الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    تقارير /
الدولة والقبيلة.. من التحالف إلى الصراع ..فك ارتباط حاشد بالرئيس .. هل سيمثل بداية النهاية لنظام حكمة

2011-03-02 14:55:01


 
 تقرير/ رشيد الحداد  شكل انقلاب قبيلة حاشد على نظام حكم الرئيس صالح تحولا درماتيكياً في علاقة الدولة بالقبيلة من جانب وعلاقة الرئيس صالح بقبيلة حاشد التي ينتمي إلى احد فروعها التسعة  ويتكئ عليها في نظام حكمه منذ  33عاما ، فالقبيلة التي وقفت الى جانب الرئيس في أحلك  الظروف التي مر بها نظام حكمه تخلت عنه لأول مرة بشكل كلي ورفعت السبت الماضي  شعارات مناهضة لنظام حكمه في مؤتمر قبلي دعا إلية الشيخ حسين الأحمر الذي كان احد مراكز القوى الموالية للرئيس صالح على مدى 98م حتى تاريخ  انقلاب صالح عليه في المؤتمر العام السابع أواخر العام 2005م المهرجان الذي حضره مايزيد عن 200الف  يمثلون كل مديريات محافظة عمران العشرين,والبالغ عدد سكانها (877.786) نسمة، والتي مثلت منذ قيام ثورة سبتمبر معقل القبيلة الغالبة ،  ذلك الانقلاب بين الشيخ الشاب الذي لم يكن الأول ولكنه الأصعب في حسابات الزمن ومتغيراته السياسية التي قلصت هامش الرئيس في مناورة معارضيه وهو مادفع الرئيس صالح إلى إجراء عدة لقاءات مع مشائخ واعيان قبيلة حاشد الغالبة التي تحظي بنصيب الأسد من الدور السياسي القبلي، إلا أن لقاءات صالح بعدد من مشائخ حاشد على مدى الفترة القليلة الماضية لاستمالتهم إلى صفه مستخدما الريع المالي كوسيلة للاستقطاب أثبتت فشلها مطلع الأسبوع الجاري، الذي حمل تحولا جديدا في علاقة قبيلة حاشد والشيخ الأحمر التي انتقلت من  العلاقة التحالفية إلى العلاقة الصراعية وهو مايعنى خروج حاشد القبيلة على الحاكم التقليدي وسقوط الورقة القبلية التي أثارت مخاوف المجتمع المدني من توظيف صالح لها لضرب معارضيه وإجهاض الثورة الشبابية.  تدهور علاقة الرئيس بأولاد الشيخ  خروج القبيلة التي راهن عليها الرئيس كثيرا في حماية نظام حكمه لم يكن امرأ طبيعيا بل كان تغذية عكسية لعلاقة الرئيس بأولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر منذ وفاته الى اليوم  والتي مرت بعدة مراحل تارة بالتحالف وتارة بالصراع وبالتحالف والصراع تارة أخرى، وصولا إلى العلاقة الصراعية التي يصعب تجسير هوتها، فالرئيس صالح على مدى السنوات الماضية سعى إلى سحب البساط من تحت  أولاد الأحمر بطريقة غير مباشرة من محاولات إضعاف نفوذهم في أوساط قبيلة حيث سعى الى دعم مراكز قوى قبلية  أكثر ولاء من أولاد الأحمر تلك المرحلة بدأت عقب فتور علاقة الشيخ الأحمر بالرئيس في العام 2005م وظهور الدور السياسي لحميد الأحمر في أوساط تجمع الإصلاح المعارض كمعارض بارز لنظام صالح ،  وما زاد الأمر توترا بين الأولاد والرئيس انقلاب الرئيس وحزبه  على  حسين الأحمر في المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام المنعقد في عدن أواخر العام 2005م وتم الاطاحة به من منصبه الحزبي السابق كممثل باللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام لمحافظة عمران الذي كان يشغله الشيخ حسين منذ العام 98-2005م بتوجيهات رئاسية بسبب انحيازه ضمنيا إلى جانب المعارضة في غالب الأحيان وتم اختيار الشيخ احمد الزهيري كبديل له، إلا أن سقوط حسين الأحمر لم يكن النهاية لدوره السياسي والقبلي بل اتخذ منها منطلقا جديداً لمرحلة الصراع مع النظام الحاكم فالشيخ الشاب الذي مكنة الدعم السعودي السخي  من إنشاء علاقات قبلية واسعة مع قبيلة حاشد وقبائل أخرى ومكن الأحمر من إنشاء  مجلس التضامن الوطني عام 2007م الذي يضم أكثر من مائتي شخصية  حزبية وسياسية واجتماعية ويصل تمويله الشهري 56مليون ريال ،  وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية استطاع  حسين الأحمر أن يوطد علاقته بجميع فروع القبيلة من خلال تحركاته الكثيفة لمنع تصدع القبيلة وخروج ولائها عن أولاد الشيخ الأحمر في ظل المحاولات الهادفة الى إفراغ دورهما الذي تجسد في الانتخابات التكميلية بالدائرة "283" بمحافظة عمران التي ظلت حكرا للشيخ عبدالله منذ العام 1993م حتى وفاته، حيث سعى الرئيس إلى تقديم الدعم السياسي لمرشح الحزب الحاكم الشيخ/ جليدان محمود جليدان الخصم الرئيسي لحسين الأحمر في أوساط حاشد والذي ينفذ أجندة الرئيس صالح لإفراغ دور أولاد الأحمر، متخليا عن العقيد هاشم الأحمر احد أولاد الشيخ عبدالله والحارس الشخصي للرئيس الذي قدم نفسه بعد إلحاح الشيخ حسين عليه بأن لا يترك دائرة والده لمعارضي أولاد الأحمر، حيث مول حملته الانتخابية ب250مليون ريال مرشحا مستقلاً في دائرة والده وبعد منافسة شديدة لم تكن بين مرشحين اثنين بل بين حسين والرئيس أسفرت نتائج الفرز في الانتخابات التكميلية بالدائرة "283" عن فوز العقيد الأحمر بفارق يزيد عن أربعة آلاف صوت على منافسه مرشح الحزب الحاكم الشيخ/ جليدان محمود جليدان الذي حظي بالدعم السياسي والميداني من رئيس الجمهورية  تلك النتيجة اعتبرت بمثابة استفتاء  شعبي كشف حجم الثقل القبلي والسياسي الذي يحظى به أبناء الشيخ عبدالله بن حسين ، مقابل رهانات  صالح التي ساهمت في احتواء تصدع علاقة أبناء الأحمر وزادت من التماسك والتعاضد بينهما ،تلك الانتخابات كشفت  حرص السلطة والحزب الحاكم على إسقاط المرشح المستقل هاشم الأحمر لإظهار تدني شعبية أبناء الشيخ عبدالله في قبيلة حاشد، غير أن نتائج الانتخابات التكميلية جاءت على العكس من ذلك وأظهرت التفاف قبيلة حاشد عموماً وقبيلة بني صريم خصوصاً التفافها حول أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.  اختراق المؤتمر الحاكم  صراع الرئيس وحسين اتسع عرضيا وطوليا عقب الانتخابات التكميلية، فبعد فوز هاشم الأحمر بمقعد والده سعى حسين  إلى إعلان كتلة التضامن الوطني البرلمانية التي قوامها خمسون عضوا برلمانيا معظمهم ينتمون الى المؤتمر العام الحاكم ليوجه رسالة قوية للرئيس صالح  وهو الأمر الذي أثار استياء الرئيس من تحركات الأحمر ودعا إلى عقد لقاء مع الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم كما عقد  لقاء مع عدد من النواب البارزين الذين انضموا إلى كتلة حسين ووضع أمامهما خيارين (المؤتمر أو تضامن حسين)، فدافع البعض عن حق زملائهم في الانتماء الى منظمة مجتمع مدني، وعقب ذلك سعى الرئيس صالح إلى احتواء حسين الأحمر من خلال تعيينه أميناً عاماً مساعداً للمؤتمر لشؤون الفروع  وهو المنصب الذي رفضه الأحمر خلال أكتوبر الماضي ، والملاحظ أن الشيخ حسين الأحمر الذي ظل في عدن قرابة الشهر قبيل فعاليات خليجي عشرين قاطع الفعاليات مع شقيقه نائب وزير الشباب والرياضة حاشد الأحمر ومن ثم اعتكف في مديرية خمر طيلة الفترة السابقة وما زاد الأمر توترا بين حسين والرئيس في الآونة الأخيرة سعي الرئيس الى استمالة عدد كبير من قبائل حاشد إلى صفه، مستخدما الريع المالي لضمان ولاء مشائخ واعيان كل من (حوث، العشة، العصيمات، مسور، الاشمور، والمصانع، خارف، وذيبين، بني صريم وخمر، همدان، مديرية ثلا ومشائخ واعيان عيال سريح وريدة، السودة والسود وصوير) متجاهلا وجود حسين في منطقة (الخمري) والتي كان لها ردة فعل موازية في الاتجاه من قبل حسين الأحمر الذي اعتبر في تصريح صحفي تحركات صالح في أوساط حاشد ولقاءاته مع بعض مشائخها ليست سىى ظاهرة إعلامية، مؤكداً أن السلطة مهما حاولت إغراء القبائل بالمال فإنها لن تستطيع أن تفرقهم ، وفي خطوة مماثلة  لاجتماعات صالح بعدد من مشائخ وعقال حاشد سعى الاحمرالى عقد لقاء اسماه لقاء المودة والوفاء في مديرية السودة التابعة لمحافظة عمران بداية نوفمبر والتي احتشد فيها عشرات الآلاف من أبناء قبائل خارف وذيبين وبني صريم والقفلة وعذر والعشة والصيد والعصيمات.  إعلان فك ارتباط حاشد بالرئيس  على مدى الفترة السابقة سعى حسين الأحمر إلى تعزيز جبهته الداخلية من خلال  راًب الصدع في أوساط حاشد من خلال تبنيه مؤتمرات متعددة، بعضها خصصت للحفاظ على القبيلة من اتساع النفوذ الحوثي وأخرى في حل قضايا الثأر مستخدما من خلال لقاءات قبلية مع مختلف قبل حاشد، وخلال النصف الأخير من العام الماضي قدم حسين الأحمر نصف مليار ريال لحل قضايا الثأر في أوساط حاشد ، من ثم عقد السبت الماضي ما أطلق عليه مهرجان (التغيير) حضره قرابة 200الف قبيلي مسلح وصف بأنه الأول في تاريخ محافظة عمران- وفي المهرجان شن حسين الأحمر هجوما لاذعا على الرئيس صالح ونظام حكمه، متهما صالح بالالتفاف على النظام الجمهوري وتحويله إلى نظام الأسرة المالكة تحت غطاء النظام الجمهوري ،واستغلال مقدرات البلد واعتبر سقوط نظام صالح ضرورة لإخراج البلد من الأزمات ،وأشار إلى أن حل كل قضايا  البلاد مرهون بسقوط النظام الفاسد الذي يوقد المشاكل، ودعا الى إيجاد نظام حكم مدني وأنه يجب أن يحكم اليمن من المجتمع المدني ، مبديا تأكيده أن الشيخ حميد لن يترشح للرئاسة مهما كانت الظروف، واتهم الاحمرالنظام الحاكم بالسعي إلى إجهاض مهرجان التغيير  من خلال دفع أناس للقيام  بتقطعات في الطرق على المحتجين، وإطلاق النار عليهم، مقابل 25 مليون ريال صرفها الحزب الحاكم  مقابل لبعض المتقطعين وكشف عن توزيع المؤتمر في المحافظة لـ300 مليون ريال لتضليل المواطنين وللبلاطجة.  الدور السعودي  انقلاب قبيلة حاشد بقيادة  حسين الأحمر أثار ردود أفعال واسعة إزاء الدور السعودي في اليمن.. حيث اعتبر بعض المحللين الانقلاب القبلي الذي قاده حسين المعروف بعلاقته الوطيدة بولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز وأولاده منذ سنوات احد أهم المؤشرات لانضمام السعودية الى ثورة الشباب اليمنى وتأييدها لتمرير أجندة خفية والحفاظ على دورها السياسي والوصائي على الشؤون اليمنية من جانب ، وتخليها عن الرئيس صالح الذي بدا كحليف استرتيجى خلال السنوات الماضية، كما أن البعض أبدى مخاوفه من إعادة إنتاج الدور السعودي في الشؤون الداخلية اليمنية في الفترة القادمة .وعلى الرغم من ذهاب التحليلات الى الدور السعودي، وفي ظل تناقض التحليلات حول قيادة حسين الأحمر لانقلاب قبيلة حاشد على الرئيس يضع  العديد من المهتمين بالشأن السياسي اليمنى وعلاقة الدولة بالقبيلة وكذلك بروز الدور السعودي كمتغير وسيط في تلك العلاقة سؤالاً مفاده (هل هناك رضى سعودي غير معلن عن ثورة الشباب اليمنى ضد الرئيس صالح وانقلاب في علاقة الشقيقة الكبرى غير معلن أيضا على الرئيس  أم أن الدور السعودي في الوضع الحالي لم  يتجاوز تصفية حسابات قديمة جديدة مع صالح ؟؟    قلل رئيس الجمهورية من أهمية استقالة بعض النواب من الحزب الحاكم.. موضحاً بأن المؤتمر لا يقبل بداخله أناساً جبناء وفاسدين وأن خروجهم مكسب كبير للمؤتمر وبعضهم مثل عائقاً أمام تحقيق بعض الإصلاحات التنظيمية.. ونصح البعض وخاصة من بيوتهم من زجاج بأن لا يرموا الناس بالحجارة، في إشارة لأنجال الشيخ:عبدالله بن حسين الأحمر.. وأكد الرئيس في لقائه بأعضاء كتلة الحزب الحاكم في البرلمان اليمني الأحد الماضي بأنه سيقود المعركة بنفسه دفاعاً عن الجمهورية والشرعية الدستورية في العاصمة صنعاء وعموم المحافظات.   الرئيس ونظرية المؤامرة   الرد كان سريعا من قبل الرئيس صالح الذي عقد لقاء بقادة القوات المسلحة وحضره نجله احمد وغاب العميد يحي وحضر العميد عمار والعميد طارق بالإضافة إلى اللواء على محسن الأحمر أنه الثالث خلال اقل من شهر وخلال اللقاء الطارئ القى الرئيس صالح خطابا بدا فيه متناقضاً حيث اعتبر الاحتجاجات حقاً كفله الدستور للتعبير عن الرأي. وبحسب خطاب الرئيس في الاجتماع الذي بثته وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة والمقروءة لوح باستخدام القوة لقمع المتظاهرين واشار إلى أن ثمة مؤامرة تستهدف البلد ودعا أنصاره الى حماية الوطن من ما اسماها بالردة ومؤامرة عودة السيف والخمس نجمات في الشمال والانفصال في الجنوب.   مؤتمر عمران يسخر    مصدر مؤتمري نفي أن يكون حسين الأحمر  في المؤتمر الحاكم عقب الاستقالة وقال المصدر إن الأحمر فصل من المؤتمر الشعبي العام بقرار من أمانة اللجنة الدائمة وذلك من فرع محافظة عمران في العام/2005 م ، نظرا لفشله في إدارة الفرع بمحافظة عمران ، وتساءل المصدر: كيف يستقيل من لا يعمل وصار مفصولاً منذ 6 سنوات ، في ذات السياق أشار مصدر محلي في عمران الى مهرجان حسين  لايتعدى خمسة آلاف شخص.. وفي سياق ردود الأفعال سخر مصدر محلي في محافظة عمران من ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن حضور نصف مليون للمهرجان الذي أقامته أحزاب المشترك في محافظة عمران السبت الماضي وقال إنه رقم خيالي يتعدى عدد سكان محافظة عمران وان الحضور لا يتعدى خمسة آلاف شخص تم تجميعهم ودفع الأموال لهم لحضور المهرجان, وأكد المصدر أن سكان وقبائل عمران يرفضون الوصاية عليهم من أي كان وان قرارهم مستقل ، وأشار المصدر إلى أن البعض يحاول أن يصور نفسه كزعامة على قبائل وسكان عمران من خلال تسريب تلك المعلومات المغلوطة , إلا أن الجميع صار يعرف حجمهم الحقيقي بعد أن صاروا يبيعون ويشترون باسم القبائل وخصوصا قبيلة حاشد التي أعلن أبناؤها مرارا وتكرارا بأنهم لم ينجروا إلى العنف.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign