الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    متابعات /
القابلة اليمنية بين علم التوليد وثقافة التقاليد

2010-02-02 18:26:12


 
 كتبت /وسام آل بهيان في كل عام ونصف تموت نحو مليـون إمرأه أثناء الحمل والولادة و10 إلى 15 مليون إمرأه  يعانين من إصابات خطيرة أو أمراض دائمة.  إضافة إلى هذا يموت نحو 3 ملايين من المواليد الجدد خلال الأسبوع الأول من العمر وثلاثة ملايين آخرون يخرجون للحياة بقلوب متوقفة. وتوفير اختصاصيين مهرة أثناء الولادة مدعومة بالرعاية التوليدية الطارئة يمكن أن يقلل من وفيات النساء أثناء الحمل والولادة بنسبة 75% بحسب تقديرات الإتحاد الدولي للقابلات. فللقابلة  تاريخ إجتماعي قديم في كثير من  البلدان  النامية وفي ظل الحاجة الماسة إليها تسعى منظمة الأمم المتحدة والصحة العالمية إلى تعزيز دورها في المجتمع من خلال تأهيلها بالمستوى الصحي المطلوب. وفي اليمن تحظى القابلة اليمنية برعاية وإهتمام، خاصة وأن المجتمع ما يزال يتمسك بدورها باعتبارها إحدى القيم الصحية المتوارثة  كما تسعى اليمن إلى نشر الصحة الإنجابية وتقليل الوفيات من خلال تعزيز دورها في المجتمع. وبين الثقافة الإجتماعية والصحية  لدورها تكمن أهمية تواجدها بين النساء خاصة في المجتمع اليمني.  نساء العاصمة يفضلن القابلة.. أم مراد دحان شايف "50عاما" هي إحدى القابلات ذوات التاريخ الصحي الناجح، فكثير من النساء في العاصمة صنعاء يفضلن أن تتم ولادتهن تحت إشرافها تقول:"أمارس مهنة القابلة منذ الثانية عشرة من عمري حين كنت أساعد إحدى أخواتي في عملية التوليد وكنت أشاهد هذه العمليات ثم درست في معهد صحي بتعز ومن خلال تجربتي الطويلة في هذا المجال استطيع تقدير ميعاد الولادة بمجرد النظر، وتذكر أن القابلة ذات التاريخ المهني الطويل مهمة، إذ أنها تمتلك الصبر في أداء مهنتها وتعتمد على وسائل طبيعية في عملية التوليد". وعن أهمية القابلة وتأهيلها تتحدث السيدة سعاد قاسم رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات تقول:مهنة القابلة موجودة حتى في الدول الإوروبية ولكن تقلص دور المولدة الشعبية وأتجه  العالم إلى الإهتمام بالقابلة المؤهلة وهي خريجة معهد عال أو جامعة مثل أي  كادر صحي تقدم الرعاية الصحية للأمهات والأطفال كما تقوم بالولادة الطبيعية وذلك بحسب الوصف الوظيفي لها لتعزيز دورها في خفض الوفيات في المجتمع، حيث أن أهميتها تتمثل في تحسين خدمات الصحة الإنجابية وخاصة في المناطق الريفية التي لا تتوفر فيها كوادر طبية نسائية حيث تبلغ وفيات الأمهات في اليمن 365 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة   حية إضافة إلى ضعف التغطية السكانية بخدمات الصحة الإنجابية وخدمات التوليد نظرا لعدم توفر العدد الكافي من القابلات اليمنيات في المرافق الصحية، فدور القابلة لا يتوقف في المساعدة أثناء الولادة فحسب بل أكبر من ذلك، حيث تكون متواجدة لرعاية النساء في جميع مراحل الحمل والولادة وما بعد الولادة لتقديم الرعاية والتثقيف الصحي للأسرة ورعاية  المولود وتقديم رعاية متخصصة للأمهات و لتحقيق أهداف التنمية الخاصة  بتحسين صحة المجتمع وتخفيض وفيات الأمهات والمواليد المرتفعة في اليمن  يتم تأهيل القابلات بمستوى عال لتقديم خدمات الصحة الإنجابية للنساء خاصة في المناطق الريفية. وتؤكد الدكتورة فداء كيالي دكتورة نساء وولادة بمركز دار السـلام على أهمية توفر قابلات قانونيات تقول: أهمية القابلة تتمثل في عدة نقاط أهمها تغطيت الأرياف لتخفيف  نسبة الوفيات فتوفر قابلة قانونية يسهم في ذلك من حيث أنها تستطيع تقدير الحالة ومدى  خطورتها لتحويلها إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى إن استدعى الأمر، كمان أن بعض النساء في العاصمة أيضا يحببن أن تكون ولادتهن في المنزل فوجودها مهم من حيث أنها تستطيع أن تنجز المهمة بشكل سليم وخاصة إن كانت مؤهلة حيث تكون على علم بالعلامات التي تسبق الولادة وتسهم كذلك في تقليل نسبة الحالات التي تصل إلينا من المواليد الميتين من حيث أنها تعلم متى  يجب أن يتم التدخل الطبي في المستشفيات بالوقت المناسب بحسب علامات ما قبل الولادة.. كما أنها تستطيع كذلك أن تقلل من نسبة الإنسمام الحملي "تسمم الحمل" وذلك من خلال قدرتها على قياس الضغط للحامل وهذا يجنب الحالة كثيراً من المراحل الخطرة، فنتفادى بذلك وصول الحالة إلى مرحلة شديدة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign