الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    تحقيقات. /
عروس البحر الأحمر مريضة فمن يداوي "صحتها"؟! مشافيها مسالخ.. وإسهالات وقيء تحصد أرواح البشر!!

2010-05-05 14:10:51


 
تحقيق/محمد الجنيد- حسن السراجي في الحديدة الخدمة الصحية والمهنة الإنسانية انتقلت إلى رحمة الله وتم تشييعها في موكب جنائزي مهيب إلى مثواها الأخير.. عروس البحر الأحمر مريضة فمن يداوي "صحتها"؟!  22 مستشفى و62 مركزا صحيا موبوءة بفيروسات الفوضى والإهمال واللامبالاة، آهات وآلام تجعلك تتحسر بشدة وتتردد ألف مرة قبل أن تسلم جسدك للطبيب. بلغ عدد القوى العاملة الصحية حتى نهاية 2007م حوالى 2827 في مختلف التخصصات الطبية ذكوراً وإناثاً.. محافظة الحديدة تعيش ضحية ائتلاف ثلاثي قذر بين الأوبئة والمجاري وغياب المسئولية التي شكلت بيئة خصبة لتكاثرها، وغدا يعاقرها الفقر والمرض سحقا معهما عبق الفل والتوابل وأريج المشاقر ومعها اغتيلت صحة الإنسان. ونحن هنا نرصد حقيقة الوضع الصحي في المحافظة حيث تجد الأوبئة مستوطنة منذ عقود من الزمن في المحافظة، يؤرق أبناءها الملاريا وحمى الضنك والتيفوئيد وسوء التغذية وفقر الدم والإسهال والقيء والكوليرا ولكن يبقى شبح الملاريا بارزا يقتل بصمت وعجزت كل الجهات في القضاء عليه رغم الدعم الأجنبي من منظمات الصحة العالمية وغيرها.  الموت مصيرهم  محافظة الحديدة رغم أنها ترفد الدولة بـ43 مليارا و45 مليونا و570 ألفاً و801 ريال قيمة الإيرادات العامة والمحلية والمشتركة لمحافظة الحديدة خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2009م وفقا للتقرير المقدم من الأخ/ عبدالله محمد حاجب مدير عام المالية بالمحافظة ولكن رغم ضخامة الإيرادات وارتفاعها إلا أن الدولة عجزت عن توفير الخدمات الصحية ولكنها أسهمت في موت أبناء العروس بصمت بالفشل الكلوي والملاريا والضنك والحميات والكوليرا وإسهالات وما أصاب حيس والخوخة والجراحي وزبيد والقناوص من قيء وإسهال يجتاحهم وخلف عشرات من الوفيات ومئات من المرضى هكذا هي الحديدة الحياة الصعبة والموت السهل.  تعالوا نرى مستشفيات المديريات، فالوضع محزن جدا، ففي مديرية بيت الفقيه المستشفى الريفي يفتقد الكثير من الاحتياجات والكل يشكو منه.. قبل ثلاثة شهور وصل أثاث لمكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية.. لكن الحمد لله تمكن "وهبان" و"بلغيث" من تأثيث منزليهما من الأثاث الصحي "والبركة والخير عمت الجميع والصحة للجميع كما يقولون". سيارة الإسعاف في مستشفى بيت الفقيه أصبحت في حالة "احتضار" بالورشة نتيجة الرقابة والمتابعة والحرص الشديد والحفاظ على المال العام، وحين زرنا مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية بيت الفقيه التقينا بالدكتور أحمد وهبان مدير مكتب الصحة الذي رفض التجاوب معنا، قائلا: عليكم إحضار توجيه أو مذكرة رسمية من مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة، عندنا توجيهات بعدم التصريح للصحافة خاصة صحيفتكم. ولكن وجدنا تعاون مع الأمين العام للمجلس المحلي ومدير مستشفى بيت الفقيه الريفي الذي يشكو من شحة الإمكانيات وعدم تجاوب الجهات المعنية معهم لتوفير خدمات صحية وطبية وأن القطاع الخاص لعب دورا بارزا في هروب المرضى من المرافق الحكومية، والمستشفى يحتاج للكهرباء وبعض المعدات الطبية والكادر المتخصص! غياب الكوادر  وفي مستشفى المنصورية الريفي وجدنا أن الكادر الموجود كادر صحي وليس طبي والأقسام الطبية كالمختبر والأشعة والكشافة والعمليات لا تؤدي دورها بصورة حقيقية كون القائمين عليها من الكادر الصحي "التمريض" وليس الطبي، رغم أن المعدات الطبية موجودة ولا ينقصها سوى الكادر الطبي وهناك 3 أطباء روس لا يعرف حقيقة شهاداتهم الطبية وما نوع تخصصاتهم إلا الذي تعاقد معهم!! ومستشفيات حيس واللحية ينقصها الكادر، تغيب الخدمة الطبية في مستشفى زبيد العام ناهيك عن عدم تواجد الكادر والكل مشغول في عياداتهم والبركة في "الشفاء- الوفاء- الشاذلي - حيس- النور - تهامة- الأهدل - البشاري- القناوص- النداء- الرشيد - الأمل- الأقصى - الحديدة - المختار- الحسين وغيرها من المستشفيات الخاصة التي أصبحت "مسالخ" للبشر. إن الزائر لمستشفيات المنصورية، وزبيد، وباجل، السخنة، اللحية، الزيدية" ويشاهد مبانيها الشامخة تسيطر عليك السعادة بهذه الصروح الطبية وترتسم الابتسامة على شفتيك من يمينها إلى شمالها ممتدة، ويغبطك الفرح ويطوقك الاطمئنان عند رؤيتها من الخارج وتتوقع الحصول لمريضك عناية طبية فائقة وبما يخفف عنه آلامه وبما يحصر لديك المعاناة والأسى لماذا؟  لأنك حين ترى المباني الشامخة تقارن ما تراه من هياكل بناء مع ما ستجده من خدمات طبية وتقول حينها في نفسك هذا الجمال والروعة من الخارج وتسأل نفسك كيف ستكون الخدمات الطبية بالداخل؟! وتعود لتجيب على نفسك بالطبع ستكون ممتازة وبمهارة عالية ولكن تجد المكان فارغا من الكادر الطبي كما هو أيضا فارغ من المعدات والأجهزة الطبية إلا في بعضها.. الإهمال واللامبالاة بمريضك وبقلقك وخوفك ما ستجده أمامك وما قصة المريض يحيى عبده رامي - ببعيدة وكان مستشفى الحديدة التخصصي السبب وراء إهمال حياة ذلك المريض، الذي أجريت له عملية في العنق ولم يتشاف من حالته رغم مكوثه 18 يوما في غرفة الرقود بالمستشفى وتم خروجه قبل استكمال معالجته من الحالة التي يشكو منها لأنه لم يتم متابعة المريض بصورة سليمة ولم يتم معالجته بناء على نتيجة التشخيص، وهناك حالات عديدة وما خفي كان أعظم. لكن هناك مراكز صحية تعاني الكثير من الأوجاع كمركز الدريهمي والكدن والخوخة والصليف والمنيرة والمراوعة والقطيع وغيرها من المراكز الصحية والوحدات الصحية التي تفتقر لأبسط المعدات والأدوات الإسعافية الأولية، فالوضع الصحي بالمحافظة مخز جدا جدا.  الهدم أولى!! لكن مستشفى العلفي كان على وشك الهدم، وقد كانت وزارة الصحة العامة والسكان وقيادة المحافظة تفكر في هدمه نهائيا لعدم الجدوى في ترميمه وتريد الانتقال إلى المدينة الطبية وفي أثناء الاحتفال والاستعداد للاحتفال بالذكرى السادسة عشر للوحدة اليمنية سميت المدينة الطبية بمدينة 22 مايو الطبية، وعند الاحتفال سميت بمدينة الصالح الطبية لكي يفتتحها رئيس الجمهورية في العيد السادس عشر للوحدة اليمنية بالمحافظة ولكن كل تلك الأسماء لم تشفع لها وما زالت أطلالا شاهدة على الفساد المالي، حيث قاول عليها ثلاثة "مقاولين" ولم يكملوها.. من هو المستفيد منها، ويبقى مركز الملاريا المنجز الوحيد لأنه مدعوم خارجيا ويخشى الناس المواطنون أن يأتي يوم افتتاحه وقد خرج عن الجاهزية ويغلق للترميم.  أحد مسئولي مستشفى الأمل قال: نقدم خدماتنا الطبية الراقية والمتميزة لشريحة واسعة من الناس، ونحرص دائما على الارتقاء بالخدمات الطبية المميزة والراقية.. كما أننا في الأمل نسعى كل عام إلى إيجاد شيء جديد ومميز، تجد أننا دائما في تطور مستمر في تقديم الخدمات بأحدث الأجهزة ولدينا أحدث جهاز تفتيت للحصوات بالموجات التصادمية ويعتبر الأول في محافظة الحديدة والأحدث في اليمن وتحت إشراف الاستشاري الدكتور السيد إسماعيل عبدالرزاق، كما أننا حريصون على الحد من الأخطاء الطبية والحمد لله لم تحصل أي أخطاء ونحرص على تفعيل الإدارة الطبية والرقابة على الأقسام المختلفة وإن شاء الله نكون دائما في خدمة المرضى ونقدم أفضل وأرقى الخدمات الطبية على مستوى المحافظة. نهاية ألم!! في الأخير بين فترة وأخرى نسمع عن الأطباء الزائرين ولكن هؤلاء خارج دائرة الرقابة هل هناك رقابة على الأطباء الزائرين في المستشفيات الخاصة وماذا عن الكفاءة لديهم وأين دور وزارة الصحة العامة والسكان من ذلك؟! ومتى ينتهي الدكتور الحريبي رئيس المجلس الطبي من إعداد التشريعات بتنظيم عمل الأطباء الزائرين ومعرفة ملفاتهم ومؤهلاتهم؟! ولكن تبقى محافظة الحديدة بيئة خصبة لكل الأوبئة والأمراض.. وتستمر مسالخ الرشيد والأقصى والحديدة والأمل والإسراء بـ"عمامة الإصلاح" في سلخ المرضى وتبقى "الخيول" تركض في الشفاء والثورة والعلفي وزبيد وباجل باحثة عن حبة اسبرين!! أخيرا  أمراض وأوبئة تفتك بالأطفال.. توقف دائم لمركز الغسيل الكلوي بالمحافظة بسبب نفاد المحاليل المخصصة لعملية الغسيل الكلوي. لقاحات الكلب تباع بالصيدليات وأصبح المصابون مهددين بالموت. يقولون إن مكتب الصحة العامة بالمحافظة أحال 45 منشأة طبية وصيدلية ومخزنا إلى نيابة المخالفات لمخالفتها لشروط مزاولة نشاطها الصحي وعدم تجديد تراخيصها.. هل يمكن معرفة أسماء تلك المنشآت والصيدليات الني تم إحالتها إلى نيابة المخالفات؟! ولكن نجد أنه تم تجديد تراخيص 162 صيدلية ومخزنا وتجديد لـ50 منشأة طبية ما بين مستشفى وعيادة ومستوصف ومركز ومختبر وإصدار ترخيص جديدة لـ61 صيدلية ومخزنا في مختلف مديريات المحافظة.. عجباً كيف يتم ذلك؟!  وتم ابتعاث 349 مريضا ومريضة للعلاج في الخارج على نفقة المالية ونفقتهم الخاصة منهم 59 مريضا مصابا بالقلب و269 مريضا مصابا بسرطان الكلى والمخ و21 مريضا بأمراض أخرى بدرجة سياحية.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign