مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد        صنعاء تعلن فتح طريق البيضاء ـ الجوبة ـ مارب من طرف واحد        تنديد يمني واسع بجرائم الاحتلال الاسرائيلي في رفح      
    الصفحة الأخيرة /
باراس: الجنوب بين ..سلفية الفساد وسلفية الجهاد

2011-07-20 15:14:34


 
كتب/صالح علي الدويل باراس   لا غرابة إن لا تتسع ساحة التغيير في صنعاء لخيمة " القضية الجنوبية " فغالبها تحت سطوة سلفية المشترك الذي تتضافر القرائن بأنها استغفلت الثورة والأحزاب وجعلتها " حماراً " للوصول إلى كرسي الحكم بعد ان مرّغتها في " بازار " المبادرات وأصبحت السفارات " فلاتر " لتحديد هويتها و الضغينة إزاء الجنوب تتركز في هذه السلفية فهي قوام المشترك وقوته وماله وصوته ومصالح مشروعة السياسي وقد تنبه الحراك الجنوبي لها وحال دون التفافها عليه وابتعاد الحراك عنها لا يرجع للمضامين الإسلامية فيها بل يراها توأما للسلطة وغير قادرة على انجاز ثورة لأنها ليست مخرجات مشروع سياسي نضالي كسائر المشاريع الاخوانية بل كانت محظية سلطة صممت لها تعليما أساسيا وتركتها في مرحلة لاحقة تدير تعليما جامعيا وظلت تاريخيا من مكونات إطار سلطة لا تريد بناء الدولة وكانت منبرها والصامت عن تغولها وفسادها واستبدادها وانتهاء بعائليتها , نمت على آلياتها واستقوت بمالها وحالفتها في القضاء على الأحزاب والمشاريع الوطنية والقومية وهي المعنية بتكفير الجنوب وحاملة لواء " من جهز غازيا فقد غزا " والاشتراكي في أدبياتها يستحق غضب أهل الأرض والسماء ولما أكملت سلطة الشمال اجتياح الجنوب أمسى الاشتراكي مسلما فتحالفت معه !! والملفت للانتباه أنها لم تتحالف مع حزب رابطة أبناء اليمن " رأي " وهو أقدم وأول حزب نشأ في الجنوب وأول من طالب باستقلاله لم يحمل خطابه أجندة عنف وخلفيته وجذوره إسلامية لم يحمل شعارات اشتراكية او قومية لكنه حافظ على تميزه ولم يدعها تحتوي او تعطل منظمات إدارته .   وقد كانت شريكا في خلق القضية الجنوبية وحاملا أساسيا من حوامل فيروسات تعطيل الذاكرة الجنوبية بهويتها وحقوقها عبر شحنها بخطاب إسلامي يتمناه كل مسلم ويضحي في سبيله بخصوصيته لكن هذه السلفية تحتويه بخصوصية ومصالح لقوى شطرية نمت تحت كنف متنفذيها وترتكز على شيوخ قبائلها وهم لم يبرحوا صفة " المؤلفة قلوبهم " حسب المرحوم ابن باز !! .   وما يثبت عقمها أنها ابتكرت الاستيطان وأسلمته لحل القضية الجنوبية وهو أسلوب بعثي علماني تداعى عندما اختلت معادلة السيطرة , وطبقوا الاستيطان في مراكز حزبهم في المحافظات الجنوبية وهو ما ترفع عنه المؤتمر الشعبي العام شريكها في اجتياح الجنوب وتستميت في الدفاع عن الدستور وإسلامية دولته وعفافها ونشرها للفضيلة وفي الساحات تخاطب العالم بان لا دور لها وبأنها تريد بناء دولة مدنية !! والمواطن الجنوبي الذي عايش التجربتين يرى ان التجربة الاشتراكية التي خلت من الفقهاء والمفتين كانت محافظة مقارنه بترويج وتسويق الدعارة والفساد الخلقي وتأمين طرقه والاتجار بالمخدرات في دولة أعطاها فقهاء تلك السلفية حق استباحة الجنوب .   ان هذه السلفية تتقن ترويج الاستغفال فتارة تسوق نفسها توأما " لحماس " وهي مخرجات مشروع مقاومة تحت الاحتلال  وتارة تستحضر نموذج " اردوغان " وتجربته نمت تحت قبة العلمانية ويتجاور فيها المسجد والماخور والإقراض الربوي وقوانين تتعارض مع الشريعة وما يميزها إنها طهرت مجالات الإدارة والخدمات وطورت كفاءتها ونظفت ساحة الاستثمار والتجارة والصناعة من عوائق البيروقراطية والرشوة وفساد المتنفذين وهي ملامح وجدها " رفاعة الطهطاوي " في فرنسا قبل قرون فقال " لقد وجدت إسلاما ولم أجد مسلمين " وقد نمت تجربتها في المحليات بينما سلفيتنا كانت شريكة في السلطة في فترة ما ولم تطبق تجربة مميزة بل كانت توأما مطابقا لفساد السلطة وان كان لها من توأمة مع تجربة تركيا فإنها تنحصر في إسلامية نظرتها لتهميش الجنوب !! فالسلفية التركية استقوت كالعلمانية بقوميتها التركية لإخضاع قضية القومية الكردية وتهميشها .   ان سلفية المشترك ألد أعداء الجنوب واشد خطرا على قضيته وأكثر ضررا عليها لأنها سلفية سلطة وليس لديها قراءة ثورة بل خطاب أزمة والجنوب في مشروعها سيذوب في شطريتها ولن يتميز كتميزه حتى في السلفية الجهادية التي تحمل أجندة عابرة للأوطان والهويات وتقاتل كما تعتقد لإحياء واستعادة مشروع حضاري وطبيعة هذا المشروع وطبيعتها سواء كانت مضخمة أم حقيقية تستعدي العالم والدول العربية والإسلامية حتى التي تدعي إسلامية مشروعها وسيحاربها العالم ولن يدع لها مساحة تستأثر بها وتنطلق منها وقد تعايشت مع النظام ليس حبا فيها ولكن استدر بها المال وتركها تنمو وتتحرك وتجند ومصلحته في ذلك أمنية وإستراتيجية، إذ خوف النظام مرتبط بخوف العالم من هذه السلفية لكنه يخاف نوازع استقلال الجنوب وانفصاله والعالم لا يشاركه ذلك لذا أقام إستراتيجيته في نفس نقطة خوف العالم " الإرهاب " ليشاركه العالم في محاربة استقلال الجنوب نقطة خوف النظام او يتغاضى عن شرعية مطالبه , وخلخلة المنظومة الأمنية في المحافظات الجنوبية فعل سلطوي لجعل تلك السلفية تتحرك بقوة وبالتالي يستعدي العالم عليها بتحالف دولي وإقليمي باسم الإرهاب للقضاء عليها والقضاء في ذات الوقت على القضية الجنوبية وقوامها وهي قضية لن يستطيع حشد العالم ضدها إلا في إطار حرب الإرهاب .   ان تحديد وتميز الجنوب وقضيته في هذه الحرب مؤكدة، إذا فهم الجنوبيون الظرف واستخلصوا تجارب هذه الحرب في البلدان الأخرى وقدمت نخبهم الجنوب على مصالحهم وترفع المنتمون للأحزاب عن دور الطرفية واستوعب العسكريون دورهم في مؤسسة عسكرية ثبتت عائليتها، حيث ان الحرب ستدور في محافظاتهم وسيكون أبناؤها وقودا لطرفيها وللجنوب قضية وثورة قبل ثورة التغيير بوطنها وأسبقيتها وشهدائها ومعتقليها وانه آن للعالم الاعتراف بها وتحقيقها على الأرض أولا وستكون خطيئتهم الكبرى – بعد الوحدة – إذا أداروها كمرتزقة لصنعاء او لغيرها وعليهم ان يستوعبوا تجربة قبائل صحوات العراق عندما عملوا بدون ثمن سياسي ثم تخلى الأمريكان والجوار والسلطة في بغداد عنهم وتركوها حربا ثأرية بين القاعدة وتلك القبائل .   ان خطيئة كهذه ستجعل قطاعات شبابية يحاصرها اليأس وهي ترى قضيتها يتم التلاعب بها من قبل النخب ومن الجوار والعالم وعندها ستنضم للسلفية الجهادية مهما كانت النتائج وسيدعم ذلك ان دائرة الدم وحربه في هذه الحرب ستتسع أيضا وتصل قطاعات لا علاقة لها بهذه الحرب تسعى السلطة لتصفيتها تحت مظلتها , وستصل دائرتها إلى قطاعات من الأبرياء لا محالة .   *كاتب وناشط في الحراك الجنوبي




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign