صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    تقارير /
الرئيس في مواجهة مع محاولة النيل من صلاحياته كرئيس فيما يحمل ملفات مازالت تكبر

16/04/2014 10:32:08


 
الوسط - تقارير
صار الرئيس في مرمى انتقاد واتهام جميع الأطراف وبالذات الإصلاح ومستشاره اللواء علي محسن بعد أن كانوا يعلنون وقوفهم معه ويدافعون عن قراراته حين كان جزءا منها يتوافق مع أجندتهم ومصالحهم قبل أن ينقلبوا عليه معلنين حربا إعلامية وخطابية من خلال أدواتهم المتمثلة في اللجنة التنظيمية للثورة والإعلام الذي يمولونه والمحسوب عليهم.
وإذ كان موقفه الرافض للحرب بالزج بالجيش في قتال مع خصومهم الحوثيين مثل ضربة موجعة فإن تعينات القادة العسكريين في عدد من الألوية كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وأخرجت الغضب من بين الجدران إلى خارجها وتمثلت أولا وبشكل صارخ من خلال استغلال مناسبة الذكرى الثالثة للثورة للتعبير عن هذا الغضب عبر خطيب جامع الستين الذي وجه رسالته التهديدية بشكل واضح إلى الرئيس مذكرا من أنهم من عينوه رئيسا لا شيخا وحاكما لا محكما..
ليأتي حسم رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي رأي حزبه من مسالة التمديد لانتخابات الرئيس بتأكيده على ضرورة الالتزام بموعدها الرسالة الكثر دلالة على أن الآمال بهادي قد تبخرت تماما في أن يحكموا اليمن عبره ومن وراه.
وأكدت الحملة الإعلامية الممنهجة ضد الرئيس والتي قادتها صحيفة أخبار اليوم المحسوبة على علي محسن بالتزامن مع الوسائل الإعلامية المحسوبة على الإصلاح ، بمثابة توافق الحلفاء بمثلثه الإصلاح ـ علي محسن ـ أولاد الأحمر، على افتراق لن يتم التراجع عنه إلا بشروطهم والتي لن يقبلها الرئيس إلا في حالة تضحيته بحزبه وبدول الخليج الداعمة.
وفي هذا السياق يبدو واضحا أن الحلفاء السابقين للرئيس السابق قد بنو قرارهم على كشف هادي وتقديمه لشعبه بكونه رئيسا فاشلا وغير موثوق به لحكم اليمن وهو ما يمكن استخلاصه من كل ما كتب أو صرح ضده من قبل وسائل هؤلاء المختلفة أو من خلال ما يتم على أرض الواقع من محاولات الغرض منها إرباك الدولة التي يقودها واستهداف سلطاته كرئيس في الجانبين المدني والعسكري، وتمثلت من خلال تفجير الأوضاع في عدد من المحافظات التي لا تتبعهم وتمثل ثقلا شعبيا للمؤتمر كما حدث في تعز وحجة والآن في محافظة إب، ويتم الاستعداد لمحافظة الحديدة وأيضا بتبني المظاهرات والاعتصامات واقتحام المكاتب وقيام الوزراء المحسوبين عليهم بإصدار قرارات تعيين ضدا على توجيه رئيس الجمهورية الصريح بإيقاف أية تعيينات كما حصل في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي أصبحت تمثل سياسة الإصلاح أكثر من سياسة الدولة وكان واضحا من خلال نقل الفعاليات الإصلاحية التي تمنح مساحة أكبر من حجمها، ولعل نقل فعالية ما تسمى تنسيقية الثورة هذا الأسبوع مثل صارخ على توجيه الإعلام الرسمي..
إلا أن رأس التحدي في هذا الجانب هو رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة الذي يقاد من الإصلاح والشيخ حميد الأحمر والذي تعد مواقفه وسياساته تعبيرا عن مدى رض هؤلاء على هادي من عدمه ما أوجد شرخا في رأس الدولة وازدواجا في سياستها من خلال تبنيه مع الوزراء المحسوبين على الحزب الذي جاء بهم توجهاته التي لا علاقة لها بالتوافق أو بمخرجات الحوار ومثلت توتيرا حادا في الحياة السياسية وكادت أن تفجر الأوضاع أكثر من مرة لولا التدخل الدولي..
أما فيما له علاقة باستهداف سلطات الرئيس العسكرية فيعد عدم تسليم جديقة 21 مارس، مقر الفرقة مدرع سابقا، رغم مرور أكثر من عام على صدور قرار جمهوري بإنشائها، الرسالة الأوضح في استمرار التواجد وبذات القوة السابقة..
هذا رغم توجيهات واضحة أصدرها لرئيس لأمين العاصمة بتسلم الموقع وهو ما صرح به في مؤتمر صحفي وقوبل حينها التوجيه برسالة عبر الجنود كان واضحا فيها من هو المرسل وعنوانه حين اشترط هؤلاء بإزالة خيام الشباب عند جامعة صنعاء بالإضافة إلى اشتراطات ليسوا معنيين بها.
وحين كان بدأ أمين العاصمة بالتحرك مع قائد المنطقة اللواء المقدشي وتم الاتفاق على مواعيد محددة للنقل الفعلي بحسب تصريحه للوسط فإن ما حصل أنه تم محاصرة لجنة وزارة الدفاع التي جاءت لتنفيذ الاتفاق وإهانتهم واستهداف عبد القادر هلال بشعاراتهم الموجهة.
التحدي أو التمرد الثاني جاء من قبل قائد اللواء 310 حميد القشيبي الذي يتبع علي محسن ومحسوب على الإصلاح حين قام وفي سابقة أولى لقائد عسكري بانتقاد لقرار قائده الأعلى حول سياسته تجاه الحوثين وهو يتسق مع موقف حزبه ، واحتج على قرار قائده الأعلى وبشكل علني حين اتهم القشيبي الدولة وضمنا الرئيس في تصريحات صحفية ، بتقصيرها في محافظة عمران في أداء واجبها الدستوري والقانوني، كما أدان تصرف اللجنة الرئاسية حين حكمت بأبقار الحوثيين بعد أن قتل منهم سبعة أشخاص بمواجهات مع الجيش والأمن والذي كان التحكيم بغرض التهدئة موضحا: تحكيم الحوثيين يمثل نفسه واجتهادا شخصيا خاطئا لا يمثل سوى من قاموا به، وأكثر من ذلك وفي مخالفة لما يعلنه وزير الدفاع من مسالة حيادية الجيش فقد أعلن وأمام فريق إعلامي حقوقي تكفل به الإصلاح قدرته على حسم المعركة وفي إلماح لتحميل الرئيس مسؤولية عدم مواجهتهم، قال: نحن جاهزون إنهاء التمرد الحوثي. ويتم رفع تقرير يومي إلى القيادة بانتهاكات الحوثيين، إلا أنه وحتى اليوم مازال الرئيس يبدو مقاوما وأكثر من ذلك مواجها للضغوطات التي تمارس عليه في اتخاذ قرارات لها علاقة بأجندات حزبية لا تحمل البعد الوطني سواء من خلال الكم الهائل من الوظائف التي يطالبون بالحصول عليها ابتداء من وكيل وزارة وحتى مدير المديرية وما بينهما أو في ماله علاقة بسياسة الدولة الخارجية نحو الدول العربية والخليجية منها بالذات وبالذات ما يختص بموقفها تجاه الإخوان المسلمين في مصر وهو ما كان وضحا حين تم الضغط على هادي بعدم مساندة موقف الملك السعودي تجاه مصر بعد أن تعرض لحرب شعواء حين وجه رسالة تهنئة إلى عدلي منصور حين تم تنصيبه رئيسا مؤقتا لمصر عقب ثورة مايو التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي.
ولهذا يسعى هؤلاء لإحباط الرئيس الذي مازال أمامه تحديات كبيرة أولها ما له علاقة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وجعله واقعا على الأرض. ثانيا التحديات الاقتصادية وهي الأشد خطورة، وتأتي التحديات الأمنية وفي الأولية منها القاعدة كأحد أهم الأخطار المحدقة باليمن وكذا التمدد الحوثي ثم الجنوب الذي تفقد الدولة السيطرة على أجزاء من مناطقه يوما بعد آخر وبالذات في حضرموت من قبل حلف القبائل والضالع وما يقوم به المسلحون الانفصاليون ومحافظات أخرى ينعدم فيها تواجد الدولة التي لم تعد تمثل إجماعا وطنيا بسبب الانقسام الحاصل داخلها.
يبدو الرئيس اليوم حائرا وأكثر من ذلك مثقلا بملفات تظل تكبر مع الوقت دون أن تقل في ظل الانقسام الحاصل والتوتر القائم بين الأحزاب السياسية الذي ينعكس تأثيره مدمرا ومحبطا للناس في الداخل وعلى المتابعين والمشرفين على التسوية السياسية اليمنية وهو ما يتوجب على الرئيس أن يعود إلى الشعب يضع بين يديه حقائق ما جرى وما يتمنى أن يحققه ليقف معه وبغير ذلك سيبدو كمن يحرث في البحر.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign