صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين      
    تقارير /
الجفري وبن علي يخوضان السباق نحو القيادة
صراع الزعامات يُجهض فرصة الجنوبين بالاستقلال وفك الارتباط

28/01/2015 15:53:05


 
الوسط ــ تقارير خاصة
يبدو المشهد الجنوبي متجهًا نحو الفوضى أو بإعلان كل محافظة حكم نفسها في أحسن الأحوال، وبالذات مع ما يبدو من استمرار لحالة الاختلاف داخل قيادات المكونات الحراكية في ظل الإعلان عن انعقاد عدد من الاجتماعات على مستوى المحافظات والمكونات الحراكية، بالإضافة إلى عدد من التظاهرات الجماهيرية التي تخرج وفق المسار السابق، والتي لا علاقة لها بأحداث صنعاء، بل مطلبها الوحيد فك الارتباط واستعادة الدولة.. وخلال الأيام الماضية عقدت عدد من القيادات الجنوبية لقاءات مكثفة تارة في منزل القيادي محمد علي أحمد وأخرى في منزل السيد عبدالرحمن الجفري، وفيما خرجت من منزل محمد علي أحمد ببيان قالت إنه جامع، عادت وخرجت ببيان آخر من لقاء الجفري، وفي ظل تصاعد البيانات التي تتفق على الانفصال وتختلف في تفاصيله يبرز صراع الزعامات بين تلك القيادات على تولي الحكم في الجنوب في حال ثبت الانفصال، حيث نصّب السيد الجفري نفسة رئيسًا للجنوب، وهو ما دفع القيادي محمد علي أحمد، والقيادي ناصر النوبة إلى اتخاذ مواقف معارضة، حيث أُعلن في محافظة شبوة عن تشكيل مجلس عسكري برئاسة ناصر النوبة، وقالت مصادر في محافظة شبوة: إن اجتماعًا عُقد - أمس الأول الاثنين، ضم مشايخ وأعيان شبوة بقيادات الحراك الجنوبي وأعضاء السلطة المحلية في المحافظة بتشكيل المجلس العسكري العميد ناصر النوبة رئيساً للمجلس العسكري الجنوبي، ومن مهام المجلس العسكري حماية شركات النفط والغازية والمنشأة الحيوية في المحافظة، وكذا منع تصديره إلى العاصمة صنعاء.
وجاء ذلك عقب تسيير قوى الحراك الجنوبي في المحافظة دوريات عسكرية شُكّلت في اجتماع سابق كلجان شعبية.
من جانبه تمسك القيادي محمد علي أحمد - رئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب - بنتائج اتفاق قيادات الجنوب الحراكية السلمية والقوى والأحزاب الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي، المقتنعة بضرورة وحدة الصف القيادي الجنوبي، وطمأن الجميع بأن أغلب المكونات الحراكية والأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية ذات الوجود والامتداد الوطني قد سلمت ملاحظاتها على الوثيقة "أسس وحدة القيادة والإطار"، وكذا المعايير المتفق عليها من أن هذه الوثيقة وما تحتوي من نقاط هي أساس وحدة الإطار القيادي الوطني الجنوبي، ومطروحة للنقاش والإغناء بالملاحظات، بعيدًا عن المزايدات واللعب بعواطف شعب الجنوب,
واعتبر الخطوات الاستباقية غير المدروسة من قِبل بعض القوى التي تحاول عرقلة أو إفشال أي عمل يصب في مصلحة انتصار شعب الجنوب وقضيته العادلة.
وجاء في وثيقة محمد علي أحمد عدد من النقاط، منها التعامل مع الجنوب بوصفه شعبًا بهوية وطنية واحدة مستقلة، ووحدة المنطقة السيادية لهذا الشعب بامتدادها الجغرافي الممتد من المهرة شرقًا على حدود سلطنة عمان إلى باب المندب غربًا والجزر التابعة لها، بوصفها كلّ غير قابل للتجزئة.
النظر إلى حديث الأقاليم بأنه حديث يفكك وحدة الهوية ووحدة المنطقة السيادية، ولذلك تم الاتفاق على إسقاط حديث الأقاليم في الخطاب الجنوبي، ورفض التعامل مع أي آراء أو حلول تدفع بهذه الاتجاه.
ومن أبرز النقاط العمل بمبدأ الإسقاط الإيجابي لمؤسسات الدولة في الجنوب، الامتداد السياسي للجنوب كله، من خلال إعلان ولائها لشعب الجنوب، والأهداف الوطنية الكبرى المتمثلة باستعادة سيادته على أرضه ودولته وحقه في تقرير مصيره، والعمل على تحقيق وحدة موقف السلطات القائمة مع الموقف الشعبي الجنوبي وحراكه السلمي، واعتماد مبدأ قبول الجنوبيين ببعضهم البعض وتساويهم في الحقوق والمسؤوليات تجاه وطنهم، بالإضافة إلى العمل نحو تعزيز اصطفاف ووحدة المكونات الحراك والقوى السياسية والمدنية الجنوبية والانتقال إلى تأسيس قاعدة عمل مؤسسي يخدم تعزيز مسارات العمل الثوري والسياسي الجنوبي.
وفي اتجاه مضاد موازٍ عُقد اجتماع مماثل في محافظة عدن، صباح الأحد، بخور مكسر، بحضور ومشاركة قيادات جنوبية من جميع المكونات السياسية والحراكية الثورية والمجتمعية والشبابية والمرأة وفق التمثيل الوطني للجنوب العربي بقيادة الجفري، وتم الاتفاق على تشكيل هيئة وطنية جنوبية تتولى التنسيق لإدارة المرحلة السياسية القادمة في الجنوب، وذلك في أول خطوة من نوعها يتخذها الحراك الجنوبي منذ العام 1994، حتى انعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع.. ويرأس الهيئة القيادي الجنوبي السيد "عبدالرحمن الجفري" ونائبه الشيخ أحمد محمد بامعلم.
كما قرر الحاضرون أن يتولى الرئيس ونائبه، ومعهما المحامي علي هيثم الغريب، والشيخ حسين محفوظ بن شعيب، مهمة اختيار أعضاء المجلس الوطني للهيئة الوطنية المؤقتة للتحرير والاستقلال بين 51 إلى 71 عضوًا، على أن تُمثّل المكونات والشخصيات الاجتماعية المستقلة ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة، وأن يُراعى التمثيل الوطني.. وكُلف المذكورون باختيار عدد واحد وعشرين عضوًا كهيئة تنفيذية، وكل ذلك بالتشاور مع رؤساء مكونات وقوى التحرير والاستقلال.
وقال بيان صادر عن الاجتماع: ليس أمام الحراك الجنوبي السلمي والقوى السياسية الجنوبية من خيار آخر غير الاستقلال، ويتحمل من يرفض ذلك مسؤولية ما يترتب على الخيارات البديلة من نتائج قد تسبب بعض الإعاقة، ولكنها لن تمنع شعبنا من تحقيق أهدافه في التحرير والاستقلال وبناء دولته الجنوبية العربية الفيدرالية القادمة، حتمًا، بإذن الله.
وقالت: إن الجنوب أصبح قاب قوسين أو أدنى من الاستقلال التام،
واعتبرت الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والاستقلال بأن ما يحصل في عاصمة الاحتلال، صنعاء، هو صراع داخلي بين القوى المتصارعة على النفوذ والسلطة، وأكدت بأن الجنوب ليس طرفًا فيه،
كما حمّل البيان القوى المسيطرة في عاصمة صنعاء، مسؤولية الحفاظ على سلامة الجنوبيين وعائلاتهم، الذين أصبحوا تحت الإقامة الجبرية في صنعاء، وتهديد السلاح.
صراع الزعامات امتد إلى حضرموت بين الحراك الجنوبي وحلف قبائل حضرموت، حيث أكد حلف قبائل حضرموت أنه المرجعية الوحيدة في حضرموت، وتزامن بيان الحلف الذي دعا إلى انفصال حضرموت عن صنعاء في حين سعت بعض القيادات الحراكية المؤطرة في حراك باعوم بامعلم لفرض نفسها كمرجعية في حضرموت.
وقال حلف حضرموت - في بيان صادر عنه، السبت: إنه قرر قطع أي تعليمات تخص حضرموت وأهلها من سلطات صنعاء إسوة بالمحافظات الجنوبية الأخرى.. وقال حلف قبائل حضرموت: إنه في المرحلة الحالية هو المرجعية الشرعية لحضرموت، ويهيب بكافة أبناء حضرموت عامة تحمّل المسؤولية حيال أمن وسكينة أبناء حضرموت.
الغريب في الأمر أن عددًا من القيادات الجنوبية، ومنها القيادي أحمد الميسري حدد 48 ساعة كموعد نهائي لإعلان الاستقلال، كما أكد ذلك فؤاد راشد - القيادي في الحراك، وعدد من القيادات الجنوبية، إلا أن تلك القيادات عادت إلى خلافاتها السابقة، وضاعف ذلك بروز صراع الزعامات بين عدد من القيادات الصاعدة والمنضمة قريبًا للحراك الجنوبي.
ومع مضي قرابة الأسبوع من دخول البلاد في حالة فراغ دستوري وسياسي تراجعت حدة المخاوف من انفصال الجنوب في الأوساط الشعبية في المحافظات الشمالية، على الرغم من سيطرة اللجان الشعبية التي سبق أنْ شُكّلت في المحافظات الجنوبية، ووزعت على عدد من المحافظات الجنوبية، وحدوث مواجهات بينها وبين قوات الأمن الخاص في عدن والمكلا على أساس شمال وجنوب.
وما صعّد من تلك المواجهات حالة الاستياء العامة التي سادت في الأوساط الجنوبية جراء تعرض عدد من الوزراء الجنوبيين للحصار من قِبل جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، ومثّل الاعتلاء على مدرعة تابعة لقوات الأمن، كانت تقوم بحماية البنك المركزي بكريتر في محافظة عدن دون مقاومة من الجنود، بداية لمزيد من السطو على الآليات العسكرية، كما حصل مع المدرعة التي قام المتظاهرون بلصق صور البيض وعلم الجنوب، حتى وإن لم يستولوا عليها.
وردًّا على قيام المسلحين الحوثيين بمحاصرة منزل وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، والذي ينتمي لمديرية الصبيحة قام رجال القبائل في مديرية الصبيحة التابعة لمحافظة لحج بقطع الطريق الرئيس الرابط بين محافظتي تعز وعدن، ونصبوا نقاطًا عسكرية في منطقة كرش الحدودية التي كانت تُعتبر الحد الفاصل بين الشمال والجنوب..
وفي ذات السياق رفضت عدد من المحافظات الجنوبية التعامل مع صنعاء؛ معتبرين ما حدث بمثابة الانقلاب على نظام الحكم وعلى الشرعية الدستورية، وأعلنت محافظات عدن وشبوة وحضرموت ومأرب ولحج رفض أي توجيهات من صنعاء بعد اقتحام المسلحين الحوثيين لدار الرئاسة ومحاصرة منزل الرئيس هادي.
وفي ذات السياق التأمت السلطة المحلية بمحافظة لحج مع قيادات الحراك الجنوبي لأول مرة منذ سنوات، في لقاء عُقد السبت، ناقش التطورات في اليمن ومستقبل محافظة لحج، وضرورة الحفاظ على الأمن العام في المحافظة.
ودعا المحافظ المجيدي أبناء لحج إلى استشعار خطورة الأوضاع وضرورة مشاركة كافة أبناء لحج في الحفاظ على محافظتهم من أي أعمال تخريب.
إلى ذلك عقدت قوى التحرير والاستقلال والمكونات الشبابية والأكاديمية والمرأة ومنظمات المجتمع المدني في عدن - عصر أمس الأول الاثنين، في عدن - اجتماعًا استثنائيًّا برئاسة النائب الأول لرئيس للمجلس الأعلى للحراك الثوري الدكتور صالح يحيى سعيد، وبحضور عدد من رؤساء مكونات قوى التحرير، والمكونات الشبابية والأكاديمية والمرأة ومنظمات المجتمع المدني، لمناقشه الأوضاع والمستجدات في الشارع الجنوبي وفي المنطقة برمتها.
ووقف الاجتماع أمام ما يدور في العاصمة اليمنية صنعاء.. مؤكدين: "أن ما يحدث إنما يؤكد على همجية وعدوانية الجمهورية العربية اليمنية مهما ادعى العابثون بأنهم يبحثون عن دولة مدنية".. وعلى عملها الجاد والمسؤول لتوحيد الصف الجنوبي.
وتم خلال الاجتماع تقديم آلية عمل لتوحيد الصف الجنوبي وإيجاد إطار قيادي موحد لقوى التحرير والاستقلال ومنظمات المجتمع المدني التي بادرت ووقعت على مبادرة ووحدة الصف الجنوبي, هذا وقد يصدر بيان تفصيلي عن الاجتماع.
وفي ظل الحراك القيادي الجنوبي المتناقض في عدد من المحافظات الجنوبية اتسم الوضع في محافظة الضالع، التي تُعد من المحافظات الجنوبية الأكثر تجاوبًا مع دعوات الحراك الجنوبي بالهدوء وعدم وجود أي ردود أفعال.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign