امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية      
    تقارير /
مذبحة حضرموت تكرّس ارتباك الأمن والجيش وتعزز انقسام قبائل حاشد

13/08/2014 14:27:45


 
الوسط - تقارير
لا تزال تداعيات مذبحة الجنود المأساوية في حوطة حضرموت التي هزت وجدان كل مواطن يمني نظرا لبشاعة أسلوب القتل الذي تعرض له 14 جندياً كانوا في طريقهم الى العودة لأسَرهم لقضاء إجازة العيد، ورغم بشاعة القتل التي اقدم عليها عناصر تنظيم القاعدة مبررين ذلك بأن تلك الفعلة الشنيعة بحق الجنود المغدورين بانتمائهم الى جماعة الحوثي باعتبارهم ينتمون الى ثلاث مديريات في محافظة عمران هي القشلة والقفلة وحوث، الا ان هناك من سعى الى تسريب خبر ان الجنود فروا من المواجهات المسلحة التي تدور بين الجيش والقاعدة في حضرموت، وهو ما أثار استياء الرأي العام الذي اعتبر تسريب هروب الجنود المغدور بهم من قبل القاعدة محاولة لتمييع قضيتهم.وفي مقابل تسريب خبر هروب الجنود واتهام القاعدة لهم بجنود الجيش الرافضي سعت مصادر الى التأكيد على ان الجنود ليسوا حوثيين وإنما مجندون جدد من الشباب الذين انضموا للجيش من ساحات الثورة الشبابية في صيف عام 2011م.وبينما نعت وزارة الدفاع مقتل الجنود وتوعدت بالثأر لهم من القاعدة الا ان قائد اللواء "135" مشاة العميد يحيى أبو عوجاء، والذي يعد من ابناء عمران، نفى صحة الأخبار التي تناولتها بعض الصحف، والمواقع الإلكترونية بأن الجنود الـ (14)، الذين استشهدوا مساء الجمعة على أيدي من وصفها بـ "الجماعات الإرهابية" في حوطة شبام بحضرموت، أن يكونوا فارين من الحرب المرتقبة ضد القاعدة، كما نفى أن يكون لهؤلاء الجنود أية علاقة بجماعة أنصار الله، كما زعمت عناصر القاعدة لحظة إنزال الجنود وإعدامهم بتلك الطريقة، التي قال بأنها تتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف، ومع كافة القوانين الوضعية والأعراف القبلية والإنسانية.
وقال ابو عوجاء - في تصريح خاص أدلى به لـيومية "الأمناء" - إن الجنود كانوا في طريق عودتهم إلى مناطقهم، ولديهم إجازات رسمية من اللواء، وليس كما تم الترويج له بأنهم هاربون من اداء واجبهم في القضاء على العناصر الإرهابية، التي قال: إن جنود ومنتسبي اللواء (135) مشاة قد تمكنوا في الأسبوع الأول من وصولهم إلى سيئون من تكبيد تلك العناصر خسائر فادحة في الأرواح، جعلتها تفقد صوابها وتتعامل مع الجنود بتلك الطريقة البشعة والحقيرة (حد وصفه)..
وأشار قائد اللواء (135) الى ان حوالى (15) جندياً من أفراد اللواء، وجميعهم من محافظة عمران، عدا جنديين أحدهما من محافظة إب، والآخر من محافظة حجة، كانوا على متن حافلة نقل مدنية تتبع شركة البراق وبلباسهم المدني كانوا في طريقهم إلى العاصمة صنعاء، ومن ثم التوجه إلى مناطقهم، حيث لاحظ الجنود وجميع ركاب الحافلة تحركات مشبوهة لعناصر مسلحة وأبلغوا سائق الحافلة بذلك، وطلبوا منه عدم التوقف في الطريق، ولكن سائق الحافلة لم يبال بكلامهم.
والغريب بالأمر أن سائق الحافلة قد قام بتغيير مسار سير الحافلة، رغم انها كانت قد اقتربت من منطقة المطار، وفي منطقة حوطة شبام اعترض طريق الحافلة العشرات من عناصر تنظيم القاعدة كانوا على متن 5 سيارات، مدججين بمختلف الأسلحة، بينهم الإرهابي جلال بلعيدي، وقاموا بإنزال جميع ركاب الحافلة وفرزهم ببطائق الهوية، وكانوا في تلك اللحظات مجردين من الأسلحة التي كانت بحوزتهم بعد ان قام سائق الحافلة وبعض ركاب الحافلة بمطالبتهم بإخفاء الأسلحة، ووضعها في مكان ليس بمقدورهم تناولها, حيث قامت العناصر الإرهابية بفرز الجنود وأخذهم بعد أن صعد البعض منهم على متن الحافلة وأخذ أسلحة الجنود، ومن ثم التوجه بهم إلى الساحة لتنفيذ جريمتهم بحق أولئك الأبطال من أفراد اللواء.
ولم يستبعد العميد "أبو عوجاء" وجود مخطط وراء تصفية الجنود تقف خلفه جهات أو أطراف أو متعاونين مع عناصر تنظيم القاعدة، قائلاً: بالطبع كل شيء وارد، ونحن سوف ننتظر نتائج التحقيقات والتحريات والتأكد من صحة المعلومات المتوفرة لدينا، التي تشير إلى جهات لن نسميها الآن بالتعاون مع العناصر الإرهابية في ارتكاب الجريمة، بعد ان تعمل الجهات المختصة لدينا في تتبع خيوط الجريمة وكيف وصلت المعلومات بأسماء وهوية الجنود وتوقيت مغادرتهم، رغم أنها أُحيطت بسرية تامة، وغيرها من الأمور التي ينبغي الوقوف أمامها.
فيما لم تنفذ قوات الجيش سوى حملة عسكرية واحدة فجر السبت، وعقب مقتل الجنود الـ 14 على يد عناصر القاعدة ذبحاً في السوق العام بالحوطة قالت مصادر محلية متطابقة: إن مدينة الحوطة وضواحيها ومدينة شبام حضرموت شهدتا انتشارا عسكريا أمس الأول الاثنين، وأفادت المصادر أن قوات الجيش تمركزت في المدينة لحفظ الأمن وحماية المصالح العامة والخاصة بالمديرية بعد ان خلت معظم مراكز الأمن من التواجد الأمني خلال الفترة الماضية..
الى ذلك حذر وزير الدفاع - الأحد - أبناء حضرموت من مغبة تأجير منازلهم لعناصر ضالة، وقال إن الجيش قادر على مواجهة القاعدة، وأشار الى ان الجيش يتجنب ضرب المدنيين، وكرر تحذيره للمواطنين وللشخصيات الاجتماعية بوادي حضرموت، وقال: إن الجيش سيستخدم الطيران في قصف أي منزل يتواجد فيه عناصر القاعدة.. جاء ذلك في اجتماع موسع بقيادات أمنية وعسكرية والسلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية عقد في مدينة سيئون.
ووفق ما تناوله موقع "حضرموت برس"، أمس الثلاثاء، فإن السلطات المحلية بوادي حضرموت دعت وزير الدفاع الى تجنيب مناطق الوادي مواجهات مسلحة، وأشار الموقع الى طلب بعض مسئولي السلطة المحلية، وبرر المسؤولون المحليون إلى أن التهدئة ربما تكشف عن تواصل مع قيادة أنصار الشريعة المتواجدة في مدن وادي حضرموت وصحرائها بعدم تكرار اقتحام المدن وضمان نجاح خطوات الهدنة مقابل توقيف الحملة العسكرية التي يستعد الجيش للقيام بها.
وأشار الموقع الصادر من سيئون الى أن قائدا عسكريا كبيرا من صنعاء أجرى اتصالا مع وكيل الوادي اللواء المنهالي وقائد المنطقة العسكرية الأولى والعميد ابو عوجاء قائد لواء 135 مشاة بعدم تحرك أية قوة عسكرية؛ حفاظا على حياة الجنود وعلى مناطق ومدن حضرموت الوادي، غير أن وزير الدفاع رفض توجيهات القائد العسكري، وقال: إنه يتلقى توجيهات من رئيس الجمهورية، وإن من مسئوليته حفظ الأمن والاستقرار.
وفيما لم تعلن وزارة الدفاع او قيادة المنطقة العسكرية الأولى القبض على احد عناصر القاعدة المشاركين في المذبحة، قالت عدد من وسائل الاعلام، عما وصفتها بالمصادر الأمنية الرفيعة، إن قوات الجيش اعتقلت متهما بالمشاركة بتنفيذ المذبحة بالصدفة في مدينة سيئون، ويدعى صبري بن طالب، والذي قيل إنه بعد التحقيق معه وجد جثة هامدة في سجنه بسيئون، وأشارت المصادر الى ان المدعو صبري بن طالب، اصطدمت سيارته أمس الأول بموكب وزير الدفاع في مدينة سيئون بحضرموت، الامر الذي دعا مرافقي الوزير لملاحقة السيارة، والقبض على السائق الذي وجدوا بحوزته سكاكين وقنابل فاعتقلوه وأودعوه في السجن على ذمة التحقيق.
وأوضحت المصادر: أن بن طالب اعترف أثناء التحقيق معه بمعلومات خطيرة عن تنظيم القاعدة في اليمن، وأنه - أيضًا - اعترف بذبح اثنين من الجنود الـ 14 الذين ذُبحوا على ايدي تنظيم القاعدة بمحافظة حضرموت مساء الجمعة الماضية.
وأشارت المصادر الى ان المتهم ذكر بقية الاسماء المشاركة في ذبح الجنود، إلا أنه أعيد إلى محبسه ليعثروا عليه صباح أمس الثلاثاء جثة هامدة.. موضحًا: ان الجهات المعنية وأجهزة الأمن لم يعثروا على أي طعنات في جسده او طلقات نارية، ولم تذكر الجهات الرسمية أية معلومات عن المذكور وحادث وفاته، وفي سياق متصل عثر على مواطن مذبوح خارج القطن بطريقة بشعة دون ان تعلن أية جهة مسئوليتها عن الحادث.
وفي السياق ذاته استنكر والد القيادي في تنظيم القاعدة جلال بلعيدي، الذي قاد عملية خطف وإعدام 14 جندياً في محافظة حضرموت يوم الجمعة الماضية، وقال العميد محسن سعيد بلعيدي، الذي عاد ليزاول عمله في السلك العسكري بعد تسريح قسري منذ 1994: إن قتل الجنود "جريمة يستنكرها كل إنسان على وجه الأرض"، ونفى بلعيدي أن يكون مستشاراً في وزارة الدفاع، كما أشيع في مواقع إخبارية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد بروز اسم نجله الذي يقود هجمات القاعدة في حضرموت.. وقال: "لست مستشاراً لوزارة الدفاع ولم أدخلها أبداً، وكل ما في الأمر أن القيادة السياسية أعادت عشرات الضباط من مختلف المناطق الجنوبية إلى أعمالها بعد أن تقاعدنا قسراً في عهد الرئيس السابق".
وفيما يعد محاولة لتوسيع نطاق مواجهات القاعدة مع الجيش وتخفيف الضغط عليها في حضرموت تصاعد نشاط تنظيم القاعدة في محافظة لحج والتي كان آخر نشاط لها مهاجمة عدد من الأجهزة الحكومية وإعدام مواطن اتهم بالتجسس لصالح جهاز الامن السياسي في المحافظة، حذر مدير أمن المحافظة العميد عثمان معوضه من سقوط لحج في يد تنظيم القاعدة، مؤكدا بأن التنظيم لديه مخطط للاستيلاء عليها، وأشار الى ان قوات الامن تعمل منذ أيام على التصدي لهجمات القاعدة المتكررة، والتي كان آخرها مطلع الأسبوع الجاري.
وقال معوضه - في تصريح لصحيفة «عكاظ» السعودية: «القاعدة كانت تخطط لإسقاط المحافظة خلال أيام إجازة العيد، لكننا تمكنا من إحباط المخطط، غير أنهم ظلوا يهاجموننا بشكل يومي»، كما أوضح مسؤول محلي أن القاعدة منتشرة بشكل كثيف في لحج، وباتت تهدد استقرارها الأمني وأفراد السلطات المحلية والأجهزة الأمنية.
وفي سياق متصل عززت مذبحة الجنود في حضرموت انقسام قبيلة حاشد، وبينما طلب الشيخ صادق الأحمر لقاء عاجلا بالرئيس هادي الأحد الماضي لمناقشة تداعيات إعدام 14 جندياً من أبناء حاشد، وإعلان موقف قبائل حاشد الى جانب الرئيس في مكافحة الإرهاب، سارع الشيخ علي حميد جليدان ومشايخ حاشد بطلب لمقابلة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، لبحث جريمة مذبحة 14 جندياً على يد عناصر تنظيم القاعدة في مدينة شبام محافظة حضرموت، ولفت الشيخ جليدان إلى اعتزام عقلاء حاشد اتخاذ موقف من جريمة ذبح جنود اللواء 135 مشاة في حضرموت، الذين غالبيتهم من أبناء محافظة عمران، ولكنه لن يكون بالذبح كما حدث لأبنائها الجنود، وأوضح: أنهم ما زالوا ينتظرون موقف وإجراءات الدولة من المذبحة باعتبار الجنود من منتسبي المؤسسة العسكرية، وعلى الدولة الأخذ بحقهم، كما ينتظرون موقف أبناء حضرموت كون المذبحة وقعت في أرضهم.
.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign