صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين      
    تقارير /
بعد إفشال اللقاء العيدي بين صالح ومحسن..
المصالحة تسقط عمليا بعد أن فشل الإصلاح بجر الأحزاب لاصطفاف ضد الحوثيين

13/08/2014 14:25:42


 
الوسط - تقارير
لا تزال المحاولات التي جرت وتجري لتحقيق مصالحات يتم وصفها في العادة بالوطنية ليست أكثر من دعوات للاستهلاك السياسي، حيث تفتقد إلى الواقعية بسبب اختلاف وجهة كل طرف للهدف الذي يمكن أن تحققه من هذه المصالحة، ولذا فإنها في النهاية لا تتجاوز كونها تصريحات للاستهلاك السياسي والإعلامي.. وبالنظر لما يتوخاه كل طرف من هذه المصالحة يمكن معرفة مآل دعوة كهذه، ولتكن البداية من عند الرئيس هادي الذي ينظر إلى المصالحة باعتبارها ستفضي إلى استمراره في السلطة من خلال اجترار تجربة الانتخابات الرئاسية السابقة كمرشح توافقي، وهو ما سوف يعفيه من هم إعلان النتائج التفصيلية للانتخابات في المحافظات ونسب المسجلين والمصوتين وقيام المشرفين بمهمة وضع بطاقات الاقتراع نيابة عن المقترعين كما حصل في انتخابات فبراير 2011..
وبهذا الخصوص بدأ هادي مبكرا بالتحضير لمهمة كهذه من خلال المصالحة التي قادها الدكتور الإرياني، الذي صار محسوبا عليه، للتوفيق بين الرئيس من جانب ورئيس المؤتمر واللجنة العامة من جانب آخر، حيث تم رفض هذه الفكرة، إذ أكد صالح على ضرورة أن يكون مرشح الرئاسة مؤتمريا خالصا وينافس باسمه وتحت برنامجه، ولعل هذا الموقف هو ما أدى إلى تصاعد الخلاف بين الرجلين، ووصل إلى حد إغلاق قناة "اليمن اليوم" ومحاصرة جامع الصالح الذي اعتبرهما يصبان في صالح غريمه ويتم استغلالهما ضده، وفيما حسمت القضية الثانية بتسوية لصالح رئيس المؤتمر مع ما تم اتخاذه من إجراءات لها علاقة بترشيد خطب الخطباء وتجييرها لصالحه فما زالت القضية الأولى معلقة بانتظار الحلحلة التي ما زال يناور هادي لتطويل أمدها للخروج بمحددات واضحة، لها علاقة بضمان انحياز القناة له للتمهيد للانتخابات المفترضة.. وينظر طرف الإصلاح الذي أربكه كثيرا السقوط السريع للإخوان المسلمين في مصر والتصعيد باعتبارها جماعة إرهابية من قبل المملكة السعودية ودول أخرى بعد أن كانت قياداته قد بالغت بالاتكاء على وصول الإخوان إلى حكم مصر إلى حد إصابتهم بالخيلاء والغرور ليأتي الصعود السريع لجماعة الحوثيين وتقدمهم على الأرض، مُسقطًا معاقلهم القبلية، مُجْهزًا على ما تبقى من حلم السيطرة والانفراد بكرسي الحكم..
وحين وجد الإصلاح نفسه وحيدا في مواجهة الحوثيين، وبالذات بعد أن تخلى عنه شركاؤه في المشترك لم يجد بدًّا من تبني المصالحة بإضفاء البعد الوطني عليها، ولكن عبر اصطفاف يصب في محاربة عدوه على الأرض "جماعة أنصار الله"، تحت لافتة الدفاع عن الجمهورية، وهو ما رفضه المؤتمر المعني أولا بهكذا اصطفاف لتواجده القبلي في مناطق الصراع، وكذا بقية أحزاب المشترك، وهو ما دفع باليدومي إلى شن هجوم ضارٍ ضدهم على صفحته في الفيس بوك، كما دعا رئيس كتلة الإصلاح إلى إعادة نظر حزبه في سياساته السابقة وبتحالفاته، وكذا بعدم تحميل الرئيس السابق المشاكل الحالية، إلا أن سلبية المؤتمر بتلقي الرسالة أعاد الخصومة إلى سابق عهدها.
ومثل هذه التباينات العميقة دفعت الرئيس هادي إلى الاستنجاد بالملك عبدالله في زيارته الأخيرة للمملكة في رمضان الماضي للتدخل لدى الخصوم الأساسيين،
الممثلين بالرئيس السابق واللواء علي محسن، والضغط عليهما بالتصالح؛ باعتباره سيكون الباب الذي سيدخل منه بقية الأطراف باعتبار أن الأحزاب والأطراف الأخرى تدور في فلكهما، إلا أن قرارًا مثل هذا ظل يؤجله طوال المدة السابقة باعتقاد قدرته على ضربهما جميعا، وحين لم يقدر رضي بالقبول بتصالحهما، وهما أقل سلطة وأكثر ضعفا من وجهة نظره، وهو ما يجعل من مثل هذا التصالح سيصب في صالح استمراره في الحكم، فيما لو قبلا بالتصالح على أساس القبول بأن يكون المرشح الرئاسي التوافقي..
وكان القرار الذي اتخذه بالجمع بين الطرفين أثناء صلاة عيد الفطر في جامع الصالح رغم مرارته يصب في هذا الاتجاه، إلا أن المفاجأة جاءت من طرف الرئيس السابق حين رفض مصافحة رفيق عمره الذي خانه وحاول قتله، وهو فعل متسق مع رفض ظل متمسكا به لأي تصالح فيما له علاقة بجريمتي مسجد الرئاسة وجمعة الكرامة، إذ لم يقبل وساطة للراعي، وكذا لآخرين مقربين منهما الاثنين، أو حتى لمساعٍ بذلها ابن شقيقه محسن طوال الفترة الماضية..
ومع أن رفض صالح المصافحة قد أحرجت هادي ومحسن، إلا أن مثل هذا الرفض في المقابل كان ضروريا باعتبار أن ما حدث في جامع الرئاسة لم يستهدفه وحده، وإنما هناك غيره، منهم قتلى ومصابون، وكانت مثل هذه المصافحة بمثابة بيع علني لقضيتهم، مع أن مردودها لن يتجاوز تلامسا بالأيدي، لن ينعكس بأي حال على الشق الحاصل بينهما، وكذا أزمة الثقة التي لم يعد بالإمكان إصلاحها.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign