صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    كتابات /
بدأت مرحلة الفوضى الشاملة في اليمن

21/08/2014 13:00:01
وضاح حسين المودَّع

لا يحتاج محلل الشأن اليمني وقتاً لفهم أنه ومنذ سنتين مع بداية التحضير لخزعبلات الحوار الوطني وبدء تنفيذ خطة هيكلة الجيش بدأ اليمن السير نحو الفوضى الشاملة على يد نظام دثينة الذي يرأسه عبدربه، الذي جعل الفوضى تعم اليمن تارةً عبر مليشيا حكم البطنين التي توسعت حتى حاصرت العاصمة مهددة بالخيار الأخير يوم الجمعة القادمة، مطالبة بشروط تساوي المثل اليمني (حبتي وإلا الديك)، وتارةً عبر الجماعات العنصرية كالحراك الجنوبي الذي دعمه مباشرة من خزينة الدولة وتارة عبر القاعدة وتارة حين فكك الجيش ومزقه وأضعف معنوياته عبر إدارته المناطقية، وتارةً عبر فساده المالي في وزارة دفاعه الذي أوصل عجز الموازنة لأرقام خرافية.
لم يصل الرجل إلى السلطة إلا يوم تخاصم الإخوة المتحالفون سابقاً (المؤتمر والإصلاح)، ولذا تيقن أنه لا يمكن أن يبقى في الحكم كثيراً، فهو لكلا الطرفين مجرد رئيس مؤقت (بيزما)، قبله الطرفان ريثما يعيدان ترتيب أوراقهما ليعودا إلى الحكم، ظن كلا اللاعبين أن بإمكانهما السيطرة على الرجل، لكنه كان أذكى منهما، وبمجرد تذوقه لذة السلطة كان شغله الشاغل البقاء فيها لأطول فترة ممكنة، ولن يتسنى ذلك بحسب المعطيات الواقعية إلا عبر إدارة البلد بالصراعات والأزمات والفوضى، أول أشكال الفوضى كانت إضعاف اللاعبين الرئيسين (المؤتمر والإصلاح) فلعب على وتر أن ينظر كل منهما للآخر وكأنه العدو اللدود الذي لا يمكن القبول به أبداً، ولعب على ورقة تضييع الوقت التي تستفز كليهما بأنه معرقل للمرحلة الانتقالية، كان عند لقائه بالمؤتمريين يخبرهم أنه مؤتمري حد النخاع، وأن الإصلاحيين يضغطون عليه، ولولا الإصلاح لما وقع أي شر، وعند لقائه بالإصلاحيين يفهمهم أن المؤتمريين لا يزالون مسيطرون على كل مفاصل الدولة، وأنهم يعرقلون عمله، وأنه يحتاج منهم شن حملة قوية ضد المؤتمر، وظل كل طرف يقاتل الآخر، منشغلاً عن عبدربه ونظامه المناطقي الذي يبنيه، وصار أقل الحلول سوءًا هو أن يسيطر عبدربه على السلطة خيرٌ من استلام الطرف الثاني لها.. تعامل الخارج الإقليمي والدولي مع الرجل على أنه الخيار الممكن التعامل معه فلا وجود لأي قوى تفضح سوء إدارة الرجل للبلد، وتفكر بالتالي لفترة ما بعده، وأشعر الجميع أنه الوحيد المدعوم عالمياً!!.
في وسيلته الثانية شجع فوضى الجنوب، وأظهر الحراك المدعوم مالياً منه وكأنه قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على الجنوب، وفي أقذر وسائل الفوضى سهل الرجل لميليشيا الحوثي التوسع بعد أن كانت محصورة في صعدة تبحث عن مخرج للهروب من تسليم السلاح الذي سيطرت عليه، لم يتعامل الرجل معها على أنها جماعة محظورة تناقض وجود الدولة، بل سكت على تعيينها لمحافظ منها، ووصل به اللؤم للسماح لها بالنشاط السياسي في صنعاء في مؤتمره الموفمبيكي، وحين سكت المؤتمر والإصلاح على ذلك سهل لها إسقاط عمران كاملة، وكانت كل ردود أفعاله تجاهها لجان رئاسية ووساطات من وزير دفاعه ترشدها إلى النصر.
الآن انقلب السحر على الساحر، وستدخل الجماعة في معركة تقليم أظافر من استخدمها لتقليم خصومه في المؤتمر والإصلاح، ويعني ذلك بالتأكيد بداية دخول اليمن مرحلة الفوضى الشاملة التي لن تستقر فيها اليمن لأحد، لا للحوثة ولا لعبدربه ولا للمؤتمر ولا الإصلاح، فلا يمكن لأحدهم أن يبتلع الآخر نهائياً، وبالتالي فلن يشاهد اليمنيون بعد اليوم سوى الفوضى الشاملة التي لن تنتهي، ويمكن أن تخف قليلاً في حال تحالف المؤتمر والإصلاح، وبغيرها فالهلاك سينال الجميع، والفوضى ستغرق اليمن لفترة غير قصيرة.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign