المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    تقارير /
المجتمع الدولي من تهديد أنصار الله إلى الترحيب بهم.. وهكذا أدار السيد معركته مع الخارج

24/09/2014 17:16:10


 
الوسط - تقارير
المجتمع الدولي من تهديد أنصار الله إلى الترحيب بهم.. وهكذا أدار السيد معركته مع الخارج
التقارب السعودي الأميركي مع إيران لمواجهة داعش وانعكاسه على الوضع الراهن في اليمن

بعيدًا عن الاسترسال في الأسباب التي أدت إلى سيطرة أنصار الله بهذه السرعة غير المتوقعة لأن هذا ليس مكانه هنا..
وسنأتي عليه في مساحة أخرى، في غير هذا المكان من الصحيفة، وسنحاول التركيز هنا على إدارة زعيم أنصار الله
للمعركة فيما لها علاقة بالجانب الدولي ومواجهة الضغوط الدولية وبياناتها المتلاحقة التي تجاوزت الإدانة إلى التهديد..
وهنا يمكن التأكيد بيقين من أن زعيم أنصار الله قد تمكن، وكما هو ملموس على الواقع، من كسر هيمنة الخارج على القرار السياسي اليمني، متخذًا مواقف تجاوزت حالة الرفض إلى التحدي، وهي سابقة غير معهودة منذ عقود ساهم في جعلها واقعًا، ذلك التسابق الذي أبدته الأحزاب السياسية لعرض ولائها للقوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وشهدت المرحلة الممتدة منذ أزمة 2011 وحتى اليوم أكثر المواقف انبطاحًا من هذه الأحزاب إلى حد وصل بها إلى رفع تقارير كيدية مغلفة بشكاوى إلى كل من دول أمريكا وبريطانيا والمملكة السعودية، ولم تُستثنَ قطر، وبعضها كان على شكل افتتاحيات تحت اسم محرر سياسي لأحد أحزاب اللقاء المشترك،
ولعل الفارق الذي لمسه المواطن البسيط الذي يتملكه الشعور بالخزي من موقف أحزاب تتحدث عن مشاريعها القومية والإسلامية جعله يصغي لصوت عبدالملك الحوثي الرافض والمقاوم للهيمنة الأجنبية، مذكرًا بزعماء التحرر أثناء الثورات العربية، وعزز من هذا التصور الرضوخ المخزي من قبل الدولة اليمنية، الذي ظل يعبّر عنه رئيسها هادي في تعبير عن استلاب كامل للسيادة إلى حد صارت القرارات الجمهورية تستند على المبادرة الخليجية، كما أن تنفيذها
والسبيل إلى قسر الأطراف السياسية على القبول بها يتم بوضوح وشكل سافر اعتمادًا على تهديدات سفراء الدول العشر
ومجلس الأمن الدولي، وكان أن مثلت اليمن حالة استثنائية في مدى انحطاط حكومتها ورئيسها وسياسييها حين طالبوا بأن تكون بلدهم تحت الاحتلال من خلال إدخال اليمن تحت سطوة البند السابع..
ظل سفراء الدول العشر سيفًا بيد هادي مسلطًا على رؤوس الساسة اليمنيين، وموجهًا بالذات على الرئيس السابق،
رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح، الذي كان في نهاية المطاف يرضخ لما تمليه، وبالذات فيما له علاقة بمخرجات
الحوار وقضايا سياسية أخرى..
وكان لافتًا أنه وعقب تدخل السفراء، وبالذات المبعوث البريطاني الذي زار اليمن والتقى قيادات مؤتمرية للتعبير عن انزعاج المجتمع الدولي مما يقال عن مساندته للحوثيين
غيّر موقفه تماما من مسألة قرار المؤتمر بعدم الاصطفاف مع أي طرف ضد آخر، والبدء بتصريحات علنية قد لا تكون لها علاقة لحقيقة موقفه تمثّل انتقادًا ضمنيًّا للاعتصامات داخل العاصمة، وكذا التعريض بأنصار الله..
لقد قاوم صالح إلا أنه لم يصمد أمام تهديدات طالت النيل من ثروته في الخارج، وبالذات حين أوصل إليه سفير غربي رسالة تفيد بمعرفتهم بمكانها رغم المحاولات في تنقلها عبر أكثر من حساب..
وقد لا يكون محمد اليدومي وحزب الإصلاح الإسلامي الذي يرأسه أحسن حالاً بعد أن أصبح مهددًا بكونه ضمن الجماعات الإرهابية التي وضعته فيه السعودية والإمارات والكويت والقاهرة، وأخيرًا حليفتهم قطر بعد سقوط القيادة المركزية جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكذا بعد أن بدأت دول أوروبية تراجع سياستها نحو الإخوان المسلمين
ونشاطهم السياسي في أراضيها، وبالذات بريطانيا، وهي ضغوطات أثرت على مواقف الحزب الوطنية والإسلامية إلى الحد أن الحزب لم يساند غزة في حرب إسرائيل عليها ولو ببيان، فضلاً عن إخراج مسيرات جماهيرية لنصرتها والتعبير عن الموقف الرافض للحرب خوفًا من إغضاب أمريكا في ظل حسابات لها علاقة بمصالح حزبية وذاتية.. كان الدور الخارجي يتعاظم إلى حين دخلت جماعة أنصار الله على
خط المواجهة الحقيقية عقب إقرار حكومة الائتلاف الجرعة ورفع أسعار المشتقات النفطية بصلف مسنود بدعم الأحزاب
التي قذفت بها الأزمة إلى السلطة
ليتصدرعبدالملك الحوثي المشهد، متحديًا بوضوح إرادة الخارج وسفراء الدول العشر في الداخل الذين مارسوا أكبر قدر
من بيانات التهديد والوعيد، والذي وصل إلى حد استصدار قرار من مجلس الأمن بإدانة لم تسمِّ أنصار الله كجماعة
معرقلة وإنما تعدته إلى تسمية قادة غير سياسيين فيه حين ذكر أبو علي الحاكم بالاسم كسبب في سقوط عمران تماهيًا مع لقاءات هي أكثر من أن تحصى أجراها الرئيس هادي مع سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية للشكوى مما يفعله الحوثيون، وكان آخرها الاجتماع الذي تم يوم الجمعة الماضية بعد أن صارت نصف صنعاء في يد الحوثيين بما فيها مبنى التلفزيون.. معتبرا أن ما يجري انقلابًا لإسقاط الدولة، محملاً السفراء - بحسب وكالة "سبأ" الرسمية - نقل مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية إلى قادة بلدانهم.. مثمناً مواقف الدول العشر الداعمة لليمن في مختلف الظروف والأحوال.
وعلى هذا السياق
أعلنت لجنة العقوبات الأممية الخاصة باليمن المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 لسنة 2014م، استعدادها وبشكل عاجل للنظر في مقترحات لاتخاذ العقوبات التي تستهدف الأفراد أو الكيانات نظرًا لوتيرة التطورات الميدانية على الساحة اليمنية..
وأشارت بقلق إلى تدهور الحالة الأمنية في اليمن في ضوء الأعمال التي نفذها الحوثيون بزعامة عبدالملك الحوثي ومن يدعمونهم لتفويض عملية الانتقال السياسي والأمن في اليمن، إلى جانب إدانة أعمال قوات الحوثيين بقيادة عبدالله يحيى الحكيم (أبو علي الحكيم) التي اجتاحت عمران بما في ذلك مقر لواء الجيش اليمني يوم 8 تموز / يوليو،
إلا أنه ومع هذا التصعيد فقد كان اللافت أن السفير الأميركي في صنعاء بدا على غير ذات التوجه من التصعيد مع الحوثيين ربما لاستشعاره خطر التواجد الذي صار يتنامى لعناصر القاعدة في العاصمة صنعاء وعلاقة الإصلاح
أو محسوبين عليه باستجلابهم لمواجهة الحوثيين، وهو ما جعله يحدد بصراحة غير معهودة رأي الدول العشر في هكذا
قضية.. إذ أشار السفير ماثيو تولر إلى أن مجموعة سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن راقبت بعض العناصر في أحزاب اللقاء المشترك تحاول استفزاز الحوثيين لتحقيق مصالح ضيقة. مشيرًا إلى أنه تم أيضًا مراقبة عناصر داخل حزب المؤتمر تدعم الحوثيين بإسقاط الجرعة السعرية وإسقاط الدولة.
وأوضح تولر: أن الحوثي يسعى لتصوير صراعه مع الدولة بأنه صراع مع حزب الإصلاح وليس مع الدولة.
وبشأن تفريق الإدارة الأميركية بين الحوثيين وتنظيم القاعد قال السفير: "نحن نفرق بين تلك المجموعات التي شاركت في العملية السياسية، فالحركة الحوثية شاركت في مؤتمر الحوار الوطني، ونتج عن ذلك كثير من النتائج الإيجابية ولديهم مواقف سياسية وطموحات مشروعة، لكن لجوءه إلى استخدام الأسلحة جعلتنا نشك بنواياهم، وبالتالي نحن ندعم الحوثي وحركته أن يقوموا بذات الممارسات التي تقوم بها الجماعات والأحزاب السياسية".

في مقابل كل بيانات التهديد كان عبدالملك الحوثي يعبر عن سخريته منها واستغرابه من القلق المصطنع لبعض الأطراف الدولية من الحراك الثوري الشعبي.. مؤكدًا أن إرادة الشعب اليمني يجب أن تُحترم وألا يتدخل أحد في شئونه الداخلية، خاصة وهو يطالب بتحسين وضعه الاقتصادي والسياسي والأمني".. منوهًا: إلى أن النشاط الثوري والشعبي لن يتوقف وسيظل مستمرًا، فالشعب اليمني اليوم أكثر وعيًا وبصيرة وتمسكًا بحقوقه العادلة والمحقة، ولن يجدي السلطة رهاناتها على عدم وعي الشعب أو محاولاتها بالالتفاف على ثورته بأهدافها النبيلة التي هي نتيجة معاناة لا يستشعرها أصحاب الفساد وناهبو المال العام"..
إن مثل هذا التحدي كان اتكاء على الشارع الذي صار يعتبر إلحاق الهزيمة بهذه الدول يمثل نصرًا معنويًّا له، وهو ما صار واقعًا أولاً حين اضطر المبعوث الأممي جمال بن عمر، والذي أصدرت المنظمة التي يمثلها كل تلك التهديدات إلى السعي لملاقاة السيد في صعدة لمحاولة الوصول إلى حلول كانت ترفضها السلطة، إلا أنه بمجرد وصوله صعدة تلقى ردودًا عملية عن كل العنتريات التي صدرت من مجموعة الدول العشر
والأمم المتحدة ومجلس الأمن سواء من خلال الاستقبال الفاتر في أرض المطار أو بجعله يتناول غداءه مفترشًا الأرض، ثم حين تأخر لقاؤه بالسيد متعمدًا إلى ما يقارب التاسعة مساء، ولم يكن له من خيار سوى الاستماع لمظلوميات الحوثيين
منذ بداياتها الأولى وحتى اليوم ليحدد موعدًا في اليوم التالي استغرق أكثر من ضعف المدة السابقة لينتهي اللقاء بالتوافق
على غالبية البنود المقرة التي احتوتها اتفاقية السلام والشراكة الوطنية بحسب ما كان يطالب به الحوثي والمعتصمون في العاصمة وعلى منافذها، وتجلى ذلك بإعلان بن عمر - ليل السبت - رسميًّا وفاة المبادرة الخليجية واستبدالها بمخرجات الحوار بعد أن رفض زعيم أنصار الله أية مفاوضات تكون تحت سقفها.. وقال - في بيان له - إنه بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية، بما فيها أنصار الله، تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني..
ولأن السيف أصدق إنباء من الكتب فقد سارع كل أولئك الذين وصفوا أنصار الله بالمعرقلين، ومن أنهم تحت طائلة البند السابع، حيث رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإعلان توقيع اتفاق السلام والشراكة الوطنية في اليمن.
وقال: إن التزام جميع الأطراف الرئيسة بوقف الأعمال العدائية وبالعمل معا من أجل اليمن الديمقراطي الجديد يعد خطوة إيجابية باتجاه الاستقرار السياسي والسلام في البلاد، وهو ذات الترحيب الذي عبّر عنه بيان الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، وهو نفس ما عملته المملكة السعودية في بيان صادر عن مجلس الوزراء..
وهذا الترحيب يأتي رغم اعتراض الحوثيين على بعض البنود المتعلقة بالملحق الأمني وخروجهم من صنعاء، الذي ينص على وقف إطلاق النار، وانسحاب جماعة الحوثي من المواقع التي سيطرت عليها في عمران والجوف وصنعاء وتسليم الأسلحة، هو ما جعل ترحيب هؤلاء يلحق بمطالبات بتنفيذ كل بنود الوثيقة، وهو ربما حفظًا لماء الوجه..
وفي هذا السياق لا يمكن تجاهل ما يجري بالمحيط الإقليمي والدولي في ما له علاقة بالتقارب السعودي الإيراني من جانب، وبين الإيراني الأمريكي من جانب آخر.
وكان وزير الخارجية الإيراني التقى نظيره السعودي للمرة الأولى منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني العام الماضي، في نيويورك وهو ما يمكن عده مؤشرًا على ذوبان الجليد بين البلدين بعد أن وحدهما الخطر المشترك لتنظيم الدولة الإسلامية الذي ما زال يتصاعد ويتوسع، مهددًا الدولتين السعودية والإيرانية.. وفي هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بعد الاجتماع مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل قوله: "وزير الخارجية السعودي وأنا نرى أن هذا الاجتماع يمثّل صفحة جديدة في العلاقات بين بلدينا."
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية السعودي وصفه للموقف، فيما يتعلق بتقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، بالحساسية: "نحن نعي أهمية وحساسية هذه الأزمة والفرصة المتاحة أمامنا.. نعتقد أننا باستخدام تلك الفرصة الثمينة وبتجنب أخطاء الماضي، يمكننا التعامل مع هذه الأزمة بنجاح."
كما أضاف القول: إن "دولتينا لديهما نفوذ في المنطقة، وسيكون للتعاون بينهما نتائج واضحة في بسط الأمن الإقليمي والعالمي."
وعلى ذات الاتجاه بحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال اجتماع في نيويورك الأخطار التي يشكلها تنظيم "الدولة الإسلامية".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية قوله" إن الوزيرين التقيا في أحد فنادق نيويورك على مدى نحو ساعة من الزمن، تناولا خلال اجتماعهما موضوع سير المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، "بالإضافة إلى الأخطار التي يشكّلها تنظيم الدولة الإسلامية".
وكان كيري أعلن، يوم الجمعة الماضي، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أن لإيران "دورًا" تلعبه في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد، الذي يسيطر على مناطق شاسعة من أراضي العراق وسورية.

وأضاف المصدر: أن الوزيرين ناقشا "الخطوات التي أُنجزت، والعمل الذي ما زال يتعين القيام به" لحل هذا الملف النووي قبل حلول مهلة الـ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر المحددة للتوصل إلى اتفاق يجعل من المستحيل على إيران امتلاك السلاح النووي، لقاء رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.
كما اتفق الوزيران، بحسب المصدر نفسه، على أن يلتقيا مجددًا في نيويورك الأسبوع المقبل "إذا كانت هناك ضرورة لذلك".

عناوين

قاوم صالح الضغوط الدولية إلا أنه لم يصمد أمام تهديدات طالت النيل من ثروته في الخارج
الإصلاح أذعن كليّة لإملاءات الخارج بعد أن صار في مرمى الاستهداف الإقليمي والدولي
عبدالملك صوت الشعب المرتفع في رفض الهيمنة الدولية التي قبِل بها هادي والأحزاب
الأمير فيصل: "إيران والمملكة لديهما نفوذ في المنطقة، وسيكون للتعاون بينهما نتائج واضحة في بسط الأمن الإقليمي والعالمي."

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign