الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    مقابلات /
تمنى على الرئيس إصدار قرارا بنقل المعسكرات من التلال المحيطة بالعاصمة وجعلها متنفسات للمواطنين والاستثمار
هلال للوسط : اختصاصات أمانة العاصمة المالية والإدارية والأمنية والخدمية مسلوبة لدى جهات مركزية

10/04/2013 08:13:33


 
حاورة / جمال عامر
في هذا الجزء نستكمل اللقاء مع الأخ عبدالقادر علي هلال أمين العاصمة حول مشاكل العاصمة إلا أن السياسة أيضا رمت بثقلها على اللقاء في جزئه الأخير ربما لأن في اليمن يصعب ان تفصل السياسة عن التنمية والإدارة والاستقرار.. فإلى الجزء الثاني من اللقاء..
* أيضا في ما له علاقة بمستقبل الأمانة هناك في شارع الخمسين توجد لوحة مكتوب عليها أن التلال محجوزة متنفس للعاصمة بينما تم توزيعها أراض وبمعدل لبنتين للجنود غير أولئك النافذين الذين حصلوا على مساحات أكبر، وهو ما شوه آخر متنفس كان يمكن للعاصمة، ومع علمنا أن هذا تم قبل أن تتولى العاصمة.. لكن هل هناك أمل في حل؟
- أنا لا أملك إلا أن أكرر ندائي ورجائي للقائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية من أن صنعاء محرومة جدا من المتنزهات والحدائق، وأن ما يحصل من تصرفات سواء في شرق صنعاء أو في شمالها أو في غربها من تصرفات بالأراضي حتى من قبل أن أتولى العمل فإن ذلك سيؤدي إلى القضاء نهائيا على كل متنفس ممكن للعاصمة، وأتمنى عليه أن يصدر قرارا باعتبار كل التلال المحيطة بالأمانة متنفسات، وأن ينقل المعسكرات إلى أماكن أخرى
* بصراحة.. هل ستصطدم صلاحياتك كأمين عاصمة بمراكز النفوذ العسكرية القبلية؟
- يجب أن تعرف أننا في ظل مرحلة انتقالية سواء في صنعاء أو في أية محافظة أخرى، وأن الواقع يعاني من تعقيد شديد ولكن في النهاية الإنسان إذا ما اجتهد وعمل بروح الفريق الجماعي بمساعدة المجلس المحلي وأعضاء مجلس النواب والشخصيات الاجتماعية القادرة فإنه يمكن أن يتحقق شيء ولكن في الأخير هناك اختصاصات لأمانة العاصمة هي مسلوبة لجهات مركزية سواء أكانت مالية أو إدارية أو أمنية أو خدمية، وهو جزء من تعقيدات الوضع في البلد.
* ولكن الرئيس كان تنبه لهذا الوضع وتحدث عن صلاحيات الأمانة وعدم تدخل النافذين في عملها.. هل انعكس ذلك واقعا؟
- ما زلنا نحاول ونكابد ولا يزال النزوع المركزي يؤثر على كثير من أعمالنا.
* ماذا عن المشاريع المتعثرة مثل مستشفى الكويت وغيره.. ما أسباب هذا التعثر؟
- المجلس المحلي وقف أمام المشاريع المتعثرة وبدأنا فيما له علاقة بحياة الناس مثل الطرقات وبالذات الشوارع التي تعاني من الازدحام وباشرنا العمل فيها وأيضا ما له علاقة بالصرف الصحي والتعليم المهني، وهذه المشاريع ستعود إليها الروح ومنها مستشفى الكويت والهلال الأحمر فقد جلسنا مع جامعة صنعاء ووقعنا محضراً بأن تستلم الأمانة هذا المبنى وتعمل مخالصة مع المقاول والملف الآن بين يدي وزير الأشغال، وبالنسبة للهلال الأحمر فقد التقينا الأخ وزير الصحة ورئيس جمعية الهلال الأحمر اليمني واتفقنا مع جامعة صنعاء على تشغيل المبنى الموقف منذ سنوات.
* إلى أي مدى تمكنتم في الأمانة من الاستفادة من الدعم الذي وفره المانحون؟
- بفضل الله وجهود الإخوة في الأمانة كانت أمانة العاصمة هي الأولى في الجمهورية باستخدام المتاح من الميزانية الحكومية والخارجية، ولذلك حصلت صنعاء على دعم جديد من الصندوق العربي لأنه تم استخدام ما هو مخصص في جميع المجالات بحسب ما هو مخطط وأفضل، ولذلك ستبدأ المرحلة الثانية من السائلة ابتداء من الحصبة إلى الكلية الحربية إلى المطار وباشرنا العمل ويتم تسليم ثلاثة جسور أهمها جسر دار سلم الذي يربط صنعاء بتعز وعدة محافظات وتم اعتماد جسور جديدة، وأهم من هذا محطة المعالجة الجديدة التي ستمكن كل الأحياء المحرومة من الصرف الصحي في شمال وجنوب وشرق العاصمة من الصرف الصحي.
* ماذا عما تسببه المسالخ من مشاكل للسكان؟
- نفكر الآن بتسليم المسلخ للقطاع الخاص في كل مديريات العاصمة.
* هل هناك تكامل بينكم كممثلين للحكومة والقطاع الخاص؟
- في الحقيقة الدولة ارتكبت خطأ جسيماً لأنها لم تتح للمحليات أن تشارك مع القطاع الخاص الكفء والمقدر في إنشاء وتشغيل الخدمات (الكهرباء - المياه - أسواق وغير ذلك). وما يخص القطاع الخاص فإننا نحاول أن نقدم تجربة جديدة فيما يخص كهرباء ومياه صنعاء وهناك حماس كبير وهذا المشروع فيه جدوى اقتصادية للدولة وللقطاع الخاص فمثلا الدولة تدفع ما يقارب الثلاثين مليون دولار لدعم الديزل للمولدات الخاصة والحصر تم للشوارع الرئيسة فقط، والدولة تولد 110 ميجا في صنعاء بكلفة مضاعفة.. إذاً لماذا لا ننشئ كهرباء خاصة في صنعاء، وهي تجربة تمت منذ أربعين سنة وكانت المياه والكهرباء والنفط شركات مختلطة والآن المجلس المحلي يناقش إنشاء شركة مساهمة فيها اكتتاب عام ويقودها القطاع الخاص.
* ماذا عن عمال النظافة.. عاد الإضراب من جديد؟
- أولاً لقد تم حل ما يقارب الـ80% وبقي عندنا عمال الزراعة والحدائق واختلفنا مع المالية فيما يخص كبار السن ممن تجاوزوا السن القانونية وفي الحقيقة يصعب تجاوزهم وسنناقش الأمر مع وزارة المالية وبخصوص الإضراب في صنعاء وهو بقصد التضامن مع عمال النظافة في المحافظات الأخرى التي حدثت فيها إشكالات ولم يتم تثبيت عدد منهم.
* لكن لماذا تراجعت وتيرة العمل في مسألة النظافة مقارنة حين تم تعيينك وحتى أن التركيز يتم على المناطق الراقية فقط بينما في أحياء بالعاصمة تظل القمامة أسابيع بدون نقل؟
- قد لا يصدقني القراء الكرام أن الأمانة لم تحصل على دعم إضافي ولو ريال واحد، وهي خرجت من حرب ومن أزمة وهناك أضرار في البنى التحتية وفي الطرق وغيرها، نحن نشتغل بالإمكانات الذاتية وزاد الأمر سوءاً أن عدداً من المؤسسات لم تعد تقوم بالتوريد مثل الاسمنت والكهرباء، ولذا فإن إيرادات الصندوق في تناقص، إذاً فالضرر له علاقة بالجانب المادي أما الحماس فأنا أطمئنك بأنه ما زال على نفس الوتيرة ولكن الأعباء كبيرة وتصور أن أطراف العاصمة بلا اعتماد ونحلها بإمكاناتنا الذاتية، عندنا نقص كبير في المعدات والعمال وعندنا خلل في إدارة العملية وأنا ما زلت غير راض عن مستوى النظافة، وما زلنا نبذل جهوداً وسيلمس الناس فرقاً، والأحياء عندنا كلها سواء.
* إذاً لماذا لا تنموا إيراداتكم الذاتية مثلا، وهل أنت راض عما تتسلموه من ضرائب القات، وهل ما يتم توريده هو نفس ما يجبى؟
- ضرائب القات والعقارات والنقل لا نتحصل منها سوى50% وأقل، وبدأنا بضرائب القات فرفعنا الإيراد من مائتي ألف إلى خمسة ملايين في اليوم، وما زالت قليلة، وهنا أعلن لأول مرة أن كل ضريبة القات سوف تعود إلى حساب خاص لعمل حصاد لمياه الأمطار حفر برك لتجميع مياه السيول، ربما أن القات استهلك أكبر كمية مياه فضريبة القات تعود إلى هذا المشروع وأقر المجلس المحلي حفر عشر برك كبيرة ربما تستوعب أكثر من مليون ونصف متر مكعب من المياه بكلفة حوالى مليار ريال.
وما يخص الخلل الإداري سنعمل تغييرات إدارية وإنشاء عمل محاسبي، وبدأنا بضريبة القات وسننتقل إلى ضريبة العقار وضريبة النقل.
* بخصوص التعليم هناك من يطرح أنه محاصصة حزبية جرت في ما له علاقة بمدراء المدارس والمراكز التعليمية في أمانة العاصمة، إلى أي مدى هذا صحيح؟
- الحقيقة أنه حدث تفاهم مع وزير التربية أثمر عن اتفاق في أن نجعل الأولوية للكفاءة، والتغيير سنة الحياة ونحن في فترة الكل فيها شركاء وليست محاصصة بقدر ما كانت تقديم أفضل ما لدى الجميع من كوادر، والعملية خاضعة للتقييم.
* إلى أي مدى تصطدم الأمانة حين تتبنى مشاريع مبتكرة بالمركزية؟
- نحن نمر بفترة تغيير ونحاول أن نستفيد من هذا التغيير، ولذا نحن في أمانة العاصمة نحاول أن نقدم أنموذجاً جديداً في إدارة الخدمات في المياه والمسالخ والكهرباء وفي موضوع السكن أيضا وفي التعليم بحيث نقدم روح جديدة وصلاحياتنا أصلا هي في القانون ولكنها كانت معطلة وإن شاء الله نقدم تجارب تكون ناجحة. وبصراحة ما تزال هناك مقاومة من بعض الجهات بحيث يتم التعامل مع المحليات باعتبارها ما زالت قاصرة، يجب أن تكون تحت الرعاية والوصاية.
* ماذا عن إيرادات العقارات.. هل تورد إلى ميزانية الأمانة؟
- ما زالت بعض الجهات تستلب أو تأخذ إيراداتنا في أكثر من جهة وتصور أن مسألة ترخيص معارض بيع السيارات، وهي تسبب مضايقة للشارع وللمشاة، يتم من الإدارة العامة للمرور بالإضافة إلى رسوم الجوازات والأحوال المدنية وبعض إيرادات الأوقاف والاتصالات كما أن العاصمة لا تستفيد شيئاً من إيراد مطار صنعاء مع أننا نتحمل أعباء كبيرة فيما يخص نظافة المطار والإنارة والمياه
ولذلك فإنه وحتى وفقا للقانون الحالي ما زالت أمانة العاصمة محرومة من الكثير من إيراداتها ونحن نناضل لاستعادتها، وأعطيك مثالا أعلى إيرادات لصندوق الطرق هو من مبيعات البترول وأعلى المبيعات هو من العاصمة صنعاء ومع ذلك لا نحصل سوى على 30%، كما أن صندوق النشء والشباب والصندوق الزراعي والسمكي وصندوق التدريب المهني لا تتحصل العاصمة منهم ولو على ريال واحد كإيرادات، ولولا أن وزير الإدارة المحلية بدأ يعطينا الدفعة الأولى والآن الدفعة الثانية قادمة ربما أن الحال سيكون أسوأ.
* كم تبلغ ميزانية أمانة العاصمة؟
- ميزانيتنا لا تزيد عن 13 ملياراً و600 مليون، وهي نصف أو ربع ميزانية بعض المحافظات في الجمهورية.
* وبالنسبة للإيرادات التي تتحصلونها؟
- أعلى دخل لنا من الزكاة ما يقارب 8 مليارات ريال وهو في طريقه للزيادة.
* لو عدنا إلى السياسة أو قريب منها قليلا يلاحظ تنامي الحراكات واتساعها إلى أكثر من محافظة هناك وصابين وعتمة - الحراك التهامي، كيف تفسير اتساع الحراكات؟
- السبب أن روح المركز كانت طاغية، وهو ما ألغى التنوع الثقافي والاجتماعي وحتى في التراث وفي اللهجات وهو السبب الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه، والأصل أن هذا التنوع هو قوة للأوطان، وبالذات إذا ما سمح له أن يعبّر عن ذاته في إطار الوطن الواحد والعكس صحيح عندما لا يجد هذا التنوع ذاته فيما مصالحه غير محمية، فإنه يتحول إلى نزعات انفصالية، واليوم يجب أن يتم الاعتراف والقبول بهذا التنوع، بحيث يمكن لأي كان أن يعتز بقبيلته، بمحافظته، بكيانه دون أن يكون مصدر اتهام بالتآمر على الوطن الكبير.

* ولكن هل تغير شيء بتغير النظام؟
- الآن تمكن كل كيان أو فئة أن تعبر عن نفسها وهو ما أوجد هذه الحراكات التي تنطلق بعضها أو دعني أقول لك أغلبها من إحساس ظل يتعاظم بالظلم، وقد يكون هذا الظلم طابعه ناتجاً عن استبعاد سياسي أو اجتماعي أو حقوقي أو بسبب التهميش أو الإلغاء، ولذا أتمنى أن ينظر لما يحدث باعتباره من حق التعبير، وأن يتم تأطير هذه التحركات في إطارها الصحيح والعمل أولاً على بحث البواعث ومعالجة القضايا ورفع المظالم وإشراك الجميع في إدارة البلد.
* لماذا برأيك صبر هؤلاء أكثر من ثلاثين عاما وانتفضوا اليوم ليعبروا عن أنفسهم واحتياجاتهم؟
- لا يمكن نزع هذا الامر عما حدث من ثورات في العالم العربي.
* لكن ظهر أيضا النفس المناطقي في هذه الحراكات كما في حراك تهامة وأيضا وصابين وعتمة الذين وبحسبة بسيطة، وجدوا أن منطقتهم وعدد سكانها مليون ومائتي ألف لم يمثلوا في أي لجان للحوار، كما أنه ليس لديهم في الدولة مدير عام واحد.
- دعنا نأخذها على سبيل التفاؤل من أن هذه الحراكات ستؤدي في نهاية المطاف إلى قيام توازن اجتماعي وسياسي ومناطقي بما يؤدي إلى المشاركة الفاعلة دون إقصاء.
* هناك اتهام أنه ومنذ تولى عبدالقادر هلال أمانة العاصمة وجد الحوثيون موطئ قدم وتمددوا وأصبح لهم وجود وكيان إلى حد أن هؤلاء حملوك أيضا مسألة السماح بقيام فعالية الحوثيين الكبيرة بمناسبة المولد النبوي.. كيف ترد؟
- أكلمك بصراحة أنا مؤمن من أن مسئول الدولة يجب أن يكون مظلة للجميع مثلما يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، وأن يرعى الكل وينظر إليهم بعين واحدة، الحوثيون لم يصلوا صنعاء عن طريقي ولكن عن طريق الساحة وقد قلت هذا الكلام لبعض الإخوة في المشترك الذي ينتقد التواجد الحوثي وقد كانت علاقتي بمختلف التكوينات الحزبية في كل مراحل عملي ابتداء وأنا مدير مديرية في ماوية تعز ومرورا بدمت في إب وكانتا أهم مراكز الصراع والتنافس السياسي آنذاك حتى وأنا محافظ في حضرموت كانت علاقتي بكل المكونات تنطلق من تحقيق مصلحة المنطقة والمحافظة التي أنا مسئول عنها، وكانت النتيجة أنه تم تحقيق مصالح الناس في هذه المناطق ولكن ليس من عملي أن أخذ بندقاً وأذهب للتخندق لمواجهة الآخرين وقد أثير هذا اللغط بسبب أن الحوثيين قاموا برفع لافتات بشعارات، ومن وجهة نظري أن هذه اللافتات تشوه منظر العاصمة سواء من الحوثيين أو من غيرهم. وكان الخلاف ينحصر في أني كنت أقول يجب أن نواجه هذه الأمور من خلال المفاوضات والحوار درءاً لما هو أفدح وأسوأ بينما هناك من كان يفضل الخيار الأمني بأن تنزع هذه الشعارات بواسطة الأطقم العسكرية. وأخيرا توصلنا إلى نزع هذه الشعارات بأقل الخسائر مع أنها لم تنته كلها والحقيقة أن الشعار أثار اللغط وأيضا الاستفزاز.
* استفزاز حزبي أو مجتمعي؟
- مجتمعي باعتبار أن هناك من قال إن هذا الشعار يثير المشاكل ولذا فإن علاقتي بالحوثيين أو غيرهم بحكمها القانوني، أما الدعم السياسي فإن الحوثيين ليسوا بحاجتي فقد كان أول ما رفع الشعار وتم الاحتفال بالغدير في الساحة.
* ولكن هل تصلك تقارير عن وجود مخاوف أمنية من تواجدهم في العاصمة؟
- الإخوة الحوثيون أو أنصار الله إن كانوا مع المشروع الوطني فسيستمرون ولكن إن وقعوا في استدراج ليكونوا مجرد حامل لمشروع غير وطني وغريب عن ثقافتنا وتعايشنا المنفتح والمتسامح فإنهم سيتعبون ويتعبون البلد والناس.
* أكرر.. هل هناك تقارير أمنية من أنهم يمثلون خطورة أو أنهم يكدسون السلاح داخل العاصمة؟
- الامن في صنعاء مركزي وقد تفاجأ من أنني لست رئيس اللجنة الأمنية كما في باقي المحافظات، ولذا فأنا أقرأ نفس ما تقرأه في الصحف.
* يعني ألا تصلك تقارير أمنية عما يجري في العاصمة وأنت أمينها؟
- تصلني فقط التقارير الجنائية حوادث تحصل ولكن ليس كما هو مفترض أن نشارك ونطلع على حقيقة الحالة الأمنية وربما أن صفقات الأسلحة التي ظهرت هنا أو هناك تلقي بظلالها على المشهد الأمني في صنعاء.
* يعني مدير أمن العاصمة لا يتبعك إداريا؟
- هيكلة الداخلية الجديد عالج عوامل قصور كبيرة نقطة الخلاف الأصلية والمتسبب في الإرباك هو تعدد الجهات الآمرة في المسألة الأمنية وهذا يكلف الدولة والمجتمع الكثير. مثلا عندما تم خطف الفلنديين من قلب صنعاء في التحرير كان المفترض أن هناك غرفة عمليات واحدة توجه بإغلاق الطرق ولكن ما حصل أن عمليات الأمن تعمل لوحدها وكذلك عمليات اللجنة وهكذا جهات عديدة لا تكاد تتفق مع بعضها إلا وقد تمكن الفاعلون من الفرار.
وتصور أن كل دورية في العاصمة تتبع الجهة التي تعمل معها دورية النجدة تتبع قيادة النجدة وكذا دورية الأمن وهذا الاختلال المتوارث ما زال العمل به جاريا مع أن الظرف الأمني والسياسي قد اختلف وكان يفترض أن تتغير معه أسلوب إدارة الأمن في كل المحافظات.
* لماذا لم تطرح كل هذه الاختلالات على طاولة الداخلية أو رئاسة الحكومة؟
- الهيئة الإدارية للمجلس المحلي قدمت تقريراً برؤيتها في هذا الموضوع للجنة العسكرية التي هي مشرفة على هيكلة القوات المسلحة والأمن وأنا متفائل لوجود مؤشرات مشجعة.
* ماذا عن الخلاف الحدودي بين أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء.. إلى أي مدى عدم حسم هذا الأمر أوجد إرباكا وما الذي تم فيه؟
- لدينا نقاش لمشروع وحدوي ـ/ يضحك / هذه القضية ورثناها ممن سبقونا، وهي تنم عن اختلال إداري مخيف يلقي بأعباء كبيرة على المواطن فيما له علاقة بالتنازع القضائي وفي التخطيط الحضري وأيضا ما يمكن استغلاله من البعض في مكاتب الدولة حين يرمي كل بالتبعات على الآخر أو في التداخل في مسألة من يحق له أن يرخص للبناء باعتبار أن عدم حسم تبعية هذه الأرضية للأمانة أو للمحافظة، ولكن هناك تفاهماً مع محافظ محافظة صنعاء وأشكره لأنه خلق أجواء من التفاهم، وصحيح أن القضية قد لا تكون حلت ولكنها هدأت وخلقت أرضية تفاهم تمكنا من خلاله على ضبط الجانب الأمني وضبط الموارد والإيرادات على قاعدة أننا نعمل ضمن دولة واحدة وحتى يحسمها مجلس الوزراء باعتبار أنها لا تخصني ولا تخص المحافظ بصورة شخصية.
* لمن لا يعرف.. أين هي حدود العاصمة؟
- بحسب قانون إنشاء الأمانة فإن حدودها من الجنوب (قرن الوعل) بعد المحاقرة، وشرقا جبل براش بعد سعوان، وغربا الصباحة وشمالا آخر حدود بني الحارث بعد المطار جبل الصمع، لكن الواقع يقول: إن صنعاء ما زالت بلا مركز أو عاصمة فكل المكاتب الإدارية مقرها في صنعاء.
* في نهاية المطاف أسأل عبدالقادر أن يستدعي كل خبراته الماضية ويحدّث القراء إلى أي مدى هو متفائل، ولكن أرجوك أن لا تبيع الوهم أو الأحلام التي يكتشف زيفها؟
- أولا ليس أمامنا من خيار إلا أن نكون متفائلين وقد كان الأصعب هو المواجهة المسلحة والمخاوف من اندلاع حرب أهلية والآن هناك تفكير بالخروج من ذيول الأزمة وهناك حوار الناس التفوا على طاولته باختلاف مشاربهم وارتضوا أن تمثل نتائجه حلا لمشاكلهم.
* ولكن هل هذا ينطبق على شخوص الأزمة علي صالح، علي محسن، أولاد الأحمر، هل تعتقد أن الجليد بدأ يذوب؟
- أعتقد أن الاحداث تجاوزت الأفراد.
* ولكن هؤلاء ما زالوا محور هذه الأحداث؟
- من سيضع نفسه مع استقرار اليمن قولا وعملا سيكون مع الناس.
* هل قمت بمحاولة التقريب بين الرجلين؟
- بعد تحقيق المبادرة الخليجية وصلت إلى قناعة أن الأهم قد تم وبالذات بعد انتخاب رئيس جديد من خارج حلقة الحكم توافق عليه الشعب، وبعد أن تمكن الرئيس عبدربه هادي من إدارة عجلة التغيير وصولا إلى مؤتمر الحوار.
* هل تعتقد بحسب معرفتك بالعليين أن هناك مجالا للتقارب بينهما وخلافاتهما؟
- اسألهما.
* طيب من وجهة نظرك.. هل تعتقد أن حل الخلاف بينهما هو لمصلحة البلد؟
- والله هناك قانون المصالحة الوطنية سيحتوي الجميع.
* ولكن أحدثك عن قضية ثأر هي التي تحكم شخوص الأزمة؟
- أخي جمال الجميع اليوم يتكلمون عن يمن جديد وأنت تعيدنا إلى مربع الأشخاص.
* ربما لأنني أتكلم بموضوعية وأنت بدبلوماسية أكثر، إذ أن الأشخاص هم اليوم أكثر حضورا.
- مقاطعا هناك يمن جديد يتشكل ولو عشت يوما واحدا داخل لجنة الحوار سترى ملامح جديدة لمستقبل يتم رسمه.
* ربما يرسم ولكن كل فريق بألوانه؟
- أختلف معك لأن معادلة جديدة بدأت تتكون.
* أخي.. على خلاف العادة من أن الضيف هو من يختم الحوار فسأختمه انا وأقول إن هؤلاء الشخوص هم أساس أزمة البلد حين كانوا متفقين وفي خلافهم بعد ذلك وأدعو الله أن ينعكس تفاؤلك على الناس.

 

 





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign