صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين      
    تقارير /
افتقار هادي إلى رؤية واضحة بخصوص الحوثيين يسوق الدولة إلى مهالك الانطباعات والمزاجية

26/11/2014 08:33:17


 
الوسط - تقارير
تفتقر السلطة ممثلة إلى رؤية وطنية واضحة لعلاقتها وطريقة تعاملها مع جماعة أنصار الله كمكون حاضر
على الواقع، إذ أن احتكار رئيس الجمهورية لقرار تحديد موقف الدولة من الحوثيين سلبا أو إيحابا
يجعل الأمر أقرب إلى الانطباع والمزاج الشخصي بعيدا عن التقييم الخاضع للمصلحة الوطنية من عدمها.. وفي هذا السياق فإن التناقضات أكثر من أن تحصى إذ فقد كان دعا هادي، جماعة الحوثي المسلحة إلى سحب مسلحيها من جميع مدن البلاد، بما فيها العاصمة صنعاء، وبدون أي تأخير.
ودعا حينها - في كلمة له خلال ترؤسه في دار الرئاسة اجتماعاً ضم مجلس الدفاع الوطني وهيئة مستشاريه ورئيس الوزراء المكلف خالد بحاح - جماعة الحوثي إلى سحب مسلحيها من كافة المدن، بما فيها العاصمة صنعاء التي سيطر عليها المسلحون و"بدون تأخير".. واصفاً ما يقوم به الحوثيون بـ "الممارسات الاحتلالية للوزارات ومؤسسات الدولة وشركات النفط من قبل مسلحي الجماعة"، داعيا إياهم إلى عدم "الهروب من المسؤولية وخلق الذرائع لاحتلال" المدن اليمنية.
وأضاف: "لا يحق لأي طرف أن يحارب الإرهاب إلا قوات الجيش"، مع أن المسلحين الحوثيين حققوا انتصارات، وحرروا مناطق كانت بيد القاعدة لم يقدر عليها الجيش بسبب تراخي السلطة وعدم وجود إرادة حقيقة في محاربتها،
وتمثل الرد حينها بأن كثف الحوثيون من مليشياتهم داخل العاصمة وتوسعوا إلى أكثر من محافظة.
في العادة لا يتم التعويل على ما يقوله الرئيس في خطاباته كونها لا تمثل حقيقة ما ينويه أو يقدر عليه،
بالإضافة إلى أن دعواته المتكررة بانسحاب اللجان التي تسيطر على العاصمة، فيما لا تتواجد أية قوات حماية أمنية.. وكان أن تمت اتفاق عن ضرورة استيعاب هذه اللجان في إطار قوات الجيش والأمن، وفي
هذا الاتجاه، وعلى غير ما كان يحاول إعلام الإصلاح من تكريسه لدى الشارع من أن وزير الدفاع محمود الصبيحي المعين خلفا لمحمد احمد ناصر سيكون بمثابة السيف الذي سيتم بواسطته محاربة الحوثيين
جاء أكثر وضوحا من سابقه، إذ أعلن عن اعتبار مؤسسة الجيش للجان الشعبية بكونهم شركاء لها، وقال
أثناء زيارته معسكر الشرطة العسكرية بصنعاء: "ندعو شركاءنا في العمل الوطني إلى تفهم ظروف المرحلة والتنفيذ الدقيق لاتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني.. فالبقدر الذي نعمل على استيعاب ودمج مجاميع من شركائنا في العمل الوطني "أنصار الله" في القوات المسلحة والأمن لخلق التوازن الوطني المطلوب، فإن المؤسسة الأمنية والعسكرية هي المعنية للقيام بالدور العسكري والأمني والرقابي وفقاً لمهامها الدستورية وأطرها القيادية".
مشيرا إلى أن هذا ما تم الاتفاق عليه مع قيادات أنصار الله الذين يتفهمون دلالات ومضامين تقوية الدولة وتعزيز هيبة قواتها المسلحة، وأن أي دعم وتعاون شعبي لتثبيت الأمن والاستقرار يجب أن ينطلق من خطة مدروسة متفق عليها تشمل كافة فئات وشرائح المجتمع".
إلا انه مع ذلك دعا كافة فرقاء وشركاء العمل السياسي الوطني إلى عدم الزج بالقوات المسلحة في صراعاتهم ومماحكاتهم الحزبية والولاءات الضيقة باعتبارها حزباً كبيراً ومظلة جامعة لكل أبناء الوطن بمختلف فئاتهم وشرائحهم وانتماءاتهم.
يشار إلى أن تأكيدات كل القيادات في أنصار الله تؤكد على بقاء هذه اللجان وبكونها ضرورة ورديف لقوات الأمن والجيش.. إلى ذلك فإن جماعة أنصار الله تبدو بكونها مشكلة سعودية أكثر منها داخلية فقد تحولت إلى قضية يتم مناقشتها على المستوى الدولي والإقليمي باعتبار الحوثيين خطرًا إيرانيًّا يحدق بدول الجنوب،
أصدر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برناديت ميهان، بياناً على هامش اجتماع الرئيس أوباما مع الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في واشنطن، بحسب موقع البيت الأبيض،
أكد مناقشتهما الجهود في تعزيز الاستقرار في اليمن، ومحاربة الإرهاب، ودعم الحكومة والشعب اليمني.
وفيما كان قال محمد صادق الحسيني - مستشار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي - لوسائل إعلام لبنانية الشهر الماضي: "نحن في محور مقاومة الحكام الجدد للبحر الأبيض والخليج، وسنشكل خارطة المنطقة، من طهران إلى دمشق إلى الضاحية الجنوبية لبيروت وبغداد وصنعاء
فقد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، تقرير هذا الأسبوع، قالت إن سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية في سبتمبر جاءت لتغذي حالة الإنذار في العواصم العربية من أن إيران تستخدم الصراع هناك لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وفقاً لمسؤولين عرب وأمريكيين كبار.
وبحسب الصحيفة فقد دعت المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ودول الخليج الأخرى، بشكل سري، إدارة أوباما إلى العمل بقوة أكبر من أجل إضعاف قبضة جيش المتمردين على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى من اليمن، وفقاً لهؤلاء المسؤولين أنفسهم.
وتعيش هذه الحكومات العربية، المعنية، في حالة قلق الآن من أن واشنطن مشغولة جداً بصعود المتشددين في "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، وبالمفاوضات النووية الجارية مع إيران، مما قد يمنعها من الرد بقوة.
وقال مسؤول عربي كبير مشارك في المناقشات حول التمرد في البلاد: "لا يبدو أن أحداً يلاحظ ما حدث في اليمن".. وأضاف: "لا يبدو أنها موجودة على شاشة الرادار".
وعقد حكام خمسة من الستة الأنظمة الملكية العربية في الخليج العربي اجتماعاً استثنائياً في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، مساء الأحد، لمناقشة موضوع اليمن، وبؤر التوتر الإقليمية الأخرى، وفقاً لمسؤولين عرب.. وتعهدوا بتشكيل جبهة موحدة ضد "الدولة الإسلامية"، وبمحاولة استعادة الاستقرار في اليمن.
وقد شكل اليمن معضلة سياسية بالنسبة لإدارة أوباما في السنوات الأخيرة؛ بسبب احتوائه على تهديدات مزدوجة ذات صلة بكل من الإرهاب الدولي والصراع الطائفي.
وفيما مثّل حضور القيادي الحوثي علي العماد مؤتمر "إشراك القطاع الخاص في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة" في أمريكا لغطًا عامًا بسبب تناقضه مع الشعار المرفوع "الموت لأمريكا" فقد اعتبره البعض تطورا لافتا في الانفتاح على الآخر ومحاولة لكسر الحاجز النفسي الذي تشكل خلال الأعوام الماضية،
ونقلت مراسلة "RT" في واشنطن عن مصادر سياسية يمنية أن مباحثات، وصفت بالسرية، تجري في واشنطن برعاية أمريكية بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
وأشارت المراسلة إلى أن عبدالكريم الإرياني - مستشار رئيس الجمهورية اليمني - يمثل الحكومة اليمنية في المباحثات، أما جماعة الحوثي فيمثلهم علي العماد.
وأكدت الأطراف، خلال الاجتماع، أن المرحلة المقبلة لا تقبل إلا الشراكة الوطنية، مشددة على أهمية تحقيق السلم والتعايش السلمي والالتزام بعدم انتهاك الاتفاق الموقع بين الأطراف.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign