صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    كتابات /
الصفقة الأمريكية السعودية الإيرانية في اليمن وأبعادها..

24/09/2014 22:40:47
د.ناصر محمد ناصر
تُرى هل هناك من صفقة بين كل من الولايات المتحدة والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، فحواها انضمام إيران إلى الجهود الدولية في الحرب على الإرهاب مقابل تسليم اليمن لإيران؟.. للإجابة على هذا السؤال دعونا ننظر في التالي:
1-في المؤتمر الذي عقد في السعودية خلال الأسبوع المنصرم استبعدت إيران تماماً من حضور ذلك المؤتمر، الأمر الذي دفع بإيران إلى الإعلان صراحة بأنها لن تكون طرفاً في حرب الولايات المتحدة على الإرهاب.
2-بعد انعقاد المؤتمر بأيام قليلة، وبعد اجتماعات مكثفة بين مسئولين أمريكيين وإيرانيين أعلن وزير الخارجية الأمريكي بأن طهران باتت طرفاً في الحرب على الإرهاب،
3-بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي بمشاركة إيران في الحرب على الإرهاب اجتمع وزير الخارجية السعودي مع وزير الخارجية الإيراني ليتم بعدها الإعلان عن صفحة جديدة في العلاقات السعودية الإيرانية.
4-عقب تمكّن قوات الحوثي من اجتياح صنعاء بيوم واحد ظهر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام وسائل الإعلام، معلناً أن بلاده أصبحت طرفاً في الحرب على الإرهاب.
إذاً يبدو أن أبعاد الصفقة على النحو التالي:
1-تراجع نفوذ إيران في العراق بعد الإطاحة بالماكي ودخول المكون السنّي الموالي للسعودية في النظام الجديد يمثل خسارة لإيران ومكسبًا للسعودية، كما أن مدّ الحرب على الإرهاب إلى سوريا قد يضعف النظام السوري، ومن ثم النفوذ الإيراني هناك.
2-استمرار الحرب على الإرهاب في ظل وجود معارضة إيرانية قوية لتلك الحرب قد يجهض تلك الحرب أو يمد أمدها إلى أمد غير منظور، وهذا ما لا تحتمله الولايات المتحدة، فلا بد إذاً من مشاركة إيران في تلك الحرب.
3-إيران لن تشارك في حرب بدون مقابل فكان لا بد من تعويضها باليمن.
يدل على ما سبق ويؤكد عليه الآتي:
1-دفْع جمال بن عمر الرئيس هادي إلى التشدد في اتجاه الحوثي وعدم إقرار الاتفاق الذي قاده الإرياني وهلال.. ربما بنصيحة أمريكية لابن عمر كي يعطي الحوثي مبرراً لاجتياح صنعاء، أو أن ابن عمر نفسه قد خُدع من قبل الولايات المتحدة أو السعودية.
2-انسحاب الولايات المتحدة والسعودية والدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بشكل مريب بعد أن استثمرت في ترتيب المشهد اليمني جهود سنوات مضنية.
وأعتقد أن الحسابات الأمريكية السعودية التي أدت إلى هذه النتيجة تتمثل في الآتي:
1-تمكنت السعودية بالمليارات التي وضعتها تحت مسمى شركات تجارية في بنوك أوروبية تحت تصرف طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السابق من صناعة تنظيم داعش الذي تمكنت به من إرغام الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة صياغة تحالفاتها في المنطقة بما يتطلبه الدور السعودي.
2-رأت الولايات المتحدة أنه لا مناص لها من العودة إلى خط التحالفات السعودية في الحرب على الإرهاب فقررت توجيه ضربة مزدوجة، الأولى ضد تنظيم داعش الذي سيؤدي القضاء عليه إلى إعادة نفوذها إلى العراق وربما سوريا، والثانية للسعودية التي باتت تلعب بمعزل عن النفوذ الأمريكي بتسليم اليمن لإيران، ومن ثم تحجيم الدور السعودي في المنطقة، وجعله أكثر تبعية للولايات المتحدة كما كان في الماضي.
ويبدو أن السعودية لم تمانع من أن تدفع هذا الثمن، وذلك للأسباب التالية:
1-عودة الولايات المتحدة إلى خط تحالفاتها الإقليمية في المنطقة له أولوية على ما سواه، فهي القوة الدولية التي بوسعها تقرير مصائر كثيرة في المنطقة.
2-السعودية تستطيع بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا إفشال أو تحجيم النفوذ الإيراني في اليمن، فبإمكانها ضم حضرموت إلى مجلس التعاون الخليجي في غضون شهور قليلة، وبإمكانها فصل الجنوب برمته، وبإمكانها تحريك أدواتها الكثيرة في الساحة اليمنية من سلفيين وجهاديين وإخوان مسلمين وشيوخ قبائل، فإن لم تستطع استعادة اليمن من إيران فبإمكانها تحجيم النفوذ الإيراني في دويلة زيدية صغيرة ومعزولة في شمال اليمن تكون بحكم الجوار تحت الهيمنة السعودية.
وهذا يعني أن علينا أن ندرك أن اليمن قد أصبحت محل لعبة أمم، وأنها أصبحت من اليوم ساحة صراع إقليمي ودولي، وفي خضم هذا الصراع لن يبقى هناك شيء ثابت على أرض اليمن لا الوحدة ولا الجمهورية ولا ربما الدولة اليمنية.
د. ناصر محمد ناصر




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign