لأسبوع الماضي كنت في زيارة قصيرة لقريتي الكائنة في مديرية جبل حبشي ،وكون وصولي إلى مدينة تعز كان في الوقت الأخير من الظهيرة ، فضلت تناول الغداء في أحد مطاعم بيرباشا ..وبدلفي إلى المطعم وتقديم عامله للوجبة التي طلبتها إذا بي أتفاجأ بسيل جرار من الذباب ـ لم أشاهده من قبل ـ يريد أن يشاطرني أكلة الغداء . فأخبرت العامل بذلك فأسرع بتشغيل المروحة لكن دون فائدة ... حينها قررت المقاومة والمدافعة لمنعهم من ذلك ليس لعدم شعوري بجوعهم بل بسبب الخوف الذي اعتراني من كثرتهم ، فربما غمس أحدهم جناحه ولم يغمس الأخر.. أو يكون في رحلة مكوكية بين الأحجار... فتمثلت تلك المقاومة ما بين كر وفر حينها ما انتهيت إلا ويدي اليسرى تؤلمني فهي من تصدت لهم بكل بسالة...وبعد رجوعي من القرية في اليوم الثاني أصرقريب لي على استضافتي في مطعم بمنطقة الحصب فإذا بالإحداث والوقائع مع الذباب تتكرر نفسها.عندها قلت في نفسي إن حشرة الذباب قد فطنت للخلاف الذي يردد البعض حصوله بين حزب الإصلاح ومحافظ المحافظة وأن الأول هومن يعيق عمل المحافظ لدرجة وصول تلك الإعاقة إلي عدم قدرة الأخير على رش مديريات المحافظة بمُبيد للقضاء على تلك الحشرة التي تنقل العديد من الأمراض المعدية والفتاكة بالإنسان والتي لا يقوى أبناء تعز على تحمل المزيد منها. في الوقت ذاته تذكرت فرحتي بتعيين الأستاذ / شوقي هائل محافظا للمحافظة لدرجة أني يومها تخيلت تعز وما ستؤول إليه (بعمان الأردن) وكنت قبل زيارتي لها أدافع عن محافظها واصفا من ينتقدونه أنهم لا يحبون المحافظة ووو....الخ لكن المعركة مع الذباب أوصلتني أن محافظها قد شُغل بحزب الإصلاح وما يقوله عنه ولم يُشغل بحشرة الذباب التي تعبث بتعز ووجوه أطفالها مع أن مصائبها تفوق ما يعتقده المحافظ من مصائب للإصلاح وإن كنت لا أبرء الأخيرولاغيره. إننا أبناء تعزلا نريد حزب الإصلاح ولا المؤتمر ولا الاشتراكي ولا الناصري ولا إي حزب كان إذا كانوا سيعيقون حصول تعز وأهلها على الأمن والاستقرار،ولا نريد أيضاً شوقي المحافظ إذا لم يقم بواجباته بتوفير الخدمات من نظافة وصحة وتعليم وكهرباء وتنظيم وتوفير فرص عمل للشباب ... أتمنى أن يتكاتف الجميع ويوحدوا صفوفهم في وجه حشرتي الذباب والبعوض لآن الأخيرة ستطل على المحافظة بدخول فصل الصيف ..إذ كيف لتعز أن تكون عاصمة للثقافة وعيلة قومها لا يحملون ثقافة النظافة!وأقول للجميع يكفي تعز معاناة لقد وصل بها الحال إلى درجة أن حشرة الذباب قد استضعفتها وأخشى أن ينتقل الخبر إلى البعوض ... عزيزي الأستاذ/ شوقي المحافظ لقد سعدت وسعد معي أبنا تعز في الداخل والخارج عند تعيينك محافظا للمحافظة فلا تحرمنا من استمرار تلك السعادة .. إذا كنت لم تستطع تعيين مدراء عموم للقطاعات الحكومية بسبب الوقوع في مماحكات حزبية بدلا عن من ساءت بهم المحافظة ، فلا ضير أن تتعاقد مع خبراء من الخارج ونحن أبناء تعز مستعدون لدفع مرتباتهم إن كنت تخشى المسائلة من الأحزاب. إن أولادي يرفضون قضاء إجازتهم القادمة في تعز بسبب البعوض الذي ينهش أجسادهم في كل عام يسافرون إليها، فهل ستساعدني في إقناعهم بأن تعز قد تخلصت من حشرة البعوض وقبلها تخلصت من حشرة الذباب؟آمل ذلك.
