المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    متابعات /
طقوس القات تنجح بفرض هدنة يومية بين طرفي الصراع في عمران بدون توقيع

09/07/2014 18:40:40


 
تقرير / رشيد الحداد
في الوقت الذي تتسابق معظم وسائل الاعلام المحلية والدولية على تغطية تداعيات الحرب والسلام في محافظة عمران وبعض مديريات محافظة صنعاء، التي تشهد مواجهات عنيفة بين مسلحي الحوثي ومسلحي حزب الاصلاح المدعومين من اللواء 310 مدرع المرابط في عمران، الا انها اغفلت اسباب توقف المواجهات بين طرفي الصراع في المحافظتين لساعات يوميا، اكان في شهر رمضان او خلال الاشهر الماضية، وبينما رصد احتدام المواجهات خلال الاشهر الماضية ما بين الساعة الثامنة الى التاسعة مساء من كل يوم حتى فجر اليوم التالي من كل يوم، ومن ثم تتوقف المواجهات خلال ساعات النهار، وخصوصا من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر حتى الثامنة مساء، تتوقف المواجهات بين طرفي الصراع في كافة مواقع وجبهات القتال في المحافظتين خلال شهر رمضان قبيل اذان المغرب موعد الافطار حتى الثانية بعد منتصف الليل من كل يوم لتبدأ المواجهات بالتجدد وتأخذ بالتصاعد والتواصل حتى الحادية عشرة، واحيانا تتواصل المناوشات وتتجدد من بعد الظهر، الا ان المواجهات تتوقف بصورة شبة تامة بعد العصر من كل يوم وحتى الواحدة والثانية فجر اليوم التالي.
وخلال ملاحظاتنا لأوقات المواجهات وتجددها واسباب توقفها من ست إلى ثمان ساعات يوميا خلال الايام الماضية تبين ان طقوس تناول القات محرم فيها القتال من قبل طرفي القتال، والذين يعيشون في بيئة اجتماعية واحدة، فطرفا الصراع متفقون بحسب العادات والتقاليد على التوقف عن القتال اثناء تناول القات، وعقب الانتهاء من ساعات القات السليمانية التي تتوقف فيها المواجهات بصورة تلقائية في كافة الجبهات يتم استئناف القتال بين الطرفين حتى انتهاء ساعات الحرب، ومن خلال رصدنا لأوقات القتال سجلنا عددا من اختراقات لطقوس القات المتفق عليها تلقائيا، والتي لم تتجاوز القصف المتبادل او المناوشات الخفيفة، كما لم يسجل ان اقدم طرف على محاولة التقدم ميدانيا وخرق الهدنة التلقائية على مواقع طرف اخر اثناء تناول القات.
وتنامى تأثير القات على الحروب الداخلية في اليمن وخصوصا الحروب التي تندلع في المناطق القبلية في شمال اليمن، التي يحمل ابناؤها ثقافة قتالية بحكم العادات والتقاليد، بينما يقل تأثيره في المحافظات الجنوبية او الساحلية او المناطق الوسطى.
في العاصمة صنعاء التي شهدت منتصف العام 2011م مواجهات مسلحة بين القوات التي اعلنت انشقاقها عن نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبين القوات الموالية له آنذاك، والتي دارت في احياء سكنية داخل العاصمة صنعاء سادت هدنة تلقائية بين قوات الطرفين في معظم ايام المواجهات حيث كانت تتوقف قبيل أذان الظهر وتندلع عقب صلاة العشاء، وأحيانا تتأخر حتى الساعة العاشرة والحادية عشر لتعود حتى مطلع الفجر وعلى نفس المنوال كانت المواجهات تتم بين طرفي ذات الصراع المليشيات القبلية التابعة لآل الاحمر في الحصبة او مليشيات قبلية مضادة لها مؤيدة لنظام الرئيس السابق على عبدالله صالح.
وعلى الرغم من استمرار تلك المواجهات داخل العاصمة لعدة اشهر واستخدم فيها مختلف انواع الاسلحة، الا ان طقوس تناول لقات التي نجحت في تطبيق هدنة يومية بين الطرفين خلال فترة المواجهات باستثناء بعض المناوشات التي حدثت في الايام الاولى من المواجهات في الاوقات المحظور القتال فيها نجح القات وطقوسه المقدسة بجمع طرفي القتال اواخر العام 2011م في الالتقاء بنقاط التماس وفي ساحة واحدة لتناول القات.
وعلى الرغم من قدسية هذه النبتة التي تعد احدى معوقات التنمية في اليمن، الا ان زراعتها اخذت في التصاعد في معظم المحافظات اليمنية، وارتفع عدد مستهلكيها بصورة مخيفة، كما فشلت الدولة في اتخاذ اي تدابير لوقف نمو زراعتها والتخفيف من اثارها المدمرة بحق الاقتصاد اليمني واقتصاد الفرد، بل فشل البرلمان في إقرار اي قانون يحد من زراعتها خلال العقدين الماضيين رغم تنامي مطالب منظمات محلية ودولية مناهضة للقات وتعاطيه في اليمن.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign