المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    كتابات /
خيمة "فك الارتباط" لا تتسع لجميع الجنوبيين

26/10/2014 19:21:18
*سامي غالب
أقصى ما يمكن أن يحققه دعاة الاستقلال والتحرير في الجنوب - في السياق الوطني والإقليمي والدولي الراهن، وفي ضوء المعطيات وحقائق القوة على الأرض - هو إقامة "كانتونات جنوبية" خاضعة لسيطرة جماعات ميليشوية مقامرة.
حتى لو سقط اليمنيون في الشمال في بحر من الدماء جراء الحروب الجاهلية بين القوى العصبوية والماضوية فيه، فإن اليمنيين في الجنوب لن يكونوا في منجاة من حروب تطهير وحروب احتكار تمثيل مماثلة وربما أكثر فوضوية.
***
هناك خارطة طريق لحل القضية الجنوبية، يفاخر بها الرئيس هادي وقادة المشترك وجمال بنعمر وحكومة القناصل الأجانب في صنعاء، سقطت الآن، شمالاً وجنوبًا.
هذه الخارطة اللعينة تبتز الجميع باسم الحقوق، فهي تبقي على القضية الجنوبية "كرتًا" في تصرف الطغاة في العاصمة، وفي أحسن الأحوال هي السلاح الذي يتم تحريكه من عدة أطراف نافذة من أجل تعظيم مكاسب أو تخفيض كُلف.
في السنوات الأخيرة شهد الجنوب هجرات متعاقبة من صنعاء.. في 2011 هاجر الموالون للرئيس السابق صالح بحثًا عن ملاذ أخلاقي وسياسي.
وفي 2013 هاجر عبدربه منصور هادي والصغائريون من مستشاريه وأقاربه وعشيرته جنوبًا.. ثم بالتعاضد مع اللقاء المشترك، قاموا باجتياح "الجنوب" مجددًا، ولكن في فندق موفمبيك وعبر حراك 2013 برئاسة هادي نفسه.
وفي خريف 2014، هذا الخريف الدامي، شهد اليمنيون أغرب موجة نزوح إلى ساحات الثورة الجنوبية في عدن.. أبطال حرب 1994 من رجال علي محسن الأحمر ومجاهدي التجمع اليمني للإصلاح، صاروا دعاة استقلال وتحرير وحق تقرير مصير..!
***
الموجة الشعبوية المتعالية في الجنوب ليس في وسعها أن "تزخرف" الإحباط المدمر الذي يتسيد المشهد اليمني بكلويته، بجهاته وشوارعه وساحات نضاله وثواره ووثائقه واتفاقاته.
ما من نفحة أمل أو نسمة حرية، بل زفرات اليأس تلفح الوجوه في كل شارع وساحة وزاوية، وإلا فإنها فوهات البنادق تحصد الأنفس وسيوف الفاتحين تجز الرؤوس.
ما من أمل، بل جماعات ميليشوية تفرض منطقها وسطوتها وتكسب مؤيدين كل صباح، في كل البقاع الحزينة من "العربية السعيدة".
لا توجد منافذ نجاة في تلك "المسخرة الحوارية" التي لوّح بها الرئيس هادي في يناير الماضي.
على "الأطراف المعنية" البحث عن خارطة طريق أخرى، من أجل الجنوب، وفي اتجاه المستقبل، غير هذه التي تستحيي دويلات ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وكل الطرق فيها تودي باليمنيين إلى المهالك.
• من صفحته على الفيسبوك




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign