صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    كتابات /
نظام مستشاروه خرفون ويديره مراهقون

17/12/2014 22:39:45
وضاح حسين المودَّع
"المطالبة بالانتخابات الرئاسية انقلاب".. عبارة لمستشار النظام تؤكد أن سكوت اليمنيين على مؤامرة تمديد مدته أكثر من فبراير 2014م هي التي أوصلتنا لهذه النكبة المسماة (رئيس).
لا شيء أسوأ من الحال التي وصلنا إليها إلا التبرير لها وللمسئول عن إدارة البلد.. يغدق رئيس النظام كثيراً على من كلفهم لمثل هكذا مهمة يمكن أن تشاهد مستشاراً رئاسياً له من السيارات المصفحة مثنى وثلاث ورباع كالنساء، لا يحمل هؤلاء هماً بالتالي سوى تطويل أيام الحكم العجاف على الشعب لأنها معشبة رخاءً عليهم. لم يحدث في بلد أن تحول كل قادة الأحزاب إلى مستشارين للرئيس، المبرر السخيف (الشراكة) أصاب الديمقراطية في مقتل، لا يستقيم الحال إلا بسلطة ومعارضة، تغير المركز القانوني لمن عمله فضح أخطاء السلطة إلى مركز المحلل لأخطائها، صار الكل سلطة كبّر على البلد أربعاً صلاة جنازة على ميت اسمه اليمن. يتناسى اليمنيون أن من أقسم اليمين الدستورية على حماية الشعب والحفاظ على مؤسسات الدولة هو رئيس البلد الحالي وليس السابق أو غيره من الخصوم السياسيين لرأس النظام، ولذا لا يعاقب بجريمة الخيانة العظمى سوى رأس الدولة ومن يديرون له المؤامرات تحت مسمى مستشارين سياسيين، لا يمكن أن ننسى أن مستشاري الرئيس كانوا يطلبون من سلفه ترك السلطة في حال عجزه عن مواجهة الخصوم وضعف نظامه، لكنهم الآن صاروا يبررون كل حماقات عبدربه بالقول إنها من صنع الغير، وإنه لا يلام، وإن خصومه هم الملومين، تناقض متعمد لعلمهم أن ذاكرة اليمنيين وعواطفهم المسيطرة ستستجيب للحيلة فتنسى من عمله حماية اليمنيين من المجرمين وتتجه للوم المجرمين المفترضين.. يلعب المال دوراً كبيراً في حرف الوعي نحو هذه الفكرة، يصبح عبدربه مجرد شخص مغلوب على أمره، يجب فقط لوم صالح وفقاً لنظرية (والله لولا خشية العذال ..لقلت هو سبب الزلزال)!!!!. لا يتحدث أحد عن المراهقين السياسيين الذين يديرون البلد حالياً، وعلى رأسهم جلال ابن أبيه الذي صار يداوم بداخل القصر الجمهوري بعد أن فر علي محسن، يحمل الرجل وظيفة (ابن الرئيس) التي تخوله بقرار أبيه حق إدارة البلد والاجتماع بالوزراء يومياً في مقيل بدروم منزله وتوجيه الأوامر وصرف المال على بائعي أنفسهم، وشراء ذمم الكتاب والصحفيين والمواقع، وتوزيع أرضية مدرسة الحرس الجمهوري، وخصخصة مصنع التبغ المملوك للدولة لشريك بالباطن، وتعيين من يجمع المحصول في وزارات النفط والمؤسسة الاقتصادية وكاك بنك واليمنية وشركة كمران وغيرها كثير.. لا بأس بكل ذلك؛ لأن الرجل مراهق وسن المراهقة طبيعته هكذا (تبرير)!!.
مراهق سياسي آخر هو دكتور الايزو بن مبارك الذي توعد اليمنيين بالندم لأنهم رفضوا تكليفه برئاسة الحكومة، لم يفهم الرجل أن اليمنيين اتفقوا على بغضه بأكثر مما اتفقوا على بغض إبليس، وأنه وقع عليه إجماع البغض دون أي مخالف، يمثل الرجلين نموذجي المراهقة السياسية في اليمن وحال بحثت عن أية نكبة في اليمن ستجد بصماتهما واضحة!!.
حين يحتاج المراهقون إلى محللين لأخطائهم وأخطاء رئيسهم فثمة كبار في السن، جاهزون للظهور إعلامياً وقت الطلب، مستشارون أكل منهم الدهر وشرب، ويستغرب اليمنيون أنهم نسوا مقولتهم (رحم الله امرئ عرف قدر عمره) لم يرحموا شعرهم الأبيض، ولم يستحوا من عزرائيل الذي ينتظرهم قريباً، منهم من ظهر على القنوات، ومنهم من قابل الصحف، قالوا إن أكبر الكبائر هي الحديث عن انتخابات جديدة لرئيس غير عبدربه، قالوا إنهم منذهلون مندهشون أن الدولة التي يديرون خططها ومؤامراتها سقطت، مفاجأة بالفعل أن يكتشفوا سقوط الدولة، ربما بسبب مرض (الـ زهايمر) وربما بسبب مرض (الـ زلط) التي تذهب بلب الحليم فكيف بمن تجاوزوا السبعين بكثير!!!.
لم يعد عند اليمنيين من حل سوى الخلاص من نظام المراهقين والخرفين فكلا طرفي قصد الأمور ذميمُ، وما لم نتخلص من هم الوجوه القديمة المحنطة، التي اعتادت التبرير لأي حاكم بحسب ما يقدمه من دنانير، وكذا من المراهقين الهواة لمهنة اللصوصية والنشل وبالطريقة الحديثة (الصابونة) فإن الجحيم الذي نعيشه حالياً سيكون مجرد بروفة قصيرة لما سيأتي.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign