الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    راي الوسط /
تهاوي مسلّمات هادي جعلته يعتقد أن إسقاط صالح سيسهّل له القضاء على محسن

18/06/2014 12:31:30


 
المحرر السياسي

يعتقد الرئيس عبدربه هادي من أن إسقاط سلفه صالح وإبعاده عن الحياة السياسية منهكًا وضعيفًا سيسهّل له بعد ذلك القضاء على منافسه الآخر اللواء علي محسن الأحمر باعتبار ما يمتلكه من أدلة ووثائق تفيد تورطه بعلاقات مع القاعدة.. وهو ما سيجعل من مسألة التخلص منه هي من مهام المجتمع الدولي، طالما تأكد هادي حينما كان الرجل الثاني في الدولة، وإن باعتبار البرتوكول وما تفرضه المراسيم، من أن هناك قبيلة في البلد لا يمكن قهرها أو إسقاطها، وهي "حاشد" ممثلة بتحالف رموزها علي صالح وعلي محسن والشيخ عبدالله.. وكان هؤلاء بالنسبة له مثالاً للقوة القادرة المتعجرفة غير القابلة للكسر أو الانحناء؛ ولهذا السبب لم يكن يصدق أن الرئيس السابق سيوقّع على رحيله من السلطة، وحين تم التوافق على اختياره بديلا عقب انضمام محسن للثورة، وكان ذلك في منزله وبحضور صالح والإرياني واليدومي والسفير الأمريكي رفض قطعيًّا، قائلاً بالحرف: من أنه لن يكون بديلاً لرئيسه، وسيخرجان معًا، وهو تحوط فرضته ذهنيته الحذرة غير المؤمنة بحدوث الخوارق، ولذا توجّه العرض حينها صوب الدكتور علي مجور - رئيس الحكومة آنذاك - قبل أن تتم محاولة اغتيال صالح في مسجد الرئاسة.
إلا أن القدر لعب لعبته بعد ذلك حين حدثت المعجزة، صار النائب رئيسًا ينتظر العالم قراراته ليدعمها، ولم يكن هذا هو المتحول الرئيس في حياته بقدر ما كان موقع الرئاسة بحد ذاته، الذي جعل أولئك المتعجرفين يحاولون التودد إليه، وأكثر من ذلك أن كلاً منهم بدأ يكيد للآخر بين يديه ليأتي سقوط أولاد الأحمر في معقلهم بمثابة سقوط لإحدى المسلمات التي آمن بها، وإن لم يكن بيده فهو بسبب حياده وغض طرفه لتبدأ حاشد - أيضًا - بالتهاوي أمام القوة الصاعدة المتمثلة بالحوثيين، فيما مشايخها يفرحهم موعدًا يمكّنهم من الالتقاء به والخروج بأقل مما كانوا يحصلون عليه من سلفه.
إذًا لم يعد هناك ما يحول بينه وبين التفرد والسيطرة سوى امتلاك المؤتمر الذي يقف دون تحقيقه صالح المتشبث برئاسته، فيما الزمن المتبقي لرئاسته يتآكل بسرعة.. بينما لا يبدو أن سلفه سيقدم تنازلات لها علاقة بإعلان الحزب بكونه مرشحًا توافقيًّا،
وأكثر من ذلك يطل نجله أحمد كمنافس محتمل، بل ومؤكد، بعد التأكد من أن هناك توقيعات تُجمع لترشيحه رئيسًا بديلاً أو منافسًا في أحسن الاحتمالات.. وهو ما استدعى من الرئيس هادي تحركًا سريعًا إلا أنه تم دون رويّة أو تخطيط ليقع في فخ استضعاف غريمه صالح محولاً الخلاف إلى صراع في العلن، مصحوب باستعدادات كل طرف لطرح الآخر أرضًا في ظل كشف أوراق اللعبة من كليهما.
وفي هذا السياق أظهر هادي نقاط قوته كاشفًا عما يعتبرها نقاط ضعف للأول يمكن استخدامها، والمتمثلة بفتح الملفات المالية، وكذا عهد السلاح في الجيش والأمن، مع كونه ضالعًا وشريكًا في الملف الأول وغير قادر على إثبات الكثير فيما له علاقة بالملف الثاني بعد أكثر من عام من تسليم عُهد لم يتم تسليمها أو تسلّمها وفق ما هو متبع من معايير مماثلة.
صالح بدوره ما زال يلوح بنقاط قوته من خلال علاقات ما زالت قوية بالقبائل وأعضاء المؤتمر، وهو ما ثبت من الاتصالات التي تلقاها، ومن اللقاءات التي يجريها.
المؤتمر ما زال يمثّل قوة لصالح ونقطة ضعف لهادي، ولذا فإنه، وفي العادة يتم التلويح الدائم من إمكانية الإطاحة به من الأمانة العامة للمؤتمر، وهو ما بدا من دعوة العامة لانعقاد اللجنة الدائمة الأسبوع القادم التي يحق لها بحسب النظام الداخلي تكليف أمين عام بديل حتى انعقاد المؤتمر في ظل استقبال رئيس المؤتمر للقبائل المحيطة بصنعاء، التي أصبحت خيارًا بديلاً لقوات الجيش التي فقدها.. وهنا يبدو السؤال مُلحًا حول منطقية الصراع القائم على قناةٍ ومسجدٍ في ظل تقدّم الحوثي السريع إلى صنعاء، ومع حقيقة مفادها: أن ليس هناك أحد يعتقد أنه قادر على حكم اليمن، كما كان في السابق.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign