صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    تقارير /
نفي الحوثيين علاقتهم بها يثير ردود أفعال غاضبة كونهم من يحكمون البلد
اليمن موجة انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان تبدأ بالاعتقال وتنتهي بالتعذيب حتى الموت

18/02/2015 17:03:28


 
الوسط ــ تقارير خاصة
أثارت صور لتعذيب ناشطين اختُطفوا من قِبل جماعة "أنصار الله" الحوثيين، موجة استياء عارمة في الوسط الحقوقي اليمني، وعلى مستوى الداخل والخارج.. واعتبر عشرات الناشطين التعذيب الذي تعرض له ناشطون عملاً إجراميًّا شنيعًا يتناقض مع حقوق المواطنة التي جاءت بالدستور اليمني النافذ، والمادة الخاصة باحترام الحقوق والحريات التي أُعلنت في الإعلان الدستوري.وعلّق عدد من الناشطين على ما تعرض له عدد من المعتقلين من أعمال تعذيب بالترحم على عهد المقدم محمد خميس، وعلى عهد النظام الشمولي.
وفي الوقت الذي دانت منظمة العفو الدولية تعرّض ناشطين لأعمال تعذيب شنيع من قبل جماعة الحوثي، نفت الجماعة أن تكون قد وقفت وراء التعذيب الذي تعرض له عدد من الناشطين، ومنهم صالح البشري الذي توفي إثر التعذيب الشديد الذي تعرض له.
وقالت الجماعة: إنها وجهت بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة من يقف وراء تلك العمليات التي اعتبرتها تستهدف "أنصار الله"، وتسيء لهم، إلا أن رد الجماعة أثار ردود أفعال غاضبة عليها، حتى من أوساطها؛ حيث اعتبر عدد من المنتسبين للجماعة ما تعرض له الناشطون من أعمال تعذيب تقع مسؤوليته على اللجان الشعبية؛ كونها من تتولى إدارة البلاد، وإن حدثت تلك الأعمال من قبل أطراف أخرى فإن اللجان الشعبية مخترقة من قبل آخرين بسبب عدم التنظيم والعشوائية المفرطة التي تسود هيكلها الداخلي.
اختراق الجماعة اعتُرف به رسميًّا من قِبل اجتماع اللجان الشعبية في اجتماعها في القصر الجمهوري، الأحد الماضي، والتي أكدت أنها لا تعلم من قام بتعذيب الناشطين حتى الموت، واتهمت أطرافًا أخرى بالقيام بتلك الأعمال لتشويه صورة الحوثيين في الرأي العام اليمني.
كما نفى المتحدث الرسمي باسم أنصار الله محمد عبدالسلام أية علاقة للجماعة بتعذيب البشيري حتى الموت.
وعلى الرغم من اعتقال جماعة الحوثي، خلال الأسابيع الماضية، العشرات من الناشطين، إلا أنها أفرجت عنهم فيما بعد، إلا أن عمليات التعذيب التي تعرض لها صالح عوض البشري، والذي تم اختطافه بعد مشاركته في مسيرة مناهضة لأنصار الله، خرجت إحياءً للذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير، وتوفي الأحد الماضي، بعد تعرضه للتعذيب، تمت بطريقة بشعة، حيث تعرض للتعذيب والحرق بمادة حارقة في جسده، ومن ثمة تم الإفراج عنه وهو معصوب العينين ورميه واثنين مختطفين كانا بصحبته في شارع الستين جوار المستشفى الأهلي الحديث، بعد يومين من اختطافهم.
منظمة العفو الدولية نقلت شهادات عدد ممن اعتقلوا بجانب البشيري، ومنهم علي طاهر الفقيه (34 عاماً) وعبدالجليل الصباري (40 عاماً)، وقالت المنظمة: إنهم اعتقلوا خلال مظاهرة سلمية في صنعاء يوم 11 فبراير بجانب صالح البشري، وهو أب لسبعة أطفال يبلغ من العمر35 عاماً، والذي توفي في وقت لاحق من إصابات لحقت به بعد ساعات من التعذيب.
وقالت: إن المعتقلين الثلاثة، جنبًا إلى جنب مع الناشط الرابع، الذي لم يتعرض للتعذيب، تم نقلهم إلى مكان مجهول، حيث احتجزوا في الطابق السفلي حتى مساء يوم 13 فبراير.
وأشارت إلى أن خبراء منظمة العفو الدولية التقت المعتقلين في 15 فبراير، وكانت علامات وآثار التعذيب لا تزال واضحة جدا مع كدمات عميقة، وفي حالة عبدالجليل الصباري ما تزال الجروح مفتوحة على أردافه.
وقال علي طاهر الفقيه لمنظمة العفو الدولية: "منذ اختطاف صالح البشري لم أره مرة أخرى حتى أطلق سراحنا في حوالى الـ 2 صباحاً، صلاح لا يمكنه التحرك أو الوقوف، ولا حتى عندما حاولنا مساعدته، عندما وصلنا إليها لم يستطع الكلام، كان يهمس (أنا عطشان) (أنا عطشان)".
وأضاف الفقيه للمنظمة: "ذهبنا إلى المستشفى، حيث أعطي صالح بعض الرعاية الأساسية.. كان هناك حوثيون يملأون المستشفى، وبعضهم بملابس عسكرية، وكنا خائفين أن يتم اختطافنا مرة أخرى حتى غادرنا المستشفى، وتم أخذنا إلى المنزل بعد ساعتين، لكن ظروف صالح تدهورت، وتوفي في الطريق".
وقدم علي طاهر الفقيه تفاصيل الاستجواب الذي تعرض له:
"أجلسوني أول ما وصلت وسألني عن عملي، المظاهرات التي شاركت فيها، قادة الاحتجاجات، علاقاتي مع السفارة الأميركية ومع المنظمات المعارضة لأنصار الله (الجناح السياسي الحوثي).. كنت معصوب العينين، ويدي مقيدة لخلف ظهري، وأرجلي مقيدة، جعلني أنبطح في ممر ضيق وبدأوا بضربي بالعصي على الأرداف، استمر الضرب لفترة طويلة، ربما لبضع ساعات، كان الألم مبرحًا، واستمروا يقولون: إن عليّ الاعتراف، عندما توقفوا كنت شبه فاقد للوعي، وكان عليهم مساعدتي".
تحدثت منظمة العفو الدولية - أيضًا - إلى فؤاد أحمد جابر الهمداني، وهو ناشط معروف، يبلغ من العمر 34 عامًا، الذي اختطف من مظاهرة صغيرة جدا في صباح يوم 31 يناير.. واحتجز لمدة 13 يومًا في أربعة مواقع مختلفة، وتعرض للتعذيب أيضًا.. لا يزال لديه كدمات عميقة في أسفل ظهره.
وأضاف: "عصبوا عينيي، وقيدوا يدي وقدمي، وجعلوا وجهي للأسفل على مقعد ضيق، وضربوني على الأرداف وأسفل الظهر بالعصا أو الحديد حتى أغمي عليّ.. قالوا: 'سوف تتحدث أو أن نجعلك تتحدث؟.. "اتهموني بالحصول على المال من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والروابط مع الإرهابيين الإخوان المسلمين، وبعض الشخصيات المرتبطة بالنظام السابق.. بعد أربع ساعات من الضرب المستمر، حيث أغمي علي عدة مرات، وافقت على كتابة اعتراف".
وحذرت من عدم تنظيم مظاهرات أو الاتصال بالمعارضين للحوثيين، ودفعوني إلى شارع الزبيري، وبقيت ملقىً على الرصيف، لا أستطيع التحرك حتى أنقذني أحد المارة".
وقالت روفيرا: "يجب على الحوثيين الوقف الفوري لأساليب غير قانونية من الاعتقالات التعسفية والتعذيب وغيره من أشكال إساءة المعاملة".. وأضافت: أنه يجب على المدعي العام اليمني التحقيق فورًا في هذه وغيرها من الحالات المشابهة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
المخلافي ضحية جديدة
الأحد الماضي أفرج مسلحون ملثمون لم يعرف انتماؤهم بعد عن الناشط رشاد المخلافي، الذي قال إنه تعرض للتعذيب لمدة أسبوعين في السجون بعد اختطافه خلال مشاركته بتظاهرة سلمية بصنعاء تناهض التواجد الحوثي، وقالت المصادر: إن المخلافي ظهرت عليه أثار تعذيب في أجزاء متفرقة من جسمه، وخاصة في المناطق الحساسة من جسده، كما يعاني من كسر في أحد أضلاعه، وكان المخلافي قد عثر عليه في وقت متأخر من الليل في أحد شوارع العاصمة مغميًّا عليه من آثار التعذيب.
صمت الأحزاب
وعلى الرغم من تصاعد أعمال الاختطاف، إلا أن الأحزاب السياسية لم تعلن أي موقف من تلك الأعمال التي أودت بحياة ناشطين على الرغم من تعرض عشرات الشباب للاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب بطريقة وحشية تتنافي مع حقوق الإنسان.
وسجل اختطاف عشرات الناشطين في العاصمة صنعاء ومحافظات إب وتعز والحديدة، خلال الأسبوعين الماضيين.. ففي محافظة إب دانت حملة «من أجل وطن آمن» اختطاف الناشط أحمد هزاع، وتعذيب المصور محمد المعلمي من قبل مليشيا الحوثي في محافظة إب.
واستنكرت «من أجل وطن آمن» تعذيب مليشيات الحوثي في إب للمصور محمد المعلمي، وكذا اختطاف الناشط هزاع على ذمة رفض الانقلاب.
وفي محافظة الحديدة أقدم مسلحو الحوثي باختطاف الشيخ محمد سعد الحطامي وطفليه إلياس وعزام بعد حصاره بسيارات مسلحين، وهو في طريقه إلى منزله، وأودعوه في سجن خاص بهم.. الشيخ محمد سعد الحطامي داعية وخطيب جامع فاطمة، ورئيس مؤسسة الزهراء الخيرية، ومن الشخصيات الاجتماعية في اليمن والحديدة.
القيادي في جماعة الحوثي علي العماد أكد تلقي جماعة "أنصار الله" الحوثيين رسائل من تجمع الإصلاح بخصوص وفاة صالح عوض البشري، حمّل فيها اللجان الشعبية مسؤولية تعذيب البشري حتى الموت، وأفاد بأن الجماعة طالبت رسميًّا حزب الإصلاح بتزويدها بما لديهم من معلومات حول اختطاف البشري وملابسات تعذيبه، وأشار إلى أن الإصلاح وعد، ولم نحصل منهم على أية معلومات رغم الاستعانة بالمشترك الذي رفض إصدار أي بيان إلى حين التحقيق في الجريمة.
وأشار العماد إلى أن المجلس السياسي لأنصار الله عقد جلسة طارئة لمناقشة الأمر، وتم تكليف عضوين للتواصل مع الجهات ذات الصلة ومتابعتها؛ بغرض الوصول إلى نتائج تكشف الحقائق على أن تقوم الجهات الأمنية الرسمية بتشريح الجثة وإصدار تقرير طبي، هذا وقد تم إبلاغ أحزاب المشترك بما نحن عليه.
كما أشار إلى أن الجماعة، من خلال هذه الخطوات، تسعى إلى الوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة؛ حرصًا منا على كشف الحقائق ومحاسبة الجناة سواء أكانوا من المحسوبين على اللجان الشعبية أم طرف ثالث أم ربما يكون الجاني طرفًا يسعى لأكل أبنائه لأجل تشويه خصومه السياسيين والرغبة في تحضير مواد إعلامية وحقوقية يستفاد منها في جلسات مجلس الأمن، كما حدث في 2011.
الحوثيون مسؤولين بحكم الأمر الواقع
القيادي السابق، في جماعة الحوثيين علي البخيتي، دعا إلى سرعة التحقيق في قضية تعذيب البشري حتى الموت، وقال: يجب التحقيق في القضية بجدية من الأجهزة المختصة وأنصار الله بحكم أنهم أصبحوا سلطة الأمر الواقع، وعليهم إما الاعتراف بأن أحدًا ما في ذراعهم الأمني الخاص ارتكب تلك الجرائم، وبالتالي تقديمه للمحاكمة ومحاسبته، أو نفي تلك التهم وإدانة مرتكبيها بأشد العبارات، والعمل على التحقيق فيها بشكل جدي وبإشراف لجنة حقوقية من شخصيات مستقلة.
وقال البخيتي: إن قصص التعذيب التي انتشرت مؤخرًا، والتي يتهم فيها الجهاز الأمني الخاص لأنصار الله مفزعة، والصور التي تم نشرها وآثار التعذيب واضحة في مؤخراتهم وأماكن مختلفة من أجسادهم مخيفة، فقد تواترت الأنباء عن قيام طقم تابع لأنصار الله باختطاف ثلاثة من المتظاهرين أثناء مسيرة 11 فبراير، وبعد أيام وجد الثلاثة مرميون في أحد شوارع العاصمة، وتم نقلهم إلى أحد المستشفيات، وسرعان ما فارق أحدهم الحياة.
وأشار إلى أن تلك القصص وتلك الجرائم ينبغي أن تستفز عبدالملك الحوثي شخصياً، والمجلس السياسي وكل قياديي الحركة، فإن كان الجهاز الأمني الخاص بالحركة هو من قام بها عليهم محاسبته وتنظيفه من هكذا عناصر إجرامية وإقالة قيادات فيه سمحت بمثل تلك الجرائم، وإن كانت هناك جهات أخرى هي التي قامت بها فأنصار الله معنيون بكشفها.
اعتقال 25 ناشطًا
وكانت الجماعة قد أفرجت، في التاسع من فبراير الماضي، عن الناشط ياسين المليكي المختطف لديها لأكثر من عشرة أيام بتهمة التظاهر السلمي.
وكانت مصادر حقوقية كشفت عن اختطاف 25 ناشطًا وإعلاميًّا خلال فعاليات مناهضة للإعلان الدستوري، المُعلن من قبل جماعة "أنصارالله" الحوثيين.
وقال نائب رئيس حركة "رفض"، المهندس بسام البراق: إن الناشطين تم اختطافهم من قبل مسلحين حوثيين، واقتيادهم إلى سجون العاصمة، فيما لا يزال الناشط فؤاد الهمداني مخفيًا قسرًا منذ أسبوع، ولا يُعلم مصيره.
الإعلاميون الأكثر انتهاكًا
وفي ظل تواصل الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين، خلال الأسابيع الماضية، رصدت منظمة "صحفيات بلا قيود" أكثر من "20" انتهاكًا طالت الصحفيين والإعلاميين منذ بداية هذا الشهر "فبراير" من قِبل مليشيات الحوثي المسلحة.
وعبرت منظمة "صحفيات بلا قيود" عن قلقها من تزايد تدهور حرية الرأي والتعبير في بلادنا نتيجة الهجمة الشرسة والانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الصحفيون والإعلاميون أثناء قيامهم بأدائهم المهني من قبل مليشيات جماعة الحوثي.
إننا في منظمة "صحفيات بلا قيود" ندين بأشد العبارات الاعتداءات والاعتقالات التي تشنها مليشيات جماعة الحوثي على الإعلاميين والصحفيين أثناء قيامهم بتغطية المظاهرات المناوئة للانقلاب، والمطالبة بسحب مليشيات الدولة من كافة مؤسسات وهيئات الدولة، كما تُعلن المنظمة عن تضامنها الكامل معهم.
وكشفت المنظمة عن 20 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون والإعلاميون منذ بداية شهر فبراير الحالي حتى الآن، واعتبرت المنظمة أن هذا الرقم يُعد مؤشرًا مخيفًا يهدد حرية الرأي والتعبير، ويدق ناقوس الخطر، وأنه على منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية أن تنتفض لحمايتها.
وقالت: إن عملية الاعتقالات احتلت المرتبة الأولى من بين الانتهاكات التي رصدتها المنظمة حتى الآن، كما أشارت إلى تصاعد حالة العِداء لدى مسلحي جماعة الحوثي تجاه الصحف، حيث أقدمت تلك المليشيات - الخميس، الموافق 5/2/2015م - على اقتحام مقر صحيفة "أخبار اليوم" وإغلاق مطبعتها، واحتجزت عددًا من المحررين ورئيس تحريرها.
وأعدت المنظمة ذلك مؤشرًا خطيرًا، مما وصلت إليه هذه المليشيات من حالة الضيق والحنق لما تقوم به الصحف الأهلية.
ولفتت المنظمة أنها رصدت، خلال شهر يناير الماضي، قرابة 40 حالة انتهاك، فيما رصدت خلال النصف الأول من الشهر الحالي 20 حالة انتهاك.
وحذرت المنظمة من الزج بالصحفيين والإعلاميين في الصراعات والمخاطر المحدقة التي باتت تهدد حرية الرأي والتعبير، فإنها تحمّل جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة تجاه ما يتعرض له الصحفيون والإعلاميون.

 

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign