الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    كتابات /
تعقيباً على وثيقة جمال بن عمر واتحاد الإصلاح والمؤتمر لحل القضية الجنوبية

24/12/2013 13:54:02


 
عميد متقاعد /علي زين بن شنظور
وعلى الرغم من غياب الطرف المعني بقضية الجنوب باعتبار الحوار يدور مع إخوة أعزاء لا نقلل من مكانتهم لكن يعلمون أنهم غير مخولين من الجنوب للتوقيع باسمه فإن هذه الوثيقة هي إعلان للاتحاد بين الإصلاح والمؤتمر وليس بين الشمال والجنوب ولهذا نقول:.
1- لقد تضمنت الوثيقة بإشراف المبعوث جمال بن عمر العديد من المبادئ والأسس التي ستؤدي إلى تفجير أزمة جديدة أشد مما هو عليه الحال إذا تم فرضها بالقوة على أبناء الجنوب، فحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً كما يقول إخواننا في صنعاء لا يمكن أن يتم من خلال مساواة الجنوب بقضية محافظات الشمال والتعامل معه كمحافظة شمالية، فالمبادئ العامة أعطت الحق لمحافظتين أو أكثر في تشكيل إقليم موحد وإذا شكلت المحافظتين أو أكثر إقليما تتحول المحافظات المندمجة في الإقليم إلى ولايات وأية محافظه لا تريد الانضمام لأي إقليم تبقى ثابتة للدولة المركزية (الاتحادية) خمس سنوات للتصويت مرة أخرى من قبل مجلسها المحلي حول انضمامها للإقليم أو رفضها وتشكيلها لإقليم مع محافظة مشابهة لها حتى لو كانت المحافظتان في شرق الجنوب وفي غرب الشمال لا يمكن لهما أن يصبحا إقليما موحدا وبالتالي فإن الوثيقة تعتقد حسب فهم المثقفين عليها بأن الحل لقضية الجنوب هو من خلال الأقاليم المتعددة لأنه لا يمكن الحديث عن خيار إقليم في الشمال وإقليم في الجنوب طالما أعطي الحق لكل محافظتين أن تشكل إقليما موحدا. صحيح أن الوثيقة قالت بشرط أن يراعي تكوين الإقليم شروط تشكيل الأقاليم (الروابط التاريخية والجغرافيا والثورة والاقتصاد )الخ... لكن هذه الروابط لا يمكن لها أن تفتح المجال إلى فترات تاريخية قديمة وروابط تاريخية لما قبل ألفين عام حينما كانت صنعاء دول قتبان ومعين وسبأ وحمير وأوسان وذو ريدان وحضرموت الخ... بينما القضية الجنوبية تتعلق بالوحدة السياسية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية المعلنة عام 1990م وإلى أضرار حرب 94م باعتبارها سبب ظهور قضية الجنوب ولو لم تكن هناك أخطاء للوحدة وحرب 94م لما وجدت قضية الجنوب .
2- ورد في المبادئ أن الشعب اليمني حر في تقرير مكانته السياسية والوثيقة تريد أن يتضمن الدستور ما تم الاتفاق عليه من مبادئ ليتم بعد ذلك التصويت على الدستور والسؤال كيف ستتعامل السلطة مع الجنوب إذا أعلن مقاطعته للاستفتاء، هل ستحترم إرادة أبناء الجنوب وتعتبر ذلك استفتاء على انتهاء الوحدة وقيام دولتين؟ أم سيتم إعلان الدستور دون الحاجة للاستفتاء في الجنوب ؟ مما يعني عدم شرعية ما تم قراره من حلول. إنها ورطة كبيرة أمام إخواننا في السلطة وخاصة مؤتمر الحوار . صحيح أن الإخوة في المؤتمر والإصلاح سيجدون لها الحل من خلال ما أصبح يعرف بالتحالف بينهما وهو تحالف ليس جديدا بل كان كما قال الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر الله يرحمه وبدون أن يخفي ذلك أن الرئيس السابق /علي عبدالله صالح هو من طلب منه تأسيس الإصلاح حتى يعرقل أي قرارات يتفق صالح حولها مع الاشتراكي ونائبة حتى الرئيس /علي سالم البيض وهذا منشور في مذكراته وهو ما كان يتم في الواقع , واليوم مع احترامنا للإخوة الغير متعصبين في الإصلاح والمؤتمر فإنهم قد أكدوا تحالفهم من جديد وعاد الفرع للأصل من خلال توحيد رؤيتهم لتقسيم الجنوب واقتراح ستة أقاليم وبالتالي فإن الدولة الاتحادية ستتحول إلى اتحاد بين الإصلاح والمؤتمر وليس بين الجنوب والشمال لأنه باتفاق المؤتمر والإصلاح سيتم تمرير الحلول ويحتفظ الاشتراكي الذي كان قوياا في طرحه في رؤيته لإنشاء إقليمين في الشمال والجنوب ويصبح أمام أمر واقع إما أن يعلن انسحابه وينضم للثورة السلمية والهبة الشعبية الجنوبية أو يستمر ويتم القبول باحترام رويته لأنها تمثل الواقع في حده الأدنى .
3- إن اعتقاد بعض الإخوة في مؤتمر الحوار بأن حل قضية الجنوب من خلال تعدد الأقاليم وتمزيق الجنوب هو حل عادل هذا الفهم للأسف فهم خاطئ وسيؤدي إلى قيام ست دول في الشمال والجنوب وينطبق عليهم المثل:
( كالذي يفر من الرمضاء إلى النار ) فهم يخافون من قيام دولة الجنوب وسيمزقون الشمال والجنوب إلى ست دول كما أن الآلية المقترحة لتحديد الأقاليم ليست آلية عادلة لأنها تحصر الحل بين مكونات المشاركة في مؤتمر الحوار وإن أظهرت 75% من بقية الجنوب الــ 50% لصالح الحراك السلمي لكن الآلية تنص على أنه في حال عدم التوافق على عدد الأقاليم بعد انتهاء مؤتمر الحوار فإن الهيئة المصغرة تحسم الخلاف بالتصويت السري وهذا ليس حلاً لقضية الجنوب لأن حل قضية الجنوب لا يكون إلا بالتصويت الشعبي لأبناء الجنوب على خيارات ثلاث (الوحدة وتعدد الأقاليم , أو الفدرالية بين الجنوب والشمال , قيام دولة جنوب مستقلة ). طبعا هذا هو الحل الواقعي أما حل السياسيين فإنه يخضع للتوافق السياسي وليس للواقع كما هو الحال في مؤتمر الحوار . والله الهادي إلى طريق الحق.

برقية .
تحيه للهبة الشعبية السلمية الجنوبية التي انطلقت من حضرموت والتحية لمن حافظوا على سلمية الهبة ورفضوا أن ينجروا إلى العنف وأكدوا حضارة وثقافة شعب الجنوب وأصالة حضرموت وكسبوا تعاطف وتأييد الجميع آملين أن يسارع الجنوب في تشكيل قيادة موحدة ورؤية واحدة.

برقية .
شكر للدكتور /ياسمين سعيد نعمان على موقفه القوي الرافض لتمزيق الجنوب.

علي بن شنظور





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign