صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين      
    كتابات /
التفكير بمرحلة ما بعد هادي

21/01/2015 22:03:58
وضاح حسين المودَّع
إذًا.. فقد انتهى عهد هادي عمليًّا حتى وإنْ بقي الرجل نظريًّا.. خلاصة ثالث أسابيع العام الجديد 2015م.. تسارعت خطوات الخلاص منه من قِبل الحوثيين، خرج الحليف على النص، وقلّمت الجماعة أظافر من استخدمها لتقليم أظافر خصومه، كما كتبتُ قبل شهور.. لعب الرجل بدناسة وصدق طفله المدلل، ومدير مكتبه المراهق.. نهاية حتمية؛ فمَن يلعب بداخل محيط ليس له فيه أي نصير أو مساند لا تنفعه دول العالم.. وصنعاء ليست دثينة..!!
أمّا وقد صار هادي مجرد ذكرى مؤلمة، وصفحة هي الأقبح في تاريخ اليمن، فإن علينا ألاّ نضيّع الوقت في البكاء على الأطلال، ولنبدأ التفكير بجدية في مرحلة ما بعده، محاولين - فقط - تقليل الخسائر، أمّا عدم الخسارة فمستحيل.
أول الحلول: استيعاب اللاعب الأبرز على الأرض، أي الحوثيين.. إن من الأهمية بمكان تشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلد لحين إجراء انتخابات، ولتكن برلمانية أولاً، وليست رئاسية؛ لأن الرئاسية ستُدخل البلد في دوامة بالتفاصيل الحالية.
ينبغي أن نُفكّر - جميعًا - بمجلس انتقالي مكوّن من خمسة أشخاص، يكون هو المسؤول عن السلطة التنفيذية بشكل كامل (الرئاسة والحكومة)، وإلغاء منصب "رئيس حكومة"، والاكتفاء بوزراء تسيير أعمال.. رئاسة المجلس الانتقالي ينبغي أن تكون بالتناوب حسب الحروف الأبجدية، ولمدة لا تقل عن (5) أشهر، ويُمثَّل فيها الشمال بثلاثة ممثلين، والجنوب بممثلين؛ عملاً بالحقيقة السكانية التي تم تجاهلها منذ 3 سنوات، فدمرت البلد بالتالي.
يتم التركيز على نسيان خرافات موفمبيك الخاصة بالأقلمة والفدرلة وأخواتها كـ"الكوتا النسائية أو الشبابية، أو المناصفة الشطرية"؛ فالأوطان لا تُبنى بالمحاصصة، ولا يمكن أن نخرج من المحاصصة سوى بجحيم أكثر مما شاهدنا.
مؤتمر حوار بن مبارك لم يكن سوى خرافات الأقلمة، ولم تكن 1900 مادة أفلاطونية سوى محاولة لإظهاره بغير حقيقته.
فرض سياسة الأمر الواقع تجاه الجنوب هي الأنسب حاليًّا؛ ففي المرحلة الحالية ليس للجنوب سوى (الحاصل) باللهجة المحلية، ويوم أن يتوحدوا على من يُمثّلهم فإن خيار استفتائهم على الانفصال بعد حسم كل المشكلات الاقتصادية التي قد تنتج هو الحل، فكفانا ابتزازًا باسم بقاء الوحدة، وهذا كله شريطة أن يختار الجنوبيون من يُمثّلهم، فلن نقبل بشعار (الجنوب لا يُمثّله إلا أبناء الجنوب)، الشعار الابتزازي الممل.
السجل الانتخابي الإلكتروني مسألة شديدة الإلحاح، وهي المدخل للحل.. لا يستغرق الموضوع، لو صلحت النوايا، سوى 3 أشهر، ويكون أمامنا سجل انتخابي لانتخاب برلمان جديد، وبناءً على الدستور الحالي، وبعد انتخابه، يتم تعديل الدستور في بعض مواده فقط.
الحوثيون - باعتبارهم القوة المسيطرة على الساحة - عليهم أن يقتنعوا أنه كلّما سيطرتَ أكثر كلّما كانت مسؤولياتك أكثر.. أنتم الآن في موقع أكثر صعوبة، فإن أردتم اليمن فعليكم بالتوجه إلى السلطة والعمل فيها بأدواتها السياسية، وليس العمل بطريقة (ما كان من خير فمن نفسي وما كان من شرّ فمن الدولة والإصلاح والمؤتمر والفاسدين والشيطان).. ينبغي عليكم أن تقتنعوا بالتوجه للعمل السياسي حزبيًّا، ما لم فعلى كل القوى أن تضعهم في مخنق، وتترك لهم السلطة، وتتوقف عن الشرعنة لممارسة العمل السياسي عبر المليشياوية، ويمكن اختصار طريقة التعامل الأكثر حنكة مع الجماعة من قِبل الآخرين باللفظ الشعبي (كيه وريني)، فليقدّم الحوثيون مشروع بناء دولة لتظهر حقيقة نجاحاتهم، ما لم فليترك الجميع لهم الدولة الفاشلة والمنتهية ليديروها وحدهم.
المؤتمر والإصلاح عليهم مسؤولية؛ فخلافاتهم السخيفة هي التي أوصلتنا لهذه المرحلة، لم يعد منطقياً تحالفهم ولا يمكن ذلك.. المطلوب - فقط - الاتفاق على وقف العناد والمماحكات، وليعمل كلٌّ منهم منفردًا بمشروعه، وليس بمشروع سبّ الآخر.
لن تكون أيام اليمنيين القادمة سهلة، ولن يكون تنفيذ مُجمل الأفكار بتلك البساطة، لكن ما لم نقتنع بضرورة العمل المشترك على ذلك فإن مصيرنا - جميعًا - الزوال جوعًا في المقام الأول، وقتلاً في المقام الثاني.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign