المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    تقارير /
الجنوب تتنازعه القاعدة وسلطة الشمال وقوى الحراك والفوضى.. فأية وجهة يختار

03/09/2014 14:59:34


 
الوسط - تقارير

لم يبارح شعب الجنوب تنازعات الأطراف المختلفة التي تحاول كل منها استقطابه إليه في ظل فراغ قيادي مخيف ينذر بالسير نحو الفوضى.. وفيما تحاول السلطة استقطاب ما استطاعت ممن تعدهم قيادات جنوبية وفاعلين إلى صفها لدعم الوحدة ومخرجات الحوار تقوم قوى في الحراك بذات الاستقطاب، وإن بأهداف ووسائل مختلفة تتمثل بالدعوة إلى النضال السلمي عبر المسيرات والفعاليات والبيانات وأخرى من خلال تشكيل الميلشيات المسلحة بغرض فرض الأمر الواقع، كما أن القاعدة أو أنصار الشريعة ليست بعيدة عن حمى هذه الاستقطابات، إذ تبدو حاضرة معززة بميليشيات مسلحة ومسنودة بغياب المشروع الوطني وغياب الدولة

عودة التوتر بين حلف القبائل والعسكريين

القبائل أيضًا أثبتت حضورها في حضرموت وبشكل منظم ولافت، من خلال حلف القبائل الذي كان خفت دوره مؤخرًا، إلا انه وفي السبت الماضي قتل ثلاثة جنود في اشتباكات اندلعت بين عناصر مسلحة من حلف قبائل حضرموت وأفراد كتيبة عسكرية في مديرية تريم بمحافظة حضرموت بسبب محاولة حملة عسكرية إزالة نقطة تفتيش نصبها مسلحون تابعون للحلف ورفضوا إخلاءها.
وقال بيان الحلف: إنه وفي تطور خطير أقدمت قوات عسكرية متنفذة، صباح السبت 30/8/2014م، على إرسال طقم عسكري معزز بمجموعة من الجنود بكامل أسلحتهم لمهاجمة إحدى نقاط حلف قبائل حضرموت الواقعة مقابل منطقة الردود حدبة الغصن على الطريق الرئيس العام الذي يربط مديرية ساه بمدينة سيئون، وفور وصول الطقم العسكري قرب نقطة الحلف أطلق الجنود نيران أسلحتهم تجاه المرابطين فيها، وعددهم ثلاثة أشخاص, الأمر الذي أجبرهم على الرد والاشتباك مع الجنود دفاعاً عن النفس, وإلى لحظة كتابة هذا البيان لا نعلم عن مصيرهم شيئًا، وقد تم نهب دراجتين نارية خاصة بهم.. كما قامت هذه القوات باختطاف الشاب مهدي سالم سعيد الشرخي بالقوة من داخل بقالة على مفرق منطقة الردود البعيدة عن مكان الحادث، وذلك بعد عودة القوة للمهاجمة.
وحمّل الحلف السلطة والقوى العسكرية مسؤولية هذا الحادث وما نتج عنه وكذا اختفاء أبنائنا، ونطالب بسرعة الكشف عن مصيرهم وإطلاق سراحهم فوراً، ونحذرها من المساس بهم.

الاحتفال بالجيش ضمن فاعلية جمعت الجنوبيين سرعان ما تنتهي،
إلا أن المعضلة تكمن في أن كل هذه القوى بمختلف مسمياتها تبدو في كونها غير ممثلة للجنوب؛ لأن كلا منها يقتطع جزءا من الشعب لا كله، أو حتى نصفه أو ربعه.. مع أنه وفي عدد من الفعاليات التي تتوافق عليها القوى الحراكية يظهر هذا التمثيل، إلا انه سرعان ما يتبخر بعد قيامها،
ومن هذه الفعاليات التي تم الدعوة لها هي الاحتفال بيوم عيد الجيش، الذي كان الاثنين الماضي، موعدا واحدا لمحافظات ومديريات جنوبية عدة،
حيث أحيته عدد من المحافظات الجنوبية، كل على حدة، في ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان في عدن، بحضور قيادات من الحراك الجنوبي.
وخرجت مسيرة جماهيرية في مديرية رصد يافع نظمتها قوى الثورة الجنوبية، وجابت شوارع المدينة منددة باستمرار ما وصفتها بجرائم النظام اليمني ضد شعب الجنوبي، وانتهاكات حزب الإصلاح التكفيري في عدن.
وأحيا الآلاف من أبناء مديريات دلتا أبين في مديرية باتيس الخضراء يوم الذكرى الـ43 لتأسيس القوات المسلحة الجنوبية بمهرجان خطابي كبير حضره عدد من القيادات الجنوبية.
وفي المهرجان الذي حضرته قيادات في الحراك الجنوبي ألقيت العديد من الكلمات شددت على ضرورة إعادة بناء الجيش الذي تم تدميره بالحرب على الجنوب في صيف 1994م, وإعادة من تم تسريحهم بفعل تلك الحرب.

ـ قمع استثنائي في عدن والبيض يدين

وإذ تشهد محافظة عدن عملية قمع استثنائية ضد أية مظاهرات أو مسيرات تجاوز المعلا، فقد لقي شاب مصرعه من قبل مسلحين إصلاحيين أثناء محاولتهم تسيير مظاهرة في الشارع نفسه، وتم منعهم من قبل شباب الحراك الجنوبي.
إلى ذلك، وفيما يتم نشر تسريبات من وقت لآخر عن اعتزال البيض الحياة السياسية ومغادرته بيروت..
فقد أصدر مكتب الرئيس البيض بيانا قال فيه: إن محاولة جعل أرض الجنوب ساحة لتصفية الحسابات بين الأجنحة المتصارعة في صنعاء أمر غير مقبول به مطلقا، ويلحق الضرر البالغ بأمن واستقرار الجنوب والمنطقة بشكل عام.
وعبّر عن بالغ القلق من استمرار أعمال العنف الممنهج وقتل وترويع للمدنيين العزل، وإطلاق النار على المتظاهرين سلميا.. مدللا بجريمة الخميس في العاصمة عدن التي راح ضحيتها الشهيد الشاب حسين اليافعي وعدد من الجرحى، وحملة الاعتقالات.. معتبرًا بأنها أعمال إرهابية تمارسها سلطات الاحتلال العسكري تجاه شعب الجنوب المسالم.
وأوضح مكتب البيض في لبنان: أن تصدير الإرهاب ومليشيات الموت إلى الجنوب يشكل الخطر الأكبر عليه.
مستغربا بشدة الصمت العربي والإقليمي والدولي تجاه الجرائم التي
ترتكب بحق شعب الجنوب.
مؤكدا على أن هدف التحرير والاستقلال لا رجعة عنه إطلاقا، مهما كانت الظروف والمؤامرات.

تنامي التوجه إلى التصعيد المسلح تيمنا بالشمال

وفي ما له علاقة بالتصعيد المسلح، وبالذات بعد أن فقد كثير ممن كانوا ينادون بالنضال السلمي أملهم في تحقيق الانفصال من خلاله، وبالذات مع تصدر العنف في محافظات الشمال، تحتل الضالع المدينة الأولى من حيث المواجهات المسلحة التي تتم بين مسلحين جنوبيين وعسكريين، إذ لم تتوقف المواجهات بين هؤلاء وبين اللواء 33 مدرع، الذي يقوده ضبعان ويتهمه الأهالي بحصار قراهم.
وأقدم مسلحون يعتقد بإنتمائهم للحراك الجنوبي على مهاجمة موقع تبة الجمرك التابع للواء ونقطة تابعة لقوات الأمن الخاصة على مدخل المدينة.
وعلى ذات الاتجاه من التصعيد الذي يعد الأول في حضرموت
قالت جماعة مجهولة أطلقت على نفسها اسم (كتائب أحرار الجنوب) أنها مسئولة عن تفجير استهداف نقطة للأمن بمدينة المكلا، وأسفر عن سقوط 4 جرحى.
وقالت - في بيان لها - إنها نفذت هذه العملية عبر زرع عبوة ناسفة في برميل يستخدمه جنود نقطة أمنية تقع بالقرب من ميناء المكلا.
وأشار البيان إلى أن هذه العملية تأتي ردا على مقتل شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الأمن في عدن.
وللتأكيد فقد بثت الجماعة تسجيلا مرئيا لواقعة تفجير العبوة الناسفة..
القاعدة تفضح تطهير الجيش لمناطقها
وعلى ذات تقاسم الجنوب، وفيما يعد استمرارا لفاعلية القاعدة على تهديد مواقع عسكرية في محافظات في الجنوب، كان أعلن الجيش تطهيرها في حضرموت وشبوة ومناطق أخرى، يضع شكوكا حول مدى نجاح وقدرة الجيش في حرب القاعدة..
وأعلن تنظيم القاعدة تبنيه، يوم الأحد، للهجمات الدامية ضد الجيش بشبوة، وقال على صفحته في تويتر: إن "المجاهدين بدأوا بشن سلسلة من الهجمات المتزامنة في تمام الـ12 والنصف من ظهر الأحد بعد عملية وصفها بالاستشهادية نفذها "مرسل عبدالباسط السامعي" المكنى بأبوعبيدة السعواني"، واستهدف من خلالها مركز شرطة جول الريدة بمنطقة ميفعة بشبوة, في حين قال التنظيم في خبر آخر: إن مجاهديه هاجموا ظهر نفس اليوم ثكنة عسكرية للجيش اليمني بمنطقة الخرمة القريبة من مدينة عزان ميفعة والواقعة على طريق "عزان - الحوطة" وسيطروا عليها، بعد أن قتلوا جميع الجنود المتمركزين فيها، وغنموا طقما عسكريا ذا دفع رباعي، وعددا من الأسلحة والذخائر، مشيرا إلى أن الهجوم جاء ضمن عدة هجمات متزامنة شنها "أنصار الشريعة" على مواقع عسكرية وأمنية بشبوة، إضافة إلى استهدافهم بعملية انتحارية وصفها بالاستشهادية، قوات عسكرية تابعة للجيش اليمني، كانت تتمركز بمقر شرطة مدينة "جول الريدة" الواقعة بمنطقة ميفعة.
واندلعت اشتباكات عقب انفجارات عنيفة هزت مدينة القطن مساء الجمعة في محيط معسكر القوات الخاصة..
وفي اليوم التالي تمكنوا من الدخول بسيارتين مفخختين، إلا انه تم اكتشافهما وتفجيرهما بحسب وزارة الدفاع.. وقالت: إنها ألقت القبض على أربعة من المسلحين، أحدهما أمريكي، دون أن تكشف عن اسمه..
كما نفذت القاعدة عمليات فردية ضد عدد من ضباط وجنود في الجيش وآخرين، منهم
مدير عام مكتب وزارة المغتربين بمحافظة لحج مختار عبدالسلام هزاع، الذي لقي حتفه برصاص مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة أثناء تأديته واجبه الوطني في متابعة قضايا المغتربين في المحافظة..
وأشارت الوزارة إلى أن المسلحين اعترضا حافلة الأجرة التي كان هزاع على متنها وقاموا بإنزاله من على متنها وأطلقا عليه النار ما أدى لمقتله على الفور، ولاذا بالفرار على متن دراجة نارية.. وكذا أحمد قائد، أحد قيادات المؤتمر الشعبي العام.. إلى ذلك عثر مواطنون محليون في مسيال شبام على جثتين لعسكريين بلباس مدني مذبوحين، وثيابهما ملطخة بالدماء، وبجانبهما منشورات للقاعدة، وتبعد مكان الجثتين على مسافة كيلو ونصف إلى الشرق من نقطة تمركز تابعة للجيش عند جولة بحيرة، وإلى الغرب عند تمركز نقطة أخرى عند مفرق القارة.. وكانت مجموعة من الملثمين المجهولين ألقوا بجثة عند دوار المدينة بالداخل والدماء تغطيها وعليها آثار رصاص.. وذكرت المصادر بأنها تعود لأحد العسكريين، ووقعت حادثة إلقاء الجثة الساعة الواحدة بعد منصف ليل الأحد.. وقد وصل طقم تابع للجيش لأخذ الجثتين، وهما مغطاتان فوق الطقم، ومنع المواطنين من الاقتراب أو التصوير، كما قام الجيش بأخذ جثة العسكري من دوار القطن.

الجيش مستمر في خداع نفسه بالإعلان عن انتصارات وهمية ‌

وعلى ذات الطريق التي تسلكه سلطات الجيش في خداع الشعب وقلبها الحقائق في كونها تحقق انتصارات ضد القاعدة في الجنوب رغم هذه الإخفاقات فقد استعرض مجلس الوزراء التقرير المقدم من وزير الدفاع عما قال إنه حول النجاحات التي حققتها المؤسسة العسكرية والأمنية في متابعة ومطاردة العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، خاصة في بعض مدن محافظة حضرموت، ونتائج زيارته الميدانية إلى وادي وصحراء حضرموت لمتابعة تنفيذ هذه العمليات والاطلاع على مشاكل وهموم المواطنين في تلك المناطق.
وبحسب وكالة سبأ فقد أكد التقرير أن الخطة التي وضعتها الوحدات العسكرية لمطاردة ودك أوكار العناصر الإرهابية وملاحقتها والقبض على عناصرها حققت نجاحا جيدا، وأن هذه العمليات ستستمر حتى القضاء على جميع عناصر هذا التنظيم الإرهابي أينما وجدوا.
وعلى ذات الاتجاه أرجع الشيخ أحمد بامعلم، رئيس مجلس الثورة الجنوبية بمحافظة حضرموت، ما يجري في الجنوب من معارك ضد القاعدة بأنه تبادل أدوار.
وقال في كلمته أثناء ترؤسه لاجتماع عقد بقاعة اتحاد الأدباء والكتاب بالمكلا، صباح الاثنين، لمجلس الثورة الجنوبية السلمية بمحافظة حضرموت:
إن الأعمال التي تحصل الآن بين الجيش اليمني وبعض المسلحين المسمين أنفسهم بالقاعدة ما هي إلا تبادل أدوار ومسرحية هزلية، الهدف منها السيطرة على محافظة حضرموت، ونشر أكبر عدد من قوات الجيش وترويع الآمنين من المواطنين عبر أعمال التفجير والتدمير لساكني تلك المناطق التي تحصل بها الاشتباكات المسلحة.
وقال بامعلم: إننا في مجلس الثورة الجنوبية ملتزمون بالتحاور مع كل القوى المؤمنة بالتحرير والاستقلال بكل المحافظات، وإننا ملتزمون بمد أيدينا لكل القوى، ونبذل قصارى جهودنا في سبيل إنجاح تلك المساعي التي من شأنها أن تعزز العمل الثوري والنضالي بالجنوب وتعزيز الدور الريادي للجبهة الوطنية..
وكان دان مجلس الأمن ارتفاع عدد الهجمات التي ينفذها أو يرعاها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.. مؤكدًا عزمه مواجهة هذا التهديد وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، بالإضافة إلى قوانين حقوق الإنسان واللاجئين والقانون الدولي الإنساني.

السلطة ما زالت تسرف بالوعود دون تحقيق

الرئيس ما زال مستمرا في تحقيق التهدئة في الجنوب من خلال مزيد من الاستقطابات لفاعلين في الحراك الجنوبي، بالإضافة إلى تشكيل لجان التعويضات وحل مشاكل الأرض والمبعدين، إلا أنه لم يتم تحقيق أي إنجاز يذكر في هذه المواضيع على الأرض.
ومؤخرًا، ومن خلال نائب رئيس مجلس النواب المكلف من قبل الرئيس بمحاولة حلحلة الكثير من القضايا العالقة في الجنوب فقد تمكن من التوصل إلى إقناع أسر ضحايا يوم الكرامة باستلام تعويضات عن قتلاهم بما فيهم الجرحى، ووجه الرئيس وزارة المالية بصرف مبلغ خمسة ملايين ريال لكل شهيد جنوبي و500 ألف ريال لكل جريح.
حيث انتهت وزارة المالية من اعتماد المبالغ، وسيتم التواصل مع الشدادي..
هذا ومن المنتظر تسليم التعويض لـ 18 شهيدا و83 جريحا.
يشار إلى أن هؤلاء تم قتلهم حين تبنى الإصلاح مسيرة مضادة للحراك بمناسبة ما أسموها الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس في العام 2013.

 

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign