الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    كتابات /
هل يكون اليمن بديلاً غربياً لسقوط حكم الاخوان في مصر؟.

09/10/2013 12:09:45


 
عبدالله سلام الحكيمي
سبق أن كتبت سلسلة من المقالات والدراسات ونشرت على صفحات صحيفة "الوسط " اليمنية على امتداد الفترة الزمنية من أواخر شهر مايو 2012م وحتى منتصف شهر أغسطس 2013 الماضي تدور أساساً على محور تجربة وتاريخ وأداء الحركات والتنظيمات التي تندرج ضمن اطار ما يمكن تسميته بالإسلام الحزبي عموما وفي المقدمة منها وعلى رأسها حزب جماعة الإخوان المسلمين باعتباره أقدمها وأكبرها وكذا حقيقة كونه التنظيم الحزبي الأم الذي تفرعت وتوالدت عنه وتحت مظلته كل الحركات والتنظيمات والجماعات المندرجة كلها ضمن إطاره الإسلام الحزبي، ووقفنا بالدراسة والتحليل المطول في نهاية تلك المقالات والدراسات عند سقوط حكم الإخوان في مصر نظرة حول الأسباب والتداعيات، ولكل راغب في الرجوع إليها فإنها جميعها موثقة ومثبته في موقعي الشخصي الإلكتروني، ولعل ما يهمنا في هذا المقال من الدراسة الأخيرة المشار إليها آنفاً حول السقوط وأسبابه وتداعياته بحلقاتها المطولة الست ما تضمنه حلقتها الرابعة من تحليل الآثار وتداعيات سقوط حكم الإخوان في مصر على مستقبل وسيناريو مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وهو مشروع أميركي طرح علناً في عموميات أهدافه ومراميه دون ذكر غاياته الإستراتيجية الخفية الخ.. وكنا قد أوضحنا عبر تلك المقالات والدراسات عموما حقيقة ارتباط جماعة الإخوان المسلمين منذ بداية تأسيسها وطوال مسارها التاريخي ومعها معظم ما تفرع وتوالد عنها لاحقاً من جماعات وحركات متشددة ومعتدلة بالمشروع والقوى الدولية الغبية ممثلة بداية بالإمبراطوريات الاستعمارية الأوربية آنذاك بريطانيا وفرنسا ومعها بدرجة أقل أسبانيا وإيطاليا والتي ورثتها وحلت محلها في القيادة الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن ولمدى مستقبلي غير منظور حيث لعبت جماعات وحركات وتنظيمات الاسلام الحزبي المشار إليها ولا تزال دور القوى أو الأدوات المحلية على مستوى الرقعة الجغرافية لما يسمى بالشرق الأوسط الكبير وجله وفي القلب منه بلدان العالم العربي والإسلامي في تنفيذ أجندات وحسابات المعسكر الغربي الدولي ومصالحه الاقتصادية والإستراتيجية في مواجهة قوى التحرر الوطنية القومية واليسارية وأنظمة الحكم التي سيطرت عليها وقادتها في سياق الإطار العام لما يسمى بمرحلة الحرب الباردة - الساخنة بين المعسكرين الدوليين المتصارعين اللذين جسدا قطبية ثنائية متوازنة في قيادة العالم والتحكم بأحداثه وتفاعلاته الداخلية وعلاقاته الدولية. وخلال تلك المرحلة التاريخية العالمية ظلت جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم دولي سري وما تفرع عنه وتوالد من رحمه من حركات وجماعات وفيَّة وحريصة وثابتة في ولائها وارتباطها السياسي المصيري بالمعسكر الغربي ومشروعه الإستراتيجي العالمي وخاضت مواجهاته ومعاركة كلها في مختلف الساحات سواء داخل أوطانها أو خارجها متلحفة بأردية الإسلام ورافعة شعارته وخاصة شعار الجهاد في سبيل الله والذي لم يكن في حقيقة الأمر في سبيل الله بأي صورة من الصور بل في سبيل المعسكر الغربي ومصالحه وأهدافه الاستراتيجيته بالكامل.
وعند سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الشرقي الاشتراكي العالمي كأحد قطبي الثنائية الدولية وانتهاء مرحلة الحرب الباردة بينهما على نحو دراماتيكي مثير بدا وكأن المعسكر الغربي قد حسم المواجهة الكبرى لصالحه فارضاً ومؤكداً قطبيته الأحادية في السيطرة والهيمنة المطلقة على العالم دون منافس أو منازع عند أواخر القرن العشرين المنصرم، وكان من الطبيعي والمحتم أن تتغير الأهداف والأجندات والحسابات والإستراتيجية العالمية للمعسكر الغربي وفقاً للتغيير الجوهري والحاسم الذي نشأ إثر سقوط القطبية الثنائية والحرب الباردة وهو ما انسحب تلقائيا على جماعة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والقوى المتفرعة من حيث طبيعة أهدافها وأدوارها وأنشطتها لتتوافق مع التغيير المشار إليه آنفاً للقوى الغربية التي تواليها وترتبط بها تقليدياً ولقد اتضح لاحقاً بأن دورها ومهمتها المنوطة بها في ظل المرحلة التاريخية العالمية الجديدة تتركز في إعداد نفسها وإعادة بنائها استعداداً وتهيؤاً للسيطرة على الحكم والدول في البلدان العربية أساساً ودول إسلامية أخرى في المرحلة القادمة غير الطويلة والتي حانت عند مطالع العام 2011م بانطلاق ما اصطلح على تسميته ثورات الربيع العربي التي انطلقت شرارة اشعالها الأولي في تونس ثم امتدت إلى مصر واليمن وليبيا وسوريا وهي ثورات شعبية سلمية في غالبيتها حركتها وفجرتها عوامل غضب وسخط ومعاناة متراكمة طوال عقود من الزمن تحت وطأة قهر وقمع وفساد وتحلل السلطات الحاكمة الديكتاتورية بالدرجة الأولى. ورغم أن تنظيمات وحركات الإسلام الحربي لم تكن هي صاحبة الفضل والمبادرة في تفجير تلك الثورات وتصعيد وتائرها منذ بدايتها الأولى لكنها قتلت الفرصة الذهبية التاريخية المناسبة لتركب موجتها وتقفز فوق غليانها الهادر إلى الوصول إلى الحكم والسيطرة عليه مستغلة حالات الاضطراب والفوضى التي تنتج عدة عن فترات ثورات التحول الكبرى وانشغال وانهماك القوى والفاعلة الثورية وخاصة الشبابية منها وانشغالها بتصعيد الزخم الثوري والحفاظ على الثورة وضمان عدم ضياعها وذلك استناداً إلى حقيقة كون تلك القوى الإسلامية الأعمق والأقدم وجودا والأقوى والأكثر تنظيماً وتأثيرا والأثرى خبرة وحنكة واحترافاً. حدث هذا في تونس ثم في مصر لكن في ليبيا لجأت القوى الإسلامية إلى استخدام السلاح والعنف، وعندما بدأت عاجزة عن حسم الصراع لصالحها تدخلت القوات العسكرية لحلف الناتو الغربي مباشرة وحسمت الصراع لصالح حلفائها من الإسلاميين، وكذا الحال جار منذ حوالي العامين والنصف العام وان كان تدخل الغرب وحلف الناتو وحلفائه عسكريا ثم بوسائل تدخل عسكري غير مباشر بتسليح ودعم وتدريب وتمويل كل الجماعات المسلحة بمن فيها أعتى الجماعات الإرهابية وأفظعها بشاعة وإجراما ودموية ومع ذلك اعتبر وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر ومعهم بعض حلفائهم الإسلاميين وسيطرتهم على الدولة والبلاد في ظل ظروفه ارباك واضطراب وانفلات واسع أفرزته مرحلة الانتقال بين نظام تداعي وانهار ونظام يتلمس طريقة ويتحسس خطأه نحو التشكل بمثابة درة التاج الأثمن والأغلى على تاج عرش القوى الإسلامية الموعود، وأهم خطوة استراتيجية على طريق استكمال مشروع تمكن تنظيم الإخوان وحلفائه من السيطرة على الحكم في العديد من الدول العربية كما هو مرسوم، غير أن عاماً كاملاً من تجربة ممارسة الإخوان للحكم وقيادة الدولة والمجتمع في مصر كانت بكل المقاييس كارثية ومدمرة نتج عنها انفجار ثورة شعبية عارمة في 30 يونيو 2013م أعظم وأكثر حشداً وجموعاً بكثير جداً من شقيقتها التي سبقتها ثورة 25 يناير 2011م رافضة لحكم الإخوان ومطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وبوقوف الجيش والشرطة إلى جانب هذه الثورة غير المسبوقة في التاريخ الإنساني وانعدام حسن التدبير لدى قيادة الإخوان دوراً رئيسياً في التسريع بسقوط حكمهم الذي كان زلزالاً قوياً لم يزعزع البنيان الداخلي للإخوان كتنظيم فحسب بل وخلط الكثير من الأوراق والمشاريع وأربكها وإصابتها بحالة من الذهول والشلل وخاصة منها مشروع الشرق الأوسط الكبير بأهدافه ومراميه المعلنة والخفية إضافة إلى طموح تركيا لقيادة المنطقة وكذا قطر، وبدا الموقف الامريكي خاصة والغربي عموماً مختل التوازن ومضطرب الرؤية ومتناقض التصريحات من هول صدمته غير المتوقعة وشعوره بضرورة العمل السريع والطارئ للتقليل من آثاره وتداعياته وبالتالي إعادة التقييم وترتيب الأوراق والأولويات للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه خاصة في ظل اعتماد الغرب ومراهنته على جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم في خلخلة وتغيير أنظمة الحكم التقليدية والمستقرة في الجزيرة العربية والخليج لاستكمال خطوات ومهام ومتطلبات تطبيق مشروع الشرق الاوسط الكبير بشقية المعلن والمستور، وهي أنظمة يعتقد الغرب أن تغييرها لن يتحقق إلا من خلال وبقوة تأثير العقيدة والقوى الدينية الإسلامية معتدلة أم متطرفة ولعل أنظمة الحكم هذه كانت على علم واطلاع بما يحاك ضدها بدليل وقوفها القوي والحاسم الذي لا سابق لمثله في تاريخها تأيدا للثورة المصرية الشعبية ودعم ومساندة السلطات الحاكمة التي انبثقت عنها على النقيض من موقف الغرب الذي وقف إزاءها موقفاً رافضاً ومعادياً وضاغطاً في اتجاه إعادة حكم الإخوان بأي ثمن وهو ما فشل فيه ووقف عاجزاً بسبب الموقف بالغ القوة والحسم والحزم في تأييدها ودعمها في كافة المجالات من قبل السعودية والامارات والكويت وبلا حدود، والواضح أن آثار وتداعيات سقوط حكم الإخوان لن يقتصر على مصر فحسب بل تؤكد الشواهد أن ليبيا وتونس خاصة ستتأثران به جذريا وخلال فترة قصيرة ..
ورغم ما سبق ذكره إلا أن المؤكد بأن الغرب بقيادة أميريكا يقبل بالهزيمة ولن يتخلى عن مشروع كبير ظل يرعاه ويتعهده ويبنيه ويعده لسنوات طويلة مضت وسيظل يمارس كافة أشكال الضغوط والتأثير إن لم يكن لإعادة الإخوان المسلمين إلى حكم مصر، فعلى الأقل كخطوة إلى ضمان عدم إقصائهم وإزاحتهم من الساحة وإشراكهم في العملية السياسية وذلك ما رأيناه وتابعنا عبر الزيارات المتتالية لوفود أميركية وأوربية لمصر من أجل هذا الهدف إضافة غالى إقامة بدائل وخيارات أخرى تقلل حجم الخسارة الفادحة وتبقى على جذوة وحضور المشروع وإن بمستويات وزخم أقل قوة وأداء إلى حين إحداث تغييرات على الأرض تهيئ وتعيد إلى المشروع قوة اندفاعه وتحقيق أهدافه مجدداً، وهنا نرى الأنظار تتجه صوب اليمن ليكون بعد إعادة ترتيب أوضاعه الداخلية وفقاً لرؤية وأجندات وحسابات امريكا وحلفائها الغربية بمثابة البديل الممكن والملائم الذي يعوض فقدان جوهره تاج مشروع الشرق الأوسط الكبير بسقوط حكم الإخوان المسلمين فيها رغم اختلاف موازين الثقل والقوة والتأثير والموقع بين مصر واليمن بطبيعة الحال إلا أن اليمن بعد إعادة ترتيب أوضاعه وإعداده وتقويته يستطيع أداء بعض من مجالات الدور المطلوب مع تزويده بالإمكانيات اللازمة والتوجيه المستمر خاصة وأن ذلك ممكن ومتيسر ومتاح في ظل إحكام سيطرة أمريكا وحلفائها الغربية وهيمنتها الكاملة على شئونه السياسية والعسكرية والأمنية تقضي في النهاية إلى تهيئة الظروف والأوضاع والأجواء الملائمة في مختلف المجالات والتي تمكن الإخوان المسلمين أو التجمع اليمني للإصلاح من السيطرة على الحكم والدولة إما منفرداً أو بمشاركة بعض أحزاب كتل اللقاء المشترك على نحو شكلي يبقى سلطة القرار والسيطرة بيد الإخوان أساساً ومع استتباب مقاليد الحكم لهم وتحقيق القدر اللازم من الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد ليتهيأ اليمن بعدها للقيام بالدور الخفي المرسوم له من قبل الغرب بقيادة أميركا بأن يصبح شوكة دائمة في خاصرة السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة دولة الأمارات والكويت وباستثناء قطر. وبطبيعة الحال وبحيث تصبح اليمن في ظل حكم الإخوان المسلمين قاعدة انطلاق وإيواء للجماعات الدينية المسلحة والمتشددة وساحة تدريب وتسليح وإعداد لهم ومعبراً لتهريب الأسلحة والمخدرات وتزوير العملات إضافة إلى خلق صلات وعلاقات تعاون مشترك مع القوى ذات التوجه الديني الإسلامي التي تتجانس وتتماثل مع الإخوان المسلمين في النهج المذهبي السني الذي يلتزم به غالبية مواطني تلك الدول المجاورة وأيضاً القوى الدينية الإسلامية ذات المناهج المذهبية الشيعية والإسماعيلية وربما الصوفية ودعمها وتشجيعها ودفها للوقوف ضد أنظمة الحكم القائمة فيها وغير ذلك من أساليب زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة القلاقل والاضطرابات والفتن فيها تمهيداً لخلخلتها وإسقاطها وفقاً للسيناريو المعد لذلك. والوقع أن مثل هذا الدور التخريبي المتوقع ليس الأول من نوعه فقد سبق أن قام به ولعبة نظام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لسنوات طويلة بمعرفة أميركا والغرب وكانت نتائجه ما شاهدناه وسمعناه من موجات إرهاب وتخريب واسع النطاق خاصة في السعودية التي استطاعت أن تواجهه وتنجح في القضاء عليه في النهاية برغم التضحيات والمآسي التي خلفها آنذاك..
في الواقع أن المخططين لمثل هذا المشروع التخريبي يسعون إلى إحكام سيطرة الإخوان المسلمين ومن حالفهم من أمثالهم على مقاليد الحكم على هذا الإقليم الذي يختزن ثروة نفطية وغازية هائلة ليشكل من ثم مصدر دعم وتمويل مالي لكامل مشروع الشرق الأوسط الكبير بلوغاً به إلى تحقيق كامل أهدافه وغاياته القريبة والبعيدة المرسومة..
إن ما يثبت ويؤكد صحة مساعي إعداد اليمن وتهيئته للعب مثل ذلك الدور مجرد نظرة فاحصة لسلسلة التغييرات والتعيينات العسكرية والمدنية منذ بداية سريان الفترة الانتقالية وحتى الآن حيث تبين حصول الأنصار والموالين والمحسوبين على رجل الجيش الأول اللواء/علي محسن الأحمر على نصيب الأسد من تعيينات القادة العسكريين وهو أحد القادة العسكريين الكبار المرتبطين عقائدياً وتنظيمياً بالإخوان المسلمين منذ سنوات طويلة خلت ناهيك عن التعيينات المدنية التي تصب في الجزء الأكبر منها لصالح الإخوان المسلمين الذين يفرضون آراءهم على مسار العملية السياسية الانتقالية عموماً.
ومع ذلك فمما لا شك فيه أن مثل هذا السيناريو المتصور لن يمر دون اعتراض دربه صعوبات وعراقيل وكوابح كثيرة في ظل وجود شبه حالة توازن بين القوى الفاعلة في الساحة اليمنية فهناك السلفيون والحوثيون والحراك الجنوبي والصوفيون والتكتلات الثورية الشبابية الجيدة الذين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أو يكتفوا بموقف المتفرج من حيث أنهم جميعاً تقريباً يشعرون بأنهم سوف يكونون -حتماً- محل استهداف عدائي من قبل الإخوان المسلمين وحلفائهم إذا ما سيطروا على مقاليد الحكم في البلاد كما أن الغرب بقيادة أميركا لن يكونوا في وضع يسمح لهم لاعتبارات داخليه في بلدانهم بتلبية وتغطية النفقات المالية الهائلة لتنفيذ مثل ذلك التصور أو السيناريو على النحو الضروري.. وقد لا يكون مستبعداً تعرض إخوان اليمن لنفس مصير وخاتمة إخوان مصر على نحو أو أخر، ولعل الأشهر القليلة القادمة كفيلة بتوضيح معالم ومؤشرات تطورات الأحداث الداخلية في اليمن إن سلباً أو إيجاباً.. وإلى ذلك الحين دعونا ننتظر قليلاً لنرى.
عبدالله سلام الحكيمي
بريطانيا-شيفلد 3 أكتوبر 2013 م.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign