الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    المفتتح /
حفار القبور

2011-12-07 19:58:02


 
كان من الممكن للمعارضة أن تعمل ماهو صحيح وإيجابي لأول مرة في تأريخ تفاوضها السياسي مع السلطة الممتد منذ اعوام  ليست بالقليلة من خلال استغلال الضغط  الخارجي  بفرض حكومة تكنوقراط مستقلين مهنيين يتم التوافق عليهم حتى يضمن نجاحها وإبعادها عن المناكفات التي جربها الشعب في حكومات إئتلافية سابقات غلب عليها تربص كل فريق بالآخر للإيقاع به .   وفي ظل الخراب والدمار الشامل الذي خلفه النظام السابق على كل النواحي الاقتصادية, الاجتماعية , السياسية, الوطنية  مالذي يمكن أن يقدمه وزراء المعارضة ورئيسها القريب من العقد الثامن الذي  سيكون قراره وفقا لقناعات الأحزاب التي رشحته.   لقد نجح الرئيس بالفعل في رفع حبل المشنقة التي كانت قد بدأت تلتف حول عنقه ليدخل المعارضة المأزق الذي طالما عانى منه في الفترة الأخيرة المتمثلة بالنقمة التي تحولت إلى ثورة عليه بعد أن صاروا جميعا شركاء في فشل قادم لم يكن لهم دور في صنعه.   اختار المؤتمر الوزارات التي لها علاقة بالإيرادات كالمواصلات والأوقاف والثروة السمكية بالإضافة إلى وزارة الدفاع التي تمثل الخطر الداهم على من تبقى من أسرته في السلطة بينما ابلت المعارضة نفسها بوزارات كالداخلية والكهرباء والمياه وحتى المالية التي لن تجد ما تصرفه سوى المرتبات في أحسن الأحوال هذا إذا تمكن الوزير القادم من التعامل مع لوبي وشلل فساد عريقة لن يكون قادرا على الضرب على يدها في ظل حكومة إئتلاف هي من تقرر بالتوافق على إقالة أو محاسبة مدير عام وما فوق.   لم يعد هناك في هذا البلد مايمكن حكمه بعد رحيل سلطة طالما اعتبرت البلد  شركة خاصة ولذا فإنها لن تتركها إلا قاعا صفصفا وكل ماسترثه المعارضة ليس أكثر من بلد مقطع الأوصال وجماعات  مصالح وعصابات نهب منظمة.   الحكومة القادمة فيما لو تم تشكيلها فإنها لن تقوى على الصمود ولو كان هناك عقل وتبصر لجملة أحداث رافقت الحوارعلى تشكيل الحكومة لكان ذلك كافيا لأن تنجو المعارضة بنفسها ولكن إذا قضى الله أمرا سلب ذوي العقول عقولهم.   تعامل الرئيس وحزبه باعتبار أن ليس هناك ماسيخسرونه في ظل مطالبات شعبية باستئصال وجودهم بل على العكس من ذلك فإن تركهم بسلام يعد نصرا مؤزرا فكيف إذا ماتم إعادة نظامهم أو حتى جزء منه مع استمرار حضورهم السياسي واحتفاظهم بما نهبوا من مال وسلاح هو في بلد كاليمن يعني مشاركة حقيقية في صنع القرار وقدرة على قلب الموازين.    لم يعد يفيد اليوم لطم الخدود بقدر مالذي يمكن تداركه للتقليل من خسارة فادحة قادمة ستعم اليمن بكامله باعتبار تأثر الرئيس بحكمة شيطانية في حكاية شعبية تقول إن حفارا للقبور كان يقوم بدفن أموات القرية صباحا ثم يعود مساء لنبش القبر مرة أخرى بغرض سرقة أكفان الموتى ثم يقوم بإعادة دفنهم مرة أخرى وكان سكان القرية يتقبلون أفعاله على مضض.   الا أنه بعد أن مات ظلوا يتذاكرون افعاله معقبين على ذلك بدعائهم عليه بعدم الرحمة وهو ماأثار حفيظة ولده الذي ورث عمل والده فما كان منه الا أن كان يقوم بما يقوم به والده من سرقة أكفان الموتى ويزيد عليه بتركهم في العراء دون دفنهم وحين رأى سكان القرية أفعال الإبن عادوا ليترحموا على حفار القبور الأول باعتباره على الأقل كان يعاود دفن من يسرقهم.. ويقيني أن حكاية كهذه لابد سنتذكرها في قابل أيامنا العجاف.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign