الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    كتابات /
الانتخابات الرئاسية.. الخيار الذي يُرعب هادي

19/11/2014 17:43:20
وضاح حسين المودَّع
لم يعد مع هادي من يمكن أن يصوّت له، ولو اضطراراً، في أي انتخابات تنافسية قد تجري في اليمن.. نهاية منطقية لرجل فاق التوقعات كما يحلو له القول، بالفعل فاق الرجل التوقعات فلا يمكن حتى للأطفال، وهم يسمعون قصته تُروى لهم قبل نومهم أن يصدقوا أنه وجد في القرن الحادي والعشرين رئيسٌ يكذب على شعبه كل يوم مائة مرة، رئيسٌ يبيع الوهم منذ ثلاث سنوات دمر بلده وأنهكه حروباً وفساداً مالياً، وفشل في حل أية مشكلة من مشاكل البلد، بل وصل به الحقد والانتقام لأن ينمي الصراعات والأزمات والفوضى والحروب؛ لأنها - بظنه - الطريقة المثلى للاستمرار برأس السلطة، وجمع ما لذّ وطاب من الخزينة العامة.
كان عام 2011م سنة لم يكن حتى هو يحلم بها، فقد لمحه اليمنيون بالصدفة في أحد أدراجهم الصدئة فقبلوا به كالزوج المحلل لسنتين فقط، ولم يكن أحدٌ يظن أن الفأر الذي تسبب بتهدّم سد أجداد اليمنيين في مأرب قبل آلاف السنين بقي من ذريته رجلٌ سيتسبب بتهدم اليمن كلها!!..
ولعلم الرجل يقيناً أنه لا أحد نظر إليه يوماً باعتباره صالحاً لمنصب رئيس فصْل في مدرسة ابتدائية فضلاً عن صلاحيته لمنصب رئيس جمهورية، فإنه عمل لأخرته الرئاسية في فبراير 2014 مغرقاً البلد في مستنقع مليء بقاذورات من صنعه، ليكون لا همَّ لليمنيين سوى الخروج منه، وبالتالي نسيان موضوع فترة رئاسية منتهية لمن أسموه منذ البداية (رئيس انتقالي)، فانتقل بهم إلى مصافي الدول (الأَخرى) كما ينطقها جازماً بداخله بالمعنى الحقيقي لنطقه..!!.
يعد الوقت أثمن ما لدى الشعوب الحية والمتقدمة، ولذا تكتب الخطط الطويلة الأمد وتحرص على التداول السلمي للسلطة في مواعيد محددة لا تقبل أن تتجاوزها مهما كانت الأسباب فتعتبر تاريخ إجراء الانتخابات موعداً مقدساً لا يجوز تعديه ولو ليوم واحد، بينما الشعوب المتخلفة كانت وما زالت مستهترة بالوقت، مرخصة للزمن، فمثلاً يمن السلطان عبدربه تم التمديد لمدة رئاسته عبر أفراد اشتراهم بدولاراته نهاية مؤتمر موفنبيك، بل فوضوه ليقرر متى وكيف وهل سيتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة من عدمها، فهل يُعقل أن يقرر الرجل موعداً يعلم يقيناً أن الشعب سيرميه فيه بالقباقب كما فُعل بشجرة الدر ما لم ينتقم منه بطريقة أقبح؟؟!!.
لقد عمل الرجل ليوم الانتخابات الرئاسية كثيراً ليس إنجازات، بل مؤامرات أشغل بها كل اليمنيين، وبالذات الساسة المنافسين الذين يعشقون السلطة، ولم يعد هناك يمني يفكر بمنصب الرئاسة فالكل إما مشغول بالقتال ضد أخيه أو مشغول بلقمة العيش أو مشغول بمحاولة الحفاظ على أيام أكثر في عمره.. الخلاصة نجح عبدربه إذاً في إلهاء الجميع عن مدة الرئاسة.
إذا أراد اليمنيون الحل فأول وسائل إنقاذ أنفسهم أولاً وبلدهم ثانياً هي المطالبة بتحديد موعد انتخابات الرئاسة التنافسية القادمة، ما لم فإنكم تقدمون خدمة مجانية لقاتلكم ليبقى في رأس السلطة لتعذيبكم أكثر وأكثر.. سيقول الكثيرون: وكيف يتم إجراء انتخابات والبلد غير مستقر، فأقول: إن العراق مثلاً أجرى انتخابات قبل شهور، ومدن ومحافظات خارج السيطرة تماماً، إن دولاً أفريقية تجري الانتخابات والوضع الأمني فيها أكثر سوءًا من يمن عبدربه، إن أوكرانيا أجرت انتخابات رئاسية قبل شهور، وهي تخوض حرباً في شرقها وانفصال في جنوبها، لن نعدم وسيلة لحل مشاكل الانفلات الأمني في مدن عديدة فقد اختير عبدربه في 2012 بدون انتخابات في محافظات الجنوب فما الذي سيفرق حالياً ؟!!.
لإنقاذ البلد قبل أن يتدمر أكثر ويفنى، فإن واجب الجميع، وبالذات الأحزاب والقوى السياسية أن تطالب، وبأعلى صوت: (قوموا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم.. انتخابات رئاسية فوراً)، ما لم فإنكم ستكثرون من جثث اليمنيين قرابين لهُبل اليمن الجديد المتسمر على كرسي الرئاسة حتى يفنى اليمن وتفنون أيضاً.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign