|
|
|
|
|
إذا هاجت الفتن .. في اليمن !!
2009-10-14 08:48:32
كتب/ شرف الويســـي
كنا نسمع ولازال البعض يردد المثل الذي يقول " اذا هاجت الفتن فعليكم باليمن " أي تلجأون اليها ، وكلمة هاجت مشتقة من هاج يهيج هيجا وهياجا وهيجانا ، الشيء اذا ثار وتحرك ، ومنها هاج البحر اذا اضطرب وهاج هائجة اذا ثار غضبه ، والهيجاء تعني الحرب قال عنتر بن شداد
( وسيفي كان في الهيجا طبيب ، يداوي رأس من يشكو الصداعا ) هذا المثل يقفز الى مخيلتي كلما حدثت فتنة او حرب او اضطرابات في أي منطقة او أي مكان في بلادنا السعيدة، دفع الله عنها كل مصيبة قريبة أو بعيدة ، إلا أن المثل صار اكثر حضورا وملاصقة لذهني هذه الأيام وأنا أرى كغيري واسمع المآسي الناتجة عن الفتنة في جولتها السادسة ببعض مديريات محافظتي صعدة وعمران وطالت نيرانها مدنا وقرى عديدة واسرا وافرادا وجماعات ومدنيين وعسكريين ولا رحم الله من كان السبب في ايقاظها من سباتها وصب الزيت على جمراتها، فقد نبشت عفنا كان الزمن قد أهال عليه التراب وها هي هذه الفتنة تأتي على اليابس والاخضر ، والعشب والثمر ، وتفتك بالحيوان والبشر ولا تبقي او تذر ، وشاهد العالم الجثث على التلال وفي الحفر ، ولم نعتبر مما في التاريخ من عبر ، وسمع القاصي والداني صراخ الاطفال وعويل النساء من خلال وسائل الاعلام كل صباح ومساء والانين يتصاعد من آلام الجرحى ، وبسبب هذه المأساة والتراجيديا الواقعية صار اليمن جغرافيا وبشرا مشهورا في شرق وغرب الكرة الارضية وشمالها وجنوبها ، وتبوأ مكانة متقدمة في الاعلام العالمي ولم يعد يحتل المرتبة الاخيرة او المغيبة من الاهتمام وتحول الى مادة دسمة غنية بالفيتامينات للمحليين ، وشر البلية الاعلامية ما يدمي القلوب ويفجر الآلام في اعماق النفوس واطلت علينا الفضائيات على مدى مساحات ارسالها بالمحللين والمحلل لهم ، والمحرم عليهم ليجعلوا من هذه المأساة ملهاة لهم ومضغة يلوكونها كل كيف يريد وكما يريد وعلى أي جنب يحلو له ، وكانت بالنسبة للكثير من هؤلاء فرصة لاستعراض ثقافتهم حتى الضحلة منها وظهروا وكانهم عباقرة زمانهم ومنهم من يحاول ايهام المشاهدين والمستمعين بانه سبق عصره بآلاف الكيلومترات والهكتارات وصارت قدرته لتحليل الاحداث تتجاوز قدرات عتاولة وجهابذة السياسة والاعلام والمهتمين والباحثين في العالمين العربي والاسلامي والمحيطين الهادي والهندي، فهو يقرأ ما وراء الاكام مجاراة للوسائل المستخدمة في الحروب مثل مدفع الهاون والمنظار الليلي ..
ولا يتورع بالتلميح ليدلل على ذكاء فطري ومفطور وبينهما طازج بأن له باعا طويلا في التاريخ الاسلامي وشيئاً من التاريخ الروماني والاغريقي والبيزنطي والمذاهب المسيحية والماماً بفلسفة ارسطو وافلاطون وسقراط مع اغراق ممل في الفلسفة السفسطائية باعتبارها من مظاهر الثقافة، كما لا يتحرج البعض من هؤلاء من الاشارة الى معرفته بعلوم الفلك وحركات الاجرام السماوية وصلتها بما يجري على الارض واثرها على إثارة الفتن والمصائب ما ظهر منها وما بطن .
وعليه وبناء على ما نسمع من هؤلاء نسألهم اذا هاجت الفتن في بلاد اليمن .. فمن ينقذنا من ويلاتها والمحن ؟. خاصة والبحر يحيط بها من ميدي الى حوف الى عدن ، واذا قلب الأشقاء لنا ظهر المجن .
|
|
|
|