صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    تقارير /
عشرات الوساطات الرئاسية التي تكلف السلطة أثمانًا باهظة
حين تتوارى الدولة خلف لجان رئاسية متخلية عن واجباتها الدستورية والقانونية

09/07/2014 14:20:07


 
الوسط - تقارير
ع

تحضر الدولة غيابها أمام كثير من القضايا التي تتحدى وجودها وكيانها، وبدلا عن القيام بواجباتها الدستورية تتوارى خلف لجان قبلية مطعمة بمسؤولين في السلطة، يقوم الرئيس بتشكيلها بغرض الحلول محلها، وفيما ينجح بعضها بثمن باهظ تدفعه السلطة من الخزينة العامة
ومن هيبتها يفشل معظمها، محملا الدولة تكاليف إضافية.. وفي هذا السياق كشفت المواجهات التي حدثت منتصف الأسبوع الماضي بين قبيلتي "بلحارث" و"آل أبو طهيف"، بسبب خلاف نشب على قطعة أرض في مديرية عسيلان الحدودية بين محافظتي مأرب وشبوة عن خطورة الوضع كون المنطقة المتنازع عليها تحوي آبارًا نفطية.. وتعيد قصة الشمال والجنوب بسبب الاصطفاف الشمالي الجنوبي الذي حصل، حيث شارك في القتال مسلحون من محافظات جنوبية عدة في المواجهات من أبناء منطقتي يافع وردفان وعلى رأسهم الشاعر "نبيل الخالدي" الذي تأكد مقتله.
وكان اللافت أن الدولة ظلت متفرجة لمدة يومين، فيما المواجهات على أشدها، مخلفة تسعة عشر قتيلا وعشرات الجرحى، وقُتل 13 شخصاً من قبائل "بلحارث"، فيما قتل ستة أشخاص من قبائل "آل أبو طهيف"، بالإضافة إلى جرح العشرات.. قبل أن يقوم الرئيس بتشكيل لجنة قبلية كان سبقه إليها تدخل من أبناء الجوف حين تطوعوا بالتدخل لوقف الحرب المشتعلة.. وفيما كان الناطق الرسمي لقبائل بالحارث اتهم اللواء علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر بالوقوف وراء المواجهات ودعمها فقد شكّل رئيس الجمهورية لجنة وساطة من عشرين شيخا، بينهم الشيخ حسين الأحمر، وبإشراف اللواء علي محسن، وهو ما اعتبر أن الأول ممثلا لأخيه حميد والثاني باعتباره طرفًا في القضية..
وكان الناطق الرسمي لقبائل "بلحارث"، الشيخ فيصل محسن الحارثي، اتهم - أيضًا - مستشار الرئيس لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر، والشيخ حميد الأحمر، بعرقلة جهود الوساطة التي شكلها الرئيس هادي العام الماضي لحل القضية.
قال الشيخ الحارثي، في اتصال لوكالة "خبر" للأنباء: إن اللواء محسن يقوم بدعم مسلحي قبائل "آل أبو طهيف" من معسكر "ام ريش" المتمركز في منطقة "حريب" التابعة لمأرب، وهو أقرب المعسكرات للمنطقة التي تدور فيها المواجهات.
وأشار الشيخ الحارثي إلى أن شركات وصلت للتنقيب عن النفط في المنطقة، وأن قبائل "بلحارث" منعتها لأحقيتها في تلك المنطقة، مؤكداً أن اللواء الأحمر والشيخ حميد يريدان السيطرة على تلك المنطقة الغنية بالنفط - حسب قوله.
وكشف الشيخ الحارثي عن "لقاء جمع الرئيس هادي بلجنة الوساطة قبيل خمسة أيام من حلول شهر رمضان المبارك؛ للبت في القضية ذاتها، إلا أن اللواء الأحمر قام بعرقلتها، وفشلت في مهمتها".
وأشار إلى أن اللواء الأحمر والشيخ حميد يسيطران، تحت أسماء شركات أجنبية، على الاستثمارات النفطية والناقلات والمقاولات، مؤكداً ثبات موقفهم في المطالبة بحقهم في الأرض..
وقال: إن المواقع التي كانت تتواجد في المنطقة قبيل العام 1994 تاريخ إعلان إعادة توحيد اليمن، كانت تتبع الجيش الجنوبي "سابقاً"، منوهاً إلى أن الرئيس هادي ومعظم القادة الجنوبيين أدوا الخدمة العسكرية في تلك المواقع - حسب قوله.
وطالب الشيخ فيصل محسن الحارث - الناطق الرسمي لقبائل بلحارث - في ختام تصريحه لوكالة "خبر" للأنباء، "كافة أبناء الجنوب بدعمهم إعلامياً؛ كونهم ليسوا بحاجة للدعم المادي"..
يشار إلى أن الخلاف على الأرض وبداية المواجهات المسلحة ترجع إلى العام 2013 وقتل حينها ما لا يقل عن 7 قتلى وعدد من الجرحى بعد أن منعت قبائل بالحارث شركات النفط ووكلائها حميد ونجل اللواء علي محسن من التنقيب في منطقة المراشة باعتبارها تابعة لشبوة
دون أن تضع الدولة حلا حتى اليوم، مكتفية بحلول مسكنة من خلال فرض هدنة ما تلبث أن تخترق،
وعلى ذات السياق، وفي ظل غياب تام للأجهزة الأمنية داخل العاصمة صنعاء، تمكنت وساطة قبلية من وقف التداعيات التي كادت أن تحصل عقب قيام أحد أبناء خولان ومعه مجموعة مسلحة بمهاجمة منزل رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى يحيى الحباري الكائن في الحصبة، وعلى مقربة من وزارة الداخلية ومعسكر النجدة.
وبحسب مصادر "الوسط" فإن مشايخ من خولان تقدموا ببنادق صبر إلى أن ينظروا في القضية.
وفي واقعة مشابهة أنهت وساطة قبلية تصاعد حرب كانت ساحتها شارع الحرية حين قامت مجموعة مسلحة تابعة لبيت دحام من قبائل أرحب بمهاجمة منزل نبيل فاضل من المناطق الوسطى في محافظة إب بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، انتهت بقتل أحد المهاجمين وجرح ثلاثة من الطرفين،
وتمكنت الوساطة القبلية من إيقاف قبائل المناطق الوسطى الذين كانوا تجمعوا على مقربة من منزل فاضل إلى حين البحث بأسباب القضية،
يشار إلى أن وزير الداخلية رفض الرد على أكثر من اتصال لإرسال أطقم أمنية، ولو لم يقم اللواء فضل القوسي بإرسال عشرة أطقم ومصفحة من الأمن العام لكانت حدثت مجزرة.
إلى ذلك أنهى تحكيم قبلي خلافات شخصية نشبت، الأربعاء، بين أشخاص من أسرتي الحجري والحوثي قريباً من جولة (كنتاكي) وسط العاصمة صنعاء، تطورت لاشتباكات بالأيدي بينهم، ليقوم لاحقاً أشخاص من بيت الحجري بإطلاق النار على منازل الحوثي ومواطنين آخرين، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح، وتم التحكيم القبلي بحضور كل من وزير الأوقاف حمود عباد، ومحافظ إب السابق القاضي أحمد الحجري، وعضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام علي المقدشي.. حيث تم تسليم الجناة وتحكيم أسرة الحوثي ببندقين، وأن بيت الحوثي طلبوا 200 ألف ريال لعلاج الشخص المصاب، و 4 رؤوس بقر، تم الإعفاء عنها لاحقاً.
هذا ولا يمكن حصر اللجان التي قام بتشكيلها الرئيس منذ انتخابه رئيسًا وحتى اليوم، إلا أن أكثرها إثارةً تلك التي لها علاقة بالحروب الدائرة بين الحوثيين والإصلاح، ومنها تلك الخاصة بوقف المواجهات في عمران، والتي اتخذت بُعدًا أمميًّا بعد أن تم إضافة مساعد المبعوث الأممي جمال بن عمر.
وكانت آخر لجنة رئاسية تلك التي شكّلها، الثلاثاء الماضي، لإيقاف المواجهات في الجوف بين الحوثيين والإصلاحيين بمحافظة الجوف
تحت إشراف الشيخ صالح بن شاجع، إضافة إلى اللجان المشكّلة بعمران وهمدان وأرحب وبني مطر وعضوية وكيل م/ الجوف الشيخ خالد بن هضبان والشيخ يحيى الدغسي والشيخ خالد مبارك الشريف, والشيخ حسن بن ناصر أبو هدرة.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign