الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    محافظات /
سقى الله روضة الخلان

2010-04-07 13:29:42


 
*سعاد محمد عبدالله بعد مغادرة مبدأ الثواب والعقاب الأراضي اليمنية زاد عدد السارقين وطفحت سرقاتهم .. أما المسؤول الذي كان لا يجرؤ في السابق على فعل أي تجاوز قويَّ تجبر بسبب غياب (منكر ونكير البشريين) وصار أكثرهم مهارةً وبراعةً في معرفة من أين تؤكل الكتف .. وبعد أن كنا نظن أنه من أصحاب المبادئ لسيره المستقيم اكتشفنا أن استقامته تلك نتيجة الخوف الساكن فيه ليل نهار من المساءلة والمحاسبة ..  وبعد أن تأكد من حالة التسامح والتصالح التي تعيشها الدولة مع اللصوص والسرق ورؤيته وسماعه ببطولات الفاسدين وصولاتهم وجولاتهم تشجع وسرق بل إننا نجده يتبجح في عدد سرقاته المتسارعة ولا يعطي نفسه استراحة كنوع من الخجل والحرج ... وتجده يتابع وبقوة لانتزاع المبالغ المرصودة للمشاريع المخصصة للمكان الذي يديره يتابع بغيرة مبالغ فيها حتى يصدقه الناس بأنه حامي الحمى بينما هو في الأصل يريد تلك المشاريع من أجل المناقصات التي يرسيها على من يحب .. وفي معظم المديريات يتقاسم مناقصات المشاريع أعضاء الهيئة الإدارية فيها يأخذونها من الباطن والكل يعرف ذلك وبدلاً من الوقوف بوجوههم ولعنهم والمطالبة بسحب الثقة منهم نقوم بسب الوحدة ولعنها .. مسكينة هي الوحدة التي أصبح الكل يقحمها في برامجه الابتزازية لتشكل عنده نوع من الحماية والبعض الآخر يحشرها في أسباب الفشل والانتكاسة ويعلق عليها أخطاء الغير .. مع أن الكل يعلم بأن اللوم لا يقع على الوحدة بل علينا نحن أبناؤها الصامتون دوماًَ على ظلمها ويقع أيضاً على حكومتنا الموقرة التي جاءت بأشخاص تسكنهم العقد والأطماع ... وأوصلتهم إلى مواقع في السلطة فقاموا بتحويل سلطتهم إلى وسائل للانتقام والنهب .. لا نبالغ إذا قلنا أن مصائبنا في هذه البلاد ناتجة عن وصول أشخاص مسكونين بالعقد إلى مفاصل السلطة .. فالمجالس المحلية أثبتت فشلها في كل محافظة وأنا واحدة من الناس الذين كانوا ينادون بالمجالس المحلية واسعة الصلاحيات وكتبت الكثير بهذا الخصوص وبقوة .. لكني اليوم أقولها وبكل قوة لا نريد مجالس محلية (على الأقل مؤقتاً) نريدها بعد حدوث طفرة تعليمية يصبح بعدها مجتمعنا اليمني الأمي مؤهلاً بأعلى الأخلاقيات والشهادات أبسطها البكالوريوس ... يااارب. حالة الاجترار التي أنا عليها الآن جاءتني بعد أن قرأت موضوعاً في العدد رقم (280) من صحيفة الوسط كان عنوانه (المعلا مديرية تشكو الحرمان). ليس صحيحاً ما جاء في العنوان لأن المبالغ المرصودة لمديرية المعلا تقدر بعشرات ومئات الملايين سنوياً وفي مختلف الجوانب .. ولكن م/ المعلا تشكو من شيءٍ  آخر وهو عبث وجشع القائمين عليها. أما خير دولة الوحدة فأتت أُكله جميع مديريات م/ عدن .. ومديرية المعلا واحدة منها فمشاريعها التنموية عديدة وكثيرة، فعلى سبيل المثال مشروع ترميم سوق  السمك والذي بلغت تكلفته أكثر من خمسة وستين مليوناً لكن وبسبب الفساد المتفشي أصبح السوق بعد الترميم المزعوم بصورة مشوهة ودماء السمك المقطع لا توجد لها منافذ للخروج وأصبح أيضاً على شكل هنجر (محطة للسيارات) بينما بائعو السمك يزاولون عملهم في الشوارع .. حتى حمامات السوق تم تحويلها إلى محلات وتأجيرها من قبل البلدية والكل يؤكد بأن السوق القديم أفضل مليون مرة من الجديد .. وكذلك مشروع سياج طريق الشارع الرئيسي الممتد من أول عمارة في الشارع حتى نهايته عند الإشارة (طفي لصي) على حد تعبير أبناء المعلا وتسميتهم لها .. وتكلفة ذلك المشروع أربعون مليون تخيلوا أربعين مليون لسياج شارع طوله (1180) متراً طولياً وفي هذا المشروع أيضاً كان السياج القديم أفضل وأقوى وأمتن وعندما كانت تصطدم به أية سيارة ترتد على ظهرها .. أما السياج الجديد الذي جاءت به قيادة المديرية (قيادة الوحدة) النعت الذي يحلوا لهم التشدق به هؤلاء الوحدويون جداً الذين جعلوا من مناصبهم ومن المعنى العظيم للوحدة وسائل للارتزاق والكسب السريع هائجين في وجه من يعارضهم ومتهمينه بأنه إنفصالي أو حراكي والوحدة خط أحمر وبالتالي هم أيضاً خط أحمر .. هي إذاً سياسة زرع الكراهية للوحدة في نفوس المواطنين وإيهامهم وبطريقة خبيثة غير مباشرة بأن عهد ما قبل الوحدة أفضل من الآن .. وهذه السياسة يمارسها معظم المسؤولين في م/ عدن .. في ظاهرهم وحدويون وفي باطنهم ما هو أسوأ من الانفصال وهو التشرذم والتفتتت لهذا الوطن .. لنعود إلى موضوع السياج الذي لم يمر على بنائه عامٍ واحد ولم يتم افتتاحه رسمياً .. لم يبق منه إلا البرواز (الإطار) أما الأعمدة الحديدية التي في قلب كل إطار انتقلت إلى رحمة الله بسبب هشاشتها هي والإطار .. بعد أن عمل الأطفال على نزعها واللعب بها .. وإذا أتينا للبحث عن السراجات (اللمبة) التي من المفترض أن تكون موضوعة على رأس كل عمود موجود ما بين إطار وآخر لم نجدها لأنها وهمية لا وجود لها سوى على الورق فقد عمل المقاول على زرع أسلاك صغيرة (ديكور) في رأس كل عمود وإلى الآن والأسلاك العارية تنتظر نفخ الروح فيها .. الروح التي ماتت بداخل المدير العام والأمين العام والمقاول الخاص جداً جداً . أما مشروع سياج الخط الدائري الذي بلغت تكلفته أكثر من ستين مليون ريال وهو سياج هش جداً من حيث المتانة أما الشكل الجمالي فهو أشبه بسياج مزارع الدجاج .. شكل مقرف لا يصلح لمدينة جميلة اسمها عدن، بوابة اليمن إلى العالم. ومشروع إعادة بناء مسرح حافون والميزانية المهولة التي رصدت له ذهبت مناقصته من الباطن لعضو مجلس محلي في المديرية كانت والدته قد اتهمت في قضية فساد مشهورة كان هو السبب في تورطيها بنصائحه الهدامة لها ونتيجة تنفيذ المشروع معروفة طبعاً. ناهيكم عن مشاريع التربية وإعادة بناء المدارس، فعلى سبيل المثال (مجمع حمزة التربوي) الذي لم يمر على بنائه عام واحد يقومون بإدخاله في مناقصة جديدة وهي ترميم حماماته الجديدة جداً .. أما مناقصات رياض الأطفال ففيها من اللعب الشيء الوفير وهناك الكثير والكثير عن مناقصات بناء الحدائق والتي عددها خمس حدائق متناثرة هنا وهناك .. ومشاريع إعادة بناء المستوصفات والمجمعات الصحية التي صرفت لها مئات الملايين والملايين .. أما المشروع الذي سيقام بعد أيام هو مشروع إعادة بناء (سوق ناصر) وبسبب ما حدث في المشاريع السابقة من عبث فقد رفع عدد من الملاك والمنتفعين وأصحاب البسطات في هذا السوق مناشدة لوزير الأشغال ورئيس الوزراء طالبين منهما التدخل السريع وإيقاف قيادة المديرية من الاستهتار والتحكم بأرزاق سبعمائة عامل داخل السوق وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقارن ما بين السوق القديم (قبل) ومشروع السوق القديم (بعد) ومحاسبة قيادة المديرية وإدارة البلدية والبيئة وكل المتسببين فيما آل إليه وضع سوق السمك والباعة وما سيؤول إليه سوق ناصر للخضار .. موضحين في شكواهم أنه قبل ما يقارب العام والنصف والعامين قام البعض بشراء محلات من البلدية والمجلس المحلي بالملايين والآن يريدون إخراجهم منها أما الملاك القدامى فقد طلبت منهم البلدية وقيادة المديرية ترميم محلاتهم فقاموا بترميمها بالملايين أيضاً فلماذا العبث بأرزاق الناس وفي نيتهم هدم السوق.  وقد أكد بعض أعضاء محلي مديرية المعلا بأن المدير العام ومن معه في الهيئة الإدارية بارعون في خلق المشاريع وانتزاع المبالغ المرصودة لها فصارت المناقصات همهم الأول والأخير مهملين الجوانب الأخرى للمديرية وسيعملون أيضاً على ابتكار مشاريع لإصلاح مشاريعهم السابقة التي لم تطابق المواصفات كما أراودا لها وهكذا دواليك ويا بقرة صبي لبن وسقى الله روضة الخلان. وما نريد قوله للجميع أن ممارسات بعض المسؤولين يجب ألا تدفعنا إلى كراهية الوحدة أو التخلي عن مبادئ الثورة والجمهورية وأهدافها وفي  الوقت نفسه لا نسكت عن مخالفاتهم الجسيمة التي تجاوزت مئات الملايين دون حياء أوخجل من هذا العالم الذي تداعى من أقصاه إلى أقصاه لإنقاذ اليمن من حالته الاقتصادية المتردية.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign