على الرغم من التصريح المتفائل للمبعوث الأممي بسبب ما قال إنه تقدُّم في المباحثات التي تشهدها الأحزاب السياسية وجماعة الحوثي.. أكد مصدر سياسي لـ"الوسط" أن اجتماع ليل أمس انفض دون التوصل لأي تفاهمات، وأن هناك تعقيدات إضافية. وكشف المصدر أن التحالفات عادت بشكل آخر؛ إذ تقدمت جماعة "أنصار الله" وحزب الحق والاشتراكي، برؤية تفضي إلى حل البرلمان وتشكيل برلمان جديد من كل المكونات بالتساوي، وهو ما رفضه المؤتمر والإصلاح ليتم تأجيل اللقاء إلى الساعة السادسة من يومنا هذا لاستكمال الحوار. هذا واجتمعت المكونات السياسية تحت سقف الإعلان الدستوري الذي أكد عليه السيد عبدالملك الحوثي، في خطابه يوم أمس الثلاثاء، بمناسبة ذكرى ثورة فبراير، والذي هاجم فيه حزب الإصلاح بشدة، واتهمه بالسعي إلى إيصال البلد لحالة الفوضى، وقال الحوثي: إن الإعلان الدستوري أوقف انهيار البلد الذي كان يحاك لها من قبل قوى في الداخل والخارج، واتهم المكونات السياسية بإعاقة عملية التوافق السياسي رغم تقدمها.. وأكد أن جماعته أبلغت كل القوى السياسية، ورحبت بمشاركتها في إطار الإعلان الدستوري، وفي إطار مؤسسات الدولة، والمجلس الوطني، والمجلس الرئاسي، والحكومة.. كما أكد أن الإعلان الدستوري لم يستهدف أي طرف في الداخل، ولم تشطب أية قوة من القوى السياسية من العملية السياسية، بل هي قوالب جامعة ومسؤولة، وقدمت إطارًا يمثل إطارًا جامعًا للبلد، كل البلد، لتيارات هذا الشعب كله، ونظمت عملية المرحلة الانتقالية لمرحلة محددة في أقصاها، وتوصل إلى نتائج حاسمة، إلى انتخابات، وإلى خروج من وضع المرحلة الانتقالية، بالتالي ليس هناك أي طرف مستهدف من الإعلان الدستوري، وعليه ليس هناك أي مبرر لأي طرف أن يتعاطى سلبيًّا وعدائيًّا تجاه الإعلان؛ لأنه لا يستهدفه. وفي ذات السياق أفرد السيد عبدالملك الحوثي - زعيم جماعة الحوثي - مساحة واسعة للحديث عن الاقتصاد في خطابه الذي ألقاه بمناسبة ذكرى ثورة فبراير، وبعث رسالة تطمين للشعب اليمني بأن لا علاقة للإعلان الدستوري الذي أعلنته اللجان الثورية، الجمعة الماضية، بأي مخاطر اقتصادية.. مؤكدًا بأن الفراغ الدستوري الذي عانت منه البلد هو المشكلة بذاتها، وكان سيؤدي إلى كارثة اقتصادية لو لم يتم سده، واتهم بعض القوى، ومنها حزب الإصلاح، خصوصًا، بالسعي إلى إخافة الناس من الوضع الاقتصادي لتغطية مشكلة الفراغ الدستوري في البلاد. كما أكد أن قوى الخارج، ومنها دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا وفرنسا وبريطانيا لديها مصالح في اليمن، وليس من مصلحتها تدهور الاقتصاد اليمني. وقال الحوثي - في خطاب متلفز، مساء الثلاثاء: إن الحالة القائمة في البلد فيها قدر كبير من الاستقرار، وذلك مجرب، وأن القادم سيكون الأفضل بفضل جهود الجيش والأمن واللجان الشعبية والمواطنين.. متهمًا بعض الأطراف بتخويف سفراء الدول الصديقة والشقيقة بغرض عزل البلاد. إلى ذلك قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد عبدالله اليدومي: إن شعبنا اليمني العظيم يحتفل بالذكرى الرابعة لثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة، وكلنا أمل أن يتجاوز شعبنا كل الصعاب التي تقف حجر عثرة أمام صناعته لحاضر مزدهر ومستقبل أفضل. وشدد اليدومي - في تصريح بثه موقع "الإصلاح نت" - على أهمية أن تحرص كل القوى السياسية بمختلف عناوينها وإشاراتها، ومنظمات المجتمع المدني بكل أسمائها ومسمياتها، على أن تجعل من هذه الذكرى ذكرى وئام وإخاء، وأن تكون دافع ترفّع فوق الجراح والآلام، مؤكدًا - في ذات الوقت - على ضرورة أن تكبر نفوس الجميع على الخصومات، ونبذ كل عوامل التفرق والتشرذم والتطاحن المؤدي إلى الزوال. واختتم تصريحه قائلاً:" فلتكن الذكرى خط سير نحو حياة رغيدة وآمنة ومستقرة، وهذا عشمنا في الجميع".
