه ناصر منصور، وكيل الأمن السياسي لمحافظات عدن وأبين وشبوة، وتم فحصه من قبل أطباء ليخلد عقب ذلك إلى نومة طويلة استمرت إلى عصر اليوم الثاني.. إلا أنه ومع كل ذلك فإن الأهم يتمثل في نجاح عملية فراره ووصوله سالمًا إلى مدينة عدن وظهوره العلني باعتباره رئيسًا للجمهورية اليمنية بترؤسه اجتماعات متتالية مع عدد من المحافظين لإقليم عدن ثم محافظات جنوبية وشمالية، أبرزها (حضرموت ـ تعز ـ شبوة) وإعلانه - رسميًّا - تراجعه عن الاستقالة وقيامه بممارسة مهامه كرئيس.. مع أن الخبر الذي بثته قناة عدن لم تذع فيه ما دار في الاجتماعات مع هادي، واكتفت بنقل ما دار كخبر نُقل عنه.
هادي يستعيد شرعيته
تراجع هادي عن استقالته منحته زخمًا والتفافًا كان قد تلاشى في السنة الأخيرة من حكمه الذي توافق الجميع على وصفه بالفاشل، وهو ما يعني حصوله على شرعية جديدة، وهو ما بدا بالفعل من خلال إعلان أحزاب
ومنظمات جماهيرية، وكذا محافظي محافظات شمالية وجنوبية بتمسكها بشرعيته.. وقالت الكتلة البرلمانية الجنوبية: إن وصول الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن بمثابة إلغاء للاستقالة التي قدمها تحت ضغط جماعة الحوثي.
ودعت الكتلة، في بيان لها، الرئيس هادي "إلى ممارسة مهامه بشكل اعتيادي".. مؤكدة "أن ما قام به الحوثيون من إجراءات لا شرعية لها".
موقف مؤيد للأحزاب السياسية
وفيما أسعد انعتاق هادي حزب الإصلاح الذي هنأه قحطان بسلامة الوصول إلى عدن واصفًا إياه بالرئيس، دعاه التنظيم الناصري إلى ممارسة مهامه كرئيس للجمهورية،
ورحب حزب الإصلاح في محافظة عدن "بعودة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي للعاصمة الاتحادية عدن".
وأوضح الحزب، في بيان له، أن عودة هادي إلى عدن تتزامن مع ذكرى انتخابه رئيسًا للبلاد، مؤكدًا أن هادي هو الرئيس الشرعي، وأن استقالته لا قيمة لها؛ كونها كانت تحت تهديد سلاح الانقلابيين الحوثيين.
كما طالبه بإعلان عدن عاصمة مؤقتة تأكيدًا لمطلب كافة القوى الرافضة للانقلاب.
وأعلن حزب الرشاد تأييده الكامل للشرعية الدستورية والبيان الصادر عن الرئيس، ورفض الانقلاب على العملية السياسية الذي قامت به جماعة الحوثي، مغلبة لغة القوة والسلاح لفرض الآراء الأحادية وفرض سلطة الأمر الواقع على لغة الحوار والشراكة، ويحمل جماعة الحوثي نتائج هذا الانقلاب".
من جهته دعا الحزب الاشتراكي بهذا الشأن، في تصريح لعضو مكتبه السياسي، علي الصراري، جميع الأطراف السياسية، البحث عن صيغة حوار جديدة تجمع كل الأطراف، بما فيهم الرئيس هادي، ولفت الصراري، الانتباه إلى أن "مواصلة الحوار بصيغته السابقة، لا معنى له، حيث كانت تجري وفق وضع نشأ فيه فراغ في السلطة بعد تقديم هادي والحكومة استقالتيهما، وبقائه وعدد من الوزراء تحت الإقامة الجبرية، وهو الوضع الذي تغير بعد انتقال الرئيس إلى عدن..
واعتبر مكون الشباب المستقل بمؤتمر الحوار الوطنى أن هادي هو الرئيس الشرعي بموجب الانتخابات، وأن عملية تعيين رئيس جديد لليمن هو عبر طريقة وحيدة فقط، وهي الانتخابات وفق الدستور الجديد، كما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التى كان مؤتمر الحوار الوطنى أحد بنودها، وليس عبر قوة السلاح.
وقال بيان عن مكون الشباب: إن استقالة الرئيس قد أصبحت شيئًا من الماضي ولا قيمة لها.
وقبل يوم أمس اتفقت سبعة أحزاب سياسية، هي: "الإصلاح، الاشتراكي، الرشاد، اتحاد القوى الشعبية، التجمع الوحدوي، التنظيم الناصري، العدالة والبناء" على زيارة الرئيس إلى مقر إقامته بعدن في أقرب فرصة، برئاسة الرئيس الدوري للقاء المشترك محمد الرباعي.
الحوثيون والمؤتمر صمت وتحفز
أربك هروب هادي أهم مكونين، وهما: أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، الذي يُمثل لهما هادي خصمًا مشتركًا.. إذ لم يصدر بيان رسمي عن "أنصار الله" غير تهديدات عبر تصريحات سياسية، وتأكيدات على المضي بالثورة.. أما المؤتمر فقد أصدر عدة بيانات حول عملية فرار هادي بين الرافض لعودته والمعبر عن رفضه لعملية احتجازه، غير أن ما عبر عنه الناطق الرسمي للحزب عبده الجندي يُعد الأكثر مصداقية في التعبير عمّا يريده رئيسه، حيث قال: إن عودة هادي للسلطة عبر خطوات غير البرلمان، مسألة مستحيلة مهما توافرت لها من مقومات الدعم الخارجي.
ونقل موقع «خبر»، المقرب من المؤتمر، عن الجندي، دعوته الأحزاب وكافة المكونات السياسية إلى عدم الاعتراف بشرعية هادي و«من يخرج من الباب مستحيل عودته من النافذة».
عودة هادي أربكت حوارات موفمبيك
الإرباك كان سيد الموقف في موفمبيك إذ لم يعلم المتحاورون من قيادات المكونات السياسية بعملية فرار هادي إلا وهم في جلسة المفاوضات التي تجري للاتفاق حول إجراءات نقل السلطة من الرئيس المستقيل إلى مجلس رئاسي يتم التوافق عليه بعد أن تم الاتفاق على تشكيل مجلس الشعب، والإبقاء على مجلس النواب.. إلا أن المتحاورين بمجرد تأكدهم من الخبر في جلستهم ظهر السبت الماضي، أجّلوا اللقاء إلى الساعة السادسة لمعرفة حقيقة ما يجري، وحين تسربت أخبار عن إلقاء كلمة لهادي تم تأجيله إلى الثامنة، ليؤجل مجددًا إلى الساعة السادسة في اليوم الثاني (الأحد) ليعرب حزبا الإصلاح والاشتراكي عن ضرورة تغير مواضيع الحوار بحسب المستجدات الجديدة على الأرض، وتبلورت تحالفات جديدة عقب مهاتفة المبعوث الأممي جمال بن عمر للرئيس المستقيل، الذي نقل عنه تأكيده - مساء الأحد - عن تمسكه بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبمخرجات الحوار الوطني كمرجعية وإطار لأي توافق سياسي يخرج اليمن من الأزمة الراهنة.. معبرًا عن ارتياحه لمضمون القرار الأخير لمجلس الأمن وتبنيه لكل ما جاء فيه، وكذا تحفظ الرئيس على استكمال الحوار في العاصمة صنعاء، ونقله إلى "مكان آمن" يتوافق عليه المتحاورون.
فحوى المكالمة الهاتفية التي نقلها بن عمر إلى المكونات عمقت الخلاف،
وإن كانت حددته حول مسألة نقل الحوار بحسب طلب هادي وتغيير مواضيعه بعد أن سادت الحوارات اتهامات وتهديدات بالحرب من قبل العضو المحاور فيه عن الحوثيين حمزة الحوثي.
وبجسب القيادي في "الحراك الجنوبي" المشارك في الحوار محمد حلبوب، فإن حمزة هدد بحضور بن عمر باجتياح عدن, لكننا قلنا له إننا سنقاومكم وسنهزمكم".
وأوضح لـ"السياسة الكويتية": تقدمنا بطلب إلى بن عمر لفك ارتباط الجنوب عن إقليم آزال الذي يسيطر عليه الحوثيون"..
وإذ شهدت آخر جلسة في موفمبيك، التي استمرت إلى ما بعد الثانية عشرة صباحًا، تلاسنات في الطرح فقد التزم ممثلو المؤتمر الصمت مؤثرين الرجوع إلى قياداتهم، بينما حدد ممثلو الحزب الاشتراكي وتجمع الإصلاح خيارهم بضرورة أن يشارك ممثل للرئيس هادي في الحوار، وضرورة تغيير مكانه ونقله إلى تعز، بينما رفض ممثلو أنصار الله وحسن زيد.
الحراك الجنوبي موقف مضاد
استمرت فعاليات الحراك الجنوبي التصعيدية المطالبة بالانفصال، ولم يخفف من حدتها تواجد هادي في عدن وعودته عن الاستقالة..
حيث استمر إعلان العصيان المدني في عدن والضالع ومودية في أبين، كما قام العشرات بمسيرة إلى منزله القديم في خور مكسر يطالبون هادي بإعلان الانفصال.
ورحب أكبر فصيل في الحراك الجنوبي بالرئيس هادي في عدن، وهنأه بالسلامة، وتمكنه من الخلاص من أسر من وصفها بـ"الميليشيات الحوثية".
وفي بيان، صدر عن الهيئة الوطنية الجنوبية، أكبر فصائل الحراك الجنوبي، قالت الهيئة: إنهم يأملون من الرئيس هادي الوقوف أمام قضية الشعب الجنوبي العادلة المشروعة، المتمثلة بالتحرير والاستقلال.
وختم البيان قائلاً: "نطالب الرئيس هادي أن يبعد عدن والجنوب عما يحصل في صنعاء".
ارتباك للجنة الثورية وهجوم على هادي
أصدرت اللجنة الثورية العليا القرار رقم (3) ﺑﺸﺄﻥ تكليف الحكومة المستقيلة بتصريف الشؤون العامة للدولة لحين تشكيل الحكومة الانتقالية.. وفيما لم يصدر بيان رسمي عن جماعة "أنصار الله"،
مكتفية بما صدر عن اجتماع للجنة الثورية العليا بالقصر الجمهوري، مع كونه لم يقدم موقفًا واضحًا، مستعيضًا عن ذلك بالحديث بما يشبه الاستغراب عما قال البيان الصادر عنه: طريقة التخفي التي لجأ إليها الرئيس الذي قدم استقالته عبدربه منصور هادي للتغطية على مغادرته من منزله بصنعاء إلى عدن.
وقالت: "إن ملابسات هذه الحادثة يؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن استقالة هادي من منصبه لم تكن مجرد استخدام لحق، بل إن المقصود منها هو جر الوطن إلى الانهيار خدمة لقوى أجنبية، مما يؤكد صوابية الإجراءات التي اتخذتها اللجنة الثورية، وعلى رأسها الإعلان الدستوري".
ودون أن تتحدث عن ملابسات تمكنه من مبارحة منزله في ظل الحراسة المفروضة عليه سعت لتجيير ما حصل لصالحها باعتبار فراره الذي وصفته بالمغادرة، وكأنما بقاؤه في المنزل كان خياره، حيث اعتبرت اللجنة أن مغادرة هادي لمنزله بصنعاء ووصوله إلى عدن بسلام يكشف زيف الادعاءات والأكاذيب التي كانت ترددها بعض وسائل الإعلام، وتزعم فيها أنه كان محاصرًا في منزله من قِبل اللجان الشعبية، مؤكدة في ذات الوقت أن منزله لم يكن محاصرًا.
وشن قياديون حوثيون هجومًا على الرئيس هادي، حيث قال يوسف الفيشي: إن "أول انتحار للهارب هي استقالته، والانتحار الثاني هو هروبه بعد أن انتهت شرعيته، ومن الآن أصبح قائد فصيل من فصائل القاعدة التي تهدف إلى تدمير الجنوب".
وأكد القيادي البارز الفيشي:
لا شرعية اليوم سوى الشرعية الثورية الشعبية التي لن يتمكن أحد من الالتفاف عليها أو قهرها أو مصادرتها.. إرادة الشعب أقوى من كل المؤامرات، والشعب سينتصر".
كما ذكر علي العماد - عضو المكتب السياسي في أنصار الله - في منشور على صفحته في الفيس بوك، هادي، بأن الجنوب لم ينسَ ما حصل له، وأرضه لا يمكن أن تكون حاضنة سياسية للضغط على خصوم "هادي" في صنعاء.
و أشار إلى أن "هادي" في عالم حزب الإصلاح عبارة عن ورقة سياسية سيتم تأجيجها للانتقام من خصوم الإخوان بما فيهم هو، مذكرًا إياه بأنهم قالوا عنه ما قاله مالك في الخمر.
واعتبر أن شرعية "هادي" المزعومة، التي نص عليها ما أسماه "دستور المبادرة الخليجية" قد انتهت، مشيرًا إلى أنه أصبح من الآن مجرد طرف سياسي.
وختم منشوره بالقول: "انتهى عالم هادي، ولم يتبقّ إلا ما لا يعلمه هادي وتعلمه الشعوب والأوطان؟".
نشاط مكثف لهادي في عدن
وفي المقابل نشط الرئيس هادي، حيث اجتمع مع محافظين وقيادات أمنية وعسكرية في محافظات عدة في إقليم عدن وحضرموت، وكذا محافظة تعز.. وكان اجتمع الرئيس هادي الذي تراجع عن استقالته في القصر الجمهوري بعدن، الأحد، في أول لقاء بعد وصوله عدن صباح السبت، التقى في قصر الرئاسة بالقيادات العسكرية والمدنية في إقليم عدن ومحافظة سقطرى، حيث ضم اللقاء محافظي عدن وأبين ولحج وسقطرى، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة.
وتحدث عن الأوضاع التي تشهدها البلد، ووضع الجميع أمام الصورة التي تعيشها اليمن.. مؤكدًا على البيان الصادر عنه مساء السبت.
وكان صدر بيان منسوب للرئيس تم نشره على قناة الجزيرة، ونشرته المواقع المحسوبة على نجله جلال، أكد فيه وصوله إلى عدن.. مؤكدا - أيضًا - على تمسكه باستكمال العملية السياسية المستندة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كمرجعية رئيسة، بالإضافة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومسودة الدستور لليمن الاتحادي الجديد، ويحيي كل أبناء شعبنا اليمني الأبي الذين عبروا عن رفضهم للانقلاب، ولكل الإجراءات الباطلة التي حاولت مصادرة إرادتهم الحرة في بناء دولة النظام والقانون، دولة المساواة والشراكة الوطنية، وأكد بصورة جلية أن كل الخطوات والإجراءات والتعيينات التي اتخذت خارج إطار الشرعية منذ تاريخ الـ21 من سبتمبر باطلة لا شرعية لها.
ونظرًا للظروف الأمنية التي تعيشها العاصمة صنعاء وإغلاق معظم السفارات العربية والأجنبية الراعية للمبادرة الخليجية، واحتلال مؤسسات الدولة من قبل المليشيات، فقد دعا لانعقاد اجتماع للهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار في مدينة عدن أو محافظة تعز لحين عودة العاصمة صنعاء إلى الحاضنة الوطنية كعاصمة آمنة لكل اليمنيين، وخروج كافة المليشيات المسلحة منها.
ودعا كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية للالتزام بقرارات الشرعية الدستورية وحمايتها، وفي المقدمة من ذلك أبناء القوات المسلحة والأمن.
وأكد على ضرورة رفع الإقامة الجبرية على رئيس الوزراء وعلى كل رجالات الدولة، وإطلاق كافة المختطفين.. إلا أن التناقض بدا واضحًا بين ما ورد في نص البيان الصادر عن الرئيس المستقيل بشأن اعتبار كل القرارات بعد 21 ستمبر 2014م باطلة، وبين توجيهات هادي التي نقلها محافظ عدن بدعوة وزراء حكومة بحاح من يستطيع منهم مغادرة صنعاء والوصول إلى عدن لمزاولة مهامه، في الوقت الذي طالب فيه بالإفراج عن رئيس الحكومة.
مصير اتفاق السلم والشراكة
خلت الأخبار التي يتم نقلها عن الرئيس أثناء اجتماعاته الأخيرة من أي ذكر لاتفاق السلم والشراكة الموقع من كافة المكونات السياسية برعاية أممية وبمباركة دولية، كما خلا بيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عبر عن ترحيبه بخروج الرئيس هادي من مقر إقامته الإجبارية من ذلك، واعتبر المجلس - في بيان له - خروج الرئيس اليمني "خطوة مهمة لتأكيد الشرعية".. مطالبًا برفع الإقامة الإجبارية عن رئيس الوزراء وغيره من السياسيين، وإطلاق سراح المختطفين.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign