امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية      
    تقارير /
حاولت البحث عن انتصارات تنسي المجتمع الأمريكي فشلها المتكرر
عملية أمريكا في شبوة أعادت قضية انتهاك السيادة إلى الواجهة وعرت أكثر السلطات الكاذبة

09/12/2014 22:52:01


 
الوسط - تقارير


أعادت العملية الأمريكية التي قام بها جنود النخبة من البحرية الأمريكية في منطقة بمحافظة شبوة ضد أسر في محاولة لإنقاذ الصحفي الأمريكي لوك سومرز قضية انتهاك السيادة اليمنية إلى الواجهة في صورة بدت سافرة وغير مراعية لأبسط الشكليات التي ممكن أن تحفظ للسلطة كرامتها - وإن ظاهريا- كما عمقت جراحا لم تندمل بعد لضحايا قضوا نحبهم بذات الطريقة وبنفس الأيادي الأجنبية في المعجلة بأبين والمناسح وفي رداع والتي عدت مثل هذه الجرائم هي الأبرز وليس جميعها.
عملية الإنقاذ الفاشلة كانت السلطات الأمريكية تبحث من خلالها على انتصار في ظل هزائم متتالية أمام اختطافات مماثلة للقاعدة انتهت بقتل المختطفين سواء في أفغانستان أو سوريا والعراق, ومثلت برقية عزاء اوباما رسالة على استمراره في انتهاك سيادات الدول وأكثر من ذلك تصميما على أن تكون لأمريكا اليد العليا في الاقتصاص من مواطنيها.. حيث أكد أوباما: "من مسؤوليتي أن أفعل كل ما هو ممكن لحماية المواطنين الأمريكيين".
وأوضح أن "الولايات المتحدة ستعمل جاهدة لاستخدام كل ما تملكه من الجيش والاستخبارات والقدرات الدبلوماسية لإنقاذ الأمريكيين، أينما كانوا, وان الإرهابيين الذين يسعون إلى إيذاء مواطنينا ستطالهم ذراع العدالة الأمريكية".
وعلى ذات السياق أكد وزير الدفاع المقال تشك هاغل - وهو ما يعد اصرارا من السلطات الأمريكية على الاستمرار بذات العمليات- إن الولايات المتحدة لن تراجع سياسة تحرير الرهائن الأمريكيين، الذين يحتجزهم متشددون، العمليات العسكرية بالرغم من فشلها في محاولة في اليمن مؤخرا. قائلا إن في مثل تلك الغارات مخاطرة، ولكن ليس هناك حاجة لمراجعة السياسة المتبعة.
وكان البيت الأبيض قد قال الشهر الماضي إن الرئيس أوباما طلب مراجعة شاملة لسياسة الولايات المتحدة في تحرير الرهائن الأمريكيين، لكنه قال إنه لا يزال يعارض دفع أي فدية.
وتساءل هاغل أمام الصحفيين خلال رحلة إلى أفغانستان عن تلك السياسة قائلا "هل هي معيبة؟ نعم. هل هناك خطر؟ نعم.
لكن لدينا أمريكي يحتجز رهينة، وحياة أمريكي عرضة للخطر".
وفضحت هذه العملية السلطات اليمنية والأمنية منها بالذات بعد أن تكشف أن العملية قامت بها القوات الأمريكية منفردة بحسب تصريح لمصدر بوزارة الدفاع الأمريكي لرويترز من أن العملية نفذها 40 جنديا من القوات الخاصة ولم يشارك فيها أي يمني على عكس ما ادعته اللجنة الأمنية العليا التي أعلنت بكل صفاقة أن قوات مكافحة الإرهاب نفذت في الساعات الأولى عملية نوعية في بمحافظة شبوة لتحرير صحفي أمريكي ومواطن من جنوب افريقيا من قبضة العناصر الإرهابية التي قامت باختطافهما.
وبحسب ما قاله مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) :" بعد توفر معلومات لدى الأجهزة الأمنية عن مكان تواجد الصحفي الأمريكي ومواطن آخر يحمل جنسية جنوب افريقيا في منزل الإرهابي سعيد الدغاري بقرية عبدان بمحافظ شبوة والذين تم اختطافهما من قبل عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، فقد تمكنت قوات مكافحة الإرهاب في الساعات الأولى من فجر اليوم وفي حملة أمنية بالتنسيق مع الأصدقاء الأمريكيين من تنفيذ علمية نوعية لتحرير الرهينتين المختطفين".
وفي قصة مفبركة قال إن الحملة الأمنية طلبت في البدء من العناصر الإرهابية تسليم أنفسهم والإفراج عن الرهينتين.. إلا ان تلك العناصر رفضت ذلك وقامت على الفور بمباشرة إطلاق النار على الرهينتين لتصفيتهما.. الأمر الذي اضطر الحملة الأمنية إلى مهاجمة المنزل الذي كانت تتواجد فيه العناصر الإرهابية مع الرهينتين".
وعلى غير ما أكدته المصادر الأمريكية الرسمية من أنه تم اخذ الرهينتين مصابين على طائرة إخلاء أمريكية زعم المصدر أنه تم تحرير الرهينتين وإسعافهما إلى المستشفى الميداني المرافق للحملة، غير أنهما توفيا في وقت لاحق بعد إسعافهما.. مبينا أنه أصيب في العملية أربعة من قوات مكافحة الإرهاب وتم إسعافهم إلى المستشفى الميداني اثنان منهما إصابتهما متوسطة والآخران إصابتهما طفيفة.
وقالت القاعدة على "تويتر".... إن :"عملية الإنزال الأمريكية فشلت وبسبب حماقة حكومة واشنطن تم قتل الرهينة الأمريكي لوك سامرز بشبوة".
وقد انتقدت أسرتا الرهينتين وأصدقاؤهما الغارة المسلحة, وجاء التدخل الأمريكي بعد ثلاثة أيام من نشر متشددين لفيديو للمصور الصحفي المولود في بريطانيا، سامرز، يقول فيه إنه سيقتل خلال 72 ساعة إن لم تلب مطالب محددة لمن يحتجزونه.
لكن زوجة أبيه، بيني بيرمان قالت لصحيفة تايمز البريطانية إن سامرز "كان يمكن أن يؤيد المناقشات المستمرة بشأن إطلاق سراحه، وليس الطريقة".
وقالت إنه كان هناك "تهديدات قبل ذلك، لم تنفذ"، مضيفة أن والده، مايكل كان غاضبا جدا لأنه "لو لم تكن هناك محاولة إنقاذ، لكان (ابنه) لا يزال حيا اليوم".
وعلى ذات السياق تسببت العملية الأمريكية بمقتل المواطن الجنوب إفريقي (يمين) الذي اختطف بتعز في مايو العام الماضي.
وقالت هيئة "هبة المانحين" الخيرية التي كانت تعمل مع كوركي إن المدرس الجنوب إفريقي كان يتوقع إطلاق سراحه الأحد - أي قبل يوم واحد من شن الغارة.
وقال أنس حماتي، مدير الهيئة الخيرية إن وسطاء كانوا يعملون على "ترتيبات للإفراج عنه"، لكن محاولة الإنقاذ الأمريكية "قضت على كل شيء".
وقد أجلي الرهينتان من المكان وهما مصابان بجروح خطيرة، وتلقيا رعاية طبية. لكن كوركي توفي وهو في الطائرة المروحية، بينما توفي سامرز وهو يعالج على متن سفينة أمريكية في المنطقة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الرجلين ربما تعرضا للرصاص من الجانب الأمريكي، بناء على المكان الذي كانا يحتجزان فيه. وقد استمرت الغارة الأمريكية نحو 30 دقيقة.
وحملت رويترز كلبا قالت إنه نبح مما نبه حراسا تابعين لتنظيم القاعدة باقتراب قوات خاصة أمريكية من المجمع بعد منتصف الليل مباشرة. وخلال ثوان اندلع إطلاق نار كثيف لدى اقترابهم من المبنى.
وكان الرئيس باراك أوباما أجاز في وقت مبكر يوم الجمعة المهمة لإنقاذ سومرز بناء على معلومات من الجيش وجهات إنفاذ القانون والمخابرات. وأعدت وزارة الدفاع سريعا خطة التنفيذ.
وقال مسؤول كبير بالإدارة "كنا نسابق الزمن بعد أن هددت القاعدة علنا بإعدام لوك سومرز خلال 72 ساعة.. كان تقييمنا أن الموعد سينتهي السبت."
وكان مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية أبلغوا البيت الأبيض في وقت متأخر يوم الخميس بأنهم أعدوا خطة للمهمة.
وجرت مراجعة الخطة في البيت الأبيض في الصباح التالي وأقرها وزير الدفاع تشاك هاجل ثم أوباما. وقال مسؤولون أمريكيون إن الخطة حظيت بدعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.


وكان سامرز - وهو صحفي ومصور لوسائل إعلامية عديدة تقاريره تبث عبر منافذ دولية، من بينها موقع بي بي سي الإخباري- قد خطف خارج مركز للتسوق في العاصمة صنعاء في سبتمبر 2013.
أما كوركي فقد خطف مع زوجته، يولاند، في مايو العام الماضي في مدينة تعز اللذان كانا يدرسان فيها طيلة اربع سنوات وأفرج عن الزوجة في 10 يناير بدون فدية، ثم عادت بعدها إلى جنوب إفريقيا.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرهينة الجنوب إفريقى كان على وشك أن يتم إطلاق سراحه قبل أن تتسبب محاولة إنقاذ الرهائن في مقتله, وكشفت الصحيفة أن مجموعة من المدنيين في جنوب إفريقيا عملت على مدار ثمانية عشر شهرا لتحقيق ما لم تستطيع حكومتهم القيام به، وهو التفاوض لإطلاق سراح الزوجين وفى يناير الماضي، نجح المفاوضون المدنيون في تأمين إطلاق سراح الزوجة يولاند كوركى. وفى الأسابيع الأخيرة، حصلوا على تأكيد بأن الجماعة الإرهابية وافقت على إطلاق سراح زوجها بايير كوركى مقابل فدية مائتي ألف دولار. وفى صباح السبت الماضي كان من المقرر أن تغادر قافلة من السيارات مدينة عدن اليمنية الجنوبية لتقل الرهينة البالغ من العمر 54 عاما من المكان البعيد الذي كان محتجزا به. وفى السادسة صباحا بتوقيت جوهانسبرج، أرسل مدير منظمة الإغاثة التي قادت جهود التفاوض الطويلة رسالة إلى السيدة كوركي يقول فيها "لقد أوشك الانتظار على الانتهاء" لكن بعدها بساعتين، رن هاتفها يحمل لها أنباء غير سارة، بأن زوجها قد مات.
وأعلنت أسرة الرهينة الجنوب إفريقي الذي كان محتجزا لدى القاعدة في اليمن منذ أكثر من عام أنها تغفر لخاطفيه بعد مقتله.
وقالت أرملته يولاند في بيان الأحد "اليوم نختار المغفرة والمحبة وان نحتفل بذكرى بيار وبأنه حي في قلوبنا".
وأضافت ان "الجحيم" الذي عاش فيه زوجها طيلة 19 أشهر من الأسر "كان بلا رحمة".
ولاقت العملية التي وصفت بالفاشلة انتقادات كبريات الصحف الأمريكية والبريطانية
وقال موقع "دايلى بيست" الأمريكي، إن المحاولة الفاشلة التي قامت بها قوات الجيش الأمريكي الجمعة لإنقاذ الصحفي الأمريكي لوك سومرز الذي كان محتجزا لدى القاعدة في اليمن، تثير التساؤلات بشأن سياسة عدم دفع فدى لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين. وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا، وفى ظل تلك السياسة، ليس أمامهما سوى خيارات عسكرية محفوفة بالمخاطر لإطلاق سراح مواطنيهم المحتجزين من قبل المسلحين، موضحاً في تقريره أن محاولة إنقاذ الصحفي الأمريكي سومرز كانت المحاولة الثانية لتحرير الصحفي سومرز الذي تم أسره في اليمن قبل 15 شهرا، وفى نوفمبر ظهرت قوات الكوماندوز الأمريكية التي تعمل بأمر مباشر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في موقع باليمن كان يعتقد أن الصحفي الأمريكي لوك سومرز ربما يكون محتجزا به،
وذكّر الموقع ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد سمح في يوليو الماضي بمهمة إلى سوريا لإنقاذ الصحفيين الأمريكيين جيمس فولى وستيفين سوتلوف اللذين كانا محتجزين لدى داعش، إلا أن المسئولين الأمريكيين يقولون إن المحاولة فشلت لغياب المعلومات الاستخباراتية الدقيقة فى سوريا عن موقع الرهينتين،
ويقول دايلى بيست، إن محاولات إنقاذ الرهائن ليست جديدة، ولم يكن نجاحها مضمونا أبدا. فقد قتلت عاملة الإغاثة البريطانية ليندا نوجروف في أفغانستان عام 2010 بقذيقة أطلقها كوماندوز أمريكي خلال عملية إنقاذها، وذكرت التقارير الأولية أن خاطفيها في طالبان هم من قتلوها، إلا أن المسئولين تراجعوا عن هذا الزعم بعدما اتضح أن الرهينة كانت ضحية مهمة لمحاولة إنقاذها.


 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign