المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    تقارير /
نذر مواجهات بدأت تطل برأسها على ذات خطى أزمة 2011 مسيرات ومسيرات مضادة في تأريخ لا يكرر نفسه إلا في اليمن

27/08/2014 16:37:58


 
الوسط - تقارير

تُذكر استعراض مظاهرات القوة بين أطراف الأزمة بأزمة 2011، والتي قادت في آخر المطاف إلى تسوية سياسية أفضت إلى تقاسم الحكومة مع فارق تبادل الأدوار بعد أن صار الحاكمون اليوم، ثوار الأمس، هم المتهمون بالفساد، والذي يطالب المتظاهرون بإسقاطهم في ظل اختلاف الظروف والأدوات فيما له علاقة بقدرات الدولة أو بالتغير الحاصل في مراكز القوى، ولذا فإن التفكير بهيمنة أحادية لن تكون أكثر من تشريع لقتال لن يفضي إلى نصر على المدى القريب..
ويكاد التاريخ أن يعيد نفسه، حيث خرجت - عصر الأحد - مسيرتان، الأولى تطالب بإسقاط الحكومة والجرعة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ويقف خلفها الحوثيون، فيما خرجت الأخرى تحت لافتة الاصطفاف الوطني وحماية الجمهورية، ومولتها السلطة، فيما حشد لها ونظمها حزب الإصلاح بمساعدة أمين العاصمة عبدالقادر علي هلال، الذي بدا في أول الصفوف.. وإذ حذرت مسيرة الحوثي السلطة من الدفع بهم إلى اتخاذ الخطوات التصعيدية من المرحلة الثورية الثالثة في حال عدم تنفيذ مطالبهم فقد حذرت الأخرى من المساس بالجمهورية، مؤكدة على الدفاع عنها..
وفيما كانت الطائرات العسكرية تصور المظاهرة من الجو احتفاء بضخامتها كان الاستنفار الأمني واضحًا في المسيرة الأخرى حين احتشدت قوة مكافحة الشغب على محيط وزارة الداخلية وعلى مسافة ليست قريبة من الاعتصام، متأهبة للتدخل.. وانتهت مخاوف المصادمات مع تحديد كل طرف للمسار الذي ستمر منه حشوده فيما كان لافتا أن المؤتمر الشعبي
وبقية أحزاب المشترك ظلوا على موقفهم الرافض الذي واجهوا به الرئيس في الاجتماع الأول الذي تم فيه تحديد لجنة أزمة من مستشاريه من قيادات الأحزاب، وكذا قيادات المؤتمر إلى الحد الذي اعترضوا فيه على تعميم كان قد وجّه به إلى محافظي المحافظات بإخراج مسيرات، كل في محافظته، وتم استبدال كل ذلك بدعوة لقاء موسع لمجلسي النواب والشورى والحكومة ومنظمات المجتمع المدني، تمخض عنه لجنة رئاسية لمفاوضة الحوثي،
وكان رفض الأحزاب مبنيًّا على أن تسيير أية مظاهرات في مواجهة الحوثيين سيؤدي إلى تصادم واقتتال، بالإضافة إلى انه سيعد اصطفافا مع طرف ضد آخر، ولتجاوز حرج كهذا تم تشكيل الهيئة الوطنية للاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، حيث توارت خلفها السلطة والإصلاح في تنظيم مظاهرة العاصمة الأخيرة..
وفيما يبدو أن التأريخ يعيد نفسه في ملهاة صعب تكرارها فقد بدا موقف هادي بعد المظاهرة الكبيرة من حيث اعتبارها تمثل دلالة وقوف الشعب بجانبه ومع خياره، وهو ما جعله يصعد مع الحوثيين، ويرفض التعاطي مع مبادرتهم.. وهو ذات الموقف الذي دفع الرئيس السابق لرفض مغادرة السلطة بعد أول تظاهرة كبيرة لصالحه في السبعين مع أنه أخرها فقط بعد أن رضخ للأمر الواقع، ولكن بخروج مشرف
والفارق أن حشود صالح كانت تمثل شعبيته ومن رصيده فيما تظاهرة الاصطفاف أبعد صلة من أن يكون لهادي علاقة بها باعتبارها نتاج جهود حزبية وسلطة، وهو ما يثير المخاوف عن الطريقة التي سيغادر على أساسها السلطة..
وعلى ذات السياق من التكرار لأحداث التأريخ فقد اتهمت اللجنة التنظيمية لاعتصام الحصبة عن قيام جنود يلبسون الزي المدني بالتسلل إلى داخل حديقة الثورة الملاصقة لساحة الاعتصام، وهو نفس ما كانت تقوله اللجنة التنظيمية للثورة المحسوبة على الإصلاح حينذاك..
وقال موقع "أنصار الله": إن المسلحين شوهدوا يحفرون متاريس وخنادق داخل حديقة الثورة، وأضاف المصدر: أن وزارة الداخلية تقوم بحفر المتاريس والخنادق..
ومن باب التصعيد تحسبا لأي احتمالات أغلقت الأجهزة الأمنية الموجودة في منطقة "الحزام الأمني" المحيط بـ"أمانة العاصمة" - الأحد - جميع المنافذ الترابية والطرق الفرعية المؤدية إلى الأمانة..
ووفقاً لـ "الأجهزة الأمنية" فإن وجود الاعتصامات المسلحة التي تفرض طوقاً من الحصار "المسلح" على المداخل الرئيسة للعاصمة، تشكل "إرباكا حقيقياً" لعملها ومهامها في "ضبط المطلوبين" أمنيا، والسيارات المشبوهة.
وقالت "الأجهزة الأمنية" في الحزام الأمني المحيط بـ"أمانة العاصمة": إن وجود الاعتصامات "المسلحة" بالقرب من "نقاط الحزام الأمني"، تشكل تهديداً حقيقياً على "أمن" العاصمة و"استقرارها".
وعلى ذات السياق، وبحسب معلومات خاصة لـ"الوسط" فإن تجييشا متبادلا يتم استدعاؤه إلى العاصمة في محاولة من الطرفين للاستعداد لحسم المواجهة التي بدأت نذرها بحي مسيك في العاصمة بين عناصر محسوبة على القاعدة وحوثيين بسب اعتراضهما على الصرخة، وانتهت بقتل عنصرين من القاعدة.. وإذ أكدت مصادر متطابقة عن توزيع أسلحة في أكثر من حي بصنعاء في استنساخ لمواقف مماثلة في أزمة 2011.. والذي يكمن الفارق في أن المبرر كان ثوريا بينما اليوم يتخذ بعدا دينيا له علاقة بالطائفية والخروج عن تعاليم الدين..
وفي رصد لأحداث ما زالت فردية حتى الآن، إلا أنها معرضة للتصاعد فقد نجا القيادي المؤتمري الشيخ سلطان بن علي بن عبدالله أبو عوجاء من محاولة اغتيال استهدفته، وأصيب اثنان من مرافقيه، بانفجار عبوة ناسفة في سيارته بمنزلة الكائن في العاصمة صنعاء، وأوضح الشيخ أبو عوجاء - عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر.. وابن شقيق الشيخ صالح أبو عوجاء، أهم أحد المناوئين لأولاد الشيخ عبدالله الأحمر في العصيمات حاشد، بأن عبوة ناسفة انفجرت، مساء الأحد، في سيارته وأصابت اثنين من مرافقيه بجروح خطرة، ودمرت السيارة بشكل كامل، وأحدثت أضراراً بالمنزل.
وأوضح أن مجهولين على متن دراجة نارية تواجدوا لحظة الانفجار بالقرب من المنزل وحاول مرافقيه ضبطهم، إلا أنهم لاذوا بالفرار.
وفي سياق متصل اتهم الحوثيون ما أسموها بمليشيات الإصلاح بإلقاء قنبلة يدوية، عصر الأحد، على مخيم مقر أنصار الله بمنطقة الروضة محافظة صنعاء، وقال موقع: "أنصار الله " أن الاعتداء نفذه عدد من مليشيات الإصلاح - حسب قوله - والذين قاموا بإلقاء قنبلة يدوية علي خيمة الأمنيات التابعة لمقر أنصار الله بالروضة..
كما لقي اثنان من مسلحي جماعة الحوثي المسلحة مصرعهما الاثنين برصاص أفراد من الجيش يتمركزون في إحدى النقاط العسكرية بالقرب من معسكر الاستقبال بمديرية همدان شمال غرب العاصمة صنعاء، وهو ما أدى إلى تصاعد الموقف بعد أن قام الحوثيون باستحداث نقطة مسلحة في منطقة ضلاع على مقربة من موقع معسكر الاستقبال بهمدان، واختطاف 5 جنود، ونهب عربتين عسكريتين، مخصصتين لنقل الجند والمؤن قبل أن يتمكن اللواء الركن محمد يحيى الحاوري - قائد المنطقة العسكرية السادسة - من تهدئة الحوثيين بتقديم بنادق تحكيم.

عنوان فرعي:
حشود السبعين أغرت صالح بعدم مغادرة السلطة وحشود الاصطفاف تغوي هادي اليوم بالتصعيد
//////////////////////////

الموقف من الحوثي يوسع الهوة بين الرئيس وحزبه.. فيما صالح يكرس من حضوره
لم تنجح محاولات الرئيس هادي الدؤوبة في استقطاب قيادات المؤتمر إلى صفه في محاولة لسحب البساط من تحت رئيس المؤتمر في مساعيه التي لم تتوقف لإقصاء سلفه من المشهد السياسي رغم استقوائه بخصومه التقليديين وسفراء الدول العشر حتى في ظل الحصار الذي فرضه على المؤتمر برفض تمويل نشاطاته المختلفة من خلال موقعه كأمين عام المؤتمر المخول بالتوقيع على الشيكات أو باعتبار سلطته كرئيس حين قام بإغلاق قناة اليمن اليوم التي كانت تمثل التواصل الحي بين القيادة والقاعدة، وبالذات فيما له علاقة بفعاليات وسياسات الحزب،
إلا أن كل ذلك لم يؤدّ إلى إضعاف صالح بقدر ما زاد في قوته حين نال التعاطف والتأييد ليستمر في تحضير وجوده من خلال خطاباته لأعضائه وأنصاره في كافة المناسبات وتحفيزهم والإشادة بهم مما ساهم في عدم تفكك المؤتمر الذي يقوم بإعادة بنائه من خلال إعادة ترتيب الهيئات العليا وإصدار قرارات تنظيمية بتعيين عدد من رؤساء الدوائر، وإنشاء هيئات ومراكز جديدة..
وأوضحت الأزمة القائمة المتمثلة بالتصعيد الحوثي لإسقاط الجرعة والحكومة من خلال السيطرة على مداخل صنعاء والتمركز في داخلها مدى الهوة بين هادي وحزبه الذي سيضاعف منها، رفض الحزب المشاركة في المسيرة التي تبنتها السلطة، وأعد لها الإصلاح بعد أن أكد رئيس المؤتمر على عدم اصطفافهم مع طرف ضد آخر، وبالذات بعد أن رفض هادي دعوة العامة لتوضيح سبب دعوته، وهو ما جعله يتحالف مع الإصلاح الذي رحب رغم كون اليدومي وقف ضد إخراج مسيرة مضادة في اجتماع الثلاثاء الماضي؛ كون الأمر يصب في خدمته أولا، وهو ما يمكن أن يكون مؤشرا لإعادة تحالف بينه وبين الأخير رغم اهتراء الثقة بينهما بعد أن اهتزت بسبب موقفه بعدم إدخال الجيش في حرب الحوثيين وسيطرتهم على عمران ووصوله إلى مشارف العاصمة، مما جعلهم يتهمونه ووزير دفاعه بالتساهل والتواطؤ مع أنصار الله لتصفية وإضعاف خصومه..
لقد ظل صالح حاضرا في الحياة السياسية، وأكثر من ذلك فاعلا في الأحداث، ما دفع خصومه لمحاولة إعادة ترميم العلاقة معه تحت لافتة المصالحة الوطنية، بعد أن صعب حصاره فيما هو الذي يحدد نوع المصالحة وماهيتها..
ويجيد رئيس المؤتمر استغلال الأحداث والمناسبات للبقاء على الواجهة والحضور من خلال حزبه لا باعتباره رئيسا سابقا.
واستغل صالح محاولة اغتياله لتجديد تواصله بالمؤتمريين، وبالذات من أبناء القبائل في كل المناطق التي جاؤوا منها للاطمئنان على سلامته وإدانة الحادثة، مثلما استفاد من الأمسيات الرمضانية للتحدث إلى أعضاء المؤتمر في المحافظات عبر الهاتف لربطهم بالمؤتمر ورئيسه في ظل اتهامات مؤتمرية بلا مبالاة هادي بالحزب الذي يكرس غيابه بعدم فاعليته داخل حزبه باعتباره نائبه وأمينه العام، وهو دور يملؤه رئيس المؤتمر من خلال متابعة دائمة تلحقها قرارات أثناء ترؤسه الدوري للجنة العامة.
وكما مثّل حصار الرئيس لجامع الصالح محطة اختبار حقيقية اتضح من خلالها رجحان كفة صالح في المؤتمر وبين القبائل التي هددت بالتداعي لإنهاء الحصار، فقد مثل الموقف الذي اتخذه الرئيس من خلال اللجنة العامة بعدم الاصطفاف
ضد ومع أي طرف في الأزمة القادمة محكا آخر أثبت فيه تفوقه، حتى أن قيادات مالت إلى هادي في الفترة الأخيرة لم تجد نفسها إلا مع الإجماع المؤتمري، وفي هذا الخصوص قال القيادي المؤتمري الشيخ ياسر العواضي: "سندافع عن الرئيس وعن الشرعية، لكننا لن نقف مع طرف ضد طرف.. ويوم نقرر التعبير عن رأينا سوف نعبّر لوحدنا، بالطرق التي نراها، في الزمان والمكان الذي نحدده".

 

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign