صنعاء ترفع سقف التصعبد البحري مع اسرائيل إلى البحر الأبيض        صنعاء ,, مسيرات مليونية تضامناً مع غزة        مخاوف سعودية من تحقيق صنعاء المزيد من المكاسب على الارض       واشنطن تجدد اعترافها ,, معركة البحر الأحمر ليس كالمتوقع      
    تقارير /
أنصار السلطة والحوثيون يفرضون حضورهم..صعدة .. نهم الحرب يطغى على اتفاق السلام

2010-07-21 06:16:42


 
لم يكد يمض يوم  على إعلان إعادة تفعيل اتفاق الدوحة  إلا وعاد اشتداد حالة التوتر والتصعيد المتبادل إلى صعدة بين السلطة والحوثيين أكثر وهو ما يعد مؤشراً لتكرار الحالة التي أعقبت توقيع اتفاق الدوحة في العام 2007 م فعدم التزام الطرفين بتنفيذ بنودها واندلاع الحرب السادسة جعل قطر تسحب وساطتها بما فيها مبلغ الخمسمائة مليون دولار الذي كانت خصصته للمساهمة في إعادة إعمار صعدة. الثلاثاء قبل الفائت قام أمير قطر بزيارة قصيرة إلى صنعاء أعلن خلالها  عن إعادة تفعيل الوساطة القطرية  وقال رئيس الجمهورية إنه لن يسمح بتكرار الحرب في صعدة، واليوم التالي اندلعت مواجهات بين الجيش والحوثيين وأسفرت عن قتلى وجرحى . صحيح أن المستفيدين من استمرار الحرب يبذلون جهوداً غير عادية لمنع نجاح أي اتفاقات لإغلاق ملف صعدة، لكن طرفي الصراع يتحملان مسئولية نجاح مخططاتهما. أنظروا كيف تم  تفعيل اتفاق الدوحة .. كمين مسلح يقتل 11 شخصا بينهم 3 من رجال الأمن وفي مقدمتهم مدير المنطقة الأمنية واصابة 3 آخرين بمديرية مجز ، والسلطة تتهم الحوثيين  بنصب الكمين فضلاً عن اتهامهم  باستهداف طقم عسكري وقتل جميع أفراده ، ومن جانبهم الحوثيون اتهمو السلطة بقتل ثلاثة من أنصارهم .   ونفى الحوثيون اتهام السلطة  لهم بقتل 11شخصا بينهم جنود وضباط ، معتبرين ذلك "افتراء محضاً".  وقال مكتب عبدالملك الحوثي الإعلامي  إن الحادثة تأتي في إطار صراع قبلي بين أبناء المنطقة وأن تواجد الجنود مع طرف قبلي لديه مشاكل وثارات مع طرف آخر ودخول قرية أصحاب الثأر، يضع الكثير من التساؤلات ويتحمل مسئوليتها من وجههم بذلك كونهم لم يكونوا في مهمة ميدانية. وكانت وزارة الداخلية اتهمت الاربعاء الماضي الحوثيين بقتل 11 شخصا بينهم 3 من رجال الأمن واصابة 3 آخرين بمديرية مجز بمحافظة صعدة. موضحة ان الحوثيين استهدفوا طقما تابعا للأمن كان ينقل اعاشة من مديرية مجز الى مركز محافظة صعدة وعلى متنه 3 من رجال الأمن، حيث أمطرهم الحوثيون في المديرية بوابل من الرصاص ما أدى الى إصابة الجنود الثلاثة وقيام الجناة بمحاصرتهم مع الطقم. مضيفة ان الحوثيين قاموا في وقت لاحق بقتل 3 من رجال شرطة النجدة بينهم ضابط برتبة ملازم اسمه فضل يحيي علي عبد الرزاق ، بالإضافة الى قتل 8 مواطنين من أبناء مديرية مجز المتعاونين مع الدولة في جريمة بشعة ليس لها من معنى سوى عرقلة جهود إحلال السلام بمحافظة صعدة. وتحدثت وزارة الداخلية عن ارتكاب الحوثيين لـ635 خرقاً منذ إيقاف العمليات العسكرية في الـ11 من نوفمبر العام الماضي، شملت قتل رجال أمن وعسكريين ومدنيين واستحداث نقاط عسكرية وغيرها من الخروقات ووصف المسئول الحوثي ماذكرته الداخلية بأنه "مليء بالكثير من المغالطات والتهرب من الحقيقة ومحاولة استغلالها لأهدافها السياسية، حيث أن الحادث كان قريبا من سد منطقة مجز في طريق ترابية ولم يحدث أي كمين على جنود من قبلنا" حسب قوله . واتهم المسئول الحوثي من وصفهم بـ"تجار الحروب" بأنهم المستفيدون من وراء الحادثة  من جانبها عبرت اللجنة الوطنية المشرفة على تنفيذ النقاط الست في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان عن أسفها الشديد للخروقات المتكررة من جانب الحوثيين والتي أدت إلى مقتل العديد من المواطنين ورجال الأمن بمديرية حرف سفيان ومديريات محافظة صعدة. وقالت اللجنة في بلاغ صحفي إن آخر هذه الخروقات حادث الاعتداء والتقطع على قائد المنطقة الأمنية بمديرية مجز والذي ادى الى مقتل عشرة, بينهم قائد المنطقة واثنان من مرافقيه وسبعة من المواطنين وإصابة عشرة آخرين بينهم ثلاثة جنود وذلك في الكمين الذي نصب لهم بمنطقة مجز بمديرية مجز جماعة. واستنكرت اللجنة هذه الجريمة, مؤكدة بأن هذه الخروقات والاعتداءات أدت وتؤدي إلى عرقلة تنفيذ النقاط الست. والتي قالت إنها بذلت جهودا متواصلة منذ خمسة أشهر للاشراف والمتابعة لتنفيذها بغية إعادة تحقيق الامن والاستقرار والتنمية وإعادة الأعمار في المحافظة.. منوهة بتعاون السلطة المحلية والجهات الأمنية في المحافظة . وقالت: لكي تستمر اللجنة في أداء مهامها, فعلى الحوثيين الالتزام بسرعة تسليم الجناة لينالوا عقوبتهم عبر القضاء. وشددت اللجنة على ضرورة التزام الحوثيين بتنفيذ ما تبقى من النقاط الست لما فيه المصلحة العامة وبسط الأمن والاستقرار في المحافظة وعودة النازحين ، مؤكدة في الوقت ذاته بأن الدولة لن تنجر مهما كان الثمن إلى شن حرب أخرى رغم الاستفزازات التي يقوم بها الحوثيون. وفي مديرية حرف سفيان التابع لمحافظة عمران قتل ثلاثة من أنصار الحوثي إثر تعرضهما لإطلاق نار من قبل شخص مسلح قالت السلطة إن له ثأراً قبلياً، بينما اتهم الحوثيون الجيش بقتلهم في كمين.  وقالت وزارة الداخلية عبر موقعها الاخباري على شبكة الانترنت إن الحوثيين الثلاثة وهم (أحمد حسن جميلة ، سامي أحمد سالم جميلة ، أحمد علي ملهي) كانوا قد قاموا بقطع الطريق في المنطقة الواقعة بعد المدرج, وعندما حاولت تلك العناصر القبض على أحد المواطنين المسلحين اضطر للدفاع عن نفسه مطلقاً النار عليهم ما أدى إلى مقتلهم جميعاً. موضحة بأن القتلى من العناصر الحوثية كانوا مطلوبين للأجهزة الأمنية بمحافظة عمران على ذمة قضايا قتل مواطنين وجرائم جنائية أخرى. من جانبهم الحوثيون عبر ممثلهم في لجنة صعدة الإشرافية على تنفيذ نقاط وقف إطلاق النار بين الحكومة والحوثيين، اتهموا الجيش بقتل ثلاثة من أتباعهم وجرح خمسة آخرين فجر الجمعة في كمين بطريق صعدة صنعاء. كما اتهموا اللجنة الاشرافية بصعدة برئاسة منصور عبد الجليل بأنها "غير محايدة"، تتبنى مواقف السلطة بدون أي تفهم او تحقيق في أي حادثة . وقالوا إن تلك اللجنة تكيل بمكيالين ولم تعتمد الحيادية ولا الإنصاف وإنها لم تقم بإدانة أي خرق من خروقات الجيش التي لم تتوقف من نصب كمائن وسقوط ضحايا من طرفهم بينما تسارع إلى اتهامنا وإدانة أحداث غير حقيقية أصلا كحادثة مجز التي هي صراع قبلي يعرفه الجميع في المنطقة - حد الاتهام. وفي منطقة العمشية بمحافظة عمران تجددت المواجهات بين مسلحي الحوثي وقبائل بن عزيز منذ مساء الأحد الماضي . وأكدت مصادر محلية سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين في حين ما زالت المواجهات المستمرة بمختلف أنواع الأسلحة. وتأتي هذه المواجهات بعد مقتل 3 من مسلحي الحوثي وجرح آخرين مطلع الأسبوع الجاري في منطقة شاقح ، اتهم فيها الحوثيون الجيش بنصب كمين لأتباعه في حين اتهمت أسر القتلى قبائل بن عزيز بالوقوف وراء الحادثة، مما أدى إلى تجدد المواجهات، والتي تسببت بقطع طريق صعدة عمران في سفيان. وكانت وساطة برئاسة علي ناصر بن قرشة تمكنت من التوصل لوقف إطلاق النار في المنطقة ، وانسحاب مسلحي الحوثي من مناطق( المسحاط والزعلاء والعمشية) ، وكذا انسحاب قبائل بن عزيز من المواقع المستحدثة ، ومغادرة البرلماني صغير بن عزيز المنطقة. لقد وضعت هذه الأحداث الوساطة اتفاق الوساطة القطرية على المحك فضلاً عن جدية السلطة والحوثيين في النزوع نحو احلال السلام في المناطق التي ظلت مسرحاً للمواجهات طيلة ست سنوات ، كما أنها في نفس الوقت ضاعفت مخاوف الأهالي من فشل تنفيذ اتفاق الدوحة وتجدد الحرب. إلى ذلك وفيما بدا أنه تباين في وجهات النظر بين الحكومتين اليمنية والقطرية حول نتائج زيارة أمير قطر الشيخ حمد الاسبوع الفائت، والتي اختتمها بمؤتمر صحفي ظهر فيه الزعيمان غير متفقين على كل القضايا خاصة النقطة السادسة التي أشار الرئيس إلى أن اليمن أضافتها إلى النقاط الخمس وهي الخاصة باشتراك السعودية في أي اتفاق يجري بين الحكومة والحوثيين ، فقد تجاهل الأمير القطري الحديث عنها.  الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري وزير خارجيتها تدخل سريعا عبر مداخلة له مع موقع قناة الجزيرة ليضع النقاط على الحروف وليحسم اللبس الذي ظهر في المؤتمر الصحفي، فقال " ما يعنينا هو تنفيذ النقاط الخمس التي وردت في اتفاق الدوحة". مشيراً إلى انه سيجري العمل في الأسابيع القادمة في اتجاه تنفيذ هذه النقاط.. وحول سؤال عن النقطة السادسة التي أضافتها اليمن وتحدث عنها  الرئيس علي عبدالله صالح قالاً "هذا شأن يمني"، متجنبا إضافة النقطة السادسة إلى اتفاق الدوحة. وكان الرئيس علي عبد الله صالح أعلن أنه تم الاتفاق مع أمير دولة قطر على إعادة تفعيل اتفاقية الدوحة ذات الخمس النقاط بشأن إنهاء الحرب وإحلال السلام في صعدة مع إضافة نقطة واحدة إليها فيما يخص اليمن والسعودية مع الحوثيين . فضلاً عن المساهمة في اعمار صعدة بمبلغ الخمسمائة مليون دولار الذي سبق وتكفلت به .وبحسب مصادر خاصة فإن طلب الرئيس من أمير دولة قطر تفعيل اتفاق الدوحة  والتوسط مجدداً تم خلال لقائهما في ليبيا وأن هذا الطلب جاء بعد إيقاف السعودية نفقات الحرب المقدرة بعشرة ملايين ريال سعودي يومياً غير التي كانت تدفعها لمشائخ القبائل مقابل مشاركتهم في الحرب ضد الحوثيين. و أتت زيارة الأمير القطري القصيرة إلى صنعاء بعد يوم واحد من تلقيه رسالة من رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح التي نقلها إلى الدوحة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني  وأكد الرئيس في تصريحات لوسائل الإعلام عقب جلسة المباحثات التي عقدها مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حرص الدولة على إحلال السلام والأمن في صعدة.. لافتا إلى أن الجهود متواصلة في هذا الشأن وما يحدث من خروقات بين حين وآخر ومواجهات بين المواطنين الذين يقفون إلى جانب الدولة وبين المواطنين الذين كانوا مع الحوثيين يتم التغلب عليها من قبل اللجنة الوطنية المكلفة بالإشراف على تنفيذ آليات البنود الستة لإنهاء التمرد ويتم معالجتها .  وشدد الحرص على عدم تجدد الحرب مرة أخرى .. وقال :" هذا غير وارد ومرفوض تماما.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign