الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    ثقافة وفكر /
في ندوة بمنتدى الجاوي ما زال البردوني يخيف الأنظمة القهرية وهو في قبره

2009-09-09 22:25:26


 
قال الكاتب عبدالإله القدسي إن الكثير من إبداع أديب اليمن الكبير والمفكر الموسوعي عبدالله البردوني لم يطبع في كتب وأن جزءاً منه نشرته صحيفة الوحدة إذ كانت له صفحة كاملة يكتبها أسبوعيا بعنوان "المستطرف الحديث" وهي صفحة كان يتناول فيها مستجدات الواقع الراهنة على صعيد الوطن اليمني والعربي والعالمي من زاوية ثقافية.   وكشف توأم درب البردوني منذ أواخر الستينيات وأحد الثلاثة المستأمنين في كتابة إبداعاته إلى جنب لطف الكحلاني والعزي محمد الشاطبي أن للبردوني رواية بعنوان "العم ميمون" قام هو بشرف كتابتها بحدود 200 صفحة فالسكوب منها في مارس 92م لم تنشر لافتا أن هذه الرواية لو قدمت للطبع ستحدث قفزة نوعية إبداعية في الضمير الإبداعي اليمني والعربي وستكون دراماها أكثر تأثيرا في نفوس قارئيها وستشكل أكثر من حافز للخوض في استكناه زمكنتها وأبعاد تنبؤاتها.   وأضاف أن هناك مخطوطاً من الإبداع الكتابي الذي كان ينشره في الوسائل الإعلامية عمل على تنقيحه وسماها "الجمهورية اليمنية" كان على وشك القذف به إلى إحدى مطابع دمشق – دار الكاتب العربي لم ينشر بالإضافة إلى كتاب آخر لم ينشر أي فصل من فصوله في أي صحيفة وسمه بعنوان "رجال في القبور" ثم عاد واستحسن أن تكون تسميته "أحياء في القبور" وهو كتاب يتناول بعضا من أعلام الأدب والفكر في اليمن.   أما عن الجانب الإبداعي الشعري فقال هناك ديوانان أحدهما سماه "رحلة العشق إلى مرافئ العمر" والثاني "ابن من شاب قرناها" وأن هذين الديوانين كانا من ضمن الثلاثة المخطوطات المطبوعة والمنسوخة المجهزة لقذفها إلى دور نشر "الكاتب العربي" بدمشق ولم تنشر إلى الآن.   وأكد القدسي في ورقة قدمها الأربعاء الماضي إلى ندوة عقدت في منتدى الجاوي بعنوان "إرث البردوني المفقود" أن ميراث البردوني الإبداعي ملك لشعبه صغيرا وكبيرا في إشارة منه إلى احتكار هذا الميراث وعدم إخراجه للناس.   وأضاف أن البردوني بدأ بعد الأخطاء التي رافقت قصيدته الشهيرة "الغزو من الداخل" ينحو منحى مختلفاً في نشره قصائده في الصحف السيارة المحلية والعربية بعد أن كان تنبه إلى ما شوه قصائده الشعرية في مطلع السبعينيات من أخطاء إملائية فادحة غيرت بشكل فاحش ومحرف سياق معناها ومبناها معا، إلى جانب تحفظه عن نشر عمله الإبداعي الكتابي لأسباب منها جدة الطرح فيه وتفرده البحثي وعدم أسبقية تناوله من غيره من الأدباء والدارسين أو الباحثين وأيضا للتنقيح أو إضافة معلومات تتعلق بما سبق وأن نشر في طباعة أولى.   وأشار الكاتب القدسي إلى أن عقدا من الزمن انقضى وإرث البردوني غير المنشور ما زال في أدراج جهات نافذة في الدولة على حد تعبير زوجته التي تدعي قائلة "إن إرث زوجها الأدبي يغدو ملكا للإنسانية جمعاء". دون أن ترى عيون أبناء وطنه وشعبه ومحبيه بعضا من هذا الإرث.   وتابع ما زال البردوني مخيفا لعتاولة هذا النظام حتى وهو في قبره وما زالت رؤاه مستقبلية في قصائده المطبوعة الأخيرة في "رجعة الحكيم بن زايد".   من جانبه رئيس فرع حزب الأمة السوداني في اليمن الشيخ طيب بشير (سوداني الجنسية)، أشار في مداخلة له في الفعالية إلى أن التقاء البردوني (موضوع الفعالية) والجاوي (اسم مكان انعقادها) يكون بحر شعر جديد هو بحر الصدق ومقاما فكريا ووطنيا عاليا في إشارة منه إلى عظمة هذين الرجلين ونضالهما الوطني وثقافتهما، داعيا إلى قراءة البردوني كفيلسوف ومفكر وليس كمعارض للأنظمة القهرية ومجموعة قصائد وكتابات فقط، موضحا أن البردوني وراء هذه العبارات وأكبر من ذلك وأن القراءة المجزأة له قراءة لا تخرج عن كونها شكلية.   وأشار إلى أن الكفيف يستطيع رؤية المعاني الأبعد وبطاقة أعظم من المبصر وأن مثل هذا الشخص يتحول إلى أمة لها قوم ورسالة تضيء لها الطريق.   وكان د. أحمد محمد سنان قد تقدم بورقة عن شعر البرودني وعلاقته بالقضايا الوطنية موضحا فيها أن لولادته في بيئة معاناة دوراً في تشكيل قصائده وشعوره الكبير بمن حوله وتناول معاناتهم وقضاياهم في قصائده، وتطرق إلى أنه مع بدايات الستينيات تصاعدت حدة قصائد البردوني لتعبر عن رفضها للواقع كما في قصيدة "لماذا لي الجوع والقصف لك...".   وأنه لم يكن طيلة حياته محبوبا للأنظمة القهرية ومن نعمة ذلك غياب معظم الفاسدين في تشييع جنازته واقتصار ذلك على البسطاء والشرفاء.   وفي الفعالية جرت قراءة العديد من قصائد شاعر الوطن البردوني كما صدح الفنان جابر علي أحمد بصوته وأوتار عوده ببعض قصائده غنائيا "إلا أنا وبلادي" و"لعيني أم بلقيس".   هذا وقد دعا المشاركون في ختام الندوة إلى إخراج ما لم يتم نشره من إبداعات الأديب الراحل وتحويل بيته إلى متحف ثقافي وطني.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign