المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    تقارير /
بعد زيارة هادي لأمريكا
صواريخ الدرونز تزيد في القتل بجنوب اليمن

21/08/2013 10:43:42


 
تقرير/ أمجد خشافة
يتجه هذه المرة الحليف الأكثر انصياعًا لاتفاقية الحرب على الإرهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتكون زيارته حسب شواهد ما بعد الزيارة إلى تنامي هجمات الدرونز الأمريكية في اليمن، هادي الذي تصفه أمريكا حليفًا أساسيًّا أكثر من الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الحرب على تنظيم القاعدة أظهرت زيارته بأنها كانت مباحثات في الجانب الأمني وخطر عناصر القاعدة التي لم تستطع تحجيم خطرها على الأمن القومي الأمريكي رغم الضربات المفتوحة لها في أغلب مناطق اليمن، وليس كما نقلت عنه الوكالة الرسمية سبأ في 1-8-2013م بأنها كانت الزيارة لإيجاد حل للمعتقلين اليمنيين في جوانتنامو، إذ ظهرت زيارة هادي ولقائه بأعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي في 1-أغسطس الجاري كانت على ما يبدو خطة لعدة هجمات بطائرة بدون طيار في اليمن، بلغت عشر هجمات مابين الفترة 6-8-2013، إلى 12-8-2013م.
وقبل أن تنفذ طائرات أمريكية بدون طيار أول هجمة في 6 أغسطس الجاري ضمن سلسلة الهجمات التي تستهدف عناصر من تنظيم القاعدة في كل من محافظة مأرب وشبوة وحضرموت ولحج، نشرت السلطات اليمنية أن تنظيم القاعدة في اليمن تخطط للسيطرة على مدينة المكلا، والتي يتواجد فيها مجاميع عناصر من تنظيم القاعدة بشكل ملحوظ، وشهد أن أعلنت السلطات اليمنية قبل كل غارة أمريكية عن مخطط للقاعدة للسيطرة على مناطق ومدن كما نشرت في نية القاعدة سيطرتها على غيل باوزير بمدينة حضرموت، وهو تمهيد إعلامي حتى تشرعن للضربات الأمريكية، وما يبدو في وضع القاعدة حاليًّا عدم نيتها السيطرة على أيّة منطقة في اليمن، نتيجة لإرباك التنظيم بعد انسحابهم من مدينة أبين وشبوة وضغط الهجمات الأمريكية التي قلصت من تحركات لاسيما بعد استهدافها لأكبر قيادات التنظيم.
وفي يوم الاثنين 6 أغسطس شنت طائرة بدون طيار غارتين على منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب قتل فيها 4 أشخاص من عناصر القاعدة، وفي ذات الأثناء اضطربت الخارجية الأمريكية في وضعها الأمني حيث أعلنت عن ضبط مراسلات بين زعيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري وبعض القيادات في جزيرة العرب لتنفيذ هجمات محتملة، وعلقت عمل سفاراتها في 18 دولة من بينها اليمن.
ونشرت وزارة الداخلية عن مقتل 3 أشخاص في تلك الغارة، وهم عبدالله قائد سالم عرفج، الحسن قائد سالم عرفج، والحسين قائد سالم عرفج، وتتوزع الضربات الأمريكية الأخيرة التي بلغت عشر هجمات في هذا الشهر على النحو التالي:
في 6 أغسطس مقتل 4 في غارتين على بلدة "وادي عبيدة" في مأرب، وفي 7 أغسطس قتل 7 في غارة على بلدة "مرخة" في شبوة، وفي اليمن التالي 8 أغسطس قتل 8 أشخاص في غارتين على بلدة "وادي عبيدة" في مدينة مأرب، وفي ذات اليوم 8 أغسطس قتل 7 في غارتين على بلدة "غيل باوزير" في حضرموت، وأما في مدينة لحج بمنطقة يافع فقد شنت هجمات أمريكية في 10 أغسطس وقتل فيها اثنان، وفي مدينة منطقة عتق بمحافظة شبوة قتل في 12 أغسطس مقتل اثنين بغارة جوية استهدفت قيادات من عناصر القاعدة.
وتقدر إحصائيات عدد قتلى عناصر القاعدة بـ33 قتلوا في عشر غارات جوية لطائرات بدون طيار خلال إجازة العيد والأيام الأخيرة من شهر رمضان، وذكرت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، في تقرير نشرته الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة نفذت 28 عملية لطائرات بدون طيار منذ بداية العام الجاري، أسفرت عن مقتل 101 شخص من تنظيم القاعدة.
وقال التقرير: إن الطائرات الأميركية من دون طيار نفذت 28 هجوماً على متشددين مفترضين في اليمن، منذ بداية العام الجاري، وحتى الأربعاء الماضي، أوقعت 101 قتيل في صفوف "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، الذي يتخذ من هذا البلد مقرًّا له بسبب اضطراباته الأمنية المستمرة منذ سنوات، واعتمدت الصحيفة على الإحصائية حسب ما جاء فيها عن مصادر حكومية وخاصة ووكالات أنباء.
في المقابل لم تكن على قدر الضغط العسكري الذي افقد القاعدة عددًا من عناصره، يظهر أمير التنظيم في جزيرة العرب ناصر الوحيشي والمكنى بأبي بصير، في يوم الاثنين 12-8-2013م، في تسجيل صوتي مقتضب يتعهد بتحرير سجناء الجهاد، وعلى الرغم أن الوحيشي لم يقدم شيئًا جديدًا في خطابه غير أن مجرد ظهوره هو الأكثر أهمية، إذ يعبّر عن استمرار تواجد القاعدة بقيادتها وحضورها في أرض المعركة بينهم وبين أعدائهم.

انتصار مصطنع
تستميت الأجهزة الأمنية أن تصنع انتصارًا على القاعدة ليس لأنه ثمة انتصار عسكري أو أمني عليها، ولكن حتى تظهر أمام الداعم الأول الولايات المتحدة المعنوي والمالي، بالجهود المبذولة رغم فشلها، إذ تبلغ المخصصات التي تقدمها واشنطن للحكومة اليمنية 345 مليون دولار في 2012 ومن المتوقع أن تمنحه 350 مليون دولار في 2013 ومبلغا مماثلا في 2014.
وتعبّر الحكومة اليمنية وأجهزتها على مدى التخبط الذي وصلت إليه خلال الفترة السابقة، في الحرب على القاعدة، فقد أعلنت اللجنة الأمنية العليا أسماء 25 شخصاَ من عناصر تنظيم القاعدة قالت إنهم يخططون لتنفيذ (عمليات إرهابية) في العاصمة صنعاء وعدد من محافظات اليمن.
ورصدت اللجنة الأمنية مكافأة قدرها خمسة ملايين ريال (23255 دولار) تقريبًا لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على أي من عناصر القاعدة، وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية، عن خطة أمنية لتشديد الإجراءات على المنشآت والمواقع الاستراتيجية، تحسّباً لهجمات لتنظيم القاعدة، وذلك بعد أن أعلنت عدّة سفارات أجنبية في صنعاء إغلاق أبوابها خشية وقوع هجمات، وتضمن البيان أسماء 25 اسماَ ممن قالت إنهم ينوون تنفيذ هجمات في العاصمة صنعاء، وفي ذات القائمة نشرت اسم غالب عبدالله الزايدي، وهو لم يعد لديه صلة بتنظيم القاعدة ويعيش في منطقة صرواح بمدينة مأرب دون مطاردة.
ولم يقتصر البيان الذي نشرته الداخلية اليمنية على تخبطها في قضية الزايدي بل تجعل من الأسماء التي نشرتهم عناصر خطرة تسعى لتنفيذ هجمات، ولم تدرج المدبر الأول لكل هجمة تقوم بها القاعدة في اليمن وخارج اليمن، وهو القائد العسكري في جزيرة العرب قاسم الريمي.

إدانات متفرقة
في الوقت الذي كان من المتوقع أن يصدر علماء الشريعة أو هيئة علماء اليمن عن الهجمات الأمريكية، اكتفت بالصمت دون إبداء أي موقف، غير أن فريق الحكم الرشيد بمؤتمر الحوار طالب بسرعة إيقاف طلعات الطائرات الأميركية بدون طيار "ووجوب احترام السيادة اليمنية".
وقدم الفريق في بيان صدر عنه الاثنين الماضي، إلى أنه يتابع "وبأسف شديد وقلوبنا يعتصرها الألم عما يتم من ممارسات لانتهاك السيادة اليمنية، وقتل للمواطنين اليمنيين بالشبهة، ودون محاكمة وبصلف واستعلاء من قبل الطائرات الامريكية بدون طيار، التي تنتهك السيادة اليمنية ليل نهار، وتستبيح دماء اليمنيين دون رادع من ضمير أو وازع من إنسانية".
كما طالب الفريق وعبر الجهات ذات العلاقة محليًّا ودوليًّا بالتعويض عن هذه الانتهاكات وتعويض أسر الضحايا المتضررة التعويض العادل، محمّلاً الحكومة مسؤولية القيام بذلك "ذودًا عن السيادة وحقنًا لدماء اليمنيين".
وفي محافظة مأرب خرجت مسيرة نظمها سكان من المحافظة تندد بالهجمات الأمريكية التي تمثل مدينة مأرب أكثر المدن استهدافًا من قِبل الطائرات بدون طيار، وفي المظاهرة حمل أفراد من المشاركين الرايات السوداء التي كانت جماعة أنصار الشريعة ترفعها أثناء سيطرتها على مدينة أبين وأجزاء من مدينة شبوة.
وحمل المشاركون لافتات تناشد علماء اليمن التدخل لإنقاذ "إخوانهم" مما أسموه بالمجازر التي تُرتكب في حقهم من قِبل الطيران الأمريكي بشكل مكثف من مطلع يناير 2011م.

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign