صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    تقارير /
من أقوالهم: هل تغير الرئيس أم تغير حزب الإصلاح؟

16/04/2014 10:33:35


 
الوسط - تقارير
طالما كان الرئيس عبد ربه منصور هادي عند الإصلاح رجل دولة ومنقذا للبلد وربان سفينة، وهذه الصورة المثالية تلقفها كل أدوات الإصلاح ابتداء من اللجنة التنظيمية للثورة ووسائلها الإعلامية وحتى الناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي الذين كان يغضبهم أي نقد لهادي باعتباره سيصب في صالح النظام السابق في قفز ساذج على كونه أيضا كان الرجل الثاني في هذا النظام.
ومؤخرا انقلب الأمر رأسا على عقب لتتحول مثالب الرجل إلى مساوئ
وللتذكير فقط كيف كان يقول هؤلاء عنه وكيف تغير الحال ونفتتح المقال
ببيان للأمانة العامة للإصلاح عقب انتهاء مؤتمر الحوار الذي قدر فيه جهود عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية قيادته الحكيمة والحازمة لمؤتمر الحوار الوطني من أولى جلسات الحوار حتى الجلسة الختامية العامة وكذا تحمله مسؤولية قيادة الوطن في ظروف صعبة وحرجة ونجاحه بالسير في البلاد إلى بر الأمان، داعية الله له بالمزيد من التوفيق وأكد ذلك رئيس هيئة عليا الإصلاح حيث أشاد محمد اليدومي بالرئيس الذي قال إن له الفضل بعد الله في النجاحات التي حققها شعبنا منذ 21 فبراير 2012، كما أشاد بتقبله للنقد والنصح، ووصفه بأنه "فدائي من الطراز الأول" حيث أنه يدير اليمن في أحلك الظروف ويحسن من أدائه في كل يوم، وقال "وهو يؤثر ويتأثر، وليس معصوما من الخطأ".
أما محمد قحطان فقد قال لوكالة سبأ: " الرئيس هادي يقود السفينة بحكمة وحنكة لبت تطلعات اليمنيين وأذهلت المراقبين الدوليين وهو سيمضي في مشواره وسيفشل رهانات الخائبين والمشدودين إلى الماضي".
قائدة الثورة الشعبية، توكل كرمان، بدورها وعقب محاولة اقتحام العرضي وصفت هادي بأنه رئيس حميري في لحظة تاريخية فارقة، وما يقوله التاريخ إن الرئيس الحميري في مثل هذه اللحظات يحتاج إلى أكثر من انقلاب داخلي وأكثر من مؤامرة خارجية للقضاء عليه وإسقاطه، وقالت: نحن معك ضد التآمر والانقلابات وضد الإرهاب وضد كل محاولات تقويض الأمن والاستقرار، لن يمروا وسوف ننجو، مضيفةً: أثق أن شعبنا العظيم سوف ينتصر في معركته ضد الإرهاب وعلى كل محاولات تقويض أمنه واستقراره.
كما إن إشادات مثل هذه أكثر من أن تعد من قبل قيادين إصلاحيين وخطبائهم في الساحات المختلفة، ويتوج كل ذلك وسائلهم الإعلامية التي منعت كل ما يسيئ إلى هادي أو ينال من سياساته الحكيمة.
وللتدليل فقط فقد اعتبر خطيب ساحة الحرية بعدن, الدكتور محمود ياسين السقاف, أن قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي بشأن هيكلة الجيش وإعادة تسمية المناطق العسكرية, هي قرارات الشراكة الحقيقية بين الحاكم والمحكوم, وثمرة من ثمار ثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة.
ووصف قرارات هادي بـ"الشجاعة" وقال إنها تحمل دلالات عميقة؛ إذ أن الزهور حلت محل السلاح والأمان محل الاضطراب والعدالة محل الظلم والإخاء محل الكراهية وحُكم الشعب محل حكم العائلة.
وقال إن الرئيس هادي الذي كان البعض يشك في قدرته على إدارة البلد وإخراجها إلى بر الأمان, "دخل التاريخ من أوسع الأبواب لينقش في سجلاته بأحرف من ذهب وعليه أن لا يتساهل مع من يردون أن يخرجوه من الباب الضيق عن طريق تدمير الوطن وعرقلة الحوار".
إذن، ما الذي تغير ليتحول الرجل إلى فاشل وضعيف ولا يمتلك سياسة واضحة وهو ما تناوله الإعلام المحسوب على الإصلاح الذي اتهمه بالتآمر وإضاعة البلد والفساد والتحالف مع الحوثي وغيرها من الاتهامات والتوصيفات غير اللائقة.
والذي تعداه إلى اتهام أقربائه ومنهم شقيقه "ناصر منصور " بتسخير ميزانية وزارة الدفاع والبنك المركزي لشراء ولاءات قادة الجيش لتأليبهم ضد ثورة الشباب وإيجاد خلافات مصطنعة بينهم وبين اللواء علي محسن الأحمر ودعم جماعات التقطع في محافظة عدن وبالتواصل مع علي سالم البيض. إلى غير ما هنالك من اتهامات وتهديدات جاءت أيضا عبر أعضاء الإصلاح في مجلس النواب عقب تحكيم الحوثيين، حيث وصف النائب الإصلاحي علي الورافي في جلسة للبرلمان, هادي بـ"غريم الشعب".
ودعا رئيس كتلة الإصلاح زيد الشامي, إلى إجراء انتخابات رئاسية, مطالباً الحكومة باستخدام القوة, في تلميح لاستخدامها ضد جماعة الحوثي".
أما تصريحات قيادات فقد قال النائب الإصلاحي محمد الحزمي: «إن الرئيس هادي يستخدم سياسة غامضة ولدت القلق عند عموم الشعب، وأظهرت أنه ضعيف».
وأوضح لـ «إرم» أن هادي لم يكن يُقدر التفاؤل الذي كان يؤمن به المواطن في انتخابه، وأتوقع أن البلد في عهده سينهار إذا استمر بهذه السياسة.
وأمام استمرار الحملة الإعلامية والاتهامات التي ظلت تتزايد يوما بعد يوم ظهر موقف مضاد جاء عبر المحرر السياسي في صحيفة الثورة الرسمية الأحد الماضي قال فيه إنه من الواضح أن اضطراباً حاداً أصاب تفكير بعض الأطراف السياسية مؤخراً ما جعلها دون وعي تطلق العنان للكتبة من أتباعها ومستأجريها لاختلاق الأكاذيب على شخص رئيس الجمهورية وكيل الاتهامات المختلفة بما تحمله من إساءات وتهويمات يغذيها الخيال المريض والعواطف العمياء الجاهلة بطبيعة ما يعتمل على الساحة الوطنية وما ينذر به الحال من مخاطر تستدعى فائق الإحساس بالمسؤولية الوطنية.
وفي حين يدرك المتابع الحصيف أن هذه السفاهات والأقاويل المتوهمة لا يمكن أن تصدر عن أناس يفهمون أبجديات العمل السياسي، فهي تؤكد أنها لا صلة لهم بالهم الوطني.
وأوضح حيال مطالبة الإصلاح بالزج بالجيش في الحرب أن رئيس الجمهورية مسؤول عن جميع اليمنيين بأطيافهم وأحزابهم وتوجهاتهم المختلفة ، وليس رئيس عصابة يمكن استدعاؤه أو دفعه في أية لحظة ليعلن حالة الحرب ويجيش الجيوش ضد جماعة بعينها أو طرف بعينه لأنه لا يعجب هذا الفريق أو ذاك!.
وطالب من وصفهم بالمتعطشين للدم والقتل، وهو يلمح إلى الإصلاح، أن يراجعوا منطلقاتهم الضيقة التي لا ترى غير مصالحهم الأنانية ورغباتهم التدميرية ولا تقوى على العيش والازدهار إلا في ظل الصراعات والحروب، ولا يفوتنا أن نؤكد لهؤلاء الباحثين عن بطولات وأدوار نضالية عبر شاشات الفضائيات وواجهات الصحافة أن المؤسسة العسكرية والأمنية اليمنية التي يتباكون عليها بدموع مصطنعة وزعيق زائف تعرف جيداً مهامها الوطنية وواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار بعيداً عن معارك الاستقواء بها لتحقيق مكاسب سلطوية للأطراف أو الأشخاص، كما إنها تعرف جيداً تقدير اللحظة التي يصبح فيها الوطن معرضاً للخطر الذي يستدعي حضورها العاجل، كما إنها لا تحتمل المزيد من تلك الخطابات الصبيانية الموغلة في إلقاء تهم الخيانة والتآمر على الآخرين جزافاً، وإنما هي في حاجة ماسة إلى كل خطاب عقلاني مسؤول إزاء كل القضايا الوطنية الإشكالية. والحليم بالإشارة يفهم!.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign