الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    متابعات /
سجن مركزي صنعاء دار انتهاك الإنسانية..سجناء يفتك بهم الجوع ويعتصرهم التعذيب الجسدي والنفسي

2010-12-01 14:13:39


 
إن أجندة حقوق الإنسان هي التي تحكم ضمير عالمنا اليوم وأن تلك الأجندة التي ينشدها سكان العالم ليس لها أثر في كافة السجون اليمنية لانها تقع تحت قبضة جهات متشبعة بثقافة الاستبداد والاضطهاد والنهب والابتزاز والتعامل مع السجين وفق سجيتها التي ترى أنه مجرد شخص مذنب أحل لها انتهاك كرامته واستباحة جسده وإلغاء إنسانيته وسلب حقوقه الشخصية بصورة مباشرة وغير مباشرة وسلبه حقوقه المعنوية والنفسية والقانونية بكل صلف ووقاحة فسقطت تلك الأجندة الحقوقية تحت أحذية العسكر الغليظة التي تصادر الإنسانية وتنتعل الكرامة غير آبهة بكل النداءات التي تتعالى من كل مكان مطالبة باحترام الإنسانية وإيقاف الاندفاع الهمجي  من مجاميع عساكر السجون زبانية العذاب في أرض اليمن.. فإلى أحوال سجن مركزي صنعاء من الداخل.  بشاعة السجان  بعث نزلاء السجن المركزي برسالة إلى صحيفة الوسط تبكي القلوب قبل العيون وكانت الرسالة تحمل توقيع ما يقارب مائة وعشرين سجينا قاموا بتمهير الرسالة بدمائهم حتى تنوب عنهم الرسالة الملطخة بدماء في التعبير عن عمق المآساة لدى منظمات إنسانية محلية لم تعرهم اهتماما كاملا كما يجب كقضية إنسانية أصبحت تؤرق المجتمع وأبطال تلك المأساة أكتاف مشحونة بالرتب العسكرية تستثمر إنسانية السجناء حتى تنعم بوضع اقتصادي أفضل على حساب أنين أوجاعهم وقوتهم وكرامتهم وقد أوضح السجناء في رسالتهم أن الجوع أصبح مفروضا عليهم جراء تدهور الوضع الاقتصادي الذي أجبر الكثير من الأسر رغما عنها من الانقطاع عن الزيارة اليومية التي كانت تصل محملة بالغداء، فكان السجناء يعزفون عن غداء السجن وكانت إدارة السجن تستفيد منه لصالحها الشخصي لكن اليوم أغلب السجناء الفقراء ينتظرون بتربص تغذية السجن التي تقدم مبتورة ورديئة وفي صباح كل يوم يخرج السجناء "بقرواناتهم" نحو البوابة التي يتوسطها "دست" كبير مليء بالفاصوليا الرديئة المقلية بالماء يصرف لكل غرفة قروانة واحدة تحتوي على ما يقارب 1500 جرام من الفاصوليا المشبعة بالمياه لعدد يزيد عن خمسين سجيناً، نصيب كل واحد منهم ما يقارب ثلاثين جراماً لا تكفي لترطيب نصف حبة من "الكدم" اليابس المتحجر ورغم هذا يستحوذ في كل غرفة على تلك القروانة مجموعة صغيرة منهم كانوا من المحظوظين في ذلك الصباح بصحيانهم المبكر الذي مكنهم من ابتلاع ذلك الفتات الذي تطلق عليه إدارة السجن وجبة إفطار أما السجناء الذين لم يتمكنوا من الصحيان أثناء التوزيع فعليهم التضور جوعا حتى يحين موعد وجبة الغداء التي هي مجرد لقم معدودة من الأرز الجاف أما اللحوم فرغم أن الاعتماد لكل سجين من الدولة 1580 جراماً في اليوم إلا أن طريق صرف اللحوم فيها الكثير من الاحتيال حيث يتم صرف الدجاج يوميا باستثناء يومي الجمعة والأربعاء، فيصرف مثلا لغرفة عدد نزلائها خمسون سجيناً ما يقارب ثلاث حبات من الدجاج ذات الحجم المتوسط، يقوم مسئول الغرفة بتوزيعها على اثنى عشرة سجينا فقط مما يعني أن كل سجين يحصل على ربع دجاجة كل عشرة أيام مرة واحدة ما يعادل في الشهر حبة إلا ربع من الدجاج رغم أن ما هو مقرر له ما يعادل أربع دجاجات شهريا وقد اختارت إدارة السجن يوم الجمعة أن يكون يوما بدون لحوم لأن الكثير من الميسورين تصل زيارتهم محملة بالغداء فاعتبرته يوما للشحت من قبل المحرومين الذين فرض عليهم التطفل على موائد الميسورين بقرار إداري غير معلن أما يوم الأربعاء فقد خصص لصرف "اللحم البقري" يصرف لكل غرفة ما يقارب اثنين كيلو + العظم ويقوم مسئول الغرفة بتوزيعها لما يقارب سبعة أشخاص في غرفة عدد أفرادها خمسين سجيناً ما يعني أن حصة السجين من اللحم البقري تصل إليه كل ثلاثة أشهر مرة ولهذا اصبح يوم الأربعاء بالنسبة للسجناء يوم تحريك الأشجان وشم رائحة اللحم بالمجان فقد أوضحت رسالة السجناء أن حالة الغذاء في مركزي صنعاء يسير نحو الأسوأ وليس هذا ما يغيض السجناء بل هناك الافظع والأبشع في باطن هذا التقرير.  نهابة السجناء  هم مجموعة من الضباط والجنود توزعت فيما بينهم الأرزاق والادوار من خلال الاستثمار في عدد 19 بقالة تجارية توزعت على أقسام السجن كانت غرفاً خاصة بالسجناء تحولات إلى محلات تجارية، زبائنها مجبرون على الشراء منها بحكم أنهم سجناء تلك المحلات التجارية يملكها ضباط يشاركهم سجناء في إدارتها بينما أوكلت عملية التموين والتوريد للبضائع لتلك المحلات لضباط آخرين بينما أوكلت عملية توريد الخضروات من طماطم وبصل وبسباس لأحد الجنود والذي يدفع الجزية لمن رشحه لتلك المهمة هذه المحلات التجارية هي الدافع وراء إصدار قرارات يتم بموجبها منع العديد من المعلبات والمواد الغذائية من الدخول بها من قبل الزوار لأقاربهم من السجناء، فمثلا يفرض على الزائر أن لا يجلب أكثر من ثلاثة أنفار أرز وطبيخ وثلاثة علاقيات من القات حتى يقطع على الزائر جلب كمية أكبر من الغذاء من باب الصدقة أو الرحمة خوفا من أن تتأثر المبيعات في المحلات التجارية من المطاعم والبقالات التي يملكها زبانية السجن وتشمل قائمة المحظورات المياه المعدنية والعصائر بكافة أنواعها والحليب والجبن والمشروبات الغازية والكيك والفطائر والحلويات والزبادي والعسل والسمن والصابون والملابس والطراريح، بينما كل هذه المحظورات متوفرة في داخل السجن وعلى رفوف المحلات التجارية وتباع فوق هذا بأسعار مرتفعة تحت مبرر إضافة أجور المواصلات وارتفاع سعر إيجارات المحلات التجارية حتى السجائر ممنوعة عبر شباك الزيارة وتباع في الداخل بسعر مضاعف، يقال إن السبب دواع أمنية منها الخوف من تسرب الحبوب المخدرة إلى داخل السجن بينما أغلبية تلك الحبوب اللعينة تصل إلى الداخل بقدرة قادر فقد تحول السجناء جراء تلك الهمجية إلى مجرد أجساد تعصر لصالح مجموعة لا تقيم وزنا للحقوق الإنسانية. شبح الموت  قال السجناء في رسالتهم التي سموها بالعاجلة وطلب الاستغاثة "نحن لسنا حيوانات، ففي كل شهر يموت منا شخص أو اثنان بسبب انعدام الفهم بالمجال الطبي ممن يقومون بمعالجتنا، حيث لا يوجد أطباء متخصصون أو متدربون علاوة على استخدام أدوية منتهية تؤدي إلى الوفاة في حالة توفرت الأدوية بينما غالبا هي معدومة". وأوضحت رسالة السجناء أن إدارة السجن لا تصرف لهم كامل مستحقاتهم من الفرش والبطانيات وكذلك الغذاء والعلاج مما جعل أجسادهم هزيلة ينال منها المرض وأصبح الموت يهددهم بكل قوة. وأضافت رسالة السجناء أن زبانية السجن لم يكتفوا بتلك الممارسات البشعة بل يقوم هؤلاء الزبانية بممارسة كافة أنواع التعذيب ضدهم من استخدام القسوة وامتهان الكرامة واضطهادهم بشكل مخيف وطالبت رسالة السجناء من كافة الجهات الإنسانية وكذلك الحكومية بمن فيها رئيس الجمهورية ووزيرة حقوق الإنسان والصحفيون والمحامون النظر إلى حالهم بعين الرحمة وسرعة التحري  عن ما تضمنته الشكوى التي بعثوا بها إلى الصحيفة والتي اختتمت بعبارة لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ملجأ كل هارب ومأوى كل خائف.  مدير (نص * نص)  إن المشكلة لا تكمن في مدير سابق أو آخر لاحق في عملية إصلاح المفهوم الحقوقي لدى السجانين لأن هناك تركة من المفاهيم غير الإنسانية لدى الضباط وجنود ربوا وترعرعوا في دهاليز السجن ونمت أجسادهم من أموال ابتزت من حقوق السجناء، ترى تلك المجموعة أنها حقوق شرعية لها فإن أصحاب تلك المفاهيم المخجلة يشكلون بذرة الحفاظ على استمرار ثقافتهم المهينة تلك وهم لا يتورعون عن تلفيق التهم للسجناء بكل حقارة إن وجدوا أنفسهم متورطين أمامهم ولهذا يجب على مأمور الإصلاحية أن يستمع لأولئك الذين توجه لهم التهم من زبانيته، فمهما كان فمن حقهم أن يستمع إلى مظلمتهم وها نحن نسدي النصيحة للمدير حتى لا يظن أننا نحقد عليه كصحفيين نالنا بؤس سجنه وقسوته. السجين "نوري" قضية رست في جوف سجان  السجين نوري أحمد علي زيد تم إيداعه سجن مركزي صنعاء قبل ما يقارب عامين وبدون مسوغ قانوني وبصورة استثنائية قبلته إدارة سجن مركزي صنعاء بحكم أنه لا يحق قبول أي سجين دون أن يصدر عليه حكم بات من محكمة شرعية فالسجين نوري تم نقله من سجن الثورة الاحتياطي وهو رهن الحبس الاحتياطي إلى مركزي صنعاء جراء إضراب جماعي نفذه نزلاء السجن الاحتياطي اتهم نوري حينها أنه كان المحرض لتنفيذ ذلك الإضراب الذي استدعى تدخل القوات الخاصة في الحرس الجمهوري لفك ذلك الإضراب الذي كان يطالب السجناء فيه بحقوقهم من الغذاء والدواء والمعاملة الإنسانية وبعد أن تمكنت هراوات الجنود من فك الإضراب تم نقل نوري زيد إلى مركزي صنعاء قبل أن يصدر في حقه أي حكم شرعي وأصبح نوري زيد اسماً تم تدوينه في القائمة السوداء لدى مسئولي السجون الذين جمعتهم مصلحة الرابطة الوظيفية من اضطهاد نوري والانتقام منه وهو اليوم يعيش رهن الزنزانة رقم 4 في دهاليز السجن المركزي وعصا الانتقام مشهرة في وجهه، فقد أكدت الرسالة القادمة من السجن والممهورة بتوقيعات زملائه في الزنزانة أنه يتعرض للاعتداء الدائم من قبل جنود السجن وكان آخر تلك الاعتداءات في تاريخ 3/11/2010م يوم الأربعاء الثامنة والنصف صباحا حيث تلقى فيها نوري ضربا مبرحا بينما أكدت مذكرة وزيرة حقوق الإنسان الموجهة للنائب العام أن الوزارة تلقت شكوى تفيد أن السجين نوري تعرض للأذى الجسدي واللفظي ومحاولة الشروع في قتله وكانت الرسالة بتاريخ 13/3/2010م مما يعني أن الاعتداءات ما زالت مستمرة ضد السجين نوري وحياته مهددة بالخطر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة طالما الحقد عليه وصل إلى مرحلة تعددت فيها المحاولات وقد أوضح السجين نوري في رسالة بعث بها إلى الصحيفة أنه يعاني من الاضطهاد وسوء المعاملة من قبل إدارة السجن التي تمنع عنه الزيارة وتقفل أبواب السجن في وجه والدته وأقاربه وقالت رسالة نوري إنه رهن السجن بدون مسوغ قانوني وبدافع الانتقام منه حيث أصدرت محكمة الاستئناف الشعبة الثانية قرارها في جلسة تاريخ 11/7/2010م بالإفراج عنه بدون قيد أو شرط والاكتفاء بالمدة التي قضاها في السجن ثم حرر أمر الإفراج عنه رسميا بتاريخ 25/11/2010م ولكن إدارة السجن وكذلك نيابة السجن رفضت الإفراج عنه بسبب أنه راسل بعض الصحف جراء ما أصابه من ظلم وكذلك جراء الإضراب الذي نفذ في سجن احتياطي الثورة وقد أوضح نوري أن حياته أصبحت في خطر جراء تكرار الاعتداءات عليه من قبل جنود السجن وعدم تجاوب الإدارة في ضبطهم ونيابة السجن لا تحرك ساكنا وطالب السجين نوري المنظمات الحقوقية والإنسانية وكافة مناصري حقوق الإنسان وحرية التعبير والمفاهيم الديمقراطية التدخل بقوة من أجل إطلاق سراحه وإنقاذ حياته من الخطر المحيط به ومن خلال الوثائق التي تحتفظ بها الصحيفة يتضح أن السجين نوري تواصل إدارة السجن احتجازه في قضية لفقت له من إدارة السجن حيث يتهم بتحريض أحد المختلين عقليا بالاعتداء على أحد جنود السجن الذين يتجولون داخل غرف السجناء والتطفل على موائد الميسورين لإجباره للتنازل عن قضية كان نوري رفعها ضد جنود في استخدام القسوة ضده وهم ذات الجنود أنفسهم الذين أصدروا اتهامهم له حتى يعرقلوا عملية الإفراج عنه والمؤسف أن وكيل النيابة شاب رائع ويدرك تماما مدى الهمجية التي يمارسها الجنود مع السجناء.. فمتى تتحرك ضمائر من يتولون سلطة مقاليد القضاء؟.. تفاصيل بشاعة التعامل مع نوري في دهاليز مركزي صنعاء سوف نوردها تفصيلا في أعدادنا القادمة فتابعونا. * أسوان  وقد أدان مركز أسوان للدراسات وحقوق الإنسان ما يتعرض له السجناء وأكدت مديرة المركز الأستاذة أسوان شاهر توجيه مذكرة إلى النائب العام طالبته بالتحقيق فيما تضمنته الشكوى وكذلك المطالبة بالإفراج عن السجين نوري زيد.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign