امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع        انسحاب مذل لحاملة الطائرات الامريكية " ايزنهاور من البحر الأحمر        صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية      
    تحقيقات. /
هرمنا ونحن بانتظار الحركة التجارية..الباعة والباسطون في الحصبة مغامرون في زمن الموت

2011-08-09 20:50:30


 
استطلاع:رشيد الحداد   يدفع البسطاء دائما ثمن ألأخطاء التي  يقترفها الساسة وأصحاب قرار العنف والحرب كما هو حال الباعة والبساطين في منطقة الحصبة الذين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة القبيلة والدولة فالموت قد يأتيهم من بندقية ألدوله التي تحيط بالسوق الذي يمارسون عملهم فيه تحت ظلال الرصاص أو من الجانب الآخر، فاليد على زناد بندقية القبيلة فبقاؤهم في أعمالهم رهن الهدوء الحذر وانهيار كل أحلامهم رهين ضغطة زر فقط وعلى الرغم من ارتفاع نسبة المخاطر من سجن البلدية قبل عام إلى الموت العام الحالي إلا أن لقمة العيش تقودهم دائما حتي إلى مثلث برمودا الحصبة ،الوسط نزلت إلى الحصبة عقب المواجهات الأخيرة لتنقل معاناة الباعة والبساطين الذين يداهمهم الرصاص الطاير بين فينة وأخرى حياة الباعة والبساطين في ظل هدنة هشة وحرب ضروس دفع ثمنها البسطاء حتي الآن ... إلى الفقرات :   برمودا الحصبة   عصر الأحد بعد عودة الهدوء إلى الحصبة قمنا بالنزول الميداني  إلى  السوق الذي يعد من اكبر أسواق العاصمة وأكثرها إقبالاً على السلع والمنتجات، فالسوق المتكامل الذي يضم تجار الجملة والتجزئة وسوق القات وسوق الخضار والفواكه  واللحوم وسوقاً خاصاً للباعة والجوالين والبسطات.    وحال وصولنا لاحظنا أجواء التوتر تحيط بالسوق من كافة الاتجاهات، فاللواء الرابع المنشق عن الفرقة الأولي مدرع يحيط بالسوق من اتجاه وزارة الإدارة المحلية والشرطة العسكرية تتمركز بالقرب من وزارة التجارة ووكالة الأنباء اليمنية سبأ باتجاه شارع شعوب وشرطة النجدة تحيط بالسوق من جانب جولة الساعة وقيل لنا ان الحرس الجمهوري يتواجد في سوق غثيم الذي شهد المواجهات الجمعة الماضية كما يجول مسلحو الشيخ الأحمر وسط الحصبة وعلى الرغم من خلو سوق القات وسوق ألجمله والخضار ولم يتبق سوى سوق الباعة والبساطين الذين يتواجدون بين فكي كماشة وفرزة الباصات التي بدت شبة خالية الساعة الرابعة من عصر الأحد، كان الدخول إلى السوق المفرغ مسموحاً لكن التصوير ممنوع باعتبار متارس أنصار الشيخ والقوات الحكومية مواقع عسكرية حسب ماقيل لنا وخلال دخولنا إلى السوق لم نجد سوى بقايا دمار يدل على ضراوة المعركة التي شهدها فقط كما انه مسكون بالموت فكل من يمر منه إلى الشارع الآخر يحرص على قطع المسافة بسرعة كون السوق منطقة حرب مفتوحة قد تداهمها قذائف الهاون من رأس نقم في أي لحظة ولذلك لاينصح بزيارة سوق الحصبة.     وفي اتجاه السجن المركزي فقط لازال العشرات من الباعة والبساطين يزاولون أعمالهم رغم مخاطر الموت المحدقة بهم وفي السوق المتبقي من سوق الحصبة التقينا فائز علي عباس صاحب بسطة ملابس والذي وجدناه في حاله رهبة وتوجس فقال لنا ان الاشتباكات تعاود نفسها يوميا قبل المغرب وبين العصر والمغرب وكأن الموضوع مزاج وليس اشتباكات مسلحة وأضاف: على الرغم من ان الحرب اندلعت في سوق غثيم إلا أننا وجدنا أنفسنا محاطين بالنيران من كل مكان لذلك فعندما نسمع طلقة من هنا أو هناك نترك كل شيئ ونهرب بأنفسنا.. ويشاركه الحديث احمد عباد صالح بالقول: نهرب حتي نصل شاطئ الأمان ونعود عندما يعود الهدوء.   أسواق الخضار انعدمت بعد ان كان سوق الخضار في الحصبة من اكبر الأسواق، خلال وجودنا في سوق الحصبة وجدنا احد باعة الخضار والذي يعرض بضاعة بسيطة، فسألناه عن السوق فقال لنا ان كل شيئ انتهى والحصبة انتهت وأصبح الموت يسكن كافة أرجائها فجميع الأسواق انتهت وهرب أصحابها إلى أماكن مأمونة وبينما كنا نجول سوق الحصبة بعد اقل من يوم من توقف إطلاق النار في سوق غثيم وتوقف المدفعية وجدنا  بائع الخضار علي منصور الحبيشي  والذي كان يعرض كمية قليلة من الخضار وعندما سألناة عن الأوضاع قال لنا حرب قلعت الرصيف مش السوق بس  وحول مصير سوق الخضار في الحصبة قال انه احرق بالكامل ولم يعد هناك سوق خضار فيه.   مانكميش نشتغل   أمام المبني الرئيسي لشركة الراعبي للرخام والجرانيت الذي يحمل بصمات الرعب الذي سكن الحصبة منذ شهري يتواجد عشرات الباعة والبساطين تجاوزوا غريزة الخوف وتحدوا القدر إلا ان تواجدهم على بعد 30 متراً فقط من متارس شرطة النجدة  يصيبهم بالرعب حسب تأكيد عدد منهم، فعيسي محمد عبده صاحب بسطة تحدث إلينا بالقول ( مانكميش نشتغل.. ان اشتغلنا وتناسينا الخطر تفاجأ بتجدد الاشتباكات ولذلك نهرب بصورة جماعية ونخلف كل شيئ وراءنا حتى وان كانت الرصاص مجرد تخويف فقط )   كشك منهوب   في نفس السوق الوحيد المتبقي في الحصبة يوجد كشك خاص لبيع الصحف والمجلات عندما زرناه الأحد الماضي لاحظناه مفرغاً تماماً من أدواته التي كانت فيه من قبل.. سألنا عن السبب فقيل لنا ان الكشك الذي تبدو عليه آثار الرصاص تعرضت كل محتوياته للنهب وفي كشك الحصبة وجدنا علي ناصر الوجيه الذي قال لنا ان البضاعة الأولى مع الصحف نهبت والبضاعة الجديدة تم سحبها إلى البيت الخميس الماضي خوفا من تعرض الكشك للنهب مرة أخرى واكتفى على بعرض الصحف فقط.   أما منصور محمد العتمي بائع المسابح في السوق فقال نعيش في مثلث برمودا مثلث الرعب المتواصل فالعام الماضي كنا ملاحقة مع البلدية ورمضان الحالي تلاحقنا الرصاص فكل يوم يتم إطلاق الرصاص بسبب أو بغير سبب ولذلك يستغل اللصوص الوضع ويقومون بمهمة النهب والهروب مع الهاربين.   صلاح: واردات القطاع الخاص تراجعت بنسبة 80% والغرفة التجارية تعرضت للنهب والتخريب   معاناة الحصبة التي شملت الجميع صغار المستثمرين وكبارهم، باعة القات والفواكه والخضار والملابس والخردوات وتجار الجملة والتجزئة وأصحاب المحلات الخدمية من فنادق ومطاعم شملت أيضا الغرفة التجارية في أمانة العاصمة التي تحولت من مبني خدمي للقطاع الخاص إلى كوخ تملؤه المتارس، فبوابة الغرفة التي كان يلجأ الكثير إليها لتوقيع ضمانة تجارية أو طلب ترخيص تحولت إلى موقع عسكري.. الوسط وخلال نزولها الميداني التقت الشيخ محمد محمد صلاح نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية في أمانة العاصمة والذي أكد ان مبنى الغرفة التجارية تم نهب كل محتوياته والخسائر الأولية تشير إلى 35 مليون ريال وأشار إلى ان ما استحال نهبه من الغرفة تم تكسيره وقال صلاح ان الكثير من التجار والمستثمرين تكبدو خسائر فادحة بسبب حرب الحصبة منهم الدكتور العماري الذي تعرضت عيادته الطبية للخراب والدمار وقيمة المعدات التي أتلفت ونهبت تقدر ب39 مليون ريال، شركة الراعبي كان لها حظ الأسد من عبث الرصاص المتطاير بحكم قربها من المواجهات تم تخريب واجهتها تماما وتعرضت لحريق في الدور الأول ولازالت مغلقة ولم يتم حصر الأضرار التي لحقت بها حيث قال صلاح  إنها استهدفت منذ بداية اشتباكات الحصبة وكانت تشغل أكثر من  150 عاملا فقدوا أعمالهم، وأضاف نائب رئيس الغرفة التجارية ان سوق الحصبة يحتوي على 1500 محل تجاري وأسواق متخصصة أصبح اليوم مغلقاً أمام زواره مشيرا إلى ان السوق كان يخدم المنطقة الشمالية للعاصمة صنعاء بشكل كامل لذلك كان السوق يوفر كل احتياجات المستهلك ويقصده الآلاف يوميا كما ان الحركة التجارية فيه كانت تستمر طيلة العام ، وعبر عن اسفة للحال الذي وصل إليه السوق الذي اقترن اسمه اليوم بالرعب وأشار إلى انه  كان من الأسواق الأكثر أمانا في العاصمة ، وكشف صلاح عن تراجع حركة استيراد السلع والمنتجات إلى الأسواق المحلية هذا العام بنسبة 80% حيث لم تستقبل الموانئ اليمنية من الواردات سوى 20% أسوة ًبواردات العام الماضي كما أشار إلى ان حركة السوق تأثرت بشكل كبير بسبب الاضطرابات التي كانت أضرارها بالاقتصاد اليمني والقطاع الخاص فادحة ، وخلص في تصريحه إلى التأكيد على أن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد اليمني هذا العام كانت الأكثر فداحة منذ قيام ثورة 26سبتمبر عام 1962م.   مخاوف التجار   كان التجار خلال الأعوام الماضية يصرفون البضائع الراكدة في الأسواق خلال شهر رمضان خصوصا الملابس وبأسعار رخيصة البعض منهم يفرغ المخازن لتستوعب الواردات الجديدة الأكثر طلبا في السوق إلا ان العام الجاري تراجع الاستيراد بنسبة ملحوظة في ظل غياب السيولة المالية من العملات الصعبة من جانب وسيطرة المخاوف على التجار من تدهور الأوضاع عما هي عليه الآن.     أنصار ابوعزيزي في صنعاء   ثوار لقمة العيش  في زمن الطامات ألكبري   يرتصون على جنبات الرصيف في عدد من شوارع العاصمة التي تشهد حراكاً تجارياً كل عام وتعد أسواقاً على هامش الرصيف ينتظرون قدوم زبائنهم التقليديين من الشرائح البسيطة وذوي الدخل المحدود المتغير في حياتهم خلال رمضان الجاري أنهم لاينتظرون قدوم أطقم البلدية ولا عساكرها ولا يخافون سجونها ، فمرحلة الكر والفر مع البلدية التي تسلطت عليهم لسنوات انتهت وبدأت مرحلة جديدة لكنها لم تخل من المنغصات فمستوى الإقبال على بضاعتهم المعروضة لم تتجاوز الـ 30% عن كل عام وهامش الربح أصبح قليلاً بعد ان ارتفعت البضائع التي يتم عرضها حتي البضائع الراكدة ارتفع سعرها ، يقاومون الأمطار والشمس الحارقة وينهارون أمام الواقع، فالبيع اقل مما ينبغي والكهرباء تفاقم الخسائر ورغم ذلك يخوضون في مضمار السياسة ويتساءلون عن متى وكيف سيعيش أنصار البوعزيزي في يمن جديد .. الباعة والبساطون في رمضان الحالي بين حراك اقتصاد الرصيف وحراك السياسة إلى التفاصيل:   الباعة البسّاطون، تجّار صغار يمارسون نشاطهم التجاري طيلة العام ويتكاثرون في رمضان الذي يعد موسماً هاماً لهم ففيه يتزايد الطلب على مايعرض في بسطاتهم التي يجد الناس فيها كل ما يحتاجونه بأسعار تتناسب مع القوة الشرائية التي يملكونها، فالطلب والعرض في الرصيف له طابع خاص فهو أكثر من مجد بل احد ابرز محركات النشاط التجاري في بلد يتزايد فيها الفقراء طرديا وتتقلص نسبة الأغنياء والمترفين وكلما ارتفع عدد الفقراء ارتفع عدد الباعة والبساطين ، فهم يخلقون من الرصيف  فرص عمل كبيرة تستوعب عشرات الآلاف.    الجدوى الاقتصادية   أثبتت البسطات على مدى السنوات الماضية أنها مشاريع ذات  جدوى اقتصادية فإلى كونها آلية تسويق ناجحة وبسيطة استوعبت عشرات آلاف العاطلين عن العمل فشريحة الباعة والجوالين ليست بالبسيطة بل العكس ما يشاهد من بسطات في شوارع العاصمة ليس سوى جزء من كل، فالعاملون في هذا القطاع الذي تنامى على هامش الحياة الاقتصادية لليمنيين يتجاوزون عشرات الآلاف  تقديرا يقدمون خدماتهم في مختلف محافظات اليمن حيث يعمل جزء كبير منهم  جوالين في القرى والأرياف ( كدلالين )، حيث يعتمدون على حمل بضائعهم فوق أكتافهم  من ملابس وعطورات وأدوات تجميل  ويتنقلون من قرية إلى أخري لعرضها حيث يقطعون مسافات كبيرة بحثا عن أرزاقهم كما ان مئات عشرات الآلاف يعملون في المناطق الحضرية كالمدن الرئيسية والثانوية.   أما في العاصمة صنعاء  وبحسب تقرير رسمي صدر قبل  أربع سنوات من الآن فان الباعة والبساطين في أمانة العاصمة فقط بلغ عددهم 55 ألف بساط يعملون في شوارع العاصمة وهو مايدل على ان  الرصيف يوفر 55 ألف فرصة عمل للعاطلين عن العمل طيلة العام  تعيل 280 ألف فرد.ورغم ذلك تتجاوز الجدوى الاقتصادية للبسطات  ذلك الرقم بأضعاف خصوصا في شهر رمضان الذي يعد من أهم مواسم الباعة والبساطين في اليمن ، وتشير التقديرات الأولية إلى ان  عدد الباعة الجوالين الذين يعملون في الريف الذي يقطنه 75% من العدد الإجمالي للسكان ويقدمون خدماتهم بأسعار مناسبة يتجاوزون الـ25% من العدد الإجمالي للباعة والبساطين، أما الذين يعملون كبساطين فإن أعدادهم في تزايد مستمر في كافة مدن الجمهورية الرئيسية.   العام الجاري   مايعانيه الباعة والبساطون هذا العام أكثر ضررا من العام الماضي فهذا العام يتسم بغياب البلدية وتراجع عدد الباعة وارتفاع الأسعار والمخاطر معا ، فنطاق السوق تقلص قليلاً بعد ان أصبحت عدد من الأسواق غير مأمونة وتحت النار كسوق الحصبة الذي كان يستوعب آلاف الباعة والبساطين كل عام وأسواق أخرى تراجع روادها بسبب الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد منذ سبعة أشهر كسوق مذبح وشارع جمال والتحرير ، والتي كان الطلب والعرض فيها يشهد تفاعلا غير مسبوق منذ أواخر شعبان ، ولذلك اقتصرت الأسواق المزدحمة بالباعة والبساطين هذا العام على باب اليمن وجزء من شارع تعز وشميلة ولكن الازدحام لم يكن نتاجاً للعرض والطلب ، وإنما للباعة فقط أما الحراك التجاري المعهود سنويا فيشهد ركوداً كبيراً لكل عام خصوصياته ، هكذا يقول محمد الوصابي صاحب بسطة في رصيف شعوب فالعام الماضي كان أفضل حالا والخوف فيه كان بلدية وقسماً وحبساً وغرامات مالية ، إلا ان الخوف تضاعف هذا العام في ظل غياب البلدية، فصنعاء حرب وظلام واللصوص أكثر من الزبائن ويتابع لتنتهي معانات البساطين ويبدو إنها لاتتحسن حتي الأمطار كثرت.   ارتفاع الأسعار   يلعب الباعة والبساطون دور الوسيط بين تجار الجملة والمستهلكين حيث يعتمد كثير من التجار على تجارة الرصيف لترويج وتسويق بضائعهم الراكدة التى تحجز رأس المال أما البعض الآخر فيقتنص الفرصة ليقدم سلعاً ومنتجات مقلدة لتسويقها عبر الباعة والبساطين ولكن للعام الجاري خصوصيته في كل شيئ فما كان ميسراً بات غير ذلك فالبضائع التي كان التجار يسوقونها عبر الباعة والبساطين ارتفع أسعارها بنسب كبيرة حتى وصلت الارتفاعات مابين 50% الى100% وهو ماقلص هامش الربح من جانب وقلل من فرص البيع .   الخامري: تراجع الطلب    الصحيفة وفي سياق نزولها الميداني التقت العديد من الباعة لمعرفة الأضرار التي لحقت بهم هذا العام باعتبار اقتصاد الرصيف احد ابرز مؤشرات الحركة التجارية، فأفاد أنور الخامري - بساط في باب اليمن-  بأن الحركة التجارية ومستوى الطلب تراجع إلى النصف من كل عام مشيراً إلى ان شهري رجب وشعبان اللذين تبدأ فيهما الحركة كل عام مرا دون عمل هذا العام وحول اسعار الملابس التي يتم عرضها في البسطات أكد ارتفاع أسعارها بنسبة 100% وتابع قائلاً التجار لم يخسروا شيئاً فالبضاعة التي تباع هي أصلا بضاعة مخزنة من العام الماضي وتم شراؤها بأسعار العام الماضي وبسبب رفع اسعار الملابس إلى اضعاف ماكانت عليه أسعارها خلال رمضان الماضي تقلص هامش الربح لان المستهلك الذي يعتمد على البسطات في شراء احتياجاته من الملابس معتاد على الشراء بأسعار مخفضة وبسبب ارتفاع الأسعار يعزف الكثير عن الشراء ولذلك كان الطلب ضعيفاً منذ اليوم الأول لرمضان ولكن هناك أمل في تحرك السوق في الأيام الأخيرة من رمضان.     العطلة الصيفية    تزامن رمضان هذا العام مع العطلة الدراسية الصيفية التي غالبا مايتزايد فيها عدد الباعة يتزايد الباعة والبساطون في مواسم تفاعل العرض والطلب كشهر رمضان والأعياد إلى الضعف سنويا، وما ميز الموسم الحالي عن الأعوام الماضية تزامن الموسم مع العطلة المدرسية الصيفية، فتم رفد الرصيف بآلاف الأطفال الذين يستغلون الموسم بالعمل لتوفير متطلبات العام الدراسي القادم الذي يعقب رمضان.. خلال نزولنا إلى الشوارع التي يتواجد فيها البساطون لاحظنا عشرات الأطفال يعملون في بسطات ويتقنون التعامل مع الزبائن ورغم صغر سن البعض منهم إلا أنهم يحاولون إقناع الزبون بالشراء منهم، وجهتنا الأولى كانت باب اليمن التي علمنا فيها أن نسبة 90% من الأطفال العاملين في البسطات يعملون مع أقربائهم خلال العطلة الصيفية، وآخرين أجبرتهم الظروف المعيشية التي تعايشها أسرهم على الخروج من المدرسة إلى سوق العمل، منهم يتيم الأب وآخر عصفت الأوضاع الاقتصادية بصحة والده النفسية فأضحى مسئولا عن أسرته رغم صغر سنه.   اللحوح تراجع العرض وارتفاع التكاليف    الملاحظ في رمضان من كل عام  تنامي بائعات اللحوح والملوج  في أسواق العاصمة بنسبة 300% في رمضان عن الأشهر الأخرى عن من يمتهن بيع اللحوح طيلة العام ، فمئات الأسر كانت  تستغل فرصة تنامي الطلب على اللحوح خلال شهر الصوم لتحسين وضعها المعيشي إلا ان غلاء الأسعار وانعدام الغاز المنزلي ضاعف تكاليف إعداد اللحوح والملوج معا واللذين ارتفع سعراهما بنسبة 40% وقل الطلب من قبل المستهلكين  هذا العام ، بائعات اللحوح هذا العام اقل من الأعوام الماضية فأماكن تواجدهن بدت خالية في أماكن عدة ، والسبب الوضع المعاش وانعكاساته على مجمل الأوضاع حتى بائعات اللحوح اللاتي كن يكسبن في رمضان الماضي  في اليوم الواحد فقط  ما بين الـ4 آلاف ريال و6 آلاف ريال بات المكسب ضعيفاً ويضاعف عدم الجدوى تراجع النهم الاستهلاكي من المستهلكين، فالطلب تراجع تدريجيا  على اللحوح في السوق منذ الخمس الأيام الأولي للشهر الكريم بينما يبدأ بالانحسار كل عام في الثلث الأخير فقط من شهر رمضان حيث يحل أذان المغرب ولازالت بائعات اللحوح في السوق يبعن ماتبقي لهن من لحوح كان العام الماضي وكان البحث عن لحوح في المغرب خلال الأيام الأولي من رمضان كل عام مهمة قد لاتتم بنجاح سيما وان بائعات اللحوح يكن قد اتتمن مهمة البيع عصراً. إلى جانب امتهان بيع اللحوح كانت  مئات الأسر تعمل  في مجال إعداد الرواني والشعوبية وهي نوع من الحلويات التي ينمو الطلب عليها خلال شهر رمضان هذا العام من خلال نزولنا إلى الأسواق الشعبية وسوق اللقمة في صنعاء القديمة حيث كانت عشرات الآسر تبيع ماتنتج من رواني وشعوبية وصحون بمبالغ كبيرة وجدناه هذا العام خالياً إلا من بائعين اثنين فقط.   مخاوف التجار   كان التجار خلال الأعوام الماضية يصرفون البضائع الراكدة في الأسواق خلال شهر رمضان خصوصا الملابس وبأسعار رخيصة البعض منهم يفرغ المخازن لتستوعب الواردات الجديدة الأكثر طلبا في السوق إلا ان العام الجاري تراجع الاستيراد بنسبة ملحوظة في ظل غياب السيولة المالية من العملات الصعبة من جانب وسيطرة المخاوف على التجار من تدهور الأوضاع عما هي عليه الآن.   شوارع صنعاء بدون صينيات   الأوضاع التي تمر بها البلاد دفعت الباعة والبساطين من الجنسية الصينية إلى مغادرة شوارع العاصمة صنعاء، فالباعة الصينيون الذين افترشوا شوارعها بشكل لافت قبل عام لبيع الأجهزة  الكهربائية والهدايا والتحف بأسعار رخيصة مقارنةً بأسعارها في المحال التجارية اختفوا من كل شوارع العاصمة.    سوق التغيير   ساحة التغيير بصنعاء التي شهدت منذ انطلاقة الثورة الشبابية حراكاً تجارياً غاضباً تحولت إلى أشبه بمهرجان تسوق مفتوح منذ اليوم الأول لشهر رمضان فالساحة استقبلت شهر رمضان بطابع ثوري، فعشرات البسطات تم استحداثها في الميدان وعشرات الخيم تحولت إلى أشبه بمحلات خدمية كما ان عرض كل متطلبات الشهر الكريم من المأكولات الخفيفة والتي تستهلك أثناء الإفطار، ففي السوق بسطات لبيع السنبوسة باسم سنبوسة ثائر وأخرى تبيع البقلاوة باسم حلويات الثوار كما ان العشرات من عربيات بيع البيض والبطاط تواجدت في الساحة يضاف إلى باعة الشراب والقات والملابس ، وعلى الرغم من ارتفاع نسبة البسطات في ميدان التغيير بصنعاء إلا ان الحركة التجارية فيه ليست في أحسن حالها بالنسبة للملابس كما يقول محمد على ومشير سيف اللذان يعملان في ميدان التغيير منذ سبعة أشهر في بيع الملابس في الساحة فحركة الطلب على مايعرضون من ملابس ضعيفة  منذ عدة أشهر والحركة اقتصرت على المظلات وسجادات الصلاة يوم الجمعة في الستين وكذلك القبعات التي تقي من الشمس.    وكان ميدان التغيير قد شهد حراكا تجاريا مضطردا منذ بداية الثورة كما وفر الميدان المئات من فرص العمل للشباب ، وتحولت فيه العديد من المحلات والمكتبات إلى بوفيات وبقالات خلال مارس ابريل نظرا لارتفاع الطلب على الخدمات.   خرج السواد الأعظم من الباعة والبساطين لشراء الحرية في ميادين التغيير في العاصمة صنعاء وتعز وإب والحديدة وعدن ومحافظات أخرى وشاركوا بفعالية في الثورة الشبابية السلمية منذ البداية وبعد انضمامهم نظموا عددا من المسيرات الخاصة بهم باعتبارهم أصدقاء بوعزيزي في اليمن حيث شهد ميدان التغيير مسيرتين رمزيتين للباعة والبساطين في ابريل الماضي، حيث انتظموا في المسيرتان صفوفاً وأعمدة متوازية بعربياتهم رافعين الأعلام الوطنية فوق عربات الفواكه والخضروات والآيسكريم وشراب الشعير والبلس وغيرها, وجابوا شارع القاهرة الممتد من ساحة التغيير بصنعاء ذهاباً وإياباً، مرددين شعار : "يا علي صح النوم، لا بلدية بعد اليوم".   سنوات البلدية   الفرق بين العام الجاري والماضي ان الباعة والبساطين يعيشون بأمان من البلدية التي تحولت خلال السنوات الماضية التي كانت كابوس مرعب، فمنذ بداية الثورة الشبابية السلمية توقفت البلدية عن أعمال الكر والفر للباعة والبساطين ولذلك انتهت.   معاناتهم التي استمرت عقداً زمنياً تعرض فيها الباعة والبساطون لشتي أصناف العنف اللفظي والجسدي وتعدت ممارسات البلدية القمع والنهب والابتزاز تحت مختلف المبررات والسجن الغير قانوني ومداهمة مقراتهم ومناطق أعمالهم وفرض الإتاوات الباهضة عليهم إلى القتل   حيث تم رصد عدد من الحوادث التي أودت بحياة عدد من الباعة والبساطين ويشير رصد الجرائم  الجسيمة الذي أعدته نقابة البساطين والباعة المتجولين والأسواق في العاصمة فقط على مدى الأعوام التسعة الماضية إلى سقوط الشاب برهان العتمي عام 2002 على يد أفراد الأمن بباب اليمن أثناء حملة دهم، حاول خلالها الهرب إلى لوكندة في الدور الثاني، وما إن وصل إلى أعلى السلم حتى سحبه ملاحقوه ليهوي إلى الأرض ميتاً، وفي مارس 2005م قتل "مجاهد ثابت السمحي" في سوق الشهداء (باب اليمن) على يد جنود تابعين للبلدية، كما دهس بائعين أحدهما بمديرية التحرير عام 2008م والآخر في حي شميلة عام 2009م, وأصيب آخر بكسور في العمود الفقري في شارع هائل التجاري، أثناء محاولته الفرار من فوق أحد الأطقم , كما قام طقم تابع لمديرية الثورة في عام 2009م بالاعتداء على "فؤاد محمد حسن" بجنبيته بعد ملاحقته إلى داخل وزارة التخطيط والتنمية,وتعرض "الغادر مهدي ناصر" لكسر في الساعد من قبل طقم تابع لمديرية معين عام 2010م.   ومنذ العام 2002م صادرت أطقم البلدية أكثر من 9000 عربة و 3500 بسطة, استمرت الجبايات الغير قانونية عاماً بعد آخر إلى الجيوب لا إلى الخزينة العامة للدولة.   تعز لا باعة ولا بساطين    بسبب الاشتباكات المسلحة الجارية في محافظة تعز فقد آلاف الباعة والبساطين مصادر أرزاقهم وانضموا إلى الثورة الشبابية بعد ان وجدوا أنفسهم تحت خط النار تتربص بهم المدافع ليلاً ونهارا، فالباعة أشعلوها ثورة قبل قيام الثورة الشبابية بعام بسبب رفعهم بالقوة من الأسواق التقليدية التي الفوا البيع فيها قبل عام ، فالأسواق التي كانت تزدحم بالباعة والبساطين كل عام في رمضان وغير رمضان كباب موسى وسوق الصميل وعصيفرة والكثير من شوارع المدينة المزدحمة أصبحت خاوية على عروشها يسكن أرجاءها الخوف سيما وان تعز كل شوارعها وأزقتها تحولت إلى ميدان تغيير وطالتها قذائف الهاونات والدبابات.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign