الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تقارير /
رهاب التآمر الخارجي والداخلي لدى الإصلاح خلق نفسيات مهزومة أوجدت كل هذه الباطنية السياسية

12/11/2014 14:02:07


 
الوسط - تقارير
يعيش التجمع اليمني للإصلاح اليوم حالة ذهول وفوضى وانعدام يقين أشبه بتلك الفترة التي أعقبت تفكك الاتحاد السوفييتي مع فارق المقارنة،
إذ يبدوا قادة الإصلاح اليوم مربكين بعد افتقادهم حلفائهم القبليين والعسكريين الذين عدوهم السياج الحامي لحزبهم، وركنوا عليهم وحدهم في أزمات سابقة للتصدي لأية مواجهة مع النظام سواء السابق أو الحالي.. بينما ظل المنتمون إلى الحزب وكوادره وأنصاره بعيدين عن أية مواجهة حقيقية، مقتصرًا دورهم فقط في ما له علاقة
بتحقيق تفوق في صناديق الانتخابات بمختلف مسمياتها وأشكالها، وهو ما أصابهم بالترهّل الذي يعد الخوف أحد أسبابه.
لم يتمكن الإصلاح مبارحة الرعب من مواجهة السلطة تحت دعاوى في العادة تحمل أسبابًا أخلاقية سامية توضع تحت لافتة عدم المواجهة بدافع الحرص على الدماء، حتى وإن كانت مجرد مواجهة سياسية وصدع بالحق ودفع عن باطل يرونه كذلك، وهو ما كان أساسًا في شرعنة حكم الفرد وتكريسه طوال أكثر من 33 عامًا، وأرادوا استمراره.
البقاء الطويل للإصلاح داخل عباءة السلطة، وهو نتاج لتقدير من قيادته بكونه الأقل ضررًا والأكثر نفعًا لم يتغير، وتحت هذا المبرر النفعي تم وأد ثورة فبراير من باب أن دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة التي انصبّت كلها أو غالبها في صالح حلفائه الذين ورثهم من النظام السابق، ولذا وبدلاً من الاحتماء في عباءة صالح، وبذات الطريقة السابقة تعاملت قيادة الإصلاح مع هادي تطبيلاً وتمجيدًا باعتباره القائد الضرورة الذي من الممكن أن يستفاد منه ما لم يتسنَّ من سابقه، وحين لم يحصل ذلك لم تتم مواجهته صراحة من قبل الحزب وترك الأمر للمحسوبين عليهم بعد أن رفعت
الحصانة المقدسة عنه إعلاميًّا، وعن طريق من لا يخافون تبعات نقدهم كالشيخ حميد واللواء علي محسن قبل أن يفرا خارج اليمن، وتتم ملاحقتهما قضائيًّا.. والذي مع ذلك لم يظهر قادة الإصلاح موقفًا واضحًا مما حصل لهم، وهو توجّه سبق مع قائد اللواء
310 حميد القشيبي.
لقد تبدت باطنية الإصلاح في أسوأ صورها في لحظات تُعد فارقة في تأريخ اليمن وحزب التجمع نفسه إلى حد وجد الإصلاحيون في القيادة الوسطى والمنتمون إليه أنفسهم مربكين وخائفين، وهو انعكاس طبيعي لما يشعر به قادتهم
من رهاب التآمر الخارجي والداخلي على الحزب الذي يعد نتاجًا طبيعيًّا لنفسيات تملك قابلية للانهزام؛ باعتبار أنها لم توطن يومًا على التضحية، أو لأنها مدركة أن موقفها ليس قائمًا على أساس، وهو ما جعل من تلك القوة الشعبية والعسكرية تتبخر حتى قبل أن تبدأ المعركة التي بدت هزيمة للباطل في مواجهة الحق، وكان القيادي الإصلاحي محمد الحزمي وعضو كتلته البرلمانية قد طالب من أسماهم بـ"السياسيين في قمة التجمع اليمني للإصلاح" بأن يُقيّموا أداءهم باستطلاع آراء قواعد الحزب ليعرفوا أن سياستهم ملّها الكثير.. متمنيًا منهم أن يغادروا ما وصفه بـ(المقيل السياسي)، ويتركوه لمن هو أقدر على مواجهة الظرف الراهن, قائلاً بأن "المقيل السياسي - للأسف - بحاجة إلى إعادة "فرمتة"، واستبداله بمركز أو ما يسمى مطبخاً سياسياً".
لم يعد هناك ما يمكن أن يخسره الإصلاح أكثر مما خسره على مستوى الشارع، وحتى على مستوى المبادئ التي كانت بمثابة العقد الاجتماعي التي تربطه بالمنتسبين إليه، والذي بدأ الكثير من هؤلاء، وبينهم قيادات ترتفع أصواتهم بالنقد حينًا وبالرفض أحيانًا أخرى لمحاولة تجاوز البرزخية التي طالما حبسوا مواقف الحزب فيها، وكذا حالة الخنوع التي أطّرتهم قيادتهم فيها عبر تنازلات لم تتوقف للسلطات المتعاقبة على مستوى الداخل إلى حدّ وصل الأمر بها إلى خيانة الشعب بإقرار جرعة لم يتوقفوا عند السكوت، بل تصدوا للدفاع عنها باعتبارها ضرورة ستسقط الدولة بدون إقرارها ليتبدى عكس ذلك حين حل الحوثيون بدلا عنهم، وأصبحوا صوت الناس حين خرست ألسنتهم.
أما على مستوى الخارج فقد أوصلت هذه القيادات حزبها إلى التبعية المطلقة لدول عربية وأجنبية لم تتوقف عند اعتبار المبادرات فوق الدستور، بل تعداها إلى المطالبة باحتلال البلد من خلال الموافقة على وضع اليمن تحت البند السابع
لتستمر تقديم التنازلات للسعودية والدول العشر، على الأخص منها أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها جمال بن عمر حتى مع ما تبديه بعض هذه الدول من إظهار لعِداء وحتى اتهامات يتجرعها الحزب دون أن ينبئ عنه ولو بتذمر حييّ، بل وعلى العكس فإن الرد في العادة يتمثل بالمبالغة بالانحناء وتقديم ما هو أكثر من التنازلات بغرض إثبات حُسن النية.. وهو ما جعل البرلماني والقيادي في حزب الإصلاح عبدالله العديني يهاجم التدخلات الخارجية في اليمن.. مطالبًا بمحاكمة من وضع اليمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وإلغاء الدستور.
لقد مثّل الاستغراب الغاضب للمصدر المسؤول في أمانة الإصلاح، الذي جاء ردًّا على ما ورد في كلام عضو الكتلة البرلمانية للإصلاح الدكتور منصور الزنداني من رفض للتدخل الخارجي، ومطالبته برحيل السفير الأمريكي،
ومن أن بن عمر لم يعد مرغوبًا به، ثم اعتذاره غير المبرر دلالة علنية على القدر الذي وصلت إليه قيادة الحزب من استلاب تجاوز استقلالية الحزب إلى السيادة الوطنية وتبرير للظلم، وهو ما اعتبره رئيس كتلة الإصلاح النيابية زيد الشامي بمثابة منع المظلوم من الأنين وإبداء الشكوى.

قيادات إصلاحية تخرج عن صمتها وتنتقد قياداتها العليا تعبيرًا عن غضب من سياسة مرتبكة
مثلت انتقادات قيادات إصلاحية لمواقف الحزب السياسية، وبالذات ما له علاقة بالخارج حراكًا يمكن أن ينقذ الحزب من المزيد من الخسارات التي يتجرعها على المستوى الشعبي والتأثير بعد أن بدا مرتهنًا كليًّا للخارج، دون أن يحقق أي مكاسب تُذكر، وجاء تقريع الأمانة العامة للقيادي الإصلاحي ونائب رئيس الكتلة البرلمانية
الدكتور منصور الزنداني عقب مطالبته برفض التدخل الخارجي بكونه أكثر مما يمكن احتماله..
وفيما قال الزنداني عقب تهديد السفير الأمريكي للرئيس السابق بسرعة مغادرته اليمن: لقد "حذرنا كثيراً من خطورة السماح للخارج بالتدخل في شؤوننا الداخلية، وأمريكا بصورة خاصة، كما حذّرنا من الطائرات الأمريكية التي تقتل بلا إحساس"..
فقد وجّه انتقاداته أثناء جلسة مجلس النواب إلى مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر، وقال: إنه لم يعد مرغوبًا فيه باليمن.. كما حذّر السفير الأمريكي من مغبة اللعب في الشأن اليمني، وطالبه بأن يحمل حقائبه ويرحل بعد أن يقدّم اعتذاره للشعب اليمني.
هذا التصريح اعتبرته قيادة الإصلاح بمثابة إحراج لها ومن تعتبرهم أصدقاءها، ما دعاها لإعلان اعتذارها ولو على حساب
أحد قيادييها.
وعبر المصدر المسؤول في أمانة الإصلاح عن استغرابه لما ورد في كلام عضو الكتلة البرلمانية للإصلاح الدكتور منصور الزنداني في جلسة مجلس النواب من غمط للدور الإيجابي التي تضطلع به الأمم المتحدة وممثل أمينها العام الأستاذ جمال بنعمر وبعض سفراء الدول الصديقة بصورة لا تتفق مع توجهات ومواقف الإصلاح.
وعليه فإن الأمانة العامة للإصلاح تعتذر للأستاذ جمال بنعمر - مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، والعاملين معه، والسفراء الذين وردت إشارات غير إيجابية إليهم، في حديث النائب الزنداني، وتؤكد ضرورة أن يلتزم الجميع ببرنامج الحزب وتوجهاته المقرر من هيئاته.
هذا الانبطاح من قبل الأمانة العامة للإصلاح، الذي حمل حديث الزنداني أكثر مما يحتمل، وأثار حالة من الغضب داخله دفع بالإصلاح للقبول بتوضيح لرئيس الكتلة البرلمانية للحزب الأستاذ زيد الشامي،
وبحيث تم نشره في موقعه الرسمي،
قال فيه: إن حزب الإصلاح يتعرض لانتهاكات متعددة تطال أفراده وقياداته وممتلكاته ومؤسساته، دون أن يسمع كلمة مواساة واحدة لا من شركاء العمل السياسي، ولا من الدول العشر، ولا من المؤسسات الدولية.
مضيفًا: لم يعتذر أحد للإصلاح بسبب هذا التعامل غير المنصف، ولم يعاتب الإصلاح أحدًا، بل فضّل تغليب حسن الظن في الجميع.
وتابع: ولأن الإصلاح لا بواكي له؛ فقد يعبر بعض أعضاء الإصلاح عن استيائهم لهذا التجاهل، ويعكسون المعاناة والألم بسبب الظلم والبغي والعدوان الذي يتعرضون له؛ أو يطال الكثير من المواطنين، ولا يمكن لتنظيم حيّ أن يمنع أفراده من الأنين إذا آلمتهم الجراح.
وأوضح أن تلك الآراء هي عبارة عن آراء شخصية تعبر عن الإحساس بالضرّ ولا تستوجب التلاؤم ولا الاعتذار، مؤكداً أن الواجب أن تسود الثقة والاعتراف بالرأي المختلف، ويبقى الموقف الصادر عن المؤسسات القيادية هو ما يحاسب عليه الحزب.
وختم تصريحه بالقول: صحيح أن الظرف دقيق، والكلمات يجب أن تكون محسوبة، والحصافة تقتضي عدم استعداء الآخرين، ولكن الله قد سمح للمظلوم أن يجهر بمظلوميته: "لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا".
وعلى ذات السياق، من الغضب استغرب البرلماني في تجمّع الإصلاح،عبدالله العديني، موقف قيادة حزبه، التي اعتذرت وتبرأت من كلام الدكتور الزنداني، الذي وصفه بأنه نطق بالصدق والحق، في إشارة لمهاجمته من تحت قبة البرلمان للمبعوث الأممي جمال بن عمر والسفير الأمريكي، ورفضه التدخل الأجنبي في الشأن اليمني.
وقال العديني - في منشور على صفحته في الفيس بوك: "وقد سبق وأن أعلنوا براءتهم من كتاب الشيخ عارف الصبري فعاقبهم الله"، في اشارة لقيادة الحزب التي تبرأت من كتاب محمد الصبري الذي هاجم الحوار ومخرجاته.
وتساءل العديني: هل جمال بن عمر من أولياء الله..؟، وهل السفراء من أولياء الله..؟، وهل الأمم المتحدة من أولياء الله..؟
واتهم العديني قيادة حزبه بتجاوز حدودها، دون أن يعترض عليها أحد، مشيرًا إلى أنها تعلمت الاستبداد من الحكام العرب.
وقال مخاطبًا قواعد تجمع الإصلاح: "لا خير فيكم إنْ لم تقولوها، ولا خير فيهم إن لم يقبلوها، وهو ما عده البعض نوعًا من التحريض ضد قيادة الحزب".
وكان جدد البرلماني الإصلاحي عبدالله العديني هجومه ضد التدخلات الخارجية في اليمن، مطالبًا بمحاكمة من وضع اليمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وإلغاء الدستور الذي تم مناقشته خلال مؤتمر الحوار الوطني.
وقال العديني - خلال مداخلة له في الجلسة التي عقدها مجلس النواب الأحد: إن مؤتمر الحوار فكك اليمن، وألغى الدستور، ثم جاء الفصل السابع، ويجب أن يحاكم كل من وقّع على البند السابع؛ لأنه من وضع رقابنا تحت الهيمنة الأمريكية".
وأضاف بغضب: "كنت أبغض الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لكن عندما شاهدت الأمريكان يعبثون به.. تألمت عليه ألمًا شديدًا، وهجرت مشاهدة التلفزيون".
وكان البعض اعتبرها فرصة للاستقطاب، حيث عرض رئيس كتلة الأحرار في مجلس النواب عبده بشر على القيادي والأكاديمي في حزب الإصلاح منصور الزنداني للانضمام إلى حزب الأحرار خلال الجلسة التي عقدها مجلس النواب الأحد الماضي.. مشيرًا إلى أن حزب الأحرار يتشرف بانضمام الزنداني إليه إذا قرر الانسحاب من حزب الإصلاح، إلا أنه رفض مثل هذا العرض..
كما قدم عدد من أعضاء مجلس النواب الشكر للزنداني على مواقفه من باب التعبير عن الوقوف معه عما واجهه من حزبه، إلا أنه قال إنه لا يستحقه باعتبار ما قاله هو عين الصواب، ولا يستحق الشكر.. مكررًا: إن مشكلة اليمن عميقة لم يسبق لها مثيل، وإن مستقبل البلاد مظلم، منوهًا إلى أن هناك تدخلاً خارجيًّا سافرًا في شؤون اليمن. وأشار إلى أن هناك بوارج حربية تقف على أميال من الشواطئ اليمنية، فيما تقتل الطائرات الأميركية أشخاصًا أبرياء، وبسبب حروب عبثية، موضحًا: "لم يبق إلا مرحلة بسيطة وأصبحنا في رؤوس الجبال كلّ بسلاحه".
وعلى ذات الاتجاه الرافض لسياسة قيادة الإصلاح العليا طالب عضو مجلس النواب عن الإصلاح محمد الحزمي من أسماهم بـ"السياسيين في قمة التجمع اليمني للإصلاح" بأن يُقيّموا أداءهم باستطلاع آراء قواعد الحزب ليعرفوا أن سياستهم ملّها الكثير, متمنيًا منهم أن يغادروا ما وصفه بـ(المقيل السياسي)، ويتركوه لمن هو أقدر على مواجهة الظرف الراهن, قائلاً: بأن "المقيل السياسي للأسف بحاجة إلى إعادة "فرمتة"، واستبداله بمركز أو ما يسمى مطبخاً سياسياً".
وفيما أيّد العديني دعوة رئيس مجلس النواب يحيى الراعي لإجراء مصالحة وطنية شاملة بين جميع القوى السياسية، إلا أنه قال: إن مصير أية مصالحة سيكون مصيرها الفشل؛ لأن قرار اليمن أصبح بيد الخارج والمجتمع الدولي.
وأضاف: أنه في البلدان الخارجية تتلقى التدخلات الخارجية صفعات على عكس بلادنا ترحب بها ويقابل بالتصفيق.
ودعا العديني لوضع وثيقة شرف بين الأحزاب لتؤكد رفض الهيمنة الدولية.
قيادة الإصلاح صار عليها التوقف للمراجعة، وهي نصائح طالما طالب بها البرلماني زيد الشامي حزبه منذ وقت مبكر، ولم تلقَ استجابة رغم أهميتها، ورغم الخسائر التي ما زالت تلحق بالحزب والقيادة، وهي مخاوف تفرضها المخاوف من اختلال توازن القوى في اليمن.


صور الحزمي ـ زيد الشامي ـ عبد الله العديني ـ اليدومي ـ منصور الزنداني
الزنداني: لم يبقَ إلا مرحلة بسيطة ونصبح في رؤوس الجبال كل بسلاحه
الحزمي: سياسة قيادة الحزب ملّها الكثير.. مطالبًا بمغادرتهم المقيل السياسي إلى المطبخ السياسي
الشامي: لا يمكن لتنظيم حي أن يمنع حزبه من الأنين إذا آلمه الظلم
العديني: قيادة الإصلاح تعلمت الاستبداد من الحكام العرب

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign