الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    كتابات /
لم تحكموا في الماضي ولن تحكموا في المستقبل

25/09/2013 17:09:13


 
حسن بن حسينون
إلى متى يتاجر هؤلاء بحضرموت والإنسان الحضرمي؟ ألا يكفيكم خمسون عاما من الظلم والقهر والإذلال بحق الحضارم داخل حضرموت وخارجها. طيلة سنوات ما بعد 1967 م جعلتم من أنفسكم أباطرة وطغاة داخل حضرموت وعلى الإنسان الحضرمي بينما في عدن عبارة عن أدوات يحركها الآخرون بالريموت كنترول. الآخرون الذين ضحكوا عليكم وعلى بقية الرموز الحضرمية وأوصلوكم إلى أعلى المناصب القيادية في الحزب والدولة, تلك المناصب التي ابتليتم بها فأصابتكم بالغرور وجنون العظمة وبعمى الألوان حتى صدقتم أنفسكم بأنكم كنتم تحكمون الجنوب في الماضي كما صدقتم أنفسكم بأنكم تتزعمون الحراك الجنوبي في الوقت الحاضر, بينما الحقيقة هي أنكم تخدمون أهداف ومصالح قوى أخرى تضمر كل الضغائن والأحقاد والكراهية لكل ما هو حضرمي.
في البلدان المتخلفة التي تسيطر على عقول شعوبها ثقافة الموروث القبلي والعصبيات القبلية, لا يمكن أن يحكمها إلا كل من يمتلك القوة العسكرية الموالية له داخل مؤسسات الجيش والأمن والأجهزة الاستخباراتية بما في ذلك قبيلته. فهل كان لكم من وجود أو أبسط التأثير أو النفوذ داخل المؤسسات من العام 67 م وحتى العام 94 م ؟ بالتأكيد لا و ألف لا. لقد عاد أصحاب النفوذ بعد 94 م ولم تعودوا، أما لماذا عادوا ؟ فلأنهم يشعرون بمسؤولية أخلاقية تجاه مناصبهم وأبناء مناطقهم الذين هربوا أو سرحوا بعد حرب 94 م وقد حققوا ما يريدونه.
أما أنتم لماذا لم تعودوا؟ لأن وجودكم معدوم في هذه المؤسسات فأصبحتم كاليتامى ولا توجد لكم قواعد شعبية. غير أن من طبل لكم في الماضي عاد من جديد لممارسة التطبيل حتى لا يفقدكم, وإذا كانوا في الماضي قد نجحوا في إغرائكم والضحك عليكم بأنه لا يمكن أن تقوم دولة في الجنوب بدون حضرموت, فها هم اليوم يكررون نفس الأسطوانه وجعلوا منكم اليوم كما في الماضي زعماء للحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية.
وحتى لو تم استعادتها فبالتأكيد ستعود حليمة لعادتها القديمة, أما الخاسر الأول والوحيد هو الإنسان الحضرمي ليس داخل حضرموت وحسب بل في جميع بقاع الأرض. وهذا الكلام الذي أوردناه هنا يمثل رسالة صادقة وصريحة لكل من كان السبب في كل مآسي ومعاناة الحضارم من أمثال علي سالم البيض وحسن باعوم وحيدر العطاس وغيرهم بأن يعودوا إلى أهلهم وناسهم والاعتذار لهم عن كل جرم ارتكبوه بحقهم أو الغياب عن الساحة السياسية.
أما حضرموت والحضارم فلهم رب يحميهم فلن يتوقعوا منكم إلا كل الويلات والمستقبل المظلم, وفي حضرموت من الأمهات من أنجبن من يستطيعون استرداد حقوقهم المغتصبة بكل الوسائل المشروعة وحق من ورائه مطالب لا يمكن أن يضيع. لقد انتهى زمن الوصاية الذي اعتقد فيه السذج والمخدوعين بأن كل تلك الأمهات لم ينجبن إلا كل تلك الرموز التي أثبتت التجارب التاريخية بأنهم قد مثلوا كارثة وعبئا ثقيلا على كاهل حضرموت الإنسان والحضارة والتاريخ. فيا هؤلاء حاولوا أن تتخلصوا من غيكم ومن سباتكم وأحلامكم الوردية الكاذبة, عودوا إلى رشدكم واتقوا الله في شعبكم إذا كنتم تؤمنون بأن لكم شعبا في حضرموت أذقتموه كل ألوان الظلم والقهر والتهميش طيلة الخمس العقود الماضية, والذي لا زال مشردا نازحا هاربا في العديد من بلدان الاغتراب وأنتم تدركون جيدا بأن العيش خارج الأوطان قطعة من نار.
أما آن الأوان لكم اليوم أن تضعوا حدا للمتاجرة بأرواح ودماء ومصالح واستقرار الأبرياء الحضارم الذين سلمتوهم وسلمتم حضرموت بكل إمكانياتها وقدراتها المادية والبشرية لقمة سائغة بين براثن وأنياب الذئاب والوحوش الضارية في عدن وصنعاء في الثلاثين من نوفمبر 67 م و22 مايو 1990 م فأين انتم وأين وصلت حضرموت والحضارم؟ .
وفي الختام نقول لمن يتطاول على حضرموت , رحم الله امرءً عرف قدر نفسه ومن بينهم من شوهدت جنبيته مرمية بين الملاعق والسكاكين والصحون في مطبخ السفينة التركية مرمرة التي استولت عليها القوات الإسرائيلية.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign